أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 05 \ 18
E-MAIL: tayseer54@maktoob.com
وصلت الأمم
المتحضرة
اليوم إلى
أعتاب تطورات
معرفية
وعلمية بعيدة.
وللحاق بتلك
التطورات
لابد من
تغييرات جدية
في مناهجنا
المدرسية وفي
آليات
التدريس
والانتقال من
آلية الإملاء
والملالي إلى
آليات التعامل
مع أحدث وسائل التكنولوجيا.
ولعلنا نشهد
ما
لتكنولوجيا
المعلوماتية
من آثار عميقة
على مسار
الأحداث الجارية
وتفاصيل
الحياة
اليومية للإنسان
العادي في
مختلف بقاع
الأرض حتى وصل
تأثيرها أبعد
مجاهل غابات
الأمازون
وأعمق مجاهل
واحات
الصحراء
الكبرى وأعلى
قمم جبال الهمالايا
بل عبرت فضاء
كوكبنا لتصل
إلأى الكواكب
المجاورة
والبعيدة...
وليس
لنا في ظروفنا
ما يتصل
باستكشاف
مجاهل الكون
البعيد
ولكننا نملك
حاجات مدنية
معاصرة
تجعلنا
ملزمين بالدخول
في فضاءات
التعامل مع
تلك
المعلوماتية
من أجل وضع
الحلول
الناجعة
لمشكلات
تجابهنا يوميا
في مختلف شؤون
حياتنا. وإذا
كان العالم قد
دخل قبل سنين
بعيدة في زمن
المكننة ودخل
بعدها مرحلة
الأتمتة فهو
اليوم داخل في
مرحلة الرقميات
أو الديجيتال
التي لا مفر
من التعاطي معها
إذا ما كنا
نريد لأنفسنا
الاندماج في
عالم اليوم
وأحداثه..
ولكن
ما بالنا لا
نقرأ حقيقة ما
يجري في بلادنا
فنحن مازلنا
نملك من
الأمية
الأبجدية
نسبة غير سهلة
المعالجة
ولدينا من
تخلف آليات
العمل
الإداري
والتخطيطي العام
الشئ الكثير
مثلما لا نملك
أدوات تفعيل التعامل
مع تكنولوجيا
الرقميات..
فلدينا أمية
حقيقية في
إطارها بنسبة
مهولة أبعد
بكثير من
أميتنا
الأبجدية
وأميتنا
بلغات الأرض
الحية!!
ويمكن
أنْ نقرأ
مستوى ما نحن
فيه إذا ما
عرفنا أنَّ
عددا كبيرا من
أساتذة
الجامعات أنفسهم
لم يتعرفوا
بعد على كيفية
استخدام ما يسمونه
الحاسوب في
لغة التعامل
اليومي فضلا
عن نسبة أكبر
من تلاميذ
الجامعة ممن
لم يروا الكومبيتر
نفسه ولا نقول
لم يتعاملوا
معه.. ولدينا
جامعات لم
تدخل بعد في
سجل التوثيق
المعلوماتي
فإنْ وجدنا
تلك التي وضعت
بعض العناوين
على
الكومبيوتر
عنها فإنَّها
لم تضع أكثر من
اسمها وعدد من
الكليات التي
تضمها ولا شئ
يذكر غير هذا!!
ماذا
يُرتجى من
وراء مثل هذه
القائمة
الطويلة من
فضائح
التخلف
وأمراضه
وأوصاب مشهد
كارثي كهذا؟!
ليس لنا إلا
تجنب الاحباط
وخيبة الأمل
والإسراع في
عمل مواظب على
الحركة
والتغيير
الجذري
وتوظيف خبراء
مناسبين لمثل
هذه الأعمال
والأنشطة
المعرفية وفتح
منافذ
التعامل مع
تكنولوجيا
المعلومات على
مصاريعها
كاملة وإتاحة
الفرص كافة من
أجل امتلاك
أجهزة
الكومبيوتر
ومن أجل إتاحة
معرفة
التشغيل
والبرمجة
والاستخدام
الأمثل...
من
هنا كان لزاما
أنْ نبدأ بكل
مراكز البحث
والدراسة والعمل
ومختلف
المكاتب
والدوائر
والتخصصات
لكي نـُدخِل
إليها
المعلوماتية
بالقدر الذي
يتيح لنا
تغيير البنية
التحتية
المتخلفة ويخرجها
من قمقم مدارس
الملالي وما
يُسمى مراكز
البحث أو
المدارس
الملصوقة
ادعاءَ َ بالديانات
والحوزات
التقليدية
المنغلقة
المغلقة التي
ينبغي وضعها
في المتاحف
فقط لا غير
وتجنيب بلادنا
شرور ما تقوم
به من عمليات
إغلاق مطلق للعقل
البشري
واستلابه
قدرات الفعل
والعمل الصحيحين..
وحتى
نستطيع
التعرف لعالم
الرقميات
"الديجيتال"
نحتاج إلى
مزيد من حالة
توفير الأجهزة
وبأسعار
متهاودة
تتناسب ووضع
السوق العراقي
وحالة موارد
المواطن
العراقي أولا
من الطبقة
الوسطى
وثانيا ومن
دون تلكؤ من
جميع فئات
المجتمع
العراقي
الأخرى بما لا
يمنع من وجود "كومبيوتر
لكل عائلة"
حتى نصل يوما
لمسنوى يكون
لدى كل فرد
فرصة استخدام
موفور
للكومبيوتر..
وهذه
المسألة لابد
من اتخاذ قرار
مخصوص بشأنها
بحيث تصل
الأجهزة في كل
جامعة ويكون
بيد كل طالب
جامعي
كومبيوتر
فضلا عن وجود
جهاز لكل أستاذ
جامعي مع وضع
كل تفاصيل
التوثيق
المعلوماتي
عن مفردات عمل
أساتذة
الجامعة بشكل
دقيق على شبكة
الإنترنت ..
كما
ينبغي أنْ
نوفر فرص
التدريب بشكل
واسع على
استخدام الكومبيوتر
بخاصة عبر
صفوف الدراسة
المدرسية بدءا
من الصفوف
المنتهية
والإعدادية
والثانوية
وانتهاء
بالصفوف
الأولية
والابتدائية..
كما لابد من
ادخال
المعلوماتية
إلأى جميع المكتبات
بدءا من
الوطنية
الكبرى
وانتهاء بمكتبات
الأحياء
والضواحي..
ولابد
من دعم فرص
المشاريع
الصغرى اليوم
من نمط مقاهي
الأنترنت
ومكاتبها
التخصصية
وتوسيع فرص
الخدمات التي
تقدمها على
أننا لا يمكن أنْ
نتيح فرص
التعامل مع
شبكة
المعلوماتية
من غير جهاز
هاتف في كل
منزل وموقع
وعنوان بمعنى
لابد من ربط
أولي بشبكة الهاتف
وكذلك بشبكات
مخصوصة
لتقديم خدمات
الإنترنت
والمعلوماتية...
ومن
الطبيعي
القول بضرورة
توفير
الأدوات والمواد
الضرورية في
الإطار فضلا
عن التعرف إلى
معلومات
التشغيل
والبرمجة..
وبالتأكيد
ينبغي
التفكير
بحملة وطنية
شاملة تستند
إلى مشاركة
الفعاليات
والمنظمات التي
تشكل مؤسسات
المجتمع
المدني
القادرة على
المساهمة
بطرقها
الخاصة..
ونحن
ندري ما لصحف
الأنترنت
ومواقعه من
فوائد جمة في
التفاعلات
المعلوماتية
لدى الفرد.. ما
يمكننا اليوم
من مزيد إصرار
على التعاطي
مع تلك الحملة
ومع أهمية
تحفيز
المجتمع
للمساهمة
بتفعيلها
ومحو أميتنا
المعلوماتية
ودخول عالمها
الواسع باتساع
كوننا وحدوده
اللامتناهية..
إنَّها
إشارات إلى
وزارات
التخطيط
والتعليم
والتربية
والثقافة
والشبيبة
وكل المؤسسات
المعنية من
أجل الإسراع
بحركتنا في طريق
دخول عالم
اليوم بعد أنْ
كنّا حبيسي
عالم الأمس
عالم الكهوف
والمغور
المظلمة عالم
العتمة
وأمراض
التخلف.. فإلى
عالمنا
الجديد دعوة
وطيدة محمّلة
بالأمل
والتطلع لغد
النجاحات
الأكيدة..
بخاصة في مجال
تشكيل
مؤسساتنا
العراقية
الجديدة وهي
مؤسسات خدمة
العراقي
بأفضل
الوسائل
المتاحة وليس
أفضل الوسائل
إلا عملية
إدخال
العراقي الجديد
عالم
الديجيتال
والرقميات
والمعلوماتية
بأوسع
مفاتيحها..