أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 03 \08
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
تتصاعد
يوما فآخر
شراسة
الهجمات التي
يتعرض لها
شعبنا
العراقي
ووطننا. وأبرز
معالم تلك
الهجمات
استهدافها
الوحدة الوطنية
وطعناتها
المتوالية في
جسد مثخن
بجراح عبثت
طويلا فخربت
كثيرا.. ولقد
ظل شعبنا
متمسكا بوحدته
ليرد بها كيد
الطاعنين في
وجوده ومستقبله..
ما جعل بلادنا
تبقى راسخة
بوحدتها شامخة
بعزتها..
ولقد كان
المثقف
العراقي صاحب
الكلمة
الأكيدة في
ترسيخ تلك
الوحدة وبناء
الخلفية
الوطيدة عبر
تشكيله
مكونات العقل
العراقي التي
تقرأ الهوية
الواحدة لغنى
الطيف العراقي
وتنوعه
الكبير..
فكانت
طبيعة التنوع
الثقافي بين
الجذور السومرية
الكلدانية
الآشورية
والعربية
الكردية
التركمانية
والمسيحية
الإسلامية
الصابئية
الأيزيدية,
ظاهرة عمَّقت
التفاعل
والتكامل
وتبادل
التأثير
والرؤى عبر
احترام الآخر
وعدِّه جزءا
من الذات
العراقية المنسجمة
في صورتها
الكلية
الشاملة...
ومسيرة
اليوم تحمل في
طياتها دعوة
أكثر حساسية
للمثقف
والثقافي.
وذلك لأهمية
المنتج الثقافي
في مجتمع
الحضارة
المعاصر
ولخطورة
الوعي وإبداع
العقل من جهة
دخول كل ذلك
في آليات فعل
المجتمع الإنساني
المعاصر .. كما
يبقى للثقافي
غير ما للسياسي
من دور وأهمية
وخصوصية إذ
تتيح الحياة
للثقافي
مهمات بل تفرض
عليه تلك
المهمات وتوجبها
حتى لا يمكن
لمجتمع
كالمجتمع
العراقي السير
في طريقه وعلى
أساس من هويته
إلا بوسائل
الإبداع
الثقافي
وإنجاز
المهمة
الثقافية في
حركة
المجتمع..
أما جديد
دعوة المثقف
العراقي
فتكمن في المخاطر
التي يتعرض
لها نسيج
مجتمعنا عبر
الهجمات
المعقدة
الصعبة وعبر
زعيق متصل
يعلو بعقيرته
ويكرر صراخه
معاودا الضرب والطعن
ليسجل
تأثيره..
والخطورة
تكمن في تلاحم
بين جرائم
التفجير
والتخريب
والتدمير من جهة
وجرائم
التشويش
والتضليل
التي تزعق
محاولة
الإيقاع بين
مكونات
المجتمع
العراقي راسخ
الوحدة..
وهذه
المرة يلعبون
على وتر
الطائفية من
جهة وعلى
تفصيلها على
وفق منطق
العزلة بين
عناصر مكونة
لشعبنا مع
محاولة الضرب
على وتر الاختلاف
والتحول
بالتنوع نحو
الخلاف والتناقض
والاصطراع..
وما يمكن أنْ
يوفر أرضية
نجاح تلك
المحاولات هو
تخلي أو تقصير
الثقافة عن دورها
..
فيما
سيكون من
دواعي انتصار
الهوية
الوطنية الواحدة
الموحدة
تفعيل دور
الثقافي على
حساب
الشعائري
الطقوسي الذي
يفرغ العقل من
منطق التفكير
العلمي
الموضوعي
ليجعله خاضعا
لمنطق
السلبية
والتبطل
والخشوع في
محراب
الطقوسية
الخاطئة التي
تعطل العمل
لحساب الخنوع
والسوداوية
التراجيدية
وكوارثها..
ماذا
يُراد من
خرافة تعطيل
الثقافة
والمثقف عن
دورهما؟
وماذا يُراد
من وراء
المحاولات
المحمومة لتحييد
المثقف ووضعه
على الرف أو
قطع الطريق على
أية مساهمة
جدية قاعلة
ومؤثرة منه؟
ليس غير
الإبقاء على
ظلمة حالكة
تتيح
للمجرمين اللعب
تحت جنح
الظلام
وتمرير
الجريمة...
ومِن
قطاع الثقافة
لنُجـِبْ عن
تساؤل واقعنا
بصدد عمليات
متواصلة
متكررة في
اغتيال
أساتذة العلم
ومشاعل النور
من
الأكاديميين
وأساتذة الجامعات
حيث لا يتحدث
إعلام
التضليل عن
الجريمة وإنْ
اضطر لذكرها
يمر عليها
مرورا هامشيا رخيصا
لا يغني بقدر
ما يشوش
ويضلل...
ألا يشكل
ذلك مقدمة
واضحة
المعالم
لاستفزاز العقل
العراقي
ومنعه من
التعاطي مع
العلمي ومع
الثقافة بالمرة؟
ألا يشكل
تهديدا صارخا
لمنع عودة الكفاءات
العلمية
ولشطب جهودها
وقتلها حيث هي
في غربتها
بعيدا عن
الهوية
الوطنية
ومساهمتها
ودورها في
تأكيد تلك
الهوية؟
إنَّ
الحقيقة
الساطعة تكمن
في كون جميع
هؤلاء من أهل
الثقافة
والعلم هم
جوهر الهوية
الوطنية وهم
الذين شادوا
معالمها
ويُنتظر منهم
إشادة
تفاصيلها الراهنة
ومحو غبار
الزمن ومظالم
السوء وعتمة مراحل
امتدت طويلا
في ميدان
الحضارة
العراقية ...
لابد من
تنشيط فعل
الثقافة ولا
يأتي هذا إلا
من دور فاعل
للمثقف من جهة
ومن وجود حقيقي
لعناصر
الإبداع
الثقافي
وقواه وسيكون
من الصائب
والصحيح قبل
كل شئ عودة
الروح إلى مجتمعنا
والروح هنا هي
احترام
المثقف
والثقافة وجعلهما
المرجعية
الوحيدة
لوجودنا
الوطني بعيدا
عن هلوسات
التضليل
ومزاعم
مرجعية الظلمات
التي تكمم
الأفواه وتشد
لواصق الظلمة
على العيون...
إذن
فالأول
اختيار
مرجعياتنا
الثقافية والتالي
ألا ينتظر
المثقف غيره
يفعِّله بل
يأخذ زمام
المبادرة
ويغذ السير في
طريق
المبادرة الفاعلة
الناشطة
والمؤثرة.
وأول مهامنا
اليوم تكمن في
البحث في كل
مفردة تنفع
لتأكيد ثقافة
الوحدة
الوطنية بما
فيها مفردات
التسامح
والسلام
والإخاء
والتعاضد
والتعاون والتفاعل
وانسجام قوى
المجتمع
العراقي
واقفة على
أرضية وطنية
واحدة موحدة
وتلك هي أولى
مهام مثقفينا
وثقافتنا...