أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان
2004\ 01 \19
E-MAIL: TAYSEER1954@naseej.com
يحار
المرء أنَّه
يسمع عن منطق
سياسي يعيد مجتمعا
كالمجتمع
العراقي
بجرّة قلم إلى
عوالم أقل ما
يقال عنها
أنّها من
أزمنة ظلام
القرون
الوسطى.. وهي
في الحقيقة
ليست أقل من تعبير
عن الجهل
والتخلف الذي
يسود مجتمعنا
العراقي
نتيجة عمليات
التعتيم
والمصادرة
حيث كان أول
المطارَدين
عالِماَ َ
متنورا أو أستاذا
مؤثرا في
الحياة
العامة من جهة
فعل التنوير
والإشعاع
الذي يزيح
حلكة الظلام
وعتمته..
من
هنا يبطل
العجب في
إمكان تمرير
قرار كهذا (مؤقتا)
في مجتمع
العراق
الحديث بعد
آلاف السنين
من التحضر
والتمدن.. حيث
يعرف العاقل
أنَّ بناء
عمارة في سنة
من السهولة
بمكان أنْ
تُهدم في لحظة
أو رمشة عين
ولا عجب...
وهكذا في
بناء صرح
الحضارة
فكلما علا
شأنه جاءت قوة
وهدمت جهود
عشرات ومئات
الأعوام..
ولكنّ المؤكد
أنَّ ما يمكن
تمريره
سياسيا في
غفلة من الزمن
لن ينطلي على
مجتمع تأصلت
فيه المدنية
بكلّ هذا
المدى الزمني
والعمق
التاريخي..
صحيح
أنَّ مقاومة
الثقافة لا
تأتي
بالآليات السياسية
في ردود فعلها
المباشرة,
ولكنَّ تلك المقاومة
تتخذ أشكالا
عميقة متأصلة
الجذور في
آليات عمل
الذهن
البشري.. وهو
الأمر الذي نعوّل
عليه في كسب
معركة حقوق
الشعب وفئاته
العريضة..
فهل لضرب
نصف المجتمع
(الأصل)
باستعارة قول
(الأنثى هي
الأصل)
وتقييد
النساء واستباحتهنّ
بوضعهن جواري
وأمـَوَات
(جمع أَمَة)
عند أدعياء
يلبسون
الأعمّة, هل
لمثل هذا الفعل
من آثار على
الثقافة ومن
ثمَّ من
ردود خاصة
بالثقافة
والمثقفين
على تلك الآثار؟
وقبل
الإجابة عن
سؤالنا نقول:
لا توجد ثقافة
متنورة وأخرى
ظلامية ولكن
توجد ثقافة
ويوجد بالضد
منها أو
بخلافها
الجهل
والظلام
والتخلف..
وهذا يعني
دعوتنا صريحة
لأبناء
التحضر والتمدن
من مثقفي
بلادنا
لاتخاذ
القرار
الأسرع والأنجع
للرد على
المسارات
التخريبية في
السياسة
العراقية ..
وصحيح أنْ
يميل فرد لجهة
سياسية ولكنّه
ليس صائبا ولا
صحيحا أنْ
يمالئ ساسته
في قرار أظلم
معتم يستهين
بعقله ويستغفله
بحجة القدسية
والتديّن
ومصداقية
المرجعية..
وفرق كبير بين
الادعاء
والمخاتلة
والتضليل
وبين
المصداقية
التي يمكن
لأبسط عراقي
فضحها عندما
يقرأ فيها
مساسها بقيمه
المتنورة..
فهل
لعراقي أنْ
يهين أمَّـهُ
أو أخته أو
ابنته أو
زوجته أو
امرأة وهو
فارس في
أخلاقه وقيمه
العليا؟ وهل
لعراقي مسيحي
أو مسلم أو من
أي دين أو فقه
أو فلسفة أنْ
يضع النسوة في
حبس وعزل وتجهيل
ومصادرة
حقوق؟ وهل
لهؤلاء أنْ
يصادروا حقا
منحه الله
لإنسان كما
للمرأة أم
أنَّ المرأة
ليست إنسانا
وليست من
مخلوقات الله
التي كرّمها
وأعلى من
شأنها؟ وهل
لرجل أو شاب
أنْ يرى في
قوانين
العشيرة أو
القبيلة التي
نهى عنها
الإسلام قبل
أكثر من خمسة
عشر قرنا دينا
له بخلاف ما
يعتقده في
الإسلام؟ وهل
لدعي أنْ
يستغفل الناس
جميعا ليلحق
تلك التقاليد
البائسة
بالدين
ويختبئ خلف
قدسيته
المزيّفة
تلك؟
وهل
لثقافة إنسان
ما يسمح له
بالاستهانة
بامرأة أو
فتاة ويضعها
في الدرجة
المنحطة من
درجات
التعامل؟
ويظل بعد ذلك
يحمل احتراما
لذاته؟ ليست
الثقافة إلا
عقلا متنورا
متفتحا تحمل
أفضل قيم
البشرية
وأرقاها
وتتخذ من
أفضليات
العيش وإعلاء
شأن الإنسان
وقيمه السامية
قانونا ثابتا
يحميها ويرسم
مسارها ومعاييرها
ومقاييسها
وليسأل كلّ
شاب بعد ذاك:
خلف مَن يسير
وهل هو قاصر
ليسير خلف
فلان وعلان من
أدعياء
التقوى
والقدسية؟
وليتساءل
كلّ شاب لماذا
يتبع مرجعية
كاذبة مزيفة
لم تحمل بعدُ
درجة حجة أو
شهادة
الإفتاء؟
ولماذا لا
يكون هو صاحب
العقل في
الحكم أمْ
أنَّه لا
يسطيع مواجهة
ربِّه بذنوب
يرتكبها
لعيون هؤلاء
المزيفين
ويعمل على
طمسها بذريعة
مزيفة مثلها؟
لا تنتظروا
الشفاعة من
منافق دعي
كاذب ولا تنتظروا
المكانة ممّن
لا يسطيع
منحها لنفسه..
لا تنتظروا
الحلّ في عتمة
أو ظلمة.. بل
توجهوا إلى
النور حيث
أماكنكم وحيث
حياتكم الحقة
السامية
وليكن من
احترام الأم
والأخت
والزوجة ورفيقة
العمر والفكر
فذلك هو
السبيل ليوم
هانئ وغد
مستقر آمن
سعيد..
تلك هي
لغة العراقي
حامل أخلاق
الفروسية المؤمن
والمتنور
المتدين
والسياسي..
لأنَّ العراقي
ابن ثقافة,
وموقف الثقافة
لا يتسامح مع
خطيئة
الانتقاص من
إنسانية
إنسان
والمرأة
إنسان يلد
الحياة بشرا
ويمنح سامي
الأخلاق
وعالي
المكارم
وطاهر الأنفس
إذا ما عوملت
إنسانا .. فإذا
ما
اُرتـُكِبت جريمة
التجهيل
وقعنا في
جريمة
الانحطاط والتخلف
وبؤسها
جميعا.. فهل
مَن يريد مثل
هذا الواقع؟
وهل فينا
وبيننا من
العراقيين من
يقبل لقب
الجاهل
الوضيع الذي
يتخلى عن
مكارم أخلاق الفروسية
ويدين بدين
الجهلة
السوقة
الأدعياء
تاركا ديانات
السماوات
وقوانين
الأرض السامية
العالية؟؟؟؟؟؟؟
للثقافة
في أنفسنا
جميعا جواب
واحد؛ إذ العراقي
غير هذا وسيظل
شامخا بعلم
وثقافة وفكر.. ومنتظر
من مثقفينا
كلماتهم
بالخصوص حيث
لم يعد من
مجال للتواني
والسكت
والانتظار...