4 - 4
2003 / 10 / 28
تقول الأغنية
المأثورة عن
مناضل في سبيل
وطنه والحياة
الإنسانية
الحرة
الكريمة: قطعوا يديه
وظلَّ يقاوم,
قطعوا لسانه
وظلَّ يقاوم,
قطعوا رجليه
وظلَّ يقاوم
حتى
بنَظَرَاتِهِ...
ولكن كيف
يشارك إنسان
مجتمَعَهُ
وبأيّ نوعِ مشاركةِ
ِ بغير (صحة)؟
فإذا كان
المرء عليلاَ
َ فبـِمَ
ينشغل
أبصحتِهِ أم بعلاقتِهِ
مع الآخر؟
وكيف له
المشاركة
بوجودِ ِ
معطوب؟ إنَّ
صحة الإنسان
تظلّ عاملا
مهماَ َ
وأساسياَ َ
تنبني في ضوئه
قيم كثيرة إذ سيكون من
دواعي
استجابة
المجتمع
للعناية الصحية
ولرعاية صحة
الفرد ردود
فعل إيجابية
من جهة بناء
الموقف
الأدبي تجاه
المشاركة مع
المجتمع في
وجوده المدني
المؤسساتي.
في حين
سيولِّد
إهمالها
العكس. هذا
فضلا عن حقيقة
توافر الصحة
مسألة حيوية
وجوهرية للإنسان
الفرد لكي
يكون ناشطاَ َ
عاملاَ َ..
والمرض لا
يصيب البدن
وحدَه
فالأميّة
الأبجدية
والحضارية
مرض خطير آخر
يمنع تلك
المشاركة ومن
ثمَّ
فالتعليم حقّ
لأنَّهُ دواء
هذا المرض
المعطِّل. فمن
أوليَّات
نتائج
الافتقار
للتعليم ما
نراه من اعتزال
الإنسان
الفرد
(المواطن)
الحياة
العامة .. فكلَّما
قلَّ تعليمه
وضعف وعيه
وهزل ما يملكه
من فكر ورؤى
معرفية ابتعد
عن محيطه
وتعمَّق اعتزاله
إياه. إذ
كثرما نسمع
عبارة [شعلينة
لازم] أو ما
علاقتنا نحن
بالأمر طالما
كان الأمر اجتماعيا
عاما لايتصل
بمراد الفرد
مباشرة؟! وهكذا
افتراض يخصّ طبيعة
مشاركة المرء
في الحياة
العامة يأتي على
وفق حقيقة
توافر التعليم
أو انعدامه.
ولكنَّ
الأمر لا يقف
عند دواعي التفعيل
الاجتماعي
السياسي بل
يكون من أسباب
أهمية حق
التعليم
لإنسان هذا
الزمن حقّهُ
بالتمتع
بجماليات
العصر
والاستجابة لحاجات
الإنسان
المعاصرة
ومن ذلك أنَّه
لا يستطيع
التمتع بمشاهدة
أو قراءة
لمسرحية أو
فلم على سبيل
المثال
ويتمتع
بجماليات تلك
المشاهدة كما
تتمتع بها
العين
القارئة
المتعلمة
المثقفة إذ سيفتقد
إلى كثير من
أدوات سدِّ
تلك الحاجة
الروحية
وهكذا يظلّ
محاصرا عن
مشاركة
الحاجات الثقافية
الروحية
للعصر معزولا
عنها وهو ما
يمثل انتقاصا
لحقِّه في
العيش
الإنساني. ومن
دون تلك
التهيِئة
المعرفية لا
مشاركة جدية
في بناء
المجتمع
المعاصر ولا
استجابة
للحاجات الروحية
للإنسان ولا
لامتلاكه
أدوات زمنِهِ,
وللتعليم
دواعي عدة
أخرى لكنَّه
جملة وتفصيلا يظلّ
حقاَ َ
إنسانياَ َ
جوهريا...
وبعد
ذلك فأنّى
للإنسان حتى
لو امتلك
الصحة
والتعليم
المشاركة
الجادة والحيوية
إنْ لمْ يكن
في أُلفة مع
وجوده
الإنساني .. وأول
ألفة الإنسان
ألفتِهِ
المكانية؛
فبعد أحضان
والديه ليس
غير ألفة
البيت .. فبلا (سكن) لا
يكون للفرد
عيش إنساني وسيكون
هذا سببا في
النفور مع
المحيط بقدر
ما يكون نفور
ذاك الإنسان
مع موضع سكنه..
ولذا كان
البيت حقا
إنسانيا
ثابتا لا يمكن
التلكؤ في
الاستجابة له
فهو أولوية
أخرى من
أولويات المحدِّدة
للوجود
الاجتماعي
للإنسان...
ويمكننا
القول في هذه
الثلاثية من
الحقوق
إنَّها ثلاثية
ضمان حقوق
العيش
الإنساني
الكريم .
ومثلما
لاحظنا
فإنَّها تؤثر
إيجابا أو
سلبا بمقدار
توافرها أو
انعدامها في
حياة الفرد..
وسيكون من
دواعي جذب
الإنسان
المواطن إلى
المساهمة في
وجوده الجمعي
بنائيا
والتفاعل مع
الآخر والخروج
من عزلته أو
من أثرة الذات
بشكل مرضي يتقاطع
مع الآخر
ويكون على
حسابه وهو وضع
يتعارض مع
طبيعة الوجود
الاجتماعي
السليم...
والديموقراطية
التي نتحدث عن
محدِّداتها
تشترط أرضية
اللقاء مع
الآخر وبالحتم
مثلما
استقرأنا
الأمر حيث
افتقاد
الإنسان
لضمان حقوق
العيش الكريم
سيجعله في
تعارض مع هذه
المحدِّدات ومن
ثمَّ مع
معطيات
الديموقراطية..
فالحياة
الإنسانية
حالة من
التكامل
والتداخل
البنّاء
والتفاعل ولا
يمكننا الفصل
بين مفرداتها
وهو ما يجعلنا
نفكر في قراءة
محدِّدات
الديموقراطية
بوصفها
أسلوبا
حياتيا يعتمد
المشاركة الجمعية
وهذه الأخيرة
تحتاج أو
تتطلب فروض
منها حقوق
العيش
الإنساني
التي
تناولناها في
هذه القراءة ..
وللنظام
الذي يفكر
بكمال الديموقراطية
أنْ يبحث في
سبل توفير هذه
الحقوق بوصفها
أولوية قبل
مطالبة
الإنسان \
المواطن
اتخاذ الديموقراطية
منهجا مشتركا
لحياتنا
المشتركة
وقبل مطالبته
بترك عبارة [
الشعلينة
لازم] التي
تعني العزلة
والسلبية
بخلاف ما تراه
الحياة من
ضرورة اللقاء
والإيجابية
في تعاضد البشر
بمواجهة
المهام
الاجتماعية
السياسية الاقتصادية...
وللقارئ أنْ
يسائل هذه
المعالجة عن
مناحي أخرى
ولكنَّه سيجد
مظانَهُ بين ثنايا
السطور وعنده
أيضا في
مشاركة هذا
التناول في
استيضاح
معالم يومنا
وغدنا القريب
في عراق ينهض
على أكتاف
بيئة امتلأت
خرابا وتدميرا
فلْنسعَ إلى
تحقيق شروط
وجودنا
(العراقي)
الإنساني عبر
بناء الذات
وتجاوز ما
يعيقها في
طريق الحياة
الإنسانية
الحرة
الكريمة..
وليكنْ امتلاك
التوافق على
محدِّدات
مشتركة
مقبولة للجميع
طريقنا للأمن
والسلام
والعيش
الإنساني
الذي
أُجهِدْنا في
مسيرتنا
إليه..