المهاجرون
والعمل
والإندماج
بالعمل
تطور الكائن
البشري وصار إنساناَ
َ يفكر ويخطط
لحياته ,
وبالعمل
وُجِدت
الحضارات
وشيِّدت صروح
المدنية , وبالعمل
يبني الإنسان
حياته
ويعطيها قيمة
ومعنى , وبه
يجد لنفسه
مكانتها
الاجتماعية ,
وليس بغير العمل
يمكنه صنع
علاقاته
الإنسانية
ومنحها وجودا
ملموسا ,
وبالعمل وحده
نتعرف إلى كل
ما يمثل
وجودنا
الاجتماعي
ومنه اختراع
اللغة وسيلة
التفاهم بين
الفرد
والمجتمع
وبين جماعة إنسانية
وأخرى وبين
حضارة وحضارة
...لذا فليس لفرد
أن يعيش
متبطلا بلا
عمل في وسطه
الاجتماعي اللهم
إلا إذا اختار
تهميش ذاته
واعتزال الحياة
الإنسانية
الحقة.. وليس
لإنسان أنْ
يأخذ ولا يعطي
, فيحصل
على المأوى
والمأكل والملبس
وعلى التعليم
والصحة بغير
جهد ..
وتزداد
الحاجة للعمل
بالنسبة للقادم
الجديد سواء
كان مهاجرا أم
لاجئا حيث يجد
نفسه في دوامة
الاغتراب عن
محيطه طالما ظل
بلا عمل يشغله
ويجعله يشارك
في الحياة
الاجتماعية
الجديدة التي
بدأ الانتساب
إليها عبر حق
اللجوء أو عبر
فترات
الانتظار
الممتدة الطويلة
لنتيجة
إقامته ؛
وجميع هذه
الشرائح في
الحقيقة
تعاني من
صعوبات جمّة
في طريقها باتجاه
الحصول على
العمل .. فإذا
حصل أحدهم
عليه فإنّه
يخضع لتمييز
فيه بأشكال
مختلفة . إنّ
ذلك يخلق أول
ما يخلق
افتقاد الثقة
المفروض أن تكون
متبادلة بين
الطرفين فضلا
عن الاعتقاد
الذي يسود
المجتمع بأن هؤلاء
من المتبطلين
الذين يحيون
عالة على
دافعي
الضرائب ..
ومن
الأمور التي
تقع في إطار
التمييز هي
تلك الشروط
المتعلقة بمن
تجاوزت مدة إقامته
أكثر من ستة
أشهر بله
أولئك الذين
دخلوا العام
الثالث
والخامس في
انتظار نتيجة
الإقامة وهم
محرومون من حق
العمل إلا
بشروط قاسية لا
تمنحهم أكثر
من أسابيع
معدودة سنويا
وفي أعمال
لاعلاقة لها
لا بتخصص ولا
بمهارة ولا
بما يأخذ
بالاعتبار
الوضع الصحي
وقدرة الشخص
على الأداء
ناهيك عن عدم
الأخذ بعين
الاعتبار
موضوع
الاختصاص إذْ
نجد كفاءات علمية
يمكنها أنْ
تخدم في بناء
المجتمع
وتطوره بما
يتناسب
والمؤهلات
العلمية
العالية التي حصلوا
عليها
ولاتجيز
قوانين
اليونسكو
مثلا أن
يكونوا
بعيدين عن
العمل
وممارسة
الاختصاص
لأكثر من مدة
محدودة
معروفة وليس
صحيحا حرمان
المجتمع
الإنساني من
هذه المهارات
التي لا يمكن
أن تتكرر من
دون جهود
كبيرة جدا
ونفقات غالية
كما هو الحال
بالنسبة
للأساتذة
والعلماء
والأطباء
والمهندسين
وغيرهم الذين
لايجدون فرصة
مؤاتية
لممارسة
الاختصاص حتى
على سبيل
التطوع أو
العمل الجزئي
.
وغير
هذا وذاك نجد
التمييز
مضاعفا عندما
يتعلق الأمر
بالمرأة وهو
ما يشكل مخالفة
صريحة لما
أقرته
الاتفاقية
الدولية للقضاء
على جميع
أشكال
التمييز ضد
النساء في
المادة (11)
بالذات
ومخالفة حتى
لاتفاقية
حقوق الطفل في
المادة(32)
بخاصة عندما
تضطر بعض
العوائل لإرسال
أطفالها
للعمل في ظروف
غير طبيعية
وغير محمية..
ولابد من
استجابة
موضوعية
تعالج هذه المشكلة
بإقامة
المساواة في
البحث عن فرص
العمل ومنع
التمييز
بأشكاله
والعمل على
تنفيذ القرارات
والاتفاقيات
أو التشريعات
التي تضمن
العمل حسب
الاختصاص أو
الكفاءة بل
المساعدة على
تأهيل
المهاجر
للعمل بما هو
أكثر من إشكالية
اللغة التي
تعرّضه
لوحدها إلى
موانع جدية عن
تحقيق فرصته
في أداء عمل
ملائم ما.
من جهة
أخرى لايشكل
العمل حقاَ َ
فحسب بل
يشكِّل عاملا
مهما لحل عدد
من المشاكل الناجمة
عن البطالة
وعدم الحصول على
فرصة عمل
مناسب بما
يشعر الشخص
بالإجحاف بحقه
وبالاعتداء
عليه وعلى
وجوده
الإنساني .. بمعنى
آخر فإن العمل
مشجّع حقيقي
على الاندماج
والتكامل ,
وعلى التفاعل
مع المجتمع
بروح إيجابي
بنّاء يشعر في
ضوئه بأنه عضو
حقيقي ينتسب
إلى مجتمعه
الجديد
ويكوِّن لبنة
من تركيبته ؛
وفي الحقيقة
فإن كثيرا من
الدراسات تؤكد
حقيقة
العلاقة
الناجحة
المميزة بين
امتلاك فرصة
عمل مناسبة
وحالة الشعور
بالانتماء إلى
مجتمع بعينه
فوطن الانسان
ومستقره بعد موطن
الولادة هو
موطن العمل ..
والعمل
كذلك مساعد فعّال على
حل كثير من
المشكلات
والأمراض
السائدة
المتعلقة على
الصعيد
الفردي بأمور
نفسية وعلى
الصعيد الجمعي
بأمور
اجتماعية لذا
فإنّ
حلا جذريا هو
أمر مطلوب
بشأن توفير
فرص العمل
ومنع التمييز
فيه وخلق
الأجواء التي
تدعم اندماجا
حقيقيا يضمن
مستقبلا آمنا
ومستقرا لكل الأطراف
المعنية
بهذا الموضوع
.. ويظل العمل بعد ذلك حقا
للجميع ينبغي
أن تتوافر
الفرص المناسبة
منه لهم كافة , وواجبا
عليهم ينبغي
أن يؤدى
بكفاءة
وبإنتاجية
عالية .....
Professor
of Modern Literature
& Literary Criticism