الإطلالة الثالثة توظف الدراما في قراءة المشهد السياسي نظريا فكريا بعمق فلسفي لهذا التوظيف. فنافذة المسرح والحياة هي نافذة أخرى لمنطق التنوير والعقل العلمي، نافذة أخرى للفكر السياسي ولكن عبر خطاب إبداعي يجسد الحياة وقيمها وقوانينها…
وبقصد التوكيد فإن المعالجة ليست استدعاءَ قراءةٍ متخصصة تنغلق على موضوعها التخصصي المحض في المسرح، بوجوده فنيا حرفياً إبداعياً.. وهي في الوقت ذاته، ليست خطاباً سياسيا عابراً لأنَّها معالجة تحاول تقديم الفكر السياسي بعمق الخطاب الثقافي وفلسفته وأواليته؛ بقصد مخاطبة العقل الإنساني وتنويره بعيداً عما يجري من محاولات إفراغه وتسطيحه بــ سجالات أما تقع في مناطق مركزة كثيفة تكاد تنفصم عن جمهورها المستهدف، أو سجالات ضيقة الحدود وربما في بعضها ضيقة الأفق، لتمترسها خلف ردود فعل قراءات مستعجلة في الحدث اليومي والوقوف عند الهامشي من فوضى التفاصيل، المنثورة بقصد تشتيت الذهن بين تلك الهامشيات والتفاصيل؛ لتحنيط قدرات الأداء الإيجابي عند الإنسان..
وعسى تستطيع هذه القراءة من بيين قراءات أخرى، بسلسلة إطلالاتها أن تقدم التنوير الفكري السياسي بعمقه الثقافي وبما لن يكتمل إلا بتفاعلاتكنّ وتفاعلاتكم.. فمرحبا بكنّ وبكم واهلا وسهلا بزوادتكنّ وزواداتكم