الثقافةُ وجودُُ كيفي يتأتى من جملةِ تراكماتِِ معرفيةِِ تختزنُ من عواملِ الزمنِ عمقاََ بعيداََ لايكتفي باللحظةِ أو بالظروفِ الآنيةِ (الطارئةِ) في حياةِ البشرية.. فهي تعبيرُُ عن تركيبةِِ ذهنيةِِ تشتملُ على كلِّ عناصرِ الفعلِ الإبداعي وقدراتِ الخلقِ عند الإنسانِ مكوِّنةََ نمطاََ سلوكياّّ مختلفاََ من أنماطِ الوجودِ الإنساني العادي, ومثل هذا لا يمكنُ أنْ يتأتى من دون فعلِ التراكمِ والتواصلِ التاريخي الممتد على مساحةِِ زمنيةِِ لا تنحصرُ في الطارئ العارضِ من الزمنِ الإنساني وهو ما قد يحتل وحدةََ زمنية صغيرة أو يمتد على مدى عقودِِ على وفق حالةِ التكلّس أو التجمّد التي تصيبُ حركةَ الفعلِ الإبداعي لهذا السبب أو ذاك من أسبابِ خنقِهِ ..