في جلسة حوار متعددة الأطراف، سأكون على قناة اليوم ببرنامج يتناول موضوعة بعنوان: من الهلال الشيعي والميثاق الملي إلى ممر داود.. سوريا ساحةٌ لإعادة هندسة الشرق الأوسط جرى اللقاء في تمام الثامنة بتوقيت وسط وشمال أوروبا مساء 3 أبريل نيسان فمرحبا وأهلا وسهلا هنا في قراءة بضع محاور أو متابعة للحوار وأترك للجميع حق التعليق والتداخل بمواضع النشر للتسجيل
حوار متلفز بعنوان من الهلال الشيعي والميثاق الملي إلى ممر داود.. سوريا ساحةٌ لإعادة هندسة الشرق الأوسط
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
ما يمكنني توكيده أن أطراف القضية المطروحة ليسوا بذات الكفاءة والجاهزية للتصدي لما يجابهونه.. فالسوريون بحال من افتقاد قيادة ذات قدرات وافية في الدفاع عن خيار دولة عَلمانية مدنية و\أو مقاومة شعبية قادرة على الانتصار لإرادة الشعب.. الأمور شعبيا شبه معطلة أو مشلولة بخلفية عقود من السحق الذي تعرضت له من نظام دكتاتوري وشاركته تدخلات إقليمية دولية في دعم قوى من مصلحتها إلغاء الشعب ومجتمع مدني فاعل في الصراع..
اليوم السلطة ليست بديل الشعب في هزيمة الدكتاتور ولكنها سلطة الأمر الواقع التي تُحسن أطرافها التعامل مع المحيط الإقليمي الذي يرغب في إنهاء تدخل إيراني لطالما أضار الشعب من جهة وهدد المنطقة والعالم بالويلات وبكل ما يصطدم بمسيرة سلام وخياراته.. وهنا يقع المتعجلون لإزاحة كلكل التطرف الإيراني بقبول التطرف التركي بتيار إسلام سياسي مقابل هو السنية السياسية مقابل تطرف التشيع السياسي..
أما أصحاب مشروعات الهلال الشيعي والميثاق الملي وممر داود فهم لن يخسروا شيئا في تدخلاتهم التي عادة ما تكون بالتضحية بقوى الشعب نفسه في الصراع..
إن الميثاق الملي الذي امتاح من اجترار الأمجاد العصمللية وسسجَّل لتركيا ما بعد هزيمة الدولة العثمانية أنها تتمدد نحو الشمال السوري والعراقي وغيرهما مثل قبرص فإن استدعاء الميثاق يحمل قدرات تنطلق من إسلام سياسي سني ييحكم تركيا ومن أبعاد طورانية تجتر البطولات المزيفة على حساب دماء الشعوب.. ومن هنا فإنها لم تتوانَ عن دعم مشروعها بإدخال قوة لا يمكنها الصمود أمام فرقة عسكري لولا أن الظرف الجديد وُلِد على حساب الشعب السوري بمكوناته وأطيافه وباستنزاف نظام ربما تعامل مع ضغوط ليس بالتسليم للشعب بل للتسليم لطرف يمكنه المناورة معه كما جرة ويجري الآن..
الهلال الشيعي كان أعد مشروعه بوساطة ما أسماه طريق السبايا كما تسوغ له أحابيله ومخادعاته التسويق للتسمية وهم (الأسرى) في صراع تاريخي منته فإن اللعبة مازالت تناور ليكون له ذاك الطريق مجاورا أو موازيا لممر داود لا يتحرش به بقدر ما يمتاح منه فرص تقسيم يبرر للطرفين وجودهما على حساب سوريا الموحدة وكلا المشروعين طريق السبايا وممر داوديستدعيان الخرافة وادعاءات تمثيلها أو استبدالها الدين نفسه إذ هما من التطرف السياسي المفروض على أتباع الديانات بصورة مضللة بكل الأباطيل وباختلاف صيغ ظهورها ووجودها..
بودي الإشارة إلى أن اختيار طريق تشييع الموصل عبر بناء مزارات ومقامات دينية متوهمة مختلقة ليس مصادفة فبعض أسبابه ألا يتقاطع مع ممر داود ويتداخل اتلافيا معه فتضيع على الطرفين لعبتهما التي تمارس اجترار الديني من خرافات.. وبالمناسبة فإن اللعبة باتت بمراحل أداء ليست فيي بداياتها بل تقدمت لتسجل وجودها على الأرض وهيي تحضر للتقسيم ولفرض أطرها على حساب شعب ينتمي لحضارات منذ آلاف السنوات والأعوام وليس ابن سايكس بيكو الحديثة حسب!
أيضا وددت التوكيد على أن الرؤية الأنضج والأنجع ما يخص قوى الشعب تكمن في عدم الاصطدام مع الأقطاب الدولية الكبرى بقدر ما تقتضي التفاعل معها بصورة تسحب البساط من أطراف التشدد والتطرف واندفاعاتها الإرهابية بخاصة هنا للعبة مصادرة قوى المجتمع المدني السورية من جهة وحظر القوى العَلمانية ومنعها من الظهور أو الفعل والنشاط ومصادرة كل صوت يناهض التطييف [من الطائفية] وهي تستدعي الخرافة في سلطتها والترهيب في أدائها..
إن توازن القوى اليوم لا يمكن أن يمر عبر عبثية عنتريات السلاح والقبضة ولكنه يمر عبر مزيد جمع الناس وتوحيدها حول الحركة السلمية وعلمنة المسيرة بصورة لا تسمح بتفشي الخرافة ومنطقها وسط الجمهور كما يلزم الكشف عن كل تلك التدخلات المسلحة وغير المسلحة للقوى الإقليمية بجوار فعل بنيوي مؤثر لثقافة التنوير والسير إلى أمام نحو سوريا موحدة تحترم التنوع وتمنح حق تقرير المصير مكانه ومكانته ومن ثم التصدي لتلك المشروعات التي قد تفاجئ الشعب وقواه مثلما كثير أحداث نوعية أخرى..
برجاء التفضل بمتابعة الرؤى ربما أحيانا المختلفة لدى ضيوف هذا البرنامج وهم يطرحون رؤاهم باتجاه رفض تلك المشروعات التقسيمية أو التي تحيل سوريا إلى وسادة للقوى المعادية لمصالح الشعب ومكوناته..
ولنا عودة لمعالجة الموضوع بالاستناد إلى وحدة الحراك الشعبي الوطني وتطلعاته في بناء سوريا فديرالية ديموقراطية وإلى الاستناد لدعم إقليمي عربي بالخصوص في مشروعات تُنهي فرص التطرف الإيراني أو التطرف التركي وأطماعهما في هذا البلد..
اللقاء كاملا بأصوات المتداخلين
https://www.youtube.com/live/Ep2jFRZvRUI
المقال في موقعي الفرعي (5360033) بالحوار المتمدن
***************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/