يصادف التاسع من ديسمبر كانون أول من كل عام مناسبة أممية باسم اليوم الدولي لمكافحة الفساد.. وفي البلدان التي انهارت فيها مؤسساتها بصورة راديكالية بذريعة إسقاط نظام لم تأخذ بالحسبان ما تؤول إليه حال افتقاد أي بلد لسلطة القانون وأدواته التنفيذية من تغلغل قوى الفساد وتخريبها وتدميرها كل ما يمت إلى منطق العدالة والحقوق والحريات ما يوفر لها بمخططاتها فرص التسلل والاختراق حدا يحيل الأوضاع بنيويا إلى منظومة الفساد بأشمل أسسها حتى تتمكن بالاستناد إلى جناحيها وهما الميليشيا والمافيا ليتشكل نظام كليتوفاشي أو مافيو ميليشياوية كما النموذج العراقي الذي نتحدث عنه وفي أدناه ومضة مجرد ومضة لبقعة ضوء نسلطها بقصد كشف مخاطر إهمال التشخيص الحقيقي لمنظومة الفساد أسبابا ومخرجات ونتائج وهذا ما يمنح فرص تكرار النموذج مثلما بدأ اليوم مع سوريا ليحل نظام ثيوقراطي آخر متسربل بالقدسية منتفخ بكل ما ينتمي للفساد جوهريا وبصورة مطلقة….
ومضة تقرأ بقعة ضوء صغيرة في معضلة الفساد وإجرامه
أشكال الفساد ومناحيه ووسائله كثيرة لكنه عندما يكون شاملا وبحال من السطوة الكلية المطلقة على هرم البنيتين الفوقية والتحتية يتحول بمنظومة القيم لمأسسة وجودية ليولد نظام كليبتوقراطي والأنكى عندما يستند إلى كربتوقراط أو طبقة رجال الدين السياسي ممن يحلو لهم إضفاء القدسية المزيفة على أحكام الموت إقصاءً للآخر وإنهاء ً لوجوده عندما يرون ذلك أي بوجود تشكيلات ميليشياوية ليصير النظام كليبتوفاشي أو مافيو ميليشياوي…
ولا عزاء لأولئك المخدوعين وفي الوقت ذاته المضللين لغيرهم ممن يسوّق لاعتبارات التعايش والتهدئة لاستطلاع ما لا يحتاج لاستطلاع إذ هو مكشوف مفضوح ما يعني أن المهادنة حتى المزعوم أنها مؤقتة ومرحلية أو تكتيكية هي مجرد منح فرص مضافة للمجرم فسادا وإرهابا وإمعان تقتيل واغتيال وإقصاء ليتمكن من كل مفاصل الحياة وليحيل البلاد إلى قطعة من منظومة العبودية والرق ويجتر ماضويات أزمنة غابرة من الذل والوضاعة ومن الاستناد للخرافة والاستغباء والتضليل بكل أباطيل الأزمنة المنقرضة..
ذلكم هو الفساد وحصرا النموذج التي تكرس في العراق وفي كل بلاد احتلتها إيران وميليشياتها ومهازل قدسيتها المزعومة المدّعاة كما اليمن ولبنان وكما نرى ما يجري في سوريا من تكرار أو محاولة اجترار النموذج العراقي ولا عجب في ذلك؛ إذ المصدر واحد مازال يغذي تلك الأمراض حتى بعد أن افتضح أمره، بتقديمه ذيوله من عبيد الإذلال قربانا باعه بسوق النخاسة الدولية وتبادل المآرب والمصالح والغايات، ليبقى هو في سلطته..
تذكروا أن الفساد يتغلغل إلى كل امرئ بعدوى وبائية فاحذروا وتخلصوا من عبثه بكن وبكم جميعا وبلا استثناء
وهذه ليست سوى كلمة جد متواضعة وصغيرة تجاه حجم الكارثة التي اختارت لها الأمم المتحدة مناسبة سنوية بمسمى اليوم الدولي لمكافحة الفساد
لا غنى عن قوانين دولة حديثة معاصرة تحيا بظلال القانون وسلطته وما يحقق العدالة الاجتماعية ويكفل تفعيل جميع قوى المجتمع بمبدأ المساواة والمشاركة في البناء والتقدم وحركة التنوير النقية السامية
فما رؤاكن ورؤاكم: بشأن الفساد المالي؟ الفساد الإداري؟ الفساد القيمي؟ الفساد في الصحة؟ الفساد في التعليم؟ الفساد في الخدمات؟ الفساد بمشروعات البناء والتلاعب بها؟ الفساد في منظومة الأخلاق؟ الفساد في العلاقات المجتمعية الصغيرة الشخصية والكبيرة العامة؟ الفساد في الخطابات: الثقافية والقيمية والروحية العقائدية (الدينية)؟ الفساد في التعبير عن الذات والهوية والتلاعب بما ينظمها ويشكلها وجوديا؟
دعونا نفغتصح التساؤل بشأن الفساد بأيّ ناحية تود تسجيل ما تراه فيها..
لكم الكلمة والتداخل والتعليق لاستكمال المعالجة