طلبة العراق يواجهون أشكال الامتهان والابتزاز والتمييز

من عاش حياته الطلابية عضوا بمدرسة كاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية فقد حظي بفرصة كبرى للتعلّم والاستزادة بما يمنحه بناء الشخصية الإنسانية الناضجة بجانب شخصيته العلمية بمدرسته وجامعته.. وبالتأكيد ما أخطه اليوم هو بعض ما أكدته التجاريب ودروسها في الاتحاد وفي الحياة العامة وهي الأدوات في قراءة واقعنا بحانب أدوات معرفية فكرية أصيلة للتحليل والاستنتاج وتكوين الرؤى والبدائل أو الحلول لما يجابهنا.. اليوم أكتب مجددا بروح تضامني مع طلبتنا في الوطن والمهجر ولعل ما اختزنته من عمر وسنواته ساعدني للقراءة والتحليل لكنه أيضا بات بضغوطه يدفعني لانفعالات ومشاعر تبكي الصخر عندما يشاهد شكاوى اللواتي والذين يخرجون للاحتجاج السلمي ولا يجابهون سوى الإهمال والتنكر من طرف مسؤولين.. لكنهن ولكنهم ليسوا لوحدهم في الميدان فمعا وسويا ومثلما انطلق مؤتمر السباع العام 1948 بحراسسة الشغيلة فهؤلاء الأبناء لن نتخلى عنهم فهم قطعة منا مثلما الأبناء البيولوجيين هم الأبناء لنا ولجيلنا الذي يرفض الصمت وها هو يتحرك لا احتجاجا سلبيا بل حراكا سلميا موضوعيا ضاغطا فاعلا مؤثرا حتما 

طلبة العراق يواجهون أشكال الامتهان والابتزاز والتمييز

د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

عضو سابق في اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية

ملايين من أبناء العراق، ينتظمون في الفصول الدراسية من التعليم الابتدائي الأساس مرورا بالثانوي العام وليس انتهاء بالجامعي الأولي في العبور نحو الدراسات العليا.. تلك الملايين تجابه معاناة مركبة معقدة..

أولها الخلل البنيوي في قدرات الاستيعاب بالحجم المتاح من المباني والهيآت التربوية التعليمية والتدريسية دع عنكم تهالك المتاح من المباني وحجم القصور في مرافقها والاضطرار لنظم الدوام المزدوج أو الثلاثي.. هذا بجانب الاكتظاظ في الفصول أو حتى ظاهرة الفصول الدراسية في الهواء الطلق أو الجارية بأكواخ لا تمتلك أبسط مقومات السلامة والأمان…والخلل يتجه نحو أشكال استغلال وابتزاز مختلفة بين أجور دراسية وبين تدريس خارجي خاص للتقوية ولاستيعاب ما لا تستطيع المدارس المهملة أن تقدمه للطلبة هذا غير التنافس السلبي الذي تفرضه أساليب الأداء في أجواء محمومة لتسريب الأسئلة الامتحانية ولأشكال الفساد الأخرى ليس أكثرها جرحا وامتهانا تفشي المخدرات والتنمر والتسرب من المدارس والتمييز بين الطلبة على أسس حزبية مغلفة بأستار التدين والمذهبية فيما هي لتمرير عناصر فاشلة أو لا تمتلك الكفاءة العلمية على حساب المجتهدات والمجتهدين..

لينتقل الطالب من السادس الإعدادي إلى الدراسة الجامعية التي لم تعد تفِي بقدرات استقبال طلبة المدارس لا من جهة عدد الجامعات والمعاهد ولا من جهة حجم الاستيعاب الكلي للكليات والأقسام العلمية المتنوعة.. دع عنكم استراتيجيات ملاءمة تلك المؤسسة مع حاجة السوق وظروفه بقصد مطالب المجتمع ومسارات افتراضية لتنميته ومعالجة أسئلته ومطالبه..

الكارثة هنا نهج ترحيل آلاف الطلبة إلى خارج البلاد وحصرا بإيران استغلالا لبدائل كشفت الوقائع عن زيف ما اختارته مع وجود طلبة باتجاه بلدان عربية وغيرها ولكن للتعمية على الفعل الأساس بدفع أموال للجارة المدللة عبر بوابة أخرى وبالدولار.

ويمكنني الإشارة إلى الطالبات والطلاب ممن تظاهر أمام الوزارة وأعلنوها بالصوت العالي أن اتفاق الوزارة معهم بشأن الدراسة لسنة في إيران كان خدعة وعلى الرغم من مطالبة أصوات بينهم وفيهم بأن تتعامل الوزارة مع القضية بالرأفة والأبوية إلا أن الأصوات فضحت كثيرا مما اُرتُكب بحقهن وحقهم من تضييع المستقبل ووضع بخانق يسهل الابتزاز أو بأقل تقدير الخضوع لآلام المعاناة والصدمة والذهول مما نُصِب لهن ولهم من شراك..

لقد تحدثوا عن امتهان الكرامة في إيران وعن الخسائر المادية والنفسية والقيمية هناك وهناك وعن التضييق القسري وإكراههم على أمور سواء خاصة بإشاعة المخدرات وغيرها أو عامة المرتبطة بمعطيات استغلالهم دراسيا ومطالبتهم بدفع الأموال بالدولار بصورة مضافة أو مضاعفة..

القضية كانت منظمات ديموقراطية مهنية للطلبة سجلت موقفا منها مثل:

  1. الفارق في الأداء العلمي بين جامعات حكومية وأخرى أهلية حيث غياب المتابعة والإشراف التخصصي الفعلي على مجموع المؤسسات والكليات الأهلية.
  2. طرد الطلبة من القاعات الامتحانية لـ((عدم تسديدهم)) الأجور أو الأقساط الدراسية للتعليم الموازي والمسائي والأهلي وربما لأي موقف مبيت تم تمرير عدم الالتزام بتوصيات الوزارة بالخصوص!
  3. تفاقم ممارسات التضييق والتمييز التي طاولت طلبة الأقليات الدينية في الجامعات التي تتزايد يوما فآخر بل بات بعضها يُراد له أن يمرَّر بصورة (قانونية) عبر منح الطالب المسلم إعفاء (مسبّباً) من الأجور الدراسية ما يثير مزيد حساسية وشعور بالغبن والتمييز المتفاقم أصلا..
  4. ولابد هنا من التذكير بأن الطالب يتعرض للقمع والتمييز بالسماح للطقوس السياسية الطائفية بحرية الممارسة بكل فعالياتها فيما يتم حجب حرية التعبير عن أبسط ممارسة سواء بمحاولة تقويم أداء أو تقديم انتقاد موضوعي يحظى بالسلامة أو حتى في اختيار توجه فكري في الأداء العلمي للأطاريح والرسائل والبحوث العلمية..
  5. وفي استضعاف الطلبة نجد ظاهرة استغلالية بشعة تُرتكب بحق الطالبات من طرف النافذين في الإدارة من عمداء ورؤساء أقسام بالتحرش الجنسي الصريح بهنّ..
  6. وغير هذا وذاك تغطي الجامعات على الحقائق بإطلاق التصريحات غير الصحيحة أو غير الدقيقة معلنة دخولها ترتيبا عالميا أو إقليميا فيما الخلل جوهري نوعي وبنيوي عميق الغور في النهج العام حيث الفشل بربط الجامعة بالمجتمع وحيث الفشل في ميادين البحث العلمي وحيث الفشل في الأداء واختيار دروب تعليم وتدريس بلا كفاءة..
  7. وليس آخر ذلك أن اتحاد الطلبة العام الأعرق تأسيسا وكفاحا ومبادئ عمل؛ قد تم حظره بادعاءات برهنت الأيام خطلها مقابل ما كشفته من فضائح نهج تفشت به الثغرات والعيوب

وبالعودة إلى مشكلات القبول المركزي وما اتسم به من نتائج لا نجد أن ما أُعلن عنه من افتتاح جامعات وكليات وأقسام بالعشرات لم يتحقق فعليا بل أن ما يُفترض تحققه لم يمتلك أسس افتتاحه وحتى تلك الأعداد لم ترتقِ لمستوى استيعاب مئات آلاف الطلبة من خريجي المدارس ولا فرص توزيعهم العادل بوجود تعدد بالقنوات والمستويات التي تقرأ وسائل القبول أو تختلق تمييزا بالدرجات المضافة لهذا السبب أو ذاك؛ وهي درجات تختلق بالوضع العراقي الراهن تمييزا وفروقا خطيرة جاءت على حساب طلبة البلاد من أبناء الطبقات الفقيرة المعدمة على الرغم من تميزهم ولحساب آخرين مُنِحوا أفضلية بلا أحقية في الغالب..

وبشأن زاوية نظر تخص القبول في الكلبات الطبية وربما الهندسية أيضا وذلك الحجم الكبير في الأولى منهما نرى أن ذلك لا يقرأ بصورة موضوعية دقيقة ما يناسب ذاك القرار وبالحقيقة هناك حاجة ماسة لتغيير استراتيجيات الحكومة والدولة وطريق البناء والتنمية وتغيير الأمور بنيويا بمستوى البنى التحتية وظروف العمل فيها كيما تكون هناك استراتيجية مناسبة في مسارات التعليم..

إننا اليوم بحاجة إلى مراجعة شاملة ليس بمستوى المدرسة والجامعة ونهجهما المخترق بكل الثغرات وأشكال القصور بل وفي إطار مسار الدولة وخياراتها بعد أن ضاع من الزمن ما يزيد على العقدين..

فلنتحرك معا وسويا في حركة تضامنية وطيدة قوية مع أبنائنا طلبتنا وما يتعرضون له من أزمات وأشكال تضييق لأن ذلك يأتي بإطار الحراك الشعبي العام من أجل خيارات البناء والتنمية والوقوف الثابت بوجه الخروق والانتهاكات..

أعمق التضامن معكنّ ومعكم طلبة العلم وبناء العقل والشخصية القادرة على مجابهة مطالب العصر والحداثة ومطالب ما فات العراق من زمن وما اُختُلِق بوجهه من تحديات..

مواد ذات صلة للكاتب

برجاء متابعة المشاهد التي تنقل لكم التظاهرات الاحتجاجية المطلبية للطلبة وللخريجين ولمستويات التعليم والتدريس ولظروف الانتهاكات والاعتداءات ولجرائم التحرش وابتزاز بناتنا في جامعات وكليات ولآلاف يرسلونهن ويرسلوهم إلى أصقاعٍ نائية بعيدا عن الأهل ولآخرين في محاجر يريدوننا تسميتها بالمدارس ولغيرهن وغيرهم ممن يُستدرجون للمخدرات أو لغيرها ولكل الثغرات التي تُنقل و\أو التي لا يسمح بنقلها والحديث محظور عنها… فلنتابع ونرصد ولتتحرك الأفئدة والضمائر ولنتضامن ونوحد الصفوف بخاصة عندما يكون الأمر مما يخص الأبناء، بلى الأبناء ليسوا مجرد فلذات أكبادنا بل أوجاعنا وهمومنا أحزاننا وأفراحنا وكل وجودنا اليوم…  فلنؤدّ بعض واجباتنا من أجل مستقبل أفضل لهم

 

المقال في موقعي الفرعي بالحوار المتمدن

 

 

 

برجاء اضغط على العنوان الذي ترغب بقراءته هنا أو ابحث في الموقع عن مادة الفقر الأسباب والنتائج والحلول

أخطر أسباب فساد التعليم ما بات يتفشى وسط كثير من المكلفين به

ومضة بطرائق التعليم بين تزمت منطق التلقين وإشكالات التحديث

في اليوم الدولي للتعليم: انهيار بمنظومة التعليم في العراق واشتباك مفاهيم ومعضلات بلا حلول

رسالة مفتوحة إلى معالي وزير التعليم والبحث العلمي في العراق

بيان تضامن مع الطلبة ومطالبة بمراجعة القوانين واللوائح وتدقيق قرارات الإدارات التعليمية

قانون تحديث نظام التعليم العالي في العراق وإقرار شرعنة التعليم الإلكتروني

ظروف إشكالية معقدة تجابه التعليم والتلامذة خارج أسوار المدارس!

علمنة الخرافة ومحاولات اختراق التعليم العالي وتشويهه

***************************

اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *