في حوار أجراه الإعلامي اللامع الأستاذ فلاح الفضلي ببرنامجه ملفات عالقة تم تناول الانتخابات الكوردستانية والآثار المتبادلة لها مع البيئة العراقية والإقليمية وفرص نجاحها في تعميد الفديرالية أو ظهور أي أثر لمحاولات التدخل والتخريب ومنصاتهما في العملية الانتخابية.. ما البدائل والحلول وقد ركز ضيفان على الجوانب الفنية التقنية للانتخابات والقانونية منها فيما حاولت جر الحوار ومخرجاته نحو قراءة فكرية سياسية تسلط الضوء على تأثيرات عناصر ببغداد أو بالمنطقة ودورها في استغلال منصة أو أخرى بعرقلة خيار الشعب وتمسكه بالهوية .. تجدون التسجيل الكامل للحلقة التي بثتها قناة زاكروس بالعربية ولأهميتها نعزز النشر هنا بقصد متابعة الحوار الأشمل والأعمق
انتخابات إقليم كوردستان.. الديمقراطية في العراق وأزمة ثقافة المرشح والناخب
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
في برنامج ملفات عالقة ساهمتُ مع زملاء أفاضل في الحوار والإجابة عن أسئلة الإعلامي المعروف الأستاذ فلاح الفضلي وهي أسئلة غطت مساحة واسعة في إطار الحديث عن الانتخابات الكوردستانية ودورها في تمسك المواطن بالاتجاه الديموقراطي للعراق بخلاف كثير من المؤشرات التي جرّت البلاد نحو منطق يبتعد عنها.. وكان من التساؤلات ما يتجه نحو الحديث عن أزمة ثقافة المرشح والناخب
وعلى الرغم من تركيز الضيفين الآخرين على الأمور التقنية الفنية للانتخابات فإن ما ينبغي الإشارة إليه تتمثل في امتدادات تأثير استغلال العائلي والعشائري ومحاولات الاختراق الطائفي لدق أسفين وزرع ما يُضعف الوجود الفديرالي مما ينبغي مكاشفة الجمهور بخصوصه ليجري تعميق التمسك بالهوية الكوردستانية كونها الضمانة لمستقبل كافحت قوى حركة التحرر القومي الكوردية طويلا لتحقيقه حتى كان الانتصار والمنطلق بانتخابات 1992 ومنذها كان لتراكم الخبرات وتعمق الوعي الانتخابي فرصه من دون أن نغفل حقيقة قوى لم تيأس من مواصلة التدخلات لتخريب ما توصل إليه شعب كوردستان من المستوى الفديرالي وهي بالأساس قوى شوفينية وبقاياها من ثقافة نُظُم زالت منذ 2003..
ولقد حاولت من طرفي التأكيد على حقيقة أن الانتخابات الكوردستانية لا تجري اليوم بمعزل عن الوجود الفديرالي عراقيا بين متناقض مساري المتمسك بالفديرالية وقيمها في كونها أس من أسس الديموقراطية عراقيا وكونها جوهر من جواهر احترام التعددية والتنوع والتمسك بالهوية الكوردستانية واستقلاليتها في إطار بناء الدولة العراقية ما بعد 2003 الأمر الذي جابه عثرات عميقة الغور بخاصة مع محاولات إعادة تبني ثقافة جديدة للدولة هي ما أقره العراقيون بكل أطيافهم ومكوناتهم من الخيار الديموقراطي؛ هنا بالتحديد نجد أن الطابع المهيمن ببغداد بوجود عناصر تحمل آثار الخطاب الشوفيني في خطأ استراتيجي يتناقض مع خيار الشعب للديموقراطية ويعادي الفديرالية في ضوء حقيقة كون أن لا ديموقراطية في العراق من دون الفديرالية..
إنَّ أطراف معاداة (خيار الكوردستانيين الأنجع والأكثر صوابا)، هما: طرفا إثارة النعرات الشوفينية ومحاولات فرضها وقوى الإسلام السياسي وظلاميات مخططاته من جهة الحفر في الأرضية الكوردستانية بمحاولة أخرى لفرض الدولة الثيوقراطية طائفية النهج والأداء.. وهما قوتا التخريب الأساس التي لا يجابهها إلا (خيار التمسك بالهوية) وبتطلعات شعب كوردستان بتقرير المصير |
أما الكيفية فكنتُ أشرت بالوقت القصير إلى الأدوار التي لعبتها تلك العناصر السلبية (الخطيرة) في إيجاد منصة لاختراق خطابها الواقع الكوردستاني عبر عناصر وجدت في استقطاب قوى خارج كوردستانية لتكون ظهيرها بمحاولة سرقة مكاسب الفيدرالية وتوجهات شعب كوردستان لخيار بناء مؤسسات دولة مدنية ديموقراطية تلبي مطالب الشعب وتطلعاته..
أذكر هنا بأن تلك القوى انحازت لقوى إقليمية ولبعض من أتباعها في بغداد ما أقصى قيادات حزبية وجمد جهودها المعتدلة المتمسكة بالجبهة الكوردستانية وبمصالح كوردستان.
كنتُ أكدتُ أن التدخلات كانت بدأت مع عدد من القرارات المسبقة التي حاولت مصادرة الصلاحيات من كوردستان واجترار منطق المركزية وطابعه الشوفيني في النظر إلى الآخر! وأشرت إلى خطاب التحريض والشائعات وإثارة الفتنة والتوتر والتحضير لسرقة التصويت بصيغة أو أخرى بخارة مع طبيعة مختلفة للدوائر ومع فرص التحكم بالإكراه والابتزاز وشراء الأصوات وتبرير الأمور بمرجعية الهوية العائلية والعشائرية وغيرهما دع عنكم الأخطر في السماح للخطاب الطائفي بما يتضمنه من إدخال آلياته سواء منها الميليشياوية وأدائها أو غير ذلك من الفروض القسرية..
لكن الخيار مجددا ودائما يستند للحصانة الأهم والأبرز ألا وهي وعي شعب كوردستان من جهة وتمسكه بالهوية وكشفه لعناصر باتت اليوم لا تمثله بقدر ما تمثل منصة لتدخلات خارجية بالضد مما بناه عبر قيادته وحكومته ومؤسسات الدولة طوال العقود الأخيرة..
إن التصويت للتجربة الكوردستانية هو تصويت لحق تقرير المصير وهو تمكين للشعب من أدوات الدفاع عن الفديرالية وعن كونها الركن البنيوي للديموقراطية ولرفض محاولات فرض دولة ثيوقراطية واستجلابها من النماذج الإقليمية السائدة اليوم..
ومجددا لا بد من الحذر من تداعيات الأوضاع شرق أوسطيا ودوليا واختلال توازنات وولوجها مرحلة انتقالية صحيح أن الصراع يشتد ويحتدم لكن مآل الأوضاع إلى انتصار الشعوب هو الآتي وتلك القوى التي تتمدد محليا إنما تستكلب وتزداد وحشية بخلفية مقاربة نهايتها وزوالها والمطلوب مع مزيد التحدي التمسك بخيار الشعب ومنع منح تلك القوى فرصة تخريبية ستكون مؤلمة إذا ما مرت لأي سبب..
ولابد هنا من متابعة طريق توضيح الخيار الحر المستقل وتمسكه بمبادئ من سيحقق العدالة الاجتماعية والانتقال نحو بناء مؤسسات دولة مكينة لا يمكن اختراقها بالاستناد لتحالف الشعب وقيادته..
وتجدون هنا عددا من المحاور المطروحة في هذا البرنامج كما يرد بالتسجيل الكامل في أدناه
https://www.youtube.com/live/u9qJv3MEhNg
برجاء الضغط على الرابط للانتقال إلى مساهدة الحلقة كاملة وحوارها
تحية لقناة زاكروس وللعاملين في برنامج ملفات عالقة وعلى رأسهم الإعلامي الأستاذ فلاح الفضلي وتحية لضيوف الحلقة ولما تفضلوا به وشكرا للاستضافتي بما قدمته من رؤى متواضعة أتلطع لإغنائها بملاحظاتكن وملاحظاتكم بخاصة هنا جيل الشبيبة وفئة النساء التي تظل علامة مشهودة للتمدن في ممارسة حراك التنوير والتقدم.. تحايا لشعب كوردستان وهو يتجه لترسيم إرادته بخيار وحدته وتكاتفه مع كل خطوة بناء بالمدى الاستراتيجي لدحر ما يجري حوله من ضغوط لن تنتهي إلا بمزيد الصمود والتحدي والتمسك بالهوية وحق تقرير المصير.. تيسير عبدالجبار الآلوسي \ أمين عام التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية
المقال في موقعي الفرعي يالحوار المتمدن
***************************
اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/ تيسير عبدالجبار الآلوسي
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير