أشد عبارات الإدانة لقوات أفلتت أي معيار حقوقي أو إنساني في تعاملها مع حرية التظاهر والتعبير في العراق

بعد تظاهرة شاركت بها فئات عديدة تكرر الاعتداء على خريجي القطاع الطبي الصحي وبدل منحهم الحقوق وحمايتهم تعرضوا لأبشع استهانة وتنكيل وتم قمعهم بكل السبل والأدوات المتعارضة مع الدستور والقوانين الحقوقية ومع القيم والأعراف المجتمعية إننا نطالب هنا بالتحقيق بكل ما جرى ومكاشفة الشعب بمحاسبة حقيقية لا تجري بصيغة فوق الطاولة وتمرر بأخرى من تحتها وما جرى يقتضي استقالة أعلى المراتب المسؤولة بذلك الميدان مثلما يقتضي استبدال جوهري للنهج والخطط المرسومة وممارسة مهنية لقوات حفظ الأمن وحماية المواطن وليس مكافحته واتهامه المسبق بالشغب فالشغب عادة ما جاء من تلك القوات منذ رصاص شباط 2011 ومرورا بكل التظاهرات السلمية المشهودة

أشد عبارات الإدانة لقوات أفلتت أي معيار حقوقي أو إنساني في تعاملها مع حرية التظاهر والتعبير في العراق

في أغلب التظاهرات التي تُنظّم بطابع سلمي وأداء منضبط ملتزم بالقوانين تم رصد مبادرة قوات يُفترض أنها تكافح الشغب وتخرجه من دائرة التأثير على التظاهر السلمي المحمي بالقانون وبلوائح الحقوق والحريات؛ وذلك أمر يشير لسلوك ممنهج وليس لحالة أو اثنتين من الاعتداءات على التظاهر السلمي وإنما بات رديفا يرافق كل نشاط مطلبي سلمي مما يجري على وفق الأصول القانونية المتبعة..

الكارثة أن تلك الاعتداءات لم تقتصر على الدخانيات والماء الحار بل ومورس فيها أيضا، الضرب المباشر وتمزيق ملابس النساء المشاركات وأشد أنواع  القمع واتصافه بمنطق الانتقام والثأر وإيقاع الرعب والهلع في أنفس فئات الشعب كي تكمم الأفواه عن المطالبة بالحقوق والحريات!! وتلكم، تعدّ سابقة خطيرة في الحياة العامة إذ تجابه النسوة بعامة هجوما شرسا لإعادتهن إلى بيوت (الطاعة) في استدعاء لكل ما يوقع بينهن وبين الرجال واختلاق صراعات على النمط الظلامي لعصر الحريم في إطار مساعي أخرى بذات النهج والاتجاه السياسي!!!

لقد وقع الاعتداء الجديد على تظاهرة كبيرة كان بينها خريجو القطاع الطبي بتنوعات فروعه وكان من الوحشية ما أوقع إصابات بالغة بعدد من المتظاهرات السلميات والمتظاهرين السلميين وعرضت شاشات للتلفزة ووسائل إعلام عديدة تلك المشاهد المخزية لقوات ينبغي أن تكون معنية بحماية الإنسان العراقي وكرامته بدل أفعال البهذلة والاستهانة والتحقير والممارسات القمعية المتعارضة والقانون والمتناقضة مع القيم والأعراف السامية لمجتمعنا قبل وبعد كل شيء..

إن القضية في الخصومة مع الحكومة وأجهزتها اليوم، لم تعد محدودة باعتداء عابر أو أخطاء فردية ولا حتى مجرد تكرار محدود لقمع حرية التظاهر والتعبير بالتعارض والدستور لكنها باتت اليوم قضية مساس علني مباشر وصريح بكرامة المواطن وحقوقه في الحياة الحرة الكريمة وفي العيش من دون مؤشرات أو مقدمات فرض قيم مجتمع الرق والعبودية ومنطق التعسف القهري في التعامل مع المواطنة والمواطن أي أنها باتت نهجا كلانيا شموليا للنظام..

إن المواطن الذي بذل الغالي والنفيس لتكوين تلك الكفاءة والمهارة العلمية المتقدمة ليس مسؤولا عن الثقب الأسود الذي يبتلع الميزانيات العراقية سواء بالهدر أم بالفساد وجرائمهما؛ بقدر ما هو معني اليوم بمطلبه المشروع في تأمين العمل المناسب من جهة و\أو توفير بدائله مع حماية نظام يُفترض أن يكون قد اختار له الطابع الديموقراطي لدولة مدنية تنتمي للعصر وحداثته.

وفي الوقت ذاته، وبالعودة للخريجين المعتدى عليهم، نشدد على أن العراق بحاجة لكل مخرجات هذا القطاع الصحي والطبي وإلى مؤسسات صحية جديدة ليغطي الحاجة الفعلية في البلاد غير أن الواقع يفضح حقيقة أنه بالنهج الحالي بات بؤرة طاردة لكفاءاته بصورة عامة ولأطبائه ومتخصصيه في القطاع الصحي لتجابه في الغربة الهدر أو استغلال الغربة وما تعنيه..

يطالب المرصد السومري لحقوق الإنسان بوجوب التوقف الفوري عن الاستمرار بنهج القمع الأقرب لأسلوب الطغيان الدكتاتوري ومنطقه الفاشي كما يلزم الالتفات إلى أن استمرار الحكومة بتضييع الأموال على استيراد وسائل قمع التظاهرات يكشف حقيقة الإصرار على ذلك النهج والتمسك بتوجهات تتقاطع ومصالح الشعب وخياراته التي لن يتراجع عنها في تبني الديموقراطية بديلا لمجمل ما يجري ويُرتكب..

إننا نطالب الأطراف الحقوقية الأممية بالتضامن مع حق التظاهر والتعبير في العراق وبالتدخل المباشر لوقف تلك الجرائم الوحشية بعد أن باتت نهجا خطيرا مؤداه الانجرار لتكريس نظام بجوهر كليبتوفاشي بجناحيه المافيوي الميليشياوي..

لكم أيتها العراقيات أيها العراقيون ولنضالكم السلمي كل التضامن والمؤازرة ولتمض المسيرة بخطى الدفاع عن الحقوق والحريات ومنع استمرار تداعيات القمع وما يخفي وراءه من حلقات الهجوم على الشعب بكل فئاته وانتزاع ما كان قد حظي به في سنوات خلت..

 

المرصد السومري لحقوق الإنسان

 الرابع من أيلول سبتمبر 2024 

المرصد عضو المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان

 

تتكرر بصورة ممنهجة اعتداءات قمعية وحشية على المتظاهرات والمتظاهرين بروح سلمي وبكامل الالتزام بالقوانين من جانب الحركة المطلبية الاحتجاجية لكن بالعنف المفرط حدا أوقع الجرحى والإعاقات والإصابات الشديدة بعدد من المعبرين عن الحق في الحياة الحرة الكريمة وبدلا من حمايتهم تتدخل قوات مكافحة ((الشغب)) لتثير الشغب بعنفها المفرط حدا لم يعد مقبولا ولا حتى بإطار القيم المجتمعية ويعد بعضه سابقة خطيرة في انتهاك الحرمات المجتمعية بنمط الاعتداء على النساء. إننا نشدد على أن ذلك إذا ما تُرك واستمر فسيدفع الموقف إلى اجترار منظومة كانت زمن نظام الدكتاتورية وهو ما لا يمكن السكوت عليه ويتطلب  ردا حازما وليس مطالبة مهمشة سلفا بوقف ذاك النهج.. إننا نناشد الحركة الحقوقية العالمية لمزيد الضغط والتدخل لإنقاذ الموقف ووضع حد لما يجري ويُرتكب

 

***************************

للاطلاع على بيانات المرصد السومري لحقوق الإنسان في أخبار التمدن 

***************************

اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *