رسالة تهنئة بذكرى تأسيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني

بعث الأمين العام المكلف بالتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية برسالة تهنئة ومباركة  بمناسبة تأسيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني بوصفه الانطلاقة الأولى المنظمة لحركة التحرر القومي الكوردية منتصف أربعينات القرن المنصرم. كما توجه بالتهنئة لفخامة الرئيس البارزاني بمناسبة ميلاده الميمون بوصفه الرمز البارز بقيادة الحزب والحركة..  وتأتي هذه التهنئة لتؤكد التضامن العربي الكوردي بعامة والتحالف  الاستراتيجي بين شعوب القوميتين وسعي قوى التنوير والتقدم فيهما لنشر خطاب التعايش ومبادئ المساواة والسلام وحق تقرير المصير والعمل المثابر على التصدي لأية عقبات قد تجابه مسيرة الإخاء والتعايش السلمي والنضال المشترك من أجل الدولة الديموقراطية الفيديرالية على أسس العَلمنة والتقدم والعقل العلمي وفي أدناه نص الرسالة

السيد رئيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني الموقر فخامة الزعيم الأستاذ مسعود بارزاني المحترم

بمناسبة ذكرى تأسيس حزبكم، الحزب الديموقراطي الكوردستاني، والشروع التأسيسي المنظم بقيادة حركة التحرر القومي الكوردية، نتقدم منكم في التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية بخالص التهاني وكبير الأماني لمواصلة مسيرة الحزب التي تعمَّدت بالتضحيات الجسام تلك التي رسمت طريق النضال  المجيد في النضال من أجل قضايا الانعتاق والتحرر والتوجه نحو تعزيز قيم الديموقراطية وتفعيل وسائل الارتقاء بقيمٍ تتمسك بالهوية الفيديرالية للبلاد على أسس تحترم مبدأ التعددية والتنوع والحق في تقرير المصير.

لقد التزم التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية بقيم الحراك التنويري الذي انتهجتموه وكنتم باستمرار داعمي ولادة هذا التجمع منذ احتضنتم مؤتمره التأسيسي الأول في كوردستان الحرية والتقدم؛ ونحن نتطلع اليوم إلى أدواركم الاستثنائية المميزة في الميدانين الكوردستاني المخصوص والعراقي الفيدرالي حيث تشهد الأوضاع العامة مجابهة محتدمة وربما تستغلق في بعض مسارات العملية السياسية التي تتطلب ثقلا مميزا لقوى التنوير والديموقراطية بوصفها البديل لقيادة تلك العملية نحو بر أمان..

ومن هنا فإن دوركم الكبير هذا، سيبقى الأهم لمواجهة المسؤولية في إدارة ملفات الاستغلاق التي تتراكم يوما بعد آخر ليس على مستوى العراق الفيديرالي حسب بل وبمجمل دول المنطقة وما تجابهه من تعقيدات جمة في الظرف الدولي القائم.. وتبقون هنا في الريادة حيث تتطلب المهام الكبيرة وجودكم وأثر فعلككم المؤمل بتعزيز الاستقرار والسلام والتنمية

إن تأثير دوركم القيادي الفاعل الذي نؤشره والخطى التي تُنتظر من جميع قوى التنوير والتغيير ستكون أقوى بفضل وجودكم واتحادها معكم وكل ذك مما يتأتى من تفعيل جبهة تلك القوى إذا ما توصلت لتشكيل مظلة لكل قوى التقدم والديموقراطية الأمر الذي يكفل مكافحة الثغرات البنيوية التي عانت منها البلاد منذ 2003 حتى يومنا..

نشد على أياديكم في مسيرة تنويرية بهية مشرقة للحزب الديموقراطي الكوردستاني من أجل إيجاد مخارج الحلول الأكثر نجاعة واحتفالا بالمواطن والمواطنة وبدولة ديموقراطية فيديرالية بحق تتجاوز منطق المركزية والشوفينية التي تتعالى بين الفينة والأخرى؛ ولنمضِ معاً حتى يتم الاستجابة لتطلعات تستشرف البديل بعيدا عما انتهك أحيانا تلكم التطلعات من عناصر إدارة في بغداد لطالما وقعت بفخاخ اجترار نهج كان ينبغي أن يغادره العراق الجديد بإنهاء كليّ شامل لعهود الشوفينية أو الذرائعية التي حاولت وتحاول فرض (المركزية) وارتكاب ما يتعارض ومصالح شعب كوردستان وعموم الشعب العراقي..

إننا في التجمع العربي نجدد التهاني والمباركة لكم في ذكرى التأسيس المجيدة ونثق بتمسك ثابت بمبادئ تقرير المصير ودمقرطة الحياة وأنسنتها بالاستناد إلى تعاظم نضال حركة التحرر القومي الكوردية وسعيكم لوحدة تلك الحركة من جهة وإلى تبني أفضل أسس التقدم بمسار الدولة الاتحادية (الفيديرالية) العراقية، وها نحن أيضا نرصد حجم التقدم بمكانكم ومكانتكم التي تتسع في الشرق الأوسط بما يرتقي بحق لمستوى المؤمل من التحالف العربي الكوردي وتمكين حركة التضامن بينهما باتجاه أسمى علاقات التعايش بين مكونات دول المنطقة على أساس ضمان خيارات شعوب المنطقة في استعادة قيم التمدن والحضارة وإعلائها..

إليكم فخامة الرئيس البارزاني بمناسبة ميلادكم الميمون رمزا لحركة التحرر القومي الكوردية.. وأيضا عبركم بمناسبة تأسيس الحزب، نتوجه إلى كل مناضلات ومناضلي الحزب الديموقراطي الكوردستاني بكبير الاعتزاز والتحية وأطيب الأماني بهذه المناسبة البهية

د. تيسير عبد الجبار الآلوسي

أمين عام التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية

16 آب أغسطس 2024

 

 

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *