الرابع عشر من تموز ورمزية إحياء الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية

نشرت طريق الشعب عددا خاصا بيوم الجمهورية الذي انبثق مع ولادة ثورة 14 تموز الذي احتفل به رسميا وشعبيا طوال تلك العقود كونه ثورة وطنية حررت البلاد من قوى الاستغلال الداخلية وقوى الاستعمار الخارجي فوضعته حرا مستقلا لا يخنع لتبعية أجنبية والمقال تجدونه في أدناه أسوة بما نُشر بالعدد الخاص 

الرابع عشر من تموز ورمزية إحياء الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية

د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

لقد تتابعت محاولات الشعب العراقي مرات عديدة لإحداث التغيير المنشود في ضوء معاناته في ظل النظام الملكي ومنظومة اقطاعية مشوهة تحكمت به منذ ولادة الدولة العراقية، حتى جاءت ثورة 14 تموز لتكون الفيصل بين الملكية وما فعلته والجمهورية وما أسست له بتلك الثورة..

لقد أطلقت 14 تموز الحريات وشرعت بتحرير الشعب وطنيا والنهوض بثورة اجتماعية بخاصة مع تمكين المرأة قانونيا دستوريا ومعها كانت الثورة الزراعية وخطوات انعتاق الفلاح وبشكل نوعي جوهري منح الشعب حرياته وحقوقه ومنها البدء بتوفير أسس العدالة الاجتماعية وإزالة كلكل الفقر والبطالة وتنشيط الصناعة الوطنية وتحرير البلاد من هيمنة شركات النفط وهي بالمجمل ما رسمت هوية الثورة وطريقها التحرري..

لكن محاولة تعميد المنجزات باتجاه استكمال المهام الديموقراطية بجانب ما أفضت إليه الثورة من تقويض سلطة الشركات وسطوتها قد أدى ذلك لحياكة جريمة اغتيال الثورة ولو جاء ذلك على حساب دماء ضحايا بالآلاف والملايين وهكذا بقيت الثورة ومضة ضوء عاشها الشعب فحفظها في الأفئدة والضمائر بذاكرة وطنية جمعية حية حتى يومنا

إن محاولات طمس هذه الذكرى لا يقف بحدود تحجيم الاحتفال بها ولكنه يتجه لمحو ما أتت به من منجزات وطنية وتلك الاقتصادية الاجتماعية الكبرى فلقد سبق أن حاولت بعض قوى إلغاء ما أصدرت 14 تموز من قوانين وما أحدثته من متغيرات اجتماعية لكنها فشلت هذه المرة يأتي الفعل متخبطا بمحاولة إلغاء الاحتفالية من المستوى الرسمي ومن ثم الإمعان في مصادرة الإرادة الشعبية وتمسكها بتلك الاحتفالية..

ما ينبغي الالتفات إليه أن منتصف تموز بقي لآلاف سنوات العراق القديم احتفالا بالفرح والانتصار لحصاد ثمار ما زرعه الشعب وهو احتفالية سومرية كبرى لم ينسها العراقيون وتجددت لتلتقي مع المعاني السامية التي جاءت بها 14 تموز العراقية من قيم ومبادئ ومن متغيرات نوعية لا يمكن اختزالها كما يتوهم أعداء تلك الثورة بحدث فردي أو آخر لأن الحقيقة تكمن في اتساع وعمق إجراءات الثورة وطنيا بكل ما بقي حتى يومنا مرسوما بقوانين وبأداء ينتشر عطر أزاهير للمسرة والفرح وأنسنة وجودنا وتمكين الناس من أمنهم ومن السلم الأهلي والعيش بكرامة وحرية..

لهذا فإن إحياء ذكرى الثورة يكتسب أهمية عليا وأولوية في أوساط الشعب وقوى التنوير فيه دحرا لأية محاولة ظلامية تتوهم إمكان مصادرة إرادة الشعب وتشويه تاريخه الحديث المعاصر..

والمجد لـ14 تموز تاريخا مشهودا يتجدد بمبادئه وقيمه الأسمى باحتفاليات تجدد العهد لإدامة التغيير نحو عراق ديموقراطي فيدرالي يحترم الإنسان وجوديا..

المقال بطريق الشعب العدد الخاص بيوم الجمهورية وذكرى ثورة 14 تموز 

المقال بموقعي الفرعي بالحوار المتمدن أيضا

***************************

اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *