لشبكة العربية للإبداع والابتكار تنطلق برحاب بلدان تتطلع شعوبها للتغيير بمسارات وجودها بما يلبي مهام التنمية والتقدم ويسد حاجاتها المتجددة المتعاظمة.. وإذ تنطلق الشبكة فإن عملها المؤسسي والروح الجماعي الذي تتعاضد فيه جهود رعاة الإبداع والابتكار ومنجز العقل العلمي حتما سيفضي إلى مخرجات نوعية تلتقي وعصرنا وما وصل إليه.. إن مثابرة جموع المتطلعات والمتطلعين في عملهم إطلاقا للجهد الكبير المؤمل ربما بدأ من نواة هنا أو هناك وكان الرائع الأستاذ عمر طهبوب بحيويته المعهودة ومثابرته خير فاعل مثمر ليجمع رواد الشبكة ولتنطلق المنصة برائع إبداعات ورؤى بين الجميع عندما أؤكد بتعاضد جهود الجميع فإنه خير ما يعبر عن علاقة ودية فاعلة بين ربابنة السفينة وبين أعضائها لتولد سمفونية الخلق الجديدة ونبدأ تعبيد الطريق لأجيال تستحق .. كلمة موجزة تعريفا بالجهد
الشبكة العربية للإبداع والابتكار ولادة مؤسسة للنهوض بحركة التنمية والتقدم
شعار الشبكة العربية للإبداع والابتكار
ANCI |
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
عضو بمجلس الإدارة والهيأة المؤسسة |
مازالت كثرة من مؤسساتنا العامة والخاصة تتمسك برتابة العمل ونهجه التقليدي الذي لم يعد يواكب العصر ومتغيراته العاصفة بخاصة بميادين التطور التكنولوجي وأدوار الذكاء الصناعي والعمل بأحدث الوسائل،
ومازال التعليم في جلّ بلدان المنطقة يمضي بأداء مهامه بالطريقة المُلّائية التي لا تخلق أكثر من مقلّد يكرر معلومات محفوظة عن ظهر قلب لا تتعامل مع جديد ما يجابه من فروض ومتطلبات التغيير عالميا.. وهذا يعني بالضبط خلق الشخصية السلبية غير المنتجة أو التي لا تنتج غير إعادة تكرار سلبية..
وفي ثقافتنا الشائعة هناك مقاييس ومعايير ماضوية جامدة بميادين المعارف والعلوم وهي تنتمي لأزمنة بين منقرضة وبين تلك التي لم تعد تلبي الحاجات الأحدث لمطالب العيش الإنساني..
في ظلال هذه الأوضاع بات مجتمعنا شرق الأوسطي بكل شعوبه بحاجة لحراك جديد يوجه بتغيير منظومة التعليم ونهجه من المُلّائي الكتاتيبي الذي استنزف دوره وانتهى ليبدأ عصر بناء الشخصية الإيجابية المحاورة التي تناقش ما تقرأ وتسمع في الفصول الدراسية لينفتح عهد إبداع وابتكار لا يجتر المكرر بل ينتج ما يلائم مرحلته ومطالبها العلمية التي سد الحاجات والمطالب الجديدة..
وفي الثقافة العامة لم يعد التلقين وفرض الرؤى الماضوية طريقا مناسبا للشخصية الجديدة بل أصبح بناء الشخصية المتجددة المجددة هو الدور التربوي المنوط بمن يعنيه بناء الشخصية الجديدة مجتمعيا..
وباتت المؤسسات برمتها بحاجة للعاملين بطرق ومناهج مختلفة تسمح بتغيير البنى والهياكل وإنهاء التضخم الوظيفي من جهة والبرامج التقليدية الجامدة والذهاب نحو عمل مؤسسي قادر على التفاعل مع جمهور من يحتاج هذه الخدمة أو تلك بما يتفق والوضع الأحدث تكنولوجيا..
إن الرؤية الجديدة الأعمق والأشمل تفرض اعتماد استراتيجيات البناء والتنمية عبر منح نهج (الإبداع والابتكار) فرصهما في أداء مهامهما على وفق منطق توظيف العقل العلمي بخدمة الإنسان ومسيرة تقدمه.
وعندما نشير إلى العقل العلمي فإننا نربطه بتمسك ذلك العقل الجمعي بالوطني والإنساني بما يحتوي من مضامين استيلاد الرؤى والأفكار الجديدة وتفعيل الأداء الخلاق إبداعاً لكل جديد، لكن فعل الإ[داع ذاك يظل بحاجة لاستكمال بوساطة فعل الابتكار القادر على تنفيذ منتج الإبداع من خطط نظرية مرسومة وتحويلها إلى منجزات أو خدمات عملية تُثمر قيمة مضافة تستجيب لحجم الطلب وطبيعته المتجددة المتسارعة بتغيراتها.
إننا بأمسِّ الحاجة اليوم للإبداع بوصفه ((التميّز)) بالعمل وكيفيته القادرة على منحنا الخطط الاستراتيجية التي تجسد إضافات كمية ونوعية في القيمة أبعد وأكثر من تلك التي يقدمها العمل التقليدي بمناهجه غير الإبداعية..
وكما أوردتُ للتو يأتي دور الابتكار في تنفيذ الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى منتج (جديد) أو فعالية جديدة ذات قدرة على الارتقاء بمستويات العمل (الإبداعية) وخرجاتها الجديدة.
هنا بالضبط يمكننا أن نتحدث عن كسر القيود الجامدة للمنجز من منتج أو فعالية بالمحددات التقليدية من فنون العمل وأدائها على وفق مناهجها، ليتم هنا خلق فرص التطوير والتنمية وإطلاق حركة تقدم حقيقية ذات جدوى وملموسية عبر ما نحققه من حلول إبداعية للعقل العلمي ومنطقه ونهجه بمعالجة كل ما يجابه العمل ومخرجاته من محددات..
فمن يمكنه أن يسوق لهذه المهام التي تدعم حركة الإبداع والابتكار ويمكنها توفير بيئة مناسبة مشجعة فعليا عمليا على حراك قادر على الإنجاز الفعلي؟ هل يمكن أن نمضي بحركة متهادية بطيئة كتلك الجارية اليوم أم نحن بحاجة لفعل مؤسسي كبير قادر على إحداث التغيير وسط ركود وظلام الاجترار والتقليدية؟
لقد جاءت ولادة الشبكة العربية للإبداع والابتكار لا لتنافس مؤسسات ربما مثيلة بل لتعزيز الفاعل منها وتجمع الجهود ببوتقة أو منصة شاملة رسمت استراتيجيات التغيير سواء انطلاقا من النموذج الحي والفاعل كالذي نراه في دولة الإمارات التي أرسلت بعثاتها إلى الفضاء وولجت عصر الذرة والعلوم الدقيقة أم التي ترتقي بالخدمة الطبية وغيرها من خدمات إنسانية مؤسسية جديدة وهي ليست حالا فريدة فمصر ودور عربية عديدة وجامعاتها ومراكزها البحثية باتت تعطي وتُثري لكننا مازلنا بحاجة لمؤسسة كبيرة كالشبكة العربية للإبداع والابتكار وفرص استقطابها التجاريب الدولية المتقدمة وتبادل الخبرات بين دول المنطقة على أساس من تعزز الاستقرار والتعايش السلمي بين مختلف الرؤى والهويات والانتماءات..
إن اشتغالنا في إطلاق الشبكة قد جاء عملا مؤسسيا وبخطوات ثابتة ما يشمل منجز العقل العلمي بميادين: الإبداع التكنولوجي، الإبداع الإداري، الإبداع الجمالي: الفني والأدبي، والإبداع اللغوي وغيره. وهذا يتطلب الفدع باتجاه أن نتبنى مبدأ حرية التعبير و\أو الحق بإبداع لا يخضع للتقييد حيثما التزم احترام الإنسان ومطالبه وحاجاته الفعلية.
ولابد للشبكة اليوم من إطلاق مهام التعريف بالرؤية الاستراتيجية لجذب أوسع حراك في تبني: محاور عمل الشبكة في مجالات مهمة تنويريا لبناء الشخصية الجديدة البعيدة عن زمن الأزمات والاحتقانات والخلافات والانشغال بها ولتكون أدخل في عالم التقدم والتنمية بفنون وبيئات: المعارض التشكيلية والعروض المسرحية والسينمائية ومهرجاناتها وبسامي مهام تكريم المتميزات والمتميزين فيها ووضع كل ذلك بخدمة بناء الشخصية الفردية والجمعية المعاصرة بعلى أساس قيم الحداثة ونهج التعليم والتعلم الأنجع …
إن الشبكة علامة نضج لمجتمعاتنا ولأعلام الفكر والعقل الجمعي وطنيا إنسانيا وهي انطلاقة بهية نحو عصرنا بخاصة مع عقد الصلات التي تستقطب أروع نماذج التألق الإبداعي..
وإنني على ثقة بنمو الشبكة يوما فآخر بطريقة متسارعة وتراكمية حتى تبلغ الأهداف السامية لها في بلداننا التي تستحق كل الخير وهي بلدان الثروة البشرية قبل المادية..
ألا ندائي إلى جموع المعنيات والمعنيين بالإبداع والابتكار أن نلتحق معا بهذي المسيرة التي ستكون ركنا في مشهد النهضة والتقدم والتنمية
بقي أن أشير تعريفا إلى جانب من بنية هذه المؤسسة وقييادة دفة السفينة حيث رئيسها الأعلى هو معالي الشيخ فيصل بن سعود القاسمي ورئيس مجلس أمنائها هو معالي الدكتور طلال أبو غزالة ورئيس مجلس الإدارة هو معالي الدكتور محمود عبدالعال فراج وسعادة الأستاذ فهد فايز العملة الامين العام للشبكة وأعضاء مجلس الإدارة هم السيدات والسادة:
الدكتورة تهامة بيرقدار والسيدة لمياء المنهل والسيد عمر طهبوب والدكتور تيسير الالوسي
بالتوفيق لهذه المؤسسة التي تستمد عراقتها وجوديا من نهج تمتاح قيمه من جذور منجز علمائنا لتضيف إليه اليوم جديد المنجز البشري وآخر ما توصل إليه العقل العلمي الإنساني من معارف وعلوم..
المداخلة متاحة بموقعي الفرعي بالحوار المتمدن
***************************
اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/ تيسير عبدالجبار الآلوسي
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير