تحتفل شعوب ودول العالم بيوم الطفل التفاتاً منها إلى الأهمية الاستثنائية لرعاية الطفل والطفولة؛ فاتخذت هذا اليوم لمراجعة متمعنة فيما تم بشأن تلك الرعاية وتلبية مطالب تنمية الإنسان في طفولته كي يكون بمرحلة النضج مستعدا لمهام المشاركة بأسس مكينة وبسلامة صحة عقلية ونفسية وبدنية..
إلا أن الطفل العراقي في ظروف بيئته الراهنة يخضع للظرف العراقي العام المتسم بضعف الاستقرار وافتقاد الأمن والأمان وعديد الانتهاكات باختلاف أسبابها ونتائجها.
إن رصد الوقائع هنا تشير إلى أن الطفل العراقي يتعرض لضعف في حماية حقه في الحياة سواء لتفشي الأمراض والأوبئة ومخرجاتها أم لما يصيبه من تشوهات خلقية وعاهات تضعه بمنطقة العجز
وبوجود ظواهر انعدام العدالة الاجتماعية والفقر تتبدى وقائع التمييز الأولى لكننا نتحدث هنا أكثر بشأن التمييز بين الذكور والإناث وبين فئة اجتماعية وأخرى من تلك التي ينتمي إليها الأطفال..
وتربويا في ظروف الآباء والأمهات ومستويات التعليم والنقص الفادح فيها لم يجد الطفل حقه في الإصغاء والاستماع إليه أو السماح له بالتعبير عن نفسه.. وهنا بالتحديد ستفتضح ظواهر الانتهاكات التي سجلتها المواثيق الأممية وتواصل العمل على رصدها والتصدي لها وتفرض واجبات على الجهات المعنية بتلبية مكافحتها في مختلف البلدان ونسجل منها هنا بالحال العراقية:
1. الانتهاكات الجنسية التي يتعرض لها الطفل من أي شخص آخر ونشدد على طابع التكتم وفرض الصمت وطمس الحقائق بخلفية منظومات قيمية ما لا يمكن رصده وتقويمه ومن ثم معالجته علنا.
2. الانتهاكات العاطفية من قبيل إحداث أي ضرر بشأن احترام الطفل لذاته أو سلامته العاطفية أو تعريضه للازدراء والاحتقار وما شابه من مثل التنمر وغيرها مما يتم غض الطرف عنها..
3. الانتهاكات الجسدية سواء إيذاء أو إصابة بدنية قد تحدث عن قصد من شخص آخر ومعها ظواهر الإهمال والتهميش والإقصاء الأمر الذي قد يصنع شخصية بلا مستقبل إنساني سوي
4. إن نسبة مبالغا بها من الأطفال تخضع للعمل المرهق المحظور وبالتحديد الأعمال الخطرة وهو ما يتم بسبب ظواهر الفقر واستغلال تلك اليد العاملة لرخصها ولعدم قدرتها على الدفاع عن وجودها ضد أبشع استغلال..
5. تتزايد ظاهرة أطفال الشوارع وما يتعرضون له من ابتزاز وازدراء واستغلال بكل أشكاله بما يصل حد الاتجار بهم..
وعلى الرغم من وجود عدد كبير من المنظمات النسوية وجمعيات للطفل والطفولة وبينها برلمان للطفل إلا أنها في الغالب تتعرض للإهمال وهزال التفاعل معها ومع ما تطرحه من سبل معالجة لقضايا الطفل والطفولة..
إننا في الحركة الحقوقية العراقية وعبر المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان نلفت الانتباه على أهمية بل خطورة قضية الطفل العراقي وحاصره ومستقبله ونؤكد على أهمية استدعاء كل الاتفاقات الدولية الراعية والمنظمة لهذه الإشكالية الحيوية الحياتية كيما يمكننا ضمان مستقبل هذا الجيل بعد تأمين مطالبه وتنشئته بصورة صائبة صحية صحيحة..
إننا إذ نهنئ الطفل العراقي بيومه العالمي لنرجو من جميع منظماتنا الحقوقية الأخذ بهذا الملف بأولوية تتناسب مع ما يتضمنه الملف من خطورة وجودية إذا ما وقع إهماله واستمر بهذا الواقع المؤلم..
إننا نتطلع بالمناسبة إلى إلزام رعاية صحية مجانية شاملة مع إلزامية التعليم المجاني الأساس وإحداث تغيير جوهري نوعي في نهجه ومناهجه ومنع التعامل مع الطفل والطفولة بأية طريقة مؤذية نفسيا بدنيا صحيا والتركيز على بناء العقل السليم بأحدث العلوم وتمكينه من أن يكون فاعلا لا متلق سلبي ونمنع التسرب من التعليم والمدرسة ونردع من يحاول تجنيد الطفل بمجموعات مسلحة أو ينشر ثقافة العنف والخرافة ونذكر بضرورات دعم جدي مسؤول وبمستوى هذا الملف بكل الصعد الرسمية والشعبية ولعل من بينها بصورة استثنائية وأولوية عليا إصدار التشريعات التي تحمي الطفل والطفولة وتمنع العنف الأسري وإلغاء الفقرة 1 من المادة 41
ونغتنم المناسبة لنؤكد مشاركة حقوقية وجدانية لأطفال غزة وما يتعرضون له من انتهاكات إجرامية دانتها القوانين والعهود الدولية المختصة الأمر الذي ندعو بشأنه إلى وقف فوري عاجل للحرب وجرائمها بحقهم ومناشدة المنظمات الإنسانية لإعادة تأهيل الأوضاع بما يليق بهم وبيئتهم الإنسانية الكريمة والمستحقة أسوة بشعوب العالم وأطفاله
المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان
الجمعية العراقية لحقوق الانسان / بغداد
جمعية المواطنة لحقوق الانسان / العراق
منظمة حمورابي لحقوق الانسان / العراق
الجمعية العراقية للمتقاعدين / العراق
جمعية الرافدين لحقوق الانسان / االعراق
الجمعية العراقية لحقوق الانسان / اميركا
منظمة الدفاع عن حقوق الانسان في العراق اومرك / المانيا
المرصد السومري لحقوق الانسان / هولندا
لجنة الدفاع عن حقوق الانسان / استراليا
المركز العراقي الكندي لحقوق الانسان
الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق