في إطار جمعية الدراما وكوكبة الحوار والعمل عبر مجموعة في وسيلة للتواصل الاجتماعي مخصوصة بالجمعية تفضل الدكتور محمد عبدالهادي باقتراح السؤال بصيغته الآتية: ماهي العلاقة تفصيلا وعلي قدر الامكان ، بما يتيحه هذا الحيز : بين الدراما والفلسفة .. وفي تفاعلات ظهرت بوضوح أهميتها المثابرة في تقديم إجابة وافية وإن بكثافة التداخل أنقل من تلك المداخلات وأيضا تداخل مقترح لي بالخصوص أضعه في أدناه آملا أن أجد فرصة لمتابعة البحث في السؤال الثر العميق للزميل الفاضل كما إنني أشير إلى أن الحوار كان غنيا ثرا وعميقا بتفاعلات أخرى أسبق وذات أهمية كبيرة كما يظهر في المنشور هنا بعد أخذ الإذن للنشر
سؤال الدكتور محمد عبدالهادي ومناقشات بشأنه:
ماهي العلاقة تفصيلا وعلي قدر الامكان ، بما يتيحه هذا الحيز : بين الدراما والفلسفة
مداخلة البروفيسور الدكتور أبو الحسن سلام
الفلسفة أقدم من المسرح باعتبارها بحثا مبكرا في ماهية الوجود جوهرا وظواهر
– الفلسفة اتخذت مسيرين رئيسيين أحدهما مثالي يفسر الوجود والظواهر تفسيرا مثاليا ويرده الي الغيب معتبره جوهرا معطي
– المسير الثاني مادي ينظر الي الوجود جوهرا طبيعيا نتاج تفاعلات طبيعية مادية في حالة حركة وتغير دائم
– أصبح لكل من الفلسفتين تاريخ وتنظير ومريدين وحوارات شد وجذب وحجاج فكري مما أدي إلي تفرع الفلسفة المثالية الي نظريات وفرق وحواريون .
– المسرح منحة تعبير عن الانسان ذاتا وجماعة نفسا وهوية وفعلا مدفوع ببواعث غيبية أو لبواعث مادية مشتبكة بين ذاتية وموضوعية ( الانسان ومنجزه الفكري ومنجزه المادي في عصر وفي تاريخ وفي بيئة وفي سيكلوجية)
– تفاعلت في المسرح فواعل فلسفية وفواعل تاريخية ومثلها حضارية وفواعل سيكلوجية انتفع بها المسرح كما أنتفعت لها تلك النظريات إذ وظفت المسرح مطية كسل تأييد لطروحاتها
– في السيكولوجي مارس عالم السايكو دراما المسرح ووظفه وسيلة علاجية وفي الفلسفة وظف ارسترفانيس فلسفة سقراط كسبا لفكر سقراط في مسرحيته برلمان المساءلة قبل تحوله الي السوفسطائية وهاجم فكر سقراط في مسرحية السحب ؛ وفي الضفادع عرض لفكرة العالم الآخر
– وعرض ميكيافيلي فكره الفلسفي عن تبرير الغاية للوسيلة وعند شكسبير عرضت حلم منتصف ليلة صيف لصورة التناسخ وفي العصر الحديث انتفعت الفلسفة الماركسية المادية بالمسرح مطية لفكرة الصراع الطبقي والعدل الاجتماعي وعرضت الوجودية المادية عند سارتر في مسرحه الوجودي
– وفي التاريخ وفي التراث استلهم المسرح أحداثه منذ اليونا ومازال
مداخلات أخرى:
مداخلة مهمة للأستاذ ضياء طمان
الفلسفة: هي الإرادة لبلوغ الحكمة، بتدعيم قيم الخير وتقويض قيم الشر؛ نَشدًا للمثالية والكمال للإنسانية.
الدراما: هي إحدى مرايا تجسيدِ الفلسفة إبداعًا؛ توطيدًا وإرساءً لرُوحِها واقعا.
ض. ط
الأستاذ حسام الدين مسعد -مصر
-إن كانت محاور الفلسفة الأساسية تقوم علي ثلاثة أفعال هي الحق والخير والجمال،فهل من المتصور والمنطقي أن تنحو الدراما بعيدا عن تلك المحاور الثلاثة ،لا سيما أن الفلسفة هي الحكمة والتبصير المعرفي،وبالتالي فالعلاقة بين الدراما والفلسفة هي علاقة الكينونة والقيمة الذاتية في تغيير سلوك واتجاهات الإنسان ومواقفه حول مناقشة أفعاله وتمييز صحيحها من فاسدها عن طريق الأفكار والرؤى .
وتحياتي لحضرتك فالدراما هي التعبير عن قيم معينة عبر سلسلة من أفعال الإنسان،والفلسفة هي التبصير والتثقيف بصحيح الفكر من فاسدة فالعلاقة نقدية أو توعوية
المسرح والفلسفة
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي \ أستاذ أدب مسرحي
العراق – هولندا
لم تولد الفلسفة إلا مع نضج الأداء العقلي وتقدمه لصياغة أسئلته الوجودية وتحديد صياغاتها الأنجع على وفق منطلقات الفلسفة وتوجهاتها ومن ثم فالفلسفة مرتبطة بالتمدن وكل ما بعد البدائية البشرية التي صبت منجزها بالحكاية وسرديتها بخلاف الفلسفة التي صارت محاكمة في استيلاد الأسئلة..
ومثلها تماما وإن بوقت لاحق ارتبطت ولادة المسرح بالتمدن وربما أمكنني بشيء من التصرف أن أؤكد أن الدراما تتعرف بكونها الفن المدني أي الإبداع الجمالي الذي ارتبط بولادة دولة المدينة وقيم التمدن.
وفي هذه المنطقة سنشهد توكيداً موضوعياً على أن أرضية ولادة الفلسفة والمسرحية تكمن في ولادة دولة المدينة والارتباط بمنظومة اقتصا اجتماعية محددة في تسلسل التشكيلات التي تم رصدها في التاريخ البشري (الواعي) الذي بدأ محاولة البحث للتعرف إلى الذات والموضوع في وجوده.
ومن هنا فإننا في قراءتنا المسرحية والبنية الدرامية فيها لا يمكننا إلا أن نقرّ بمعطياتها الغنية الثرة في معاني البنية الدرامية المجردة وثراء دلالاتها بالإشارة إلى الغنى الفلسفي لمعطيات حددت بنية الوليد في الحضارات الإنسانية الأولى إغريقية وسومرية وفرعونية بغض النظر عما بقي وأشكاله وشواخصه في كل حضارة ولماذا…
وحتما بات واضحا عند قارئ أسطري هذه أنني لا أتحدث عن موضوعات المسرحية بقدر حديثي عن بنيتها ومحددات الانتماء للأنواع والأجناس الأدبية بتنوعات أو اختلاف قوانينها. وهذا التركيز مقصود للقول: إنّ المسرح والمسرحية ليس منجزا عابرا لطاقة التعبير الجمالي بعصره الأول أو بمسيرته ولكنه الوجه الآخر لـ((الحوار)) الفكري الفلسفي عميق الغور والارتباط بالفلسفة وكأنه والأخيرة وجهان لعملة واحدة للوجود المدني للإنسان.
وإذا بحثنا عن جسور العلاقة بين الفلسفة وأسئلتها كونها ذات طابع جدلي لحوارها المخصوص وبين الإنسان فرديا جمعيا سنجدها متطابقة بنيوياً مع جسور العلاقة بين المسرح وأسئلته الجدلية وهي تصنع (حياةً) بصورة جمالية تثير فعل الإنسان وهو يجسد مدنيته جمالياً..
وإذ أذكر هذي المحاور ربما خارجية في أدائها وفي النظر إلى مقترح الحوار المقترح فإنني أشير إلى عميق تلك المناقشات التي تولت تسليط الضوء على محاور جسور العلاقة وجدلية الارتباط وإن جاء بعضها بصورة تثير توكيدات انفصام المادتين المسرح والفلسفة بخلاف حقيقتهما جوهريا ولقائهما بمنطقة أبعد من أرضية الولادة والمسيرة بالإشارة إلى طابع المعادلة الفلسفية وتعميميتها مقابل العدول الفلسفي الفكري (القيمي) للجماليات الدرامية..
أعتذر لاستعجال إشاراتي وكثافة محاولتها اقتراح رؤية قد تخطئ وقد تصيب ولكنها مجرد محاولة أخرى أضعها بمقترحها بين أساتذة ما أعظم العطاء بمساريه المسرحي والفلسفي عندهم..
احترامي وتبجيلي لمعالجات اغتنيت منها وتحية لقاماتكم السامية
***************************
اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/ تيسير عبدالجبار الآلوسي
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير