في أغلب الأحيان يجد العراقي بخاصة المبدع و\أو المثقف نفسه في المنافي القسرية القصية حيث الاغتراب مرات عن الروح والذات التي يحملها وطنيا اجتماعيا.. وحتى إن عاد يجد نفسه مضطرا لعيش الغريب والبقاء على مصادر وجوده ما يشفع للمبدعات والمبدعين في غرباتهم ومهاجرهم القصية اليوم هو أن الإبداع بروحه المحلي الوطني وانتمائه للشعب والشعبي يمتد مثل شعاع شمس نحو آفاقه وسط مبدعات ومبدعي الكلمة واللحن ومنجزات الصحافة والإعلام ومنظومات الأدب عربيا شرقأوسطيا وعالميا حيث المهاجر وما تجمع.. برحيل كريم العراقي في وطنه الثاني الإمارات يغادرنا بمشفى بغربته وها نحن بالبرلمان الثقافي العراقي (في المهجر) نسجل كلمة متواضعة بحقه وهو القامة الطيبة المنتمية للناس والوطن
رحيل كريم العراقي، عن عمر ناهز الثامن والستين بعد صراع مع المرض
كريم العراقي في صورة من نشر إعلام عربي
كريم العراقي شاعر غنائي وأديب مرهف لربما كانت السياسة سببا في كثير من آلامه بمقابل كثافة منجزه الشعري والأدبي الذي قدمه طوال مسيرته منذ منتصف السبعينات. وُلِد الشاعر العراقي في 18 شباط فبراير 1955 ببغداد الكرخ وأُعلِن عن وفاته بمستشفلا في الإمارات العربية يوم الأول من أيلول سبتمبر 2023. كريم عودة، شاعر عراقي معاصر حصل على دبلوم علم نفس وموسيقا الطفل واشتغال بها معلما لسنوات فيما كتب الشعر الشعبي والأغنية والأوبريت وكذلك المسرحية إلى جانب كتابة المقالات.
بدأ بالكتابة للغناء بأغنيتين للأطفال هما: (الشميسة) و (يا خالة يالخياطة)، وكتب (تهانينا يا أيام) لصلاح عبد الغفور و(دار الزمان ودارة) لسيتاهاكوبيان والأغنية المعروفة: (جنة جنة) للفنان رضا الخياط ولابد من الذكر أنه انتمى لليسار العراقي وساهم بكتابة أعمال عديدة في ميدان السياسة ومصالح الناس وحقوقهم ودمج بين ذلك والمنظومة الجمالية يوم كتب (عمي يبو مركب) لفؤاد سالم ثم كتب لفناني الصف الأول عراقيا منهم: أنوار عبد الوهاب ورياض أحمد وحسين نعمة وجعفر الخفاف وسعدون جابر الذي لحن له قصائد العراقي الفنان بليغ حمدي ليشكل ثنائيا مهما في الغنائين العراقي والعربي مع الفنان كاظم الساهر بعشرات الأعمال الغنائية فاقت السبعين عملا.. وقد قدم الراحل العراقي أعمالا شعرية للفنانين العرب (ديانا حداد ـ فضل شاكر ـ عمر العبدللات ـ سميرة سعيد – محمد منير – هاني شاكر ـ أصالة نصري ـ صابر الرباعي ـ وآخرين) ومطربين عراقيين مغتربين منهم: (رضا الخياط – ماجد المهندس ـ عادل مختار ـ رضا العبد الله)
عاش بأنين العراق ومعاناة أهله وكتب يتغنى بهم ليدمج بين المأثور الشعبي وبين قصائده كما في دللول التي أداها بصوته وحنين القلب إلى عراق الأوجاع والآلام وأمنيات الانعتاق منها..
إذن كان كريم عودة (العراقي) قد قدم قصائده لعشرات المطربات والمطربين من العراقي وبلدان المنطقة. فيما عمل محررا صحفيا بمجلات وصحف عربية مذ غادر البلاد باحثا عن عيشه كريما بعيدا عن منجزه الذي لم ينقطع يوما عنه بمختلف ظروفه وما جابه من مصاعب وأوصاب. ولابد من الإشارة إلى أنه كان حاضرا في القنوات الأرضية والفضائية العربية وبكثير من الصحف العربية.
حصل من التكريمات على جوائز منها جائزة منظمة اليونسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة تذكّر التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر وجائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية عام 2019م.
وبذكر بعض أعماله نضع بين الأيدي:
ديوان للمطر وأم الضفيرة، ذات مرة: حكايات شعبية.، سالم يا عراق: قصائد شعرية للأطفال مع عدد من روايات للأطفال وإعداد برنامج متلفز ومسرحيات وسيناريوهات أعمال سينمائية كما ألف كتاب أغاني وحكاياتها وغيرها…
رحل اليوم الشاعر كريم العراقي ورحلت معه جواهر ولآلئ كثيرة هي من أحجار كريمة للقصيدة الشعبية العراقية والأغنية العربية.. لك الذكر الطيب ومحفوظ القلوب المحبة
تيسير عبدالجبار الآلوسي
عن البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/ تيسير عبدالجبار الآلوسي
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير