الكهرباء وقد حلَّ صيف العراق اللاهب الذي يُزهق أرواح أطفال وكبار سن ومرضى وأناس بلا ذنب سوى أنهم صحايا تقرر تضليلهم لاستعبادهم كما عصر الرق قبل قرون غائرة في التاريخ البشري! وفي كل صيف منذ تغيير 2003 الراديكالي تعاود الأنفس المنهكة المستنزفة الانتفاض والتظاهر والمطالبة ولكن، لا شيء يُلبى إلا بتلك الوعود والتبريرات التي لا تغني ولا تسمن وكأن التبرير والتذرع هو كيمياء التخدير وتجاوز المعاناة القاتلةومع أن البلاد تمتلك ما يسد حاجتها ويفيض إلا أن حلا بالتوجه إلى الغاز الوطني بديلا لا يتم لأنه يُحرق بقرار يجبر العراق على اللجوء لجارة ناصبته العداء وتستمر في ابتزازه ليس بالغاز وحده بل وبقطع الماء وبالتدخلات السافرة بكل أباطيل السياسة والدبلوماسية وأضاليل المحمولة على تشويه العقائد استغلالا لها.. أفلا يحسم المواطن أمره ويعرف ماذا يطالب وكيف يحقق المطلب؟؟؟؟
مجرد أسئلة وإشارات لإجابات لا انتظار فيها لوعود تخص الكهرباء أو غيرها من مطالب العراقيين المستحقة
خواطر تحت مقاصل الآلام وتدفق كوارثها
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
وزراء يزعمون لأنهم سيحققون هذا الصيف إنتاج (فائض) طاقة!؟ وهم اليوم، وقد حلَّ الصيف ساخناً، أنفسهم من يبرر انقطاع التيار الكهربائي بمعدل يتمحور حول الـ20ساعة يوميا!
فهل مازال بعد عشرين سنة من الوعود المضللة مَن له أمل بطبقة الحكم، أنْ تكون هي المنقذ من تلك الكارثة التي ابتلعت عشرات المليارات بلا مقابل ولا أي نوع من حلول!؟
اليوم، وبعد كل تلك المدفوعات بالعملة الصعبة، التي تم دفعها لإيران لا يجد العراقي (الغاز) الذي ينبغي أن ترسله إيران ليصل ويدير مشروعات الإنتاج! وأبعد من ذلك ما زال العراق مطلوباً مديوناً للملالي!!!
أما محليا عراقيا فإن الغاز العراقي مازال يُحرق لتستمر دوامة الخسائر؛ فكيف يُحرق هذا الغاز ولماذا يتم حصر الاستيراد بدولة مازالت تواصل التخريب والابتزاز واستنزاف البلاد والنظر لها من فوق!!؟
لمن يرى مهزلة الضحك على الذقون طوال ربع قرن من ذات الوجوه، ويرى بأم عينه من يقف وراءها نتساءل: هل ستأتي توسلاتك (اليوم) باستجابة ويتم محاكمة أيِّ موظف ومقاضاته، مجرد موظف ولا نريد منك أن تقول وزيرا أو زعيم حرب ممن يدير فعليا الأمور!!؟
ألا ترى أنك أنت المكتوي بنيران طرف معروف وليس مجهولا، تطالبه أي تطلب من ناهبيك ومن أفقرك وأذلك أن يجد لك حلا!؟
أيّ استغفال وأي إذلال وأي عبث تتم إدارتها جميعا بحقك ومازال الناس سنويا يلدغون من ذات الجحر الذي وضع الثعبان المعمم على الكرسي
كفى ذلك صوت المغلوب على أمره يتعالى
انتهى زمن الوعود
وها هو زمن التغيير يبدأ
فلا تطالب أصل الكارثة ومن تسبب بها بأن يحاسب نفسه بجريرة جرائمه
ذلك أنّ من يفكر بهذه الطريقة إنما يضع قيود عبوديته بعنقه إن لم يذهب لقبره بقدمه
فكِّرْ جيداً وتمعن:
كوارث الهواء الملوث والماء الشحيح المسموم والكهرباء المفقودة وغيرها وغيرها لم يتسبب بها موظف صغير يعني ليس المواطن المبتلى هو السبب ولكن السبب أو المتسبب معروف
ولقد قالت ذلك لتوّها ثورة أكتوبر العراقية ولذلك كان مطلبها التغيير لا الترقيع الإصلاحي وأوهامه وأضاليله
أليس الشعب الذي ثار هو نفسه أنت بالأمس واليوم؟
أنت أيها العراقي تعرف الحل؛ فلا تنتظره
لأن غودو المافيات المحروسة بميليشياتها المسلحة لن يأتي لو قضية العمر كله انتظاراً
إذ لا يحل أمراً ولا يحرر من استعبادٍ وإذلال مَن كان هو من يرتكب كل تلك الجرائم
لا الكهرباء ولا قبلها الماء والهواء ولا أيّ من مطالبك ستُلبى والمجرم يتلذذ ويستمتع بعذاباتك وأنينك والقضية ليست مجرد مطالب هامشية أو مجرد لقمة خبز لسد الرمق بل هي قضية وجودية أماالضحية تتحرر وتنعتق أو الجلاد ناهب الثروات يصادرك وجوديا ويسلب أنفاسك ويمضي في بقاع الأرض لا تعنيه مصائر ملايين البشر!!!
أنت أولى بالحياة الحرة الكريمة وبإنتاج ظروف الانعتاق والانتصار للحقوق والحريات فلا تقيد مطالبك بهامشيات ستكرس استعبادك بل اطلب وجودك ذاته مؤنسنا حرا كريما ويذكَّرْ أن لعبة جاء الوزير رحل الوزير هي تداول للعبة إيهام وتضليل وإضاعة الحقوق ومطلبك بالتغيير وبعودة السلطة إليك كيما تكسب مردود جهودك الكبيرة في بناء وجودك