هذه مجرد بقعة ضوء مكتوبة بشأن انهيار قطاعات الإنتاج والاستثمار وتفريغها من محتواها المثمر ما يترك الساحة لاقتصاد ريعي تسهل إدارته لمصالح قوى مافييوية للفساد ومن ثم ليس الاكتفاء بأنه يأكل نفسه ويواصل التراجع بل ويسهّل النهب واللصوصية بفتح البوابات على مصاريعها!!! إن تلك السياسة متعمدة من جهة من يتجكم بالمشهد كما أنها تجري بوضع جهلة في إدارة القطاعات لا يدركون وسائل المعالجة.. فلنقرأ ونتفاعل ونتداخل
ومضة في تساؤل: أين استراتيجية تحريك عجلة الاقتصاد ومنه الصناعة والزراعة؟
للإجابة فلنشرْ إلى مثال أولي حيث أن عدد منشآت العراق الصناعية للقطاع العام كان يعادل 47525 عام2011 فيما انتكس الحجم بنسبة 55% سنة 2014 ثم تابع الحجم التراجع لاحقا.. وضمنا نرصد أن منشآت تلك الصناعات المتوافرة حالياً؛ متدنية الإنتاجية حتى لا تصل 1% من قدراتها الفعلية المقررة في أغلب سنوات تشغيلها كما هي الحال بالصناعة الاستخراجية التحويلية!
ومع ذلك تواصل الحكومة منذ عقدين وبإصرار، على تبني استراتيجية اقتصاد ريعي وأساس موازنة تلك الاستراتيجية بقي تشغيليا لا استثماريا؛ بمعنى الاقتصاد الإنفاقي الاستهلاكي، يأكل نفسه بدل تجديد قدراته وتنمية حجمه وطاقاته!
دع عنك عجز الميزانيات ورسمها في ضوء تقديرات غير واقعية سواء لأسعار مصدر تلك الموازنات بالإشارة إلى [بيع البترول وحقيقة تقدير السعر في أسواق متقلبة]، وكذلك تخطيط الموازنات [إن وُجِد تخطيط فعليا بالمعنى العلمي للتخطيط] أقول تخطيطها في ضوء خفض [كارثي] لقيمة العملة الوطنية تجاه الدولار بتعمد ممن يدير السلطة مع كل ما يجره ذلك من عواقب على القدرة الشرائية للمواطن وما يعنيه الأمر من تفاقم الفقر والبطالة والأزمات المتراكمة المتوالدة!
سأشير بسرعة بخصوص الزراعة أيضا، إلى حجم التصحر وإحالة الأرض المستصلحة إلى أراض بور وإعدام الغابات وتراجع كل حقول الزراعة ومنها غابات نخيلها وبساتين ثمارها وحقول محصولاتها سواء الاستراتيجية منها أم ما تعنيه الخضراوات ببساطة مفرداتها ودلالة زراعتها.. على سبيل المثال هنا اجتهاد الحكومة بتقليص حجم مساحات تلك الحقول بدل مطالبة دول المنبع بإطلاق حصة العراق المائية المصادرة بلا وجه حق أو قانون
أفلا نرصد ونرى معاني كل ذلك ومخرجاته بكل مخاطره!؟
إنّ عدم وجود استثمارات جدية مسؤولة حقيقية فاعلة يعني تعطيل الطاقات البشريية وعدم استثمارها ووضعها على مصاطب البطالة وإبعادها عن إنتاج ما تأكل! ومن ثم وضع مجمل الحياة أسيرة حركة استهلاكية مريضة سرعان ما ستتفجر عن خراب مهول سيأكل الأخضر واليابس ولمن أطلق أفراح السذاجة تجاه أمطار الخير نذكّؤه بأنها لن ترعى زراعة ولن تكون خزينا للأيام الصعبة بسبب إهدارها وضياعها في شتى الاتجاهات إلا توفيرها أو استثمارها!!
فلنتفكر ونتدبر
***************************
اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/ تيسير عبدالجبار الآلوسي
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي