كيف ومتى نجد من يقرأ ويقرر ويلبي ما يحمي الطفل والطفولة من كل انتهاك!؟ فالأمم المتحدة لها ممثلية وأحيانا تتجاوز الظرف ونهجها المحابي للسلطة وتشخص حجم الانتهاك والإفلات من العقاب لكنها بجميع الحالات والظواهر لم تجد إلى تطلعات الأمم المتحدة ومنظماتها التخصصية الفاعلة طريقا للبية الاتفاقات والمواثيق والعهود الدولية!!! وعراقيا السلطة بيد المافيا المحلية والإقليمية والدولية وميليشياتها الحارسة لفسادها الحامية لموبقاتها ولا أمل في أن يتوب الجاني وهو لا يرى ما يكبح جرائمه فمتى انتفاضة شعب لأجل أبنائه وبناته!؟ هذه ومضة في قراءة ما يتعرض له أطفال العراق من انتهاكات (جنسية) وغيرها ولا من يتحدث أو يشرع بالمعالجة أما منظمات حقوق الإنسان وحركتنا الحقوقية فهي أمام مجابهة معيقات لا حصر لها ذاتية وموضوعية وعسانا نهم الأنفس ونفعّل الهمم لكسر السكونية والسلبية ومباشرة الفعل الأنجع.. فلنتفكر ونتدبر
اليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ضد الأطفال والتشافي
ليس مصادفة أنّ أوضاع الأطفال في العراق باتت منذ سنوات ربما عقدين من الزمن من بين الظروف الأعقد بين أطفال العالم! فحجم الانتهاكات ممتد منفتح بمستويات لها أول وليس لها آخر.. إن عجز العوائل عن سد الاحتياجات في ظروف انعدام الخدمات الأساس والتفصيلية سواء في انهيار المؤسستين الصحية والتعليمية التربوية لا وجود لرعاية جدية فيهما وتجري الانتهاكات على قدم وساق وفي ظروف الإفلات من العقاب فإن الحياة (سداح مداح) أما وسلطة الشارع هي بيد المافيا والميليشيا فإن الوقائع لا تكتفي بالتجنيد وأشكال استغلال محدودة بل تذهب الأمور نحو قضيتي الاتجار بالبشر (الأطفال) هنا بكل مفردات استغلاله بخاصة مع الانتهاكات الجنسية التي طاولت الأطفال سواء منهم أطفال الشوارع بشكل منفلت أم أطفال المخيمات ودور ما يسمى رعاية الأطفال وهي دور انتهاك لهم في (كثير) من الأحيان!
طبعا دع عنكم أن ظروف كورونا ومعاني العزلة قد أفضت إلى وقائع نظيرة من تلك الانتهاكات ولا فرصة للوصول إلى سلطة (تحمي) والسلطة بين فسادها في الغالب الأعم وبين عجزها عن توفير حماية لوجودها ولا نقول لأطفال البلاد!!
ما لم نشعر بمسؤولياتنا عن الطفل والطفولة وعن مهام الدفاع عنه وحمايته فإننا سنجد أنفسنا بمنطقة فساد مرضية مثلما سنفقد جيلا من مسيرة الأنسنة وسلامة فضاءاتها .. فهلا توقفنا عن السلبية واتخذنا مواقف إيجابية تحصننا أنفسنا وتحمي الأجيال من أشكال الاستغلال كافة!!؟ |
أما الحماية الاجتماعية سواء من العائلة المنكوبة المبتلاة سواء بنسب الفقر والبطالة أم بنسب التفكك وإصابتها بظواهر مرضية من قبيل المخدرات والإدمان بأشكاله.. ولن يحيد الموقف عن السلطة الاجتماعية الجمعية بمظاهر انهيار القيم والتحولات التي أصابت طبقات المجتمع وفئاته وما غصت به من صراعات باختلافها ومن اشكال أزمات وتضاغط وابتزاز… والأنكى أن طبقة (رجال دين) كما تحاول التظاهر به من قبيل ارتداء الجلباب والعمامة هي طبقة كربتوقراط أفسدت حد النخاع بأغلب عناصرها ومنطق نهجها حتى أنها باتت تهديدا بالانتهاك الدائم المستمر أو المتفشي لا فرصة للحماية ولحفظ القيم!! يقول طفل إنه حاول الحصول على دعم مالي لكي يعيل عائلته فوجد رجل الدين يراود بمسمى زواج المتعة لسويعات وما شابه مما يجسد سياسة تلط الطبقة التي لا علاقة لها بما تتظاهر به…
إن كوارث تسليم ثلث البلاد لقوة إرهابية بمسمى داعش أفضت لانتهاكات جنسية أعادت أسواق النخاسة والرق والعبودية ما ترك آثاره حتى يومنا من دون علاج آثار الصدمة وما بعدها ولا صحة لمن يتوهم أن مساحات البلاد الخاضعة لميليشيات أخرى هي حرة أو محررة بقدر ما هي مستعبدة مجيرة لمآرب ومصالح مراكز إرهاب دولية بعواصم إقليمية شرقنا وشمالنا!
إن سقفا زمنيا بحيز جد صغير المدى أحصت الشرطة 450 اختطاف لطفل! دع عنكم من لم تسجل عائلته لظروف شتى اختطافه أو اغتصابه!! فما بالنا لا نستطيع الوصول لإحصاءات بحجم كوارثنا وما يصيب أطفالنا!!؟
إننا في اليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ضد الأطفال والبحث عن وسائل التشافي من الصدمة ومما بعد الصدمة نسجل أشد إدانة لذاك الإهمال المتعمد من السلطة لبرامج معالجو الظاهرة ووقف تفشيها مما فاق كل الحدود القيمية ومعانيها الإنسانية…
إننا بصمتنا أو تجاهلنا أو إغماض الأعين عنها نضع مصائر جيل بمهب ريح صرصر عاتية لن تبقي ولن تذر.. فهلا تفكرنا وتدبرنا ووحدنا حركتنا الحقوقية لتنهض بمسؤولياتها في وضع الخطط ووسائل التنفيذ وإجراءاته!؟ أم ستمضي عقود أخرى وكأن الأمور لا تعنينا أو أنها غير موجودة لمجرد عدم الاعتراف بها!!!!؟
***************************
المقال في موقعي الفرعي بالحوار المتمدن
***************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنةوجودنا وإعلاء صوت حركة التنوير والتغيير