ما يكاد المرء يلتقط أنفاسه لاكتشافه واقعة أو أخرى حتى تأتيه ثانية وثالثة وتتعاقب عليه الملمّات والكوارث لتفجع أيامه وتُلبسها رداء فاحماً حزينا سارقةً منه بوصلة منطق وإمكانات تشخيص وتعرّف إلى طريق الخلاص.. التساؤل مازال يتوالى وسط ركام الابتلاءات والمواجع والفواجع: أين رأس الشليلة!!!؟ ويأتي جواب على استحياء أولا بتشخيص الحال وتاليا بترسيم إجراءات المآل حلا ومعالجة يسابقان الأحداث الجلل التي تسابق الأمل.. فأما:
رأس الشليلة لقراءة أزمات الناس؛ والعمل على معالجتها والوقوف بوجه محاولات ابتزازهم بها وتحريرهم منها فتتطلب بدءاً تعريفا دقيقاً بكل جريمة وأزماتها ومن ثمّ فضحاً لكل من:
- أزمة الغذاء ومعاني اصطناع المجاعة وما وصلت البشرية فيه إليه من ظاهرة الجوع!
- أزمة الدواء وتداعيات الأوبئة والأمراض وإهمال صحة الناس وتعريضهم للمخاطر وتهديداتها…!
- أزمة العمل واختلاق ظواهر البطالة وعرقلة التحديث وإشاعة فوضى إدارته بصورة موضوعية ناجعة!
- أزمة توزيع الثروة والإخلال بالعدالة الاجتماعية وفرض ظواهر الفقر والفقر المدقع ومنع الأجور عن مستحقيها أو حجبها أو مصادرة أجزاء ضرورية منها…!
- أزمة الأمن والاستقرار الاجتماعي واختلاق ظواهر النزوح والتهجير القسري والهجرة غير الشرعية وكوارث العبور إلى شواطئ اللجوء عبر غابات الموت وبحاره…!
- أزمة تخريب البيئة المتعمد والتغيرات المناخية الخاضعة لنهج اختلاقها لجشع رأس المال ولبيع الأوطان لأطراف إقليمية ودولية وتبادل المصالح الانتهازية معها، حيث غبار يغطي سماوات الناس بدل سُحُب الخير وتصحر الأرض التي جعلوها بوراً يبابا بدل خضرتها ورواء وديانها بأمواه فراتا زلالا…!
- أزمة مساكن ومواصلات واتصالات وتضخم وانهيار العملة وقدراتها الشرائية فوق إنهاك الفقراء وتجويعهم واختطاف الأبناء لميادين الحرب المافيوية الميليشياوية وتحويلهم لجنود الفاشية الدينية الجديدة..
بلى، سؤالنا الآن
أين رأس الشليلة!؟ بمَ يبدأ الفقراء المصادَرون!؟ ما العمل!؟ كيف يلتقط الإنسان سلاما يهيئ الفضاء للتنمية ولحياة حرة وعيش كريم!!؟
إجابة ذلك هو (التنوير) يضيء (طريق الخلاص) بغض النظر عن عنوانات الجماعات ومزايداتها وبيعها وشرائها بالحقيقة وبالإنسان ومصائر الشعوب..
إجابة ذلك واجبة قبل أي حراك؛ فقد ادلهمت الخطوب واظلمّت الأيام وباتت كالحة، فاجعة، حتى تفشى الإحباط والتيئيس والاستلاب والمصادرة توطئة وتكريساً للاستعباد وللإذلال بما هو أتعس من زمن الرق والعبودية!!!!!
ألا فلنتعرف إلى أنفسنا بطيبة وهدوء وتسامح وبأبعد ما يكون عن التوتر والضياع بين الأزمات وإن كنا خسرنا وسنخسر كثيراً لكننا سنلتقط رأس الشليلة وسنجد البدائل والحلول بوحدتنا وباجتماعنا ولقائنا معاً وبغير ذلك سنترك الأبواب مشرعة للقاصي والداني ولكل ما هب ودب يستغلنا حد الاستنزاف وحتى جيل ثائر تتعقد عليه الأمور والمهمة لا أمل في سكونية وخنوع واستسلام
أفلا نرعوي ونأخذ الدرس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ينطبق على الراقي وعراقه مثلما اللبناني ولبنانه ومثلما ميادين واسعة من عالمنا كوكبنا برمته حيث صراعات عتية تطحننا
إلى من يعنيه الأمر: أتوجه بصرخة إليه وإلى كل أولئك الذين يشاركوننا تشخيص الأزمة بصواب وما أن يصلوا لمرحلة وجوب (التغيير) كليا شاملا حتى يغادروا أي فعل باتجاه التغيير لينخرطوا بأعجوبة تبريرية بمسمى (الإصلاح) وما هو بإصلاح!! أليس غريبا ذاك المنطق وخطل تجرّع أضاليل أباطيله!!؟
كيف نشخص نظاما بأنه كليبتوفاشي ما يعني وجوب تغييره جوهريا كليا لننتهي بذرائع وتبريرات بلا منتهى في الحديث عن بديل إصلاحي لن يستقيم أمام حقيقة التشخيص وما يفرضه من وسائل التغيير!!!؟ |
***************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير