أصدر البرلمان الثقافي العراقي في المهجر نعيا لشاعر الشعب مظفر النواب في رحيله إلى عالم الأبدية تاركاً إرثاً شعريا يتردد على ألسنة أبناء الشعب سلسبيل أنهار لوعي نضالي ييقارع الاستغلال والعسف والتخلف شاحذاً الهمم الكفاحية نحو رفض سكونية الاستغلال وابتزازه الإنسان ليكون منارة لشعوب المنطقة وحركة الأنسنة فيها من أجل الحريات والحقوق.. وكان الشاعر قد رحل في منفاه الذي عاش فيه بعيداً يتغنى بالوطن والناسس وبلحظة عودة إلى عشقه الراسخ فيه وجودياً
رحيل شاعر الريل وحمد لكن قطاره مازال يمضي قُدُماً نحو الثورة والتغيير يصدح بحناجر الفقراء
البرلمان الثقافي العراقي في المهجر ينعى فقيد الوطن شاعر الشعب مظفر النواب في رحيله الأبدي
ينعى البرلمان الثقافي العراقي في المهجر إلى الشعب العراقي وشعوب منطقتنا شاعر الشعب، شاعر الفقراء والمعدمين، وصوت المكافحين من أجل الحرية والتنوير والأنسنة، مظفر النواب؛ الذي وافاه الأجل في منفاه الذي عاشه بأكثر من مكان وجغرافيا الأوطان لكنه الساكن في أحضان أهله أينما حلَّ وارتحل وهو يقارع غربة النفي عن وطنه الأم
رجل وهو يمتلئ شوقاً وتطلعاً للقاء معشوقته بغداد السلام، ليشارك في بنائها وتجديد إرثها واستعادة مجد أن تكون وارفة الظلال على أهلها لكنه، يرحل تاركاً مع إرثه الشعري الخالد شوقه لبغداد التغيير ولعراق الخير ورافديه يعودان بأمواههما لا بدماء الأبناء وليس بما يُرسل من أنظمة جوار في وديانهما من سموم أنظمة الإسلام السياسي والفاشية الدينية الجديدة
لقد ترنمت جماهير شعوب منطقتنا حتى بتلك الكلمات الحادة لكنها تلك التي فضحت حقيقة الأنظمة وكيف تاجرت بقضايا الناس وباعتهم وأوطانهم للأعداء يمدون أصابع التدخل والاستيطان مثلما “القدس عروس عروبتكم” وما تلاها وهي ما بقيت الصوت الواعي المدرك للمجريات حتى يومنا تتناقلها الأجيال، جيلا بعد جيل ومثلما قصيدته الأثيرة في حناجر الشعب المحفوظة في قلوبهم وضمائرهم ” صويحب من يموت المنجل يداعي” وهما القصيدتان اللتان، مثلما شعره النابع من ضمائر أحرار وصادق كفاح يخوضونه؛ ستبقيان أنشودة للحرية والنضال حتى تلبية الأهداف السامية التي عاشها مرارة وآلماً في تفاصيل أيامه حتى رحيله وهو الذي ظل وفيا لالتزامه الثوري حتى الرمق الأخير..
لقد طورد النواب لالتزامه وتعرض للسجون مثلما المنافي وتوبع ذلك بتغافل وإهمال متعمد من نظام كليبتوفاشي كان ومازال وريث الفاشية الدموية الأبشع تلك التي بدأت في انقلاب 63 وما تلا من تقلبات ومناورات دع عنكم طابع المسارات التي قدمت فلسطين والقدس على مذابح مازالت تعيد تمظهراتها وذرائع عبثها بدماء شعوب المنطقة ومنظومة قيم السلام
إن رحيل قامة كما مظفر النواب ليس إلا محطة لن تكون الأخيرة لمن ترك خلود الذكر الكفاحي يواصل بكلمته الفعل تثوير الضمائر الحية الملتزمة الواعية بتنويريته وبسطوع شموس قصائده عنواناً للآتي من انتصار الشعوب للسلام والتقدم ودمقرطة الحياة ودحر كل أشكال التمظهرات الفاشية وحروبها ومعاركها الإقليمية منها والدولية بالانتصار للأممية سلاماً ولأنسنة خطاها ولتحقيق الخضرة بتحالفات قوى الحياة والإشراق وإنهاء الظلام وكل ما يغذونه تحت جنحه من تلاعب بمصائر الشعوب والإنسان الساعي للحرية ولكامل الحقوق الوجودية
إننا اليوم لا ننعى رحيلا بوفاة جسد ومواراته الثرى ولكننا نستشرف في هذا الحدث الجلل، بالحناجر الشعبية الإنسانية التي ستردد قصائده وترتديها قلائد وأوسمة للحرية والانعتاق.. ولتخليد مسيرة الكفاح من أجل فعل البناء يهزم الهدم والخراب ويعمّر الأرض اليباب ويحيلها إلى خضرة ونماء كما كانت دوما وكما أرادها في قصيده وهو ما نثق به اليوم إذ نرى مظفر النواب محفوظا في الضمائر محمولا في القلوب والعقول رمزاً للثورة ومتابعة للمسيرة والانتصار على جراحات غائرة ستعالجها شعوبنا وتنتصر الإنسانية لها وسيكون شعره محكيا مرويا على ألسن الناس بلغات الأرض بين بساتين المحبة والخير
لك المجد والخلود والذكر الطيب ولكل حافظي العهد الانتصار والانعتاق وإنهاء أضاليل من عبث ومازال يحاول فرض عبث الجريمة بحق البشرية.. إنما العزاء أن صبر الشعوب سينتهي بانتصار للسلام والأنسنة والفرح برغم ما تركه رحيل شاعر المحبة والعشق الإنساني في غربته ومنفاه من فاجع الألم وحدثه الكبير الجلل
نم قرير العين فمازال ورثة مشوارك يحملون رموز الثورة التي قضيت العمر من أجل انتصارها الحتمي الآتي وستبقى ثقافة الكفاح من أجلها عالية الصوت بما أسست من إرث كبير لثقافة الأنسنة والحياة
البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
في 20 مايو أيار 2022