يقبع العراق منذ 2003 حتى يومنا بترتيب جد سيء بين دول العالم بمستويات الفساد أم غيرها ما وضعه ببمنطقة الدولة الأكثر فشلا وعلى الرغم من كل التزويقات غير الموضوعية بخلفيات أوضاع محلية أم إقليمية وأخرى دولية إلا أن المؤشرات دابت على وضعه بين اسوأ المراتب بل أخرجته من ترتيب تلك المؤشرات كما حدث مع التعليم.. من بين آخر المؤشرات تم وضع العراق في فئة الجوع المقلق وهو صاحب الثروات بكل أشكالها ما ينذر الشعب بأن يتحرك مجددا لتغيير أوضاعه قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه من جرائم إبادة بحق البلاد والعباد وجودياً.. هذه معالجة تركز على النداء من أجل إنقاذ لا فقراء العراق باتساع رقعة الفقر بينهم بل (جياع) بلاد كانت تصدر المحاصيل الاستراتيجية وغيرها فهل من وقفة شجاعة قبل الكارثة الأكثر شمولا وعمقا في النيل من العراقية والعراقي ومن يتبقى منهم!!؟
العراق بين ثروات منهوبة مهدورة وبين استفحال الفقر ووقوعه بفئة الجوع المقلق!!
يعاني العراق اليوم من ظروف استثنائية ضاغطة كرّست ظواهر الفقر وتبعاتها إذ تعطل تنفيذ آلاف المشروعات بخلفية شروخ خطيرة للفساد وخلل بنيوي بهيكلة الاقتصاد وآلية التشغيل والإدارة. وفي ضوء مجمل النسب الخطيرة للفقر يجابه المواطن ظواهر معقدة كثيرة ليس أقلها بروز البطالة والوقوع بمصيدة انتفاء الخدمات الجوهرية الرئيسة من صحة وتعليم وركائز أساس كما قضايا الماء والكهرباء والطرقات والاتصالات.. فخرج العراق من ترتيب التعليم ومن مستويات الصحة المكفولة بالمعدل العالمي وها هو يقبع بين دول الفقر المقلق في آخر الإحصاءات الأممية..
لقد أوردت إحصاءات رسمية عراقية وهي تكتنفها نسب انحراف عن الدقة بسبب من عدم إجراء أي إحصاء رسمي منذ عقود فضلا عن أمور أخرى، أوردت أنّ نسبة الفقر باتت تصل إلى نحو 32% وأنها ترتفع في محافظات جنوبية لتصل إلى 52% كما المثنى و48% في الديوانية والناصرية وهي لا تقل عن 20% إلا في بغداد إذ تبلغ أكثر من 12% بمقابل نسبة 5.6% في كوردستان.
وإذ تقرأ المنظمات الأممية المتخصصة هذه الأمور وتتابعها فقد كشفت عن احتلال العراق التسلسل 85 في المؤشر العالمي للجوع على وفق معلومات المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية لعام 2021. وقد تم تقسيم الدول في هذا المؤشر بين فئة (الأقل جوعاً)، وبين (معتدلة) و(مقلقة) و(خطيرة)”. وهي فئات تقرأ: (نقص إمدادات التغذية للسكان عموماً، وسوء التغذية لدى الأطفال، ووفيات الأطفال بسبب نقص أو سوء التغذية.)
وبينما حققت دول لا تمتلك الثروات العراقية ومردودها المالي مراتب متقدمة لم يحقق العراق سوى مرتبة تقترب من ذيل القائمة عربيا دوليا! فنحن نتفهم حصول الكويت والسعودية ودول نفطية على تسلسل جيد، لكن كيف نفسر تقدم دول في ظروفها الصعبة على العراق كما الأردن، المغرب ولبنان وغيرها.
ولم يترك العراق الذي لم يجمع أكثر من 22.8 نقطة من 100 نقطة سوى اليمن والصومال خلفه من دول المنطقة!
إن مجمل المؤشرات العالمية والإقليمية وبمختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مازالت تضع العراق في مراتب متدنية متأخرة مثلما وقوع جواز السفر العراقي في ذيل القائمة ووقوعه البلاد في رأس قائمة الأكثر فساداً وبين أسوأ العواصم وأكثر تدهوراً بيئيا دع عنكم اجتياح التصحر وقطع مصادر أمواه البلاد بلا تحرك جدي وإضرار بالفلاحة والزراعة والبيئة وانتفاء خدمات صحية تضطر المواطن للجوء إلى دول أخرى وفي غالب الأحوال يعجز عن التكفل بمعالجة ما يعاني منه..
إن فكرة وقوع العراق هذه المرة في مؤخر تسلسل فئات الجوع وتسميته في فئة الجوع المقلق يضعه بمنطقة الخطر المستفحل بخاصة مع تداعيات الظروف العالمية ليس في أزمة الطاقة التي يحتضنها ولا يملك من أمرها شيئاً وما يبقى يحرقه ويتلفه فيما يستورد الغاز البديل لما يحرق ويتلف من إيران التي ناصبت البلاد وشعبها العداء ومازالت تدفع بمخططات تمزيقه والإضرار بمصالحه كما في تجفيف الأنهار وإرسال بقايا النفايات إليه بوديانها الخاوية بخلفية نهج قطع الأمواه عن العراق!
إن جميع الحصص الغذائية مازالت بين دولتين جارتين تفرض ما تصدره إلينا من مواد كثيرا ما تكون تالفة أو ليست مناسبة للاستهلاك الآدمي أو من مناشئ أخرى تمرّ بنوعيات متدنية مسرطنة أحيانا بسبب فساد العقود وما يتم في ثناياها…
إن الحل الوحيد للشعب العراقي كيما يتخلص من هذا المستوى الخطير لأوضاعه وهذه المرة في أمنه الغذائي وفي وقوعه اليوم وليس في احتمالات متوقعة، أقول وقوعه بمنطقة الجوع المقلق في سابقة لم تحدث في أرض الخضرة والنماء عبر تاريخها وكل تقلباته..
وفي هذا الشأن لن ينفع لا ترقيع ولا أية فعاليات إصلاحية من تشظيات ذر الرماد في العيون بل ستودي بأهل البلاد في جريمة إبادة جماعية مقصودة مرسومة مستهدفة من قوى تحكّمت بالبلاد بجهلها وبفسادها وبما ارتكبت وترتكب من جرائم بلا حصر..
يجب وقف التدهور الشامل وإعادة مسار الأوضاع اليوم قبل الغد وبخلافه فإن ما نشهده مجرد موت مؤجل مؤقتا فيما لن يضير قوى الفساد المافيوية المحروسة بميليشيات العنف وإرهابه المحلي والدولي بل ستحيا على جثث الشعب والتجارة بحيوات من يتبقى منه!!
فلنقل معا وسويا كفى والحلول لن تأتي من أي من أجنحة الحكم التي رفضها الشعب بثورة أكتوبر وليس موضوعيا ولا مقبولا إقرار إضاعة التضحيات الجسام للثورة على مذبح الحرية والانعتاق..
الشعب العراقي ليس شعب تبطل وفقر ومن ثم فهو ليس بشعب جوع أمام ثرواته المهدورة بإدارة فاشلة وأخرى فاسدة وغيرها باعت الوطن والناس أو رهنت أمواله السيادية في سندات تعتاش عليها قوى دولية فيما الشعب يئن بمنطقة تقترب شريعا من هاوية الجوع الخطير!
أوقفوا التلاعب بحيوات الناس وأمنهم بكل مستوياته ومنه أمنهم الغذائي المبتلى بنهج خدمة الأسياد من مرجعيات حصان طروادة سلطة تسطو عليها قوى مافيوية ميليشياوية بنهج كليبتوفاشي مفضوح..
تيسير عبدالجبار الآلوسي رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان
*****************************************
بعض الأخبار المصدر
مؤشر يضع العراق بمرتبة متدنية على قائمة “الجوع المقلق” العدد 12825 الصباحي اعداد معن كدوم الاثنين 18 / 04/ 2022 أظهرت نتائج “المؤشر العالمي للجوع”، وقوع العراق بالمرتبة 85 على مستوى العالم، وذلك وفقاً لبيانات تم تجميعها من قبل المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية لعام 2021. ووفقاً للمعهد الذي أعد التقرير بشأن ذلك فإن لمنهجية المؤشر الذي يتألف من 100 نقطة كحد أقصى قسمت الدول إلى فئة (الأقل جوعاً)، وبين (معتدلة) و(مقلقة) و(خطيرة)”. ويقوم المؤشر بتحديد مستوى الجوع في كل دولة استناداً إلى تقييم معدلات، من أهمها: نقص إمدادات التغذية للسكان عموما، وسوء التغذية لدى الأطفال، ووفيات الأطفال بسبب نقص أو سوء التغذية. ووفقا للتقرير فإن 18 دولة جاءت بالمرتبة الاولى وهي فئة الأقل جوعا بالعالم وهي كل من بيلاروسيا، البوسنة، البرازيل، تشيلي، الصين، كرواتيا، كوبا، إستونيا، الكويت، لاتفيا، ليتوانيا، مونتنيغرو، ومقدونيا، رومانيا، صربيا، سلوفاكيا، تركيا وأوروغواي. عربيا جاءت الكويت بالمرتبة الأولى باقل الدول جوعا بالعالم تلتها تونس بالمرتبة الثانية و22 عالميا ومن ثم السعودية ثالثا وبالمرتبة 29 عالميا ومن ثم الجزائر رابعا وبالمرتبة 31 عالميا ومن ثم جاءت الاردن خامسا وبالمرتبة 38 عالميا وجاءت المغرب سادسا وبالمرتبة 43 عالميا وجاءت لبنان سابعا وبالمرتبة 48 عالميا. وتابع ان عمان جاءت ثامنا وبالمرتبة 55 عالميا وتبعها مصر بالمرتبة التاسعة و56 عالميا وجاء العراق عاشرا وبالمرتبة 85 عالميا، مبينة ان العراق جاء ضمن فئة الجوع المقلق وبـ 22.8 من النقاط”. وحسب التقرير فإن اليمن والصومال قبعا في قاع الترتيب العالمي باحتلالهما المركزين الأخيرين 115 و116 |
التخطيط : نسبة الفقر تتراوح بين 25 إلى 32٪ وتنخفض في كوردستان العدد 12825 الصباحي اعداد معن كدوم الاثنين 18 / 04/ 2022 رووداو ديجيتال أكّد المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبد الزهرة الهنداوي أن الوزارة على تنسيق عالي المستوى مع وزارة التخطيط بإقليم كوردستان، مشيراً إلى أن نسبة الفقر تتراوح بين 25 إلى 32٪ وتنخفض في كوردستان مقارنة بالمحافظات الأخرى. وقال الهنداوي لشبكة رووداو الإعلامية، الأحد (17 نيسان 2022)، إن “غياب التعداد السكاني منذ عام 1997 العراق، أدى لفجوة زمنية بعيدة بين آخر تعداد”. وأضاف أنه “هذا لا يعني أن نترك الأمور بدون متابعات لذلك نقوم بإجراء البحوث الميدانية والدراسات لمعرفة المؤشرات لكل مفصل من مفاصل التنمية بشكل عام”. وفيما يتعلق بمؤشرات الفقر، أشار إلى أنه “نفذت الوزارة عبر الجهاز المركزي للاحصاء وبمشاركة البنك الدولي ومنظمات دولية أخرى، عدداً من المسوح الميدانية في العراق من خلالها ظهرت لدينا المؤشرات التقريبية لواقع الفقر في العراق بحسب المناطق والمحافظات وبناء على هذه المؤشرات تم وضع الستراتيجيات الخاصة بخفض الفقر في العراق”. الهنداوي ذكر أنه “جرى مسح لذلك عام 2004 و2017 و2018، هذه المؤشرات تقترب من الحقيقة حوالي 95 بالمائة، وتعطينا أريحية بوضع السياسات لمعالجة الفقر وبناء على هذه المعطيات أطلقت ستراتيجيات نجحت في تحقيق نسبة كبيرة من الأهداف”، مبيناً تأثير “الظروف والتحديات القاهرة التي مر بها البلد خلال الفترات الماضية على التخطيط”. وأوضح أن الوزارة “لم تجري في 2019 مسحاً ولا دراسة، فيما أجرينا دراسة تقديرية في 2020 إبان جائحة كوفيد 19 “. “بعد 2014 ارتفعت نسب الفقر بنحو واضح في العراق وحصة إقليم كوردستان، كانت تقريباً 12.5 لكن بعد ذلك انخفضت، إذ أن نسبة الفقر في إقليم كوردستان تقترب من حاجز 5.6% فيما نجد أن هذه النسبة ترتفع في مناطق العراق الأخرى، ففي الجنوب 31% وفي الوسط من 17 – 18 %، أما في المناطق التي تعرضت لاحتلال داعش مثل نينوى وصلاح الدين والأنبار، نتحدث عن نحو 41% وفي بغداد بلغت 12% “. ولفت إلى أن هذه النسب “تعود لفترة سابقة، لكن في عام 2020، شهدت النسب ارتفاعاً متأثراً بجائحة كورونا وكان السيناريو المتوقع أن النسبة وصلت إلى 31.7% لكنها ما لبثت أن انخفضت من جديد بعد زوال الاجراءات الخاصة بالجائحة”. وأردف: “نسبة الفقر العامة في البلاد تتراوح ما بين 25 إلى 32 % وربما أقل، كما أن الوزارة ستطلق في مطلع تموز المقبل المسح الاقتصادي والاجتماعي وهو واحد من أوسع المسوح في العراق” فيما بيّن أن هذا المسح “سيستمر لمدة سنة وعلى 3 مراحل، في كل مرحلة سنتعرف على مؤشرات الواقع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة في العراق وسيعطينا هذا المسح مؤشرات مهمة عن نسب الفقر في العراق بشكل عام وعلى مستوى المناطق والمحافظة الواحدة”. ونوّه إلى أنه “لدينا تنسيق عالي المستوى مع وزارة التخطيط في إقليم كوردستان ومع هيئة الإحصاء في الإقليم كل التفاصيل المتعلقة بالاحصاء”. “الأخوة في إقليم كوردستان يشاركوننا في كل الفعاليات التي تنفّذ والتي تكون بالمشاركة مع البنك الدولي، لا سيما المتعلقة بالفقر، وكل المسوح التي تنفذ هي بالأساس مع شركاء دوليين، وإقليم كوردستان شريك معنا في الأعمال الميدانية أو اللجان التي تشكل في بغداد”. المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية أوضح بأن “هناك فقراً يتعلق بالدخل المادي وآخر له أبعاد أخرى تتمثل بالبعد الصحي والتعليمي والمعيشي “. وحول انخفاض نسب الفقر في إقليم كوردستان مقارنة مع العاصمة العراقية، عزا ذلك لأن “إقليم كوردستان يشهد استقراراً سياسياً وأمنياً واقتصادياً منذ تسعينيات القرن الماضي وهو ما أعطى مساحة جيدة للحكومة في إقليم كوردستان بمجال الإعمار والبناء على مدى زمني”. وأضاف خلال حديثه عن هذه النقطة بأن مناطق العراق “تأثرت بظروف لم تكن سهلة وانعكست على الواقع التنموي، وكان هناك استحواذ واضح للجانب التشغيلي على حساب الجانب الاستثماري بالنتيجة ما يتحصل عليه البلد من تخصيصات مالية نسبة 80% منها تذهب إلى الجانب التشغيلي والاستهلاكي ما أثر سلبياً على الجانب الاستثماري، إضافة للتحديات التي يمر بها العراق، ففي 2014 كان لدينا أكثر من 6 الاف مشروع ضمن الخطة الخمسية هذه كلها توقفت في 2015 وأعيد العمل بها بعد 2018”. الهنداوي كشف أنه “ما زالت محافظة المثنى جنوباً تتقدم المحافظات بأعلى نسبة من الفقر قد تصل إلى 52% وفي الديوانية تقريباً 48.5 % تليها محافظة ذي قار بنسبة 48% ثم تأتي بقية المحافظات تباعاً تتراوح من 30 إلى 40 بالنتيجة نتحدث عن معطى عام او نسبة عامة تناهز الـ25%”. وأضاف: “ما زال إقليم كوردستان يسجل النسبة الأدنى من الفقر، نتحدث عن نسبة تقترب من 6% في إقليم كوردستان (السليمانية الأقل في نسبة الفقر تليها أربيل ومن ثم دهوك) فيما بقية المحافظات نسب الفقر فيها لا تقل عن 20% باستثناء بغداد فيها نسبة الققر 12.5 %”. وأشار الهنداوي بأن “النازحين في عام 2014، نزح غالبيتهم إلى إقليم كوردستان وأصبحوا فقراء بالمجمل بشكل مفاجئ”، مبيناً أن “وجود هذا العدد الكبير في الإقليم رفع نسبة الفقر في محافظاته لا سيما أربيل ودهوك”. فيما دعا الهنداوي “لمعالجة هذه الإشكالية”، مشيراً إلى أن محافظة دهوك “تم شمولها بمشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية”. |
***************************
المقال في موقعي الفرعي بالحوار المتمدن
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753528
المقال في موقع صوت العراق
المقال في موقع تللسقف
المقال في موقع
المقال في موقع
***************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير