معالجة مهمة لجريمة انتهاك السيادة الوطنية وخرق القوانين الدولية ومنطق حسن الجوار وعمل عدواني بكل مقاييشه يفضح من يقف وراء (حصان طروادة) الجديد في العراق المفترض أن يكون اتحادياً وأن ينتفض على أدوار قوى تحكمت به طويلا وحان وقت إنهاء سطوتها وبلطجتها.. مقال مهم يكشف معاني انتهاك السيادة والعدوان على كوردستان كونها قلعة من قلاع الكفاح من أجل الحريات والحقوق والسيادة ويشير للإنهاك الذي وصلته البلاد في ظروف قوى تصر على متابعة استنزافه نرحب بالكاتب الهموندي وننشر مقاله ومقاصده المهمة وفتح بوابة الحوار الموضوعي
العراق مُنهك ومنتهك السيادة…
سعد الهموندي
لا أحد يستطيع إنكار أن السيادة الأمنية والسياسية لأي بلد في العالم إنما تمثل هيبة الدولة، وعادة وكما هو معروف أيضاً، أن الدول لا تجرؤ على انتهاك سيادة دولة ما إلا بعد أن تكون قد اشترت ضمائر بعض القوى السياسية التي ستبرر وتصفق لانتهاك هذه السيادة، وهذا التصفيق عادة لا يكون تصفيقاً عادياً وإنما هو الخيانة الواضحة والتي لا يقبل بها أي وطني.
ما حدث قبل عدة أيام في أربيل من سقوط صواريخ دولة جارة لا تراعي حقوق الجيران إنما هو دليل واضح على هتك سيادة العراق من جنوبه إلى شماله، وما تصفيق البعض لانتهاك السيادة إلا دليل آخر على أن الخيانة تعشعش في قلب السياسة العراقية.
فإطلاق صواريخ الغدر والفتنة لم تكن إلا لسبب واحد، وهو خسارة المصفقين والخونة أمام سيادة ورأي الشعب.
وهنا دعونا نعود إلى فترة ما بعد الانتخابات وظهور قوى كانت صاحبة القرار بمقدرات الدولة العراقية والتي نهبتها على مدى السنوات الماضية لترى نفسها وبقرار شعبي واضح وصريح، خارج دائرة اللعبة السياسية.
هل تسكت؟ هل تصمت؟ طبعاً لا وهي التي اعتادت على ترهيب الشعوب الآمنة والمسالمة بسلاحها الأسود الظلامي التي حصلت عليه بطرق غير مشروعة.
فنتائج الانتخابات بينت أن القرار السياسي ذاهب لا محالة نحو الأغلبية الشعبية التي اختارت خيارها وقررت قرارها، ومن هنا لم ينكر أحد الدور الذي لعبته أربيل في السياسة الداخلية وتوحيد صفوف الكتل الفائزة لتنتصر سياسياً على الكتل الخاسرة الحاملة للسلاح غير الشرعي.
مكانة أربيل السياسية التي كانت ومازالت تفاجئ القوى الإقليمية شكلت خطراً على المنتفعين والمتسلقين وأصحاب الفتن، فماذا فعلوا؟
بدؤوا يكيلون الكيل لأربيل فبداية جاء إخراج مرشحها ووزير الخارجية هوشيار زيباري، ثم جاءت الضغوط على منصب رئيس الجمهورية، وأخرها وبعد فقدان الأمل لدى هؤلاء من زعزعة القرار السياسي لأربيل، بدأت دول إقليمية متمثلة بإيران ومن معها في الخروج عن السيطرة، فكانت الضربات الصاروخية دليلا واضحا على الإفلاس السياسي.
لم يفوزوا سياسيا وكعادتهم التجأوا إلى الحل الذي هو من أصلهم وفصلهم “الإرهاب”، فهو السلاح الوحيد الذي يعرفون كيف يستخدمونه، والمشكلة أنهم لا يستخدمون سلاح الإرهاب وجهاً لوجه بل يطعنون به غدراً بالظهر.
فالصواريخ التي أطلقت على اربيل طعنة إرهابية في الظهر، وإلا لماذا لم تطلب إيران من المجتمع الدولي أو من حكومة الإقليم أو حتى الحكومة الاتحادية خطابا واضحا وصريحا يؤكد أن أربيل تهدد الأمن القومي لإيران، الجواب بكل بساطة هو أنهم لا يملكون دليلاً على شيء بالأصل هو غير موجود.
فعمدوا إلى إطلاق شرهم ونارهم متبجحين بفرضية لا أصل لها، كفشل وانهيار وخسارة سياسية واضحة، وهاهي أربيل اليوم وكعادتها واضحة وضوح الشمس فاتحة يديها لكل زائر ولكل لجنة تريد أن ترى أو حتى تفتش.
فوضوح أربيل هو قوتها، وقوتها بشعبها وشعبها كان ومازال العمود الفقري للسياسة الناجحة.
واليوم نحن نقف محتفظين بحقوقنا في الرد منتظرين قرار سيادة الدولة العراقية في ردها على هذا الانتهاك الصارخ أمام المنظمات الدولية والحقوقية، وإلا فإن أزلام الدولة العميقة سيكونون هم من يحكمون العراق الذي أصبح منهكا ومنتهك السيادة.
المعالجة ترد حصرا بمقالات الضيوف