برقية تهنئة للمؤتمر التاسع للجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة

برقية تهنئة للمؤتمر التاسع للجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة تستعرض المهام الحقوقية المشتركة بين المنظمتين والتطلع لمزيد تنسيق وتعزيز لوحدة الحركة الحقوقية والارتقاء بالمهام بما يجذب التضامن الأممي على أساس أعمق إدراك للواقع العراقي وظروفه المعقدة والتوجه لدعم الحركة الحقوقية الموحدة من جهة ومهام التغيير الشامل الكفيل بتلبية حقوق الشعب وحرياته

برقية تهنئة للمؤتمر التاسع للجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة

الزميلات الفاضلات والزملاء الأفاضل أعضاء المؤتمر التاسع للجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة

تحية طيبة وبعد

يسرنا باسم المرصد السومري لحقوق الإنسان \ لاهاي هولندا، أن نتوجه إليكنّ وإليكم بالتحية والتقدير لهذا النشاط وحيويته ودفعكم باتجاه عقد مؤتمركم التاسع على الرغم من تحديات الظروف البيئية الصحية وغيرها. ونحن نعدّ خطوتكم المميزة المهمة للانعقاد في مدينة ديترويت بولاية مشيغان يوم الحادي عشر من كانون أول ديسمبر 2021 جد مهمة للارتقاء بالنشاط الحقوقي، بخاصة كون المؤتمر ينعقد تحت شعار: “احترام الدولة لحقوق الإنسان، يجنب البلاد التدخلات الدولية”، ما يعني نضج الربط بين احترام الحقوق ومتانة الحركة الشعبية الوطنية في التصدي لما يجابهها من ظروف معقدة وخطيرة يمر بها العراق.

إنّ استمرار استهداف الشعب والوطن من جهة من طرف (كل) أشكال الإرهاب الميليشياوي من مختلف أجنحة تلك التشكيلات الإرهابية المسلحة ومعها تفاقم ظواهر العنف وحملات التقتيل والاغتيال ومجمل الانتهاكات والخروقات، فضلا عن التدخلات السافرة الإقليمية والدولية في شؤون البلاد؛ كل ذلك إنما يدعو الحركة الحقوقية العراقية لتبني استراتيجية جدية فاعلة ومؤثرة وطلب التضامن الأممي معها بغرض تلبيتها والضغط على الجهات الرسمية لتنفيذ خطاها بسلامة وبما يخدم المواطنات والمواطنين الأبرياء…

ونحن نذكر هنا بأن الأوضاع الحقوقية في عراق ما بعد 2003 قد باتت بمستويات جد مزرية إذ تفاقمت ظواهر التضخم والبطالة والفقر على الرغم من كل تلك الإيرادات التي تملأ الموازنات، ولكنها تُستنزف بظواهر الفساد المستشرية بصورة بنيوية كارثية! وفي هذا الإطار تنهار العلاقات الاجتماعية وتعاني من التشظي والتمزق بخلفية التحكّم بنهج طائفي قبلي وبكل أشكال ما قبل الدولة الحديثة بما يجتر منظومة قيمية ماضوية تحقّر من دور المرأة وتستهين به وتهمشها بما يستلبها حقوقها بوصفها إنساناً ويُخضعُها لقيود انتهكت آدميتها بكل المعايير..

إن فئات مجتمعية عديدة تتعرض اليوم لأخطر الانتهاكات سواء الشغيلة التي تعاني من تخريب الاقتصاد وتحويله للريعي أم الطلبة والشبيبة وتخريب التعليم وعموم الشعب وتداعي الصحة والخراب البيئي!

أما ما أسموه من انتخابات فمازالت محكومة بعبث إعادة توزيع حصص النتيجة بصورة تنسجم وإرادة أجنحة الطائفية الحاكمة مع إهمال صارخ للمقاطعة (الإيجابية) التي اختارت طريقاً مختلفا لإجرائها بظل سلطة مافيوية للمال السياسي الفاسد وميليشياوية للمجموعات الإرهابية المسلحة المندمجة بتشكيلات شاركت بتلك العملية [الانتخابية] بالمخالفة الصريحة الفجة مع قوانين الانتخابات المعهودة دوليا..

إن ذلك يثير الفوضى خدمة لإدامة سلطة ثار عليها الشعب وقدم التضحيات الجسام من دماء بناته وأبنائه بعشرات آلاف الضحايا ومازالت الحركة الاحتجاجية السلمية تقارع التصفية الدموية للسلطة المخترقة هيكليا بنيويا ولسطوة الميليشيات وبلطجتها التي باتت بمستوى جرائم ضد الإنسانية بلا أي تأويلات قانونية حقوقية ليبقى مطلب الشعب منع إفلات المجرمين من العقاب لكن بالتأكيد بدور حقوقي بطولي من جهة وبتضامن أممي وأثر دولي غيجابي استراتيجي يمكنه دعم مسيرة التغيير واستعادة الحقوق والحريات بمنظومة مختلفة نوعيا لا بمجاملات وتبويس اللحى مما لم يعد ممكنا قبوله باي شكل..

إننا ننظر إلى مؤتمركن ومؤتمركم بعين البحث عن تفعيل الدور من طرفكم وحصرا في تفعيلي جهود وحدة حركتنا الحقوقية بما يرتقي بها وبدورها الجمعي الموحد ومن دونه لا جدوى من تسويق حلول ترقيعية رفضها الشعب…

تقبلوا كبير التقدير لكل الناشطات والنشطاء في حركة حقوقية فاعلة بحق

د. تيسير عبد الجبار الآلوسي

رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان هولندا