بعث الأكاديمي العراقي والناشط السياسي المستقل الدكتور تيسير الآلوسي بتحية إلى أعضاء المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي متضمنة إشارات مهمة إلى الدور الاستثنائي للحزب في ريادة المرحلة باتجاه إنجاز التغيير المؤمل الذي تتطلع إليه قوى التنوير والتغيير وعموم جماهير الشعب بطبقاته وفئاته المستغلة التي أُشيع وسطها البطالة والفقر واشكال الاتسغلال والقهر وبثقة عالية بمعالجة الشؤون التنظيمية الداخلية والوصول للبدائل المطلوبة استعدادا لحراك نضالي نوعي منتظر من رفيقات الحزب ورفاقه بالتحالف مع قوى العَلمنة ودمقرطة الحياة وخيار قوى الإنتاج والعمل
تحية إلى أعضاء المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي
الرفيقات والرفاق أعضاء المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي المحترمين
تحية نضالية وبعد
ينعقد المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي، في ظروف تتفاقم فيها حالات التشويش وتفشي الأوبئة البيولوجية المرضية والاجتماعية الفكرية والسياسية ما يتطلب شديد التركيز على مهام تتمسك بالاستراتيج الصائب وبالتكتيكات القادرة على احتواء هجمات القوى الطبقية بخاصة منها طبقة الكربتوقراط الجديدة التي كرّست ولادتها منظومة قيمية خطيرة شادت النظام الكليبتوفاشي وسلاحه المرتكن إلى المافيا والميليشيا..
وإذا كانت قوى التنوير قد غادرت بالضرورة منطق (الحراك الإصلاحي) ضيق الأفق؛ فإنها بهذا اتخذت القرار الأنضج لممارسة دورها في (التغيير) القادر على إنجاز مطلب إقامة نظام ديموقراطي لدولة عَلمانية تستطيع تحقيق العدالة الاجتماعية ومنع أشكال العبث وأضاليله وأباطيله..
ولابد هنا لنا ونحن نهنئ بهذا المنجز السياسي الكبير، أن نشيد بمنهج تفعيل أدوار جماهير الحزب وجموع الكادحات والكادحين في مناقشة الاستراتيجيات والتكتيكات ورسم برامج الحزب بما يستجيب لأعمق علاقات الحزب بالشعب وتعبيره عن إرادة التحرر وتلبية الحقوق المنتهكة على مدى العقود المنصرمة..
ولعل من بين المفردات الناصعة تمسك الحزب باسمه كونه عنوانا فكريا سياسيا أكد ويؤكد عبره مصداقيته وامتناعه على المخادعة وتوكيد حشد جماهيره عبر تبادل الثقة والاحترام المؤسس على مصداقية الفعل وسلامة البرامج بالاستناد إلى مبدئية لم يغادرها في حراكها النضالي.
ومن الأمور المفصلية التي تفخر بها قوى التقدم أن الحزب الشيوعي إذ يخوض تجربة سياسية أو أخرى ويدخل تحالفا أو آخر إنما لا يعد ذلك من المسلَّمَات المنتهية، بل يناقش ويتمحص ويتمعن في الخبرات وما تبرهن عليه التجاريب كافة.. بما يتجاوز التجربة ويأخذ دروسها ويُنهي سلبياتها في ضوء أفضل دراسة بحثية بنهجه العلمي وعمق حرية التناول والمعالجة لرفيقاته ورفاقه واستقبال رؤى من خارج الجسم التنظيمي بموضوعية وعقلانية..
إنّ خيار جبهة معارضة ديموقراطية وطنية فرض باستمرار مهمة البحث عن تلبية وحدة قوى التنوير بوصفها قضية عاجلة لا تحتمل التأجيل والسلبية أو التلكؤ تجاهها والعمل الدائب من أجل إنهاء ما اعترضها طوال المدة المنصرمة..
وإذا كنا نحيي نضالا بهيا لرفيقات ورفاق الحزب فإننا نؤمن بأن مراجعة قضايا التنظيم في ضوء تلك الدراسات المعمقة التي تمت سواء للنظام الداخلي أم لمزيد دمقرطة المسيرة والتخلص مما جابه العمل من أية مثالب محتملة ونحن نثق بأن الانتصار لأفضل البنى وسلامتها وضبط مسارها هو ما سيتجسد بمخرجات المؤتمر وتعزيز الثقة التامة في العمل بنيويا ومراجعة ما تعنيه مواقف عدد من رفاق الحزب تجاه تفاصيل العمل وما واجهها من ظروف وأيضا في طابع تأثر علاقته بجماهيره وبحركة التنوير بعامة.
إننا وغالبية عراقية مع قوى التحرر في المنطقة نتابع أعمال مؤتمركم بأعمق اهتمام، منذ جهود الاستعداد الأولى متطلعين إلى نتائجه والدروس التي تُنجز قراءة المشهد ومسار الحل؛ إنقاذاً للبلاد ولشعوب المنطقة من آثار تخريب قوى الهمجية والظلام وإرهابها المتفشي كالطاعون الأسود.
أيتها الرفيقات، أيها الرفاق والأصدقاء في مسيرة الحرية والسلام ودمقرطة الحياة وأنسنتها،
نجدد تقديمنا التحايا النضالية، مؤكدين الثقة والأمل بأن ينجز المؤتمر رسم وسائل وقف التدهور في الأوضاع العامة والاتجاه نحو الحسم لصالح الشعب بكل مكوناته، وأطيافه وطبقاته وفئاته، باستقلالية لا تقع بفخاخٍ، تواصل قوى الطائفية وأحزاب الإسلام السياسي الظلامية نصب شراكها إدارتها ولا تنجر للعبتها وتشوهات تتوهم فرضها بجرائمها المافيوية الميليشياوية
دمتم رفاق مسيرة التقدم الاجتماعي والدفاع عن حقوق الأغلبية المتطلعة للانعتاق، دامت مشاعلكم مصابيح تنوير والأنجم الهادية وسط دياجير الظلام التي غزت بلادنا والمنطقة.. ويقيناً فإنّكم الأقرب من الفقراء وطبقات الشعب وفئاته في معاركه من أجل الحرية والانعتاق ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية كل الحقوق والحريات وإنهاء زمن الحرمان..
إننا في حركة الثقافة الوطنية الإنسانية المستقلة وفي مسيرة حقوق الإنسان في داخل الوطن والمهجر، لنعوّل على وجودكم بطليعة قوى التنوير تتقدمون الصفوف، لتجنيب الشعب مزيد معاناة وتضحيات جسام دفعها بظلال مقاصل قوى الإرهاب ومطحنة الطائفية ونهج بلطجتها وآليات استبدادها المافيوي التصفوي.. ونؤكد هنا بأن العقل العلمي العراقي وجواهره في الوسط الجامعي ومراكز البحث العلمي، سيكون مشعلا مضافا لهذا الحراك بطريق التقدم والتنمية واستعادة كرامة الإنسان وسيادته في وطنه وحل مشكلات تعطيل عجلة الاقتصاد وظواهر البطالة والفقر والتضخم وغلاء المعيشة وأمراض مستحدثة مختلقة من قبيل تفشي المخدرات ومنظومات قيمية اجتماعية مرضية كالقبلية ومعطياتها والطائفية ومخرجاتها ونشر اشكال الفساد والتخريب في الصحة والتعليم وغير كل هذه المشكلات الخطيرة من معضلات وبالتأكيد أولها وعلى رأسها تغيير النظام الكليبتوفاشي إلى نظام عدالة اجتماعية بعلمنة الدولة ودمقرطة الحياة..
فإلى أمام؛ وكل النجاح والسؤدد لأعمال مؤتمركم الوطني الحادي عشر..
الدكتور تيسير عبد الجبار الآلوسي
رئيس
البرلمان الثقافي العراقي في المهجر \ المرصد السومري لحقوق الإنسان
لاهاي هولندا في الثاني والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني 2021
*****************************************************************************
*****************************************************************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير