هذا نداء أو بيان يشارك اتحاد الطلبة والقوى التنويرية ويعبر عن رؤية المرصد السومري لحقوق الإنسان في معالجته قضية منظومة التعليم في العراق وخرابها الكلي ولا نقول نواقص تعترضها بعد فرض فلسفة تراجعت بمخرجاته إلى أدنى مستويات التخلف وإشاعة لامنطق الخرافة بل وصلت لتخريب ينتج عقولا تعادي الأنسنة والسلم الأهلي ومنطق التقدم والتنوير بالمخالفة مع مسيرة التنمية البشرية وأهدافها
منطلق العام الدراسي الجديد بين مطالب المعالجة ومُراكَمَة المشكلات أكثر!
يسمي الطلبة منطلق سنتهم الدراسية بالعام الجديد استبشاراً وتفاؤلاً بذاك الفرق الدلالي بين عام وما يحمل من آمال وبين سنة وما تشي من شدائد.. وإذ ينطلق عام 21\22 الدراسي الجديد فإن الطلبة يتجهون إلى مقاعدهم بعد رحلة مع نظام التعليم الإلكتروني الذي ظل مستكرهاً ليس لمعطيات النقص والثغرات التي صادفت الاشتغال به حسب، بل من حيث مبدأ التعامل معه نظاماً تعليمياً حديثاً بات يشمل عالمنا بعيداً عن إشكالية وباء الكورونا وما فرضه من شروط الاعتكاف والعزلة والإغلاق الشامل…
وإذا كان سبب الفشل الذي تبدَّا في رحلة تطبيق النظام قد عاد إلى مركب من عدم وجود كفاية مناسبة لشبكة الإنترنت وفاعلية تغطيتها البلاد وإلى أمور تخص الطاقة الكهربائية فإن أموراً أخرى بذات الأهمية قد ظهرت من قبيل كفاءة التعامل ومخرجات التدريب على ذلك ونهج استثمار (الأدوات وحجم توافرها)، هي الأخرى ساهمت بفجوة الإخفاق وحجمها..
ومن ثمّ فالقضية لا يمكن أن يلحقها الطلبة ولا أساتذتهم بالتقنيات، بل بمطلب يشمل إصلاح البنى التحتية والركائز الأساس لتفاصيل اليوم العادي للعراقيات والعراقيين في تلك الأبواب. حيث يلزم توفير الطاقة من جهة بسلامة وكفاية مثلما توفير شبكة اتصالات حديثة ترقى إلى ما ينبغي أن يكونه وضع البلاد بين بلدان العالم والمنطقة أيضاً..
أما العودة للأبنية المدرسية، ودرجة الترحاب به فإنه لا يبتعد عن مطلب توفير تلك الأبنية الدراسية نفسها مع إجراء إصلاح جوهري على الموجود منها أو حتى استبدال أبنية العراء والفضاء الحر المكشوفة وتلك المظللة بغطاء من جريد النخيل وما شابه حتى نصل للأبنية الطينية وتلك المنقوصة المرافق الخدمية ومختبرات التدريب والدرس المنهجي..
بجانب ذلك بات واضحاً أن أجور الدراسة بكل متعلقاتها تُثقِلُ كواهل الأبناء وعوائلهم بتكاليف باهظة وفي الوقت ذاته نجد أن توجهاً نحو الخصخصة يندفع أكثر بلا محددات تخص الأجور الجنونية المكلفة وانفلاتها من عقال التحكم الرسمي للدولة ومنح صلاحية ذلك للمستثمرين! والأبعد من ذلك بلا التزام بمحددات افتتاح الجامعات والكليات الأهلية أو بيع الرسمية التابعة للدولة، حتى أننا وقعنا أمام مشكلات عصية هنا تخص مخرجات تلك المؤسسات (العلمية) وقد مضى زمن على وجودها بالإشارة إلى ما بعد 2003…!؟
إن المطلب الأكيد يكمن في ضمانات جدية لتطبيق شروط الافتتاح وقيود على الخصخصة بصورة موضوعية تنظر إلى التعليم الأولي والعالي كونه ركيزة لبناء وجودي يحمي الهوية الوطنية وقدرات تقدمها ورسم نهج التنمية والتغيير الجوهري الحقيقي..
من جهة أخرى عانى ويعاني التعليم من أشكال الفساد المستشري بالتبعية مع ظواهر الفساد والإفساد السائدة بعامة في الدولة الأمر الذي لم يقف عند أعتاب الصراع بين ملامح الفساد وكوارثه وبين المصلحين المدافعين عن التغيير بل غزا الأمر عناصر تمتلك نيات طيبة في مهام التصدي لكن الوقائع تقول: لقد تمّ الإيقاع بتلك العناصر طيبة النية، بمطبات التشوش والتشويش؛ الأمر الذي حاولت به قوى معادية للتحديث أن تضرب أكثر من عصفور بحجر حيث أبعدت مهام المعالجة عن مهمة التشخيص الدقيقة وأوقعتها بحرب بعيدة، بوضعها متقاطعة مع نظام تعليمي بعينه بالإشارة إلى نظام التعليم الإلكتروني على سبيل المثال لا الحصر؛ بينما الواجب الملزم هو النهوض بشرعنته وإصدار القانون الخاص به بين أنظمة التعليم المعمول بها، فلقد تلكأ وتأخر كثيراً هذا القرار الخطير المهم؛ علما أن مشروع القانون كان قد تم تقديمه من قبل بنص كامل وينتظر الإقرار بعد المدارسة والتنضيج..
ومن مشكلات التعليم عندنا اختراق مناهج ومقررات وأساليب، بل مضامين تخص إشاعة منطق الخرافة والتجهيل الأمر الذي مارسته الجهات التي تتبع لقيادتها أو ملكيتها من قوى الإسلام السياسي وخطابها الرجوعي الماضوي الذي خرّب العمل بمنهج العقل العلمي من جهة ودمر مفهوم (استقلالية) التعليم والتزام مؤسساته بمنظومة تخدم الإنسان ومجتمعه بالانتماء للعصر لا لأي مفاهيم ضيقة مشوهة و\أو مضلِّلة..
إن مجمل مسيرة التعليم في العراق مازالت تخضع لجملة معوقات منها على سبيل المثال:
- تعريض العملية التعليمية لتجاريب وتنقلاتها الصادمة ما انعكس وينعكس على كل من التدريسيين والطلبة وبالتأكيد على المخرجات التي انحدرت لمستوى تخريج عناصر شبه أمية إن لم نقل أمية..
- استمرار وجود كوادر تدريسية تعمل بنظام الكتاتيب والملّائية الأمر الذي يلغي شخصية الطالب ورعاية تنمية قدرات التفكير والاجتهاد والعمل!
- انتفاء الجوهر الحقيقي للبحث العلمي وعدم ربطه بحاجة حقول الحركة المجتمعية ودورانه في الشكلانيات بهزال شامل لمجمل الأداء الكمي لا النوعي فيه..
- عدم توافر الكتب والمقررات المنهجية مع خلل في نهجها وأسلوب إعدادها وانتفاء المصادر والمراجع العلمية الحديثة بخلل في منظومة المكتبات ومصادر الحصول على الدراسات الرصينة الحديثة..
- استمرار وجود مدارس الهواء الطلق في العراء والمهيّأة من جريد النخيل أو الطينية وتلك المتهالكة أو الآيلة للسقوط فضلا عن النقص الحاد بكفايتها حيث العمل بنظام الدوام المزدوج أو حجم الطلبة الكبير نسبة لحجم فضاءات الفصول الدراسية.
- وجود كوادر تدريس وإدارة لا ينطبق عليها مسمى كادر يمتلك الإعدادات المناسبة، بخاصة منهم العناصر الممثلة لأحزاب الإسلام السياسي وسلطتها الحاكمة دع عنك عدم أهلية كوادر كثيرة لإدارة الصفوف الدراسية والتعامل الدراسي بغير أشكال الخلل والفساد الموبوء المتفشي! عدا عن استغلال فكرة نقص تلك الكوادر بتلك التعيينات الموبوءة…
- افتعال العديد من الأنظمة المتضاربة ولعل موضوع الامتحانات والدور الثالث وأسلوب التعامل مع الطلبة الممتَحَنين أحد تلك الأمور..
- ومن أخطر المشكلات التخريبية هي ديموقراطية التعليم وإشكالية حرية التنظيم الطالبي بجانب الانتهاكات المستمرة للحرم التعليمي ومنه حصراً الحرم الجامعي وأخطرها المظاهر الميليشياوية وعنفها وتهديداتها وأشكال الابتزاز والبلطجة التي مارستها وتمارسها.. وهي تمرر بعض وقائعها بدخول معممين مجلببين وإسقاط المشيخة عليهم للتبرير لأفاعيلهم وكأن مصطلح شيخ فلان أو علان يمنحه سلطة فوق القانون وعصمة (حصانة) ضد المحاسبة القانونية وتمكنه من انتهاك الحرم الجامعي. إن الحريات لا تخضع لتزويقات ووعود بقدر ما هي ممارسة ميدانية محمية ومضمونة مكفولة رسميا وكليا نهائيا…!
- إن إشكالية القبول ومنه في الدراسات العليا بنظام المحاصصة وبالوساطات والتدخلات أهلكت مصير التعليم ووضعته في خبر كان..
- لكن أيضا وقبل وبعد كل شيء فإن منظومة التعليم بحاجة لقراءة مطالب اتحاد الطلبة ومعالجاته وإدخاله طرفا رئيسا في المحدد الذي يشترع للفعل التعليمي بما لا يسمح بعشوائية الاشتغال وتعدد منطلقات التشويش منذ التعليم الأولي وليس انتهاء بالتعليم العالي بل بحاجة ماسة نوعية للتعليم المستمر بعد خذلان مخرجات التعليم بالأساس.
- والطلبة الذي ينظرون بحذر وحسرة إلى المصائر المجهولة بشأن علاقة التخصصات العاملة بسوق العمل وبشأن إمكانات السوق على استيعابهم يدفعهم لأمور غير محمودة وغير سوية ما يتطلب دراسات فعلية جدية بالخصوص في استيعاب الخريجين والتعامل مع مطالبهم العادلة سواء بمعالجات استراتيجية أم تكتيكية عاجلة لا تقبل التأجيل والانتظار..
- والتعليم الأولي والعالي ليس بحاجة إلى وزراء تخصص أكفاء حسب، ولكن إلى ثورة (هيكلية) حقيقية وخطط استراتيجية ومراحل مرسومة بدقة تامة مع إنشاء مجلس متخصص من الكفاءات يكون مسؤولا بوصفه (المجلس الأعلى للتعليم)، عن الاستراتيجية ومتابعتها باستقلالية مع ولادة المجلس الأعلى بميادين التخصص والجامعات والكليات وتأمين الهيآت الأكاديمية القائدة..
- إن موازنة التعليم والبحث العلمي تظل ذات أولوية عليا بجانب ربط التربية والتعليم والثقافة بإدارة تتناسب والمهام المؤملة إذا ما انعقدت مهمة التغيير حقا أو على أقل تقدير إذا ما خضعت ولو نسبيا لضغط نضالات الطلبة ومنظماتهم وعلى راسها اتحاد الطلبة العام صاحب الخبرة والعراقة التاريخية..
- لابد من معالجة حازمة وحاسمة لمشكلات الأقسام الداخلية وإسكان الطلبة وتوفير وسائل النقل المناسبة بعموم أوضاعهم..
- إطلاق حملة مكافحة الفساد في التعليم بصورة ونهج وطني شامل وفي إطار استراتيجية تتخلص من أشكاله ومستوياته وتمظهراته وأشكال تخفيه..
بقي التذكير بأنّ المشهد الحالي الذي يسمح للوزير ووكلائه والمديرين العامين وللمسؤولين في التعليم وصولا للمعلم والطالب بأن يشغلوا دروسهم وأعمالهم أو أفعالهم بقشمريات لا علاقة لها بالتعليم أيا كان وصفها وطابعها وهويتها يجب محاكمته لإكراهه الطلبة و\أو تضليلهم باتجاه فعل يتعارض والعملية التعليمية ويضعها بأزمة تطعنها وجوديا وتحيلها لروزخونيات وتزجية وقت في غير فعل بناء العقل وتكوين قدراته على التفكير المعرفي السليم لمواجهة مطالب العصر الآتي..
فهل ستكون بعض كلمات هذا التناول دافعة للفعل الحقيقي الجوهري المؤمل أم ستقف عند أعتاب سجالات ومشاغلات بهامشيات قد يُختلف فيها لكنها ليست معنية بمصير الإنسان وهويته الحقة…
أملي كبير لكن طبعا لا أضعه إلا حصراً وتحديداً بالأولوية في ناشطات ونشطاء اتحاد الطلبة العام ومجمل المنظمات الطالبية الفاعلة كي تزيد حراكها وضغطها قبل خسارة مزيد سنوات وأعوام فيما لا مصلحة لهم به بل فيما يضر ويخرب منطق العقل العلمي ويفشي الخرافة والتجهيل ويشيعها وسط جيلهم..
إن العراق ومستقبله وجوديا يقف على كف عفريت أو ينتصر نضال الطلبة لمنظومة تعليمية مستقلة حرة سليمة صحية وصحيحة صائبة بخطاها ومسيرتها البنيوية.. ولا قائمة لشعب ينهار فيه التعليم وتخرَّب العقول وتُعطَّل أو تبنى بناء تدميريا مضللا يقوم على الأباطيل..
***************************
اقرأ المقال ونداءه في موقع الحوار المتمدن برجاء التفضل بالضغط هنا
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737954
***************************
هذه دعوتي دعماً لحراك طلبة الوطن والعالم وبوقت تعمل قوى الطائفية وفكر الإسلام السياسي الظلامي على تخريب منطق العقل العلمي بلامنطق الخرافة فإن نضالات الطلبة تتنامى ضد هذا الفعل التخريبي التدميري وترتقي بالمسؤولية في الدفاع عن منظومة تعليم حرة مستقلة وحرم جامعي آمن محمي ومكفول الحريات مع روائع المنجز بحيوات الطلبة وهم يبنون العقول بمنهج لا يحيد عن صواب ولا يتشوش بأضاليل واباطيلها.. فإلى مزيد ضغط لتحقيق المنجزات ولنبدأ معا عاماً دراسيا ببرنامج نضالي يومي يكفل تحقيق الانتصار لا استقبال لمناهج التخلف ودروس الكتاتيب وكل مسؤول عن مهامه بسلامة ونجاعة وصواب
***************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير