اغتيال آخر وإحالة للطرف المجهول مجدداً والقضية طي النسيان قبل أن تبدأ فمئات شهداء الحركة الاحتجاجية السلمية ممن تجاوز حجمهم الألف وعشرات آلاف الإصابات والإحالة إلى (الطرف الثالث) كما يُزعم مع تشكيل لجان تحقيق وإطلاق زعيق وعود وتعهدات بالكشف عن القتلة ولكنهم يقودون الشعب إلى دخول صامت لانتخابات يعيدون إنتاج نظام رعاية الجريمة بمافيويته وفاشية ميليشياته من دون كشف سوى عن أمور هامشيية منفذ هنا أو منفذ هناك من دون كشف من خطط ودبر بليل ما يسمح للمجرم بالإفلات من العقاب ومتابعة أو مواصلة جرائمه بلا حسيب ولا رقيب والمبتلى هو الشعب المستعبد .. وليس بعد هذا الفضح سوى اللجوء إلى دعم دولي من مجلس الأمن والجنائية الدولية كي نطارد فعليا من يلزم حل تشكيلات الإرهابية فورا وكفى تسترا بالفتاوى التي تخدم تمكين أذرع الإرهاب الإقليمي الدولي ليختلق منصة للإرهاب الدولي ويهدد الأمن والسلم
ضحية أخرى يغتالونها بدم بارد لقوى الجريمة الميليشياوية المتحكمة بالوضع العام
ندين بأشد الصيغ ونستنكر ونشجب الجريمة ونطالب بدور عملي فعلي للمجتمع الدولي
مجدداً تحيل الأنباء جريمة اغتيال أحد النشطاء إلى (مسلحين مجهولين) على قتل التحقيقات بإلقاء البعة على (الطرف الثالث)؛ حيث تمّ ارتكاب الجريمة الجديدة بتصفية وحشية دموية للناشط في مجال حقوق الإنسان بمحافظة البصرة الشهيد علي كريم النجل الثاني الذي تتم تصفيته للأم البصرية الشجاعة المتمسكة بالدفاع عن حقوق الإنسان فاطمة البهادلي على الرغم من حجم الألم والوجع وفاجعته الصادمة مما ارتكب ويرتكب طغاة جدد من أدوات ملالي التدخل السافر، داعمي الإرهاب بأكثر من بلد في المنطقة كما العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها.
إن الناشطات و النشطاء لم ولن يكتفوا بالتعزية ونعي الفقيد، بتقديم واجب العزاء، ولكنهم يتابعون المهمة وأولها حملهم رسالة الناشطة الشجاعة البهادلي، التي فضحت بها مَن ألمحت إليهم مِن الميليشيات وزعامات من يسمون أنفسهم أحزاب السلطة إذ طلبوا منها قبل شهر مغادرة البصرة؛ لكنها أبت أن تغادر مدينتها وأن تخضع لأوامرهم؛ فالبهادلي كما ناشطات البصرة ونشطائها لا يمكنهم العيش خارج مدينتهم ولن يخضعوا لفروض المجرمين.
لقد اتسمت الجريمة كما كل ألاعيب الميليشيات وجرائمها باختطافه ثم إلقاء جثته بعد تعذيب انتقامي همجي حيث وُجِد مقتولا برصاصتين في الرأس وأخرى في الصدر مع تجريده من كل مقتنياته!!
إن أم الشهيد السيدة فاطمة البهادلي (51 عاما) هي رئيسة جمعية الفردوس العراقية، كانت قد كرمتها منظمة (Front Line Defenders) الإيرلندية بمناسبة اليوم العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان ما يؤشر حجم ما يتم التعرض له من إجرام الوحوش القتلة والمناضلة البهادلي هي رمز آخر من رموز التحدي الكفاحي الشعبي.
إنها واحدة من بين بطلات استثنائيات، كرَّمتهن المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2020 في تصنيف المدافعين عن حقوق الإنسان المعرضين للخطر.
إننا ومجموع الفاعلات والفاعلين في الحركة الحقوقية العراقية نؤكد أن ظاهرة الإحالة للطرف المجهول الثالث وترك الأمور سبهللا حيث الإفلات من العقاب والبحث عما يحفظ ماء وجه الحكومة بحدود المطاردة الشكلية قد سمح ذلك للقتلة المجرمين بمواصلة ارتكاب الجريمة بلا مجابهة حقيقية تحسم الموقف بخاصة مع استمرار وجود الميليشيات والمجموعات المسلحة قوةً إرهابية وإطار تنظيم للقتلة حيث تتحكم تلك الأذرع الإرهابية بالمشهد العام فيما تعجز الحكومة عن التحدث بسلامة وموضوعية في القضية المستفحلة بمسوى يمكنه إنهاء جرائم ضد الإنسانية التي تتطلب عرضها على الجنائية الدولية بشرعية قرار لمجلس الأمن..
من هنا فنحن نطالب الحكومة بتعزيز دور الطرف الدولي المعني في مكافحة كل من:
- الوجود المافيوي لقوى الفساد
- الوجود الميليشياوي المتفشي الذي بات أكبر من ضخامة حصان طروادة بتعبيره عن جيش شكَّلَ ويشكل ذراع قوى أجنبية تتحكم بالمسيرة العراقية وتدفع لتفكيك الوجود الوطني الإنساني لاستعباد مطلق للبلاد والعباد..
إننا إذ ندين الجريمة أشد إدانة ونستنكرها ونشجب المعالجة القائمة على ردود فعل سلبية تقف عند أعتاب بيانات ووعود وتعهدات جوفاء لنطالب بتشكيل لجنة وطنية من حركة حقوق الإنسان العراقية تتصل بالأطراف الدولية وتعرض كل الجرائم التي تحاول أطرافها وممثليها الذين اخترقوا أجهزة الدولة وفرضوا سلطتهم العميقة فوق إرادة الحكومة ومؤسساتها وفوق القانون..
ومن دون ذلك سنبقى ندور في فلك مركبي الجريمة وسطوتهم حتى نصل خط التفكك والانهيار وتهديد لا السلم الأهلي بل الأمن والسلم الدوليين
نجدد النداء لا تتركوا الضحايا أسرى تلك العبثية وأباطيل لعبتها، بل لندخل إلى حيث تفعيل الإرادة الدولية ومنع تجييرها بخانة حكومة ستبقى عاجزة ما دامت أسيرة هي الأخرى لتبريرات تسترخي عند أعتاب الوعود التي لا تمس جوهر السبب في وجود الجريمة ومرتكبيها
تحية حقوقية للشعب ولحركته التنويرية ووعيهما في الأداء وتجسيد الإرادة الوطنية الإنسانية للانعتاق
وإني لأؤكد أن رسالتي التي أكتبها هنا وأعالج بها الجريمة التي فجعنا بها اليوم، إنما هي نص مقترح للتبني بوصفه موقف جمعي باسم حراكنا الحقوقي يتقدم بمذكرته إلى الادعاء العام في الجنائية الدولية كون الجريمة من جرائم ضد الإنسانية كما نأمل للأطراف الحكومية الرسمية إن كانت تستطيع أن تتقدم لمجلس الأمن كي تحمل المسؤولية في تقديم دعم دولي يستطيع دعم الإرادة الوطنية في لجم السلطة المافيوميلييشياوية أو الكليبتوفاشية قبل أن تتحول إلى ذراع لإمبراطورية الشر والإرهاب ويندفع لمستويات لا تقف عند تهديد الأمن والسلم الدولي بل إلى طعنه بمقتل ويومها لات ساعة مندم
***************************
المعالجة بموقعي الفرعي في الحوار المتمدن تفضل بالضغط هنا
***************************
***************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي اضغط هنا رجاءً