إن مضايقة الصحفيين أو منعهم من أداء مهامهم بحرية هو نهج يتقاطع كلياً مع صيانة حقوق الشعوب وتمكينها من دمقرطة أنظمتها

بالاستناد إلى التقارير الواردة من كوردستان ومنها التقرير المفصل لمركز مترو وهو من بين المصادر التي نتبناها ونعتمدها في ميدان الرصد والمتابعة أصدر كل من المرصد السومري والتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية بيانا يدين فيه ما وقع من سحب يد وأجهزة عاملين بالصحافة والإعلام ومنعهم من تغطية الاشتباكات المسلحة بصورة باتت أقرب لمنهجية تتعارض وحرية التعبير ومنطق العمل الحر للسلطة الرابعة.. وفي أدناه موقف يؤكد الحرص على التمسك بالحريات والحقوق وواجب كفالتها وضمانها وحمايتها ومنع عرقلتها بأي شكل يتعارض والعمل الديموقراطي الخيار المشرق لشعب كوردستان ومسيرته الفديرالية المؤسسية البهية

ندين في المرصد والتجمع منع الصحافة من تغطية الأحداث التي جرت مساء الاثنين في السليمانية بكوردستان

تتوالى في السنوات الأخيرة تكرار حالات مضايقة الصحافة والإعلام و المنع أو عرقلة أداء المهام بحرية! وتتفاقم الأمور أحياناً حد ارتكاب جرائم الاعتداء على السلطة الرابعة في أثناء تأدية المهام! ومؤخراً في إطار الاشتباكات المسلحة بين طرفين في السليمانية مارست عناصر أمنية رسمية حالات الاحتجاز و\أو الاعتقال المؤقت وبصيغ مختلفة في أسقفها الزمكانية؛ صحيح جرى إطلاق سراح الإعلاميين والصحفيين بعد مدة وجيزة من مصادرة أجهزتهم من كاميرات تصوير وأدوات عمل إلا أن ذلك حجب فرص التغطية الفعلية بوصف ذلك من واجبات السلطة الرابعة وحقوقها..

إن ذلك الفعل يدخل بمنطقة العقاب القانوني كونه من الجرائم الماسّة بحرية التعبير والحاجبة المعرقلة للعمل الصحفي الحر.. إن هذه الجرائم لا تقف عند حدود سلب حرية العمل الصحفي الإعلامي بل يتجه بتداعياته للتغطية على انتهاكات أخرى ويمنع كشف خلفياتها ويحصر معالجتها بأطر ضيقة لا تمنع تكرارها وربما اتساعها بطريقة تهدد الأمن والسلم الأهلي فضلا عن انتهاكاها قيم الديموقراطية والعمل المؤسسي السليم ما يوفر غطاء لانحرافات خطيرة..

من هنا نرى في كل من المرصد السومري لحقوق الإنسان والتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية أن استمرار غض الطرف عن تلك الانتهاكات جاه الصحفيين والإعلاميين يمثل مدخلا خطيراً بتداعيات تهدد السلم والأمن بمجمل الحياة العامة بكوردستان ما يتطلب اليوم وعاجلا موقفا جديا حازما وحاسما لوقف ذلك والشروع بنهج التوعية بثقافة حقوق الإنسان بتلك الأجهزة وعناصرها ومجمل اشتغالاتهم..

ونحن هنا ندين بشدة وقوع تلك الممارسات الخارجة على القانون وعلى العمل الديموقراطي؛ فهي اعتداءات وتهديدات تتعرض لها السلطة الرابعة، فتسلب حريتها في التغطية الإعلامية للأحداث والوقائع لتساعد في معالجتها قبل استفحالها وتفاقم تداعياتها.

إننا ومجمل الحركة الحقوقية نطالب رئيس اللجنة الأمنية في مدينة السليمانية وعموم كوردستان، أن ينهض بمهامه في فرض نهج التعامل على وفق القانون مع الأشخاص الذين اعتدوا على الصحفيين من جميع الفضائيات والصحف ممن تعرضوا له في أثناء وقوع الاشتباكات الأخيرة، مساء الاثنين، بين قوة أمنية والقوة الخاصة الذهبية..

نشير إلى فريق فضائية روداو وهم كل من:(بيشوا بختيار، مريوان علي)،

كما نشير لفريق فضائية إن آر تي المكون من:(كارزان طارق، محمد حسن)

وفريق موقع ميديا إيستا، المكون من: ( بزار دباغ، تيشكو صديق)

ونشير أيضا إلى مراسل فضائية كي إن إن، جوانرو محمد

كما وقع حادث مشابه لفريق بي أم سي المكون من: (روزا صلاح وعمر دلير)

ونحن هنا، نجدد التوكيد على إدانة ما يتعرض له الصحفيون من اعتداءات وحجب فرص العمل ومصادرته كما نؤكد أن عمل الصحافة إنما يمثل صوتا لسلطة من السلطات الديموقراطية عند ممارستها العمل بموضوعية وإيجابية ويُسمح لها بحرية العمل السليم المكفول دستوريا..

بخلافه فإن نهج التهديد والابتزاز والحظر والمصادرة يبقى عملا غير مشروع ولا يجد له مبررا ما يتطلب التوعية بالأسس القانونية التي تعالجه كليا ونهائيا وتتخذ في تطبيقه نهجا ديموقراطيا يجنب الإقليم تراجعات خطيرة تضر بمصالح شعب كوردستان والأمة الكوردية برمتها..

نطالب بـ

إعادة جميع الأدوات التي تمت مصادرتها وسحبها من الكوادر الصحفية والإعلامية العاملة.
محاسبة العناصر الأمنية أيا كانت تجاه ما ارتكبت من تهديدات وتجاوزات بتحقيق علني عادل على وفق القوانين.
إدانة ما وقع تجاه السلطة الرابعة والتأكيد على منع إفلات المعتدي من العقاب.
الشروع بمناهج توعية وتثقيف في جميع الأجهزة المعنية بلوائح الحقوق والحريات على وفق الدستور..
تأمين فرص العمل وتنضيج لوائحه لجميع أجهزة السلطة الرابعة المحلية والعالمية بصورة موضوعية متكاملة..

المرصد السومري لحقوق الإنسان هولندا