هذه مقالة مهمة للأستاذ حسن حاتم المذكور يعالج فيها الحيف الذي يحدث بجريمة التعتيم على ضحايا الشعب العراقي وكيف يجري إخفاء الحقيقة بمقابل اهتمام (حقيقي) مناسب ومستحق لقضايا الشعب الفلسطيني وهو بالتأكيد يتضامن مع شعب فلسطين بما ينبغي؛ بوقت يطالب بقوة في كشف ما يجري للشعب العراقي وإن كان ما يُرتكَب بحق العراقيين هو باحتلال إيراني وما يقع لفلسطين وشعبها هو باحتلال استيطاني إسرائيلي.. لدي بعض تعليق ومتابعة في الحوار لمزيد تعمق في الموقف وفضح جوهر الجريمة، أضعه قبيل المعالجة آملا مزيد تفاعلات للتصدي لليمين الفاشي المستتر بالتدين سواء إسلامويا كان أم يهوديا… فلنتفكر ونتدبر. تيسير عبدالجبار الآلوسي
العزيز المميز الأستاذ حسن حاتم المذكور المحترم
تحياتي متجددة وبعد
فشكرا لمعالجاتك المهمة بخاصة أنها تنصب على كشف ما يتخفى من حقائق وراء ألاعيب قوى الظلام والهمجية وفظاعاتهما
وكما تدرك وتعرف يقيناً بشأن موضوع ارتكاب الجرائم بجنح ظلام والتعتيم على الحقائق إعلاميا ومنع أي فرصة لولادة و\أو نمو الوعي واتخاذ القرار التضامني الضروري :
فإن تقسيط الجريمة ووضعها بتسلسل وحلقات متناثرة
وارتكابها بجنح ظلام وتعتيم إعلامي مقصود
وارتدائها لباس التدين الإسلاموي وتكفير الآخر
و\أو وضعه موضع معاداة ما يسمونه ((المقدس)) سواء العائلة المقدسة أم نصوص الخرافة التي يسقطون عليها القدسية
كما يسقطون العصمة على بعض مرجعيات (اليوم) تمريرا لعصمة ساسة القتل وبشاعات جرائمهم وتستمر حلقات (التقية) أو التعتيم والتستر بأمور عديدة أخرى
إنها أضاليل تمرير الأباطيل الإجرامية بحق قوى التنوير ومنعها من اللقاء بجمهور ((الإنسانية)) أو الوصول إليها
فيما يساعدهم عدم وجود صوت هادر قائم على ما تنهض به ((وحدة)) قوى حركة التنوير والتغيير بخلفية تأخرها وتلكؤ قواها فضلا عن تعمّد قوى الضد في منظومة كليبتوفاشية لمنع تلك الوحدة
فتضيع ويضيع صوتها وأثره أو يصير بلا صدى أو يستمرئ بعضنا الاستسلام بالتعوّد والتعايش مع أجواء الجريمة من دون أن يعي ما يعنيه ذلك من التسليم لعبودية تصير المساعد الأول والأعلى لإعادة إنتاج المجرم وإن بأوجه كما رأيناها في بغداد
في فلسطين اللعبة مركبة يارفيقي وهم يغضون الطرف عن الإرهابي الظلامي (المتأسلم: حماس وأمثالها) بذريعة أنها تلتقي اليوم والصراع الأساس بين طرفي الصراع الشعب الفلسطيني واليمين الدموي الفاشي الإسرائيلي والحقيقة أن القوى الإسلاموية تختار توقيتات مزايدة واستعراض وتضليل لتمرير وجودها وإدامته وهكذا فالعالم ينشغل ويشاغل وتضيع القضية ويستمر الاحتلال وإن كان من حديث فعلى أقل تقدير يكون حول ضجيج القضية عالميا الذي لا يقدم ولا يراوح بمنطقة الصفر بل يؤخر فهل هذا ما يحسب ويمايز؟
الحقيقة إن لكل قضية معالمها ومفاتيحها مثلما مغاليقها أو استغلاقاتها
ولكن الشعبين يتواصل عليهما الاستنزاف بمزيد تضحيات والسبب المشترك هو الإسلام السياسي وأدواره ولربما كشف الجريمة وقواسمها أكثر أثرا في توحيد حراك شعوبنا وتضامنهما بدل تضامن بالمشاعر ومشاطرة بالأحزان لأن البركة بالحركة وأقصد الحركة بوحدتها نحن معا ضد ظلاميات الإسلام السياسي وظلمها على شعوبنا وتهديدها العالم كونها منطلق لولادة فاشية جديدة
مودتي واحترامي وتقديري ولنمضِ معا وسويا وإني لأشد على يديك في تلك التحليلات المهمة وما تقدمه من تنوير في الوقت الحرج… وقد كان رائعا البدء بكون اليمين الفاشي المتستر بالدين في إسلاموية إيران وتطرف أو تشدد اليمين الديني اليهودي (الصهيوني) فكلاهما من نهج موحد المنطلق والأداء.. أليس كذلك!؟
تيسير عبدالجبار الآلوسي
مقال بقلم الأستاذ حسن حاتم المذكور
1 ــ لا فرق والموت واحد, سوى ان القاتل هنا, مليشيات شيعية لمحتل ايراني, والقاتل هناك جنود احتلال اسرائيلي, الشهيد العراقي هنا, يعد بالأرقام وقد يذكر قتيلاً او لا يذكر, الشهيد الفلسطيني هناك, يحظى بالتضامن العربي الأسلامي الدولي, حتى ولو كان (التضامن) منافقاً, لا نحسد اشقائنا على ذلك, فهم اصحاب قضية عادلة وقلوبنا معهم, هذا لا يمنع العراقيين من السؤال: لماذا قاتل الفلسطيني كافر مدان, وقاتل شقيقه العراقي مجاهد (مقدس!!), وكلاهما ضحايا عدوان بربري, ومثلما التواجد الأسرائيلي, على ارض فلسطين باطل, فلماذا يكون التواجد الأيراني على ارض العراقيين مشرعن, او انها قضية داخلية, هل انها لعنة مبتكرة, أخرجوا العراقيين فيها عن سفينة نوح, فكُتب عليهم, الموت غرقاً بدمائهم على اليابسة, او ربما اقرت حواء, ان العراقيين لم يخرجوا من خصية آدم, دليل امهم عشتار, فغضب الذين وضعوا الحكاية في غير نصابها, او ربما ان القضية العراقية ذات حدين, تجرح من يحاول الأتجار بها.
2 ــ الربماءات كثيرة, اغلبها ايراني وبعضها امريكي, ومن هنا وهناك, يغمرنا منها رذاذ الأخرين, ايران تمزقنا تدمينا بمخالب البيت الشيعي, تأكل لحمنا تشرب دمنا وتجرح المتبقي من كرامتنا, ثم تشخ على رغيف خبزنا الحافي, امريكا لها ما ينفعها من موتنا الأيراني, والغرب له ايضاً, والباقون “شيطان اخرس”, كل له فينا ما ينفعهم ويضرنا, اشقائنا الفلسطينيين يموتون بطلقة اسرائيلية, والموت عندهم يشبه بعضه, اما موت العراقيين رباني متعدد الألوان, الأغتيال والقنص والذبح والحرق, وكذلك التغييب التام بعد الخطف, وجميعه ملثم برضى ومباركة صمت مراجعنا العظام!!, موت العراقيين لا يشبه موت الله, له من الطقوس الحداثية, ما يحسدهم عليه اجدادهم القدامى, انه احدث مبتكرات اصحاب القبعات الزرقاء والبطات, وكذلك ربع الله واحزابه وكتائبه وسراياه, وحشده المقدس!!, وما خرج ويخرج من (بالوعة), البيت الشيعي الملوث بفضائح التزوير, وأصوات صغار الولائيين.
3 ــ هل يعلم اشقائنا الفلسطينيين, والعربي والأسلامي, ان موتنا مثل حياتنا غريب الأطوار, وقاتلنا اطواره اغرب, شهداؤنا ارقام لا تذكر وقاتلنا مجاهد, لكل الف شهيد لا يوجد متهم واحد, فتسجل جرائم القتل ضد مجهولين, وهو مليشياتي حشدي, يمثل دوره في مقاتلة داعش, كأعلان انتخابي, او انه ضابط أمن, قابع في وزارة الداخلية, يعد نفسه لأرتكاك جريمة اخرى, لا تحسدنا ايها الشقيق, انت تستشهد من اجل ارضك, ونحن (نموت!!) من اجل وطن, ولا فرق ان كان قاتلكم صهيوني, فقاتلنا عبر التاريخ, قومي ايراني متأسلم, ولا تنسى للعراقيين مقبرة للمجهولين في جنوب لبنان, اختلطت دمائهم بدمائكم, واشقائنا العرب والمسلمين, تجند شبابهم ايران, لتفجرهم في اجساد العراقيين, ونبقى معكم وقضيتكم قضيتنا ايها الأشقاء.
4 ــ لا تندهش, ان الصواريخ التي تطلقها بوجه المحتلين, اثمانها مدفوعة من نزيف ثرواتنا, اننا نجوع من اجل قضيتكم, هكذا هي ايران, بثرواتنا ودمائكم تبتز امريكا واسرائيل, نحن وانتم نحصد اللاشي, إيران تدعمكم هناك وتقتلنا هنا, لتجعل من بغداد, العاصمة الموقتة لحلم إمبراطوريتها المفترضة, ليتوحد هتافنا اذن, “نريد وطن”, لنجعل من دماء شهدائنا وجرحانا, ومعاناة اراملنا وايتامنا وثكلانا, جسوراً للعبور, ارضنا السمراء لا تعشق غير سواعدنا, وموتنا فيها حياة, فلنحذر مثلث تخادم الشر, الأمريكي الأيراني الأسرائيلي, لدينا هنا انتفاضة جيل يتيم التضامن, قدم الألاف من القتلى والجرحى, ولا زال باسلاً يتنفس برئة الأرض, حتى لعبة التضامن, ستمر يا شقيقي, ستنسانا وننساها, فكر بنا كما نفكر فيك.