إدانتنا واقعة مستشفى ابن الخطيب لا تقف عند مبنى المشفى المحترق بل تدين مجمل ظاهرة الفساد وما يجري بفضاء المنظومة الصحية في العراق

لتتحالف قوى التنوير والتغيير فوراً وتعلن توقيع وثيقة الانعتاق والتحرر من نظام الكليبتوفاشية نهائيا وقطعيا وبلا مجال للتعامل مع طرف أو آخر ممن اشترك بنهب البلاد وإذلال العباد ولننعتق حتى من حسن النية بالآخر ونتحرر من الخديعة وأضاليلها وأباطيلها من أجل غد يكفل للعراقيات والعراقيين الكرامة والحرية ويعيد كل حقوقهن وحقوقهم.. ابن الخطيب ليس حريق في مستشفى أخذ أرواح المائة ضحية بل صافرة إنذار أخيرة قبل انهيار البلاد ووقوعها بآخر جريمة تعلن عصر العبودية من جديد!!! كلا لاستمرار نظام الفساد وعنف ميليشياته التابعة لأجندات إقليمية ودولية

تتواصل الحركة الاحتجاجية السلمية لأبناء الشعب العراقي ضد مصدر الجرائم وفظاعاتها في البلاد مما يستمر ارتكابه بصورة شبه يومية.. وليس آخرها احتجاج أهالي ضحايا حريق مستشفى ابن الخطيب، بل ذلكم حلقة من الحلقات بخاصة أن السبب الحقيقي للواقعة بكل ما شهدته من وحشية وبشاعة الجريمة إنما تعود لشرخ بنيوي يستند للفساد وهول ما يرتكب بحق الإنسان المواطن البريء… إن حجم النقص الفادح في تأمين المبنى ضد أي طارئ من الأحداث ليس مجرد قصور أو فشل في تأمين ذلك للمستشفى بل هو ضمن فساد كلي مهول النتائج كان منه فساد الأدوية وانتهاء صلاحياتها وعدم كفاية الخدمة الصحية في ظل الهجرة الاستنزافية الاضطرارية للكوادر الصحية وحالات ضخ خريجي لميادين التبطل والعطالة بعدم توفير غطاء التوظيف أو بغض الطرف عن الفساد في الخدمة الحكومية وبتشوهات خطيرة في القطاع الصحي الخاص وباختراقه بالاتجار بالبشر والأعضاء وبتراجع المستويات وانتفاء وجود الأجهزة الكافية وبالقصور الفادح بموضوع اللقاحات الأمر الذي أثار الرعب بين المواطنات والمواطنين…

ولعل كارثة المجيء بصورة متأخرة جعلت من الدور الحكومي يقف على أعتاب نعي الضحايا وتقديم التعازي لأهاليهم وبأحسن الأحوال شمولهم بـ(مكارم) مالية بخسة لا تعوض خسارة إنسان أو تشويهه وإعاقته وإفقاده قدرة العيش السوي!!

إننا نتفق وجميع خبراء الطب البشري ورؤى ممثليه أن كارثة ابن الخطيب وقبلها اليرموك وغيرهما، ستتكرر حتما ما لم يخرج الواقع الصحي من سطوة المحاصصة ونظامها الحاكم بمنطق كليبتوفاشي تديره مافيات وتفرض إرادته أجنحتها الميليشياوية من أجراء الارتزاق وحصان طروادة لملالي ليس لديهم سوى هدف الانتقام من الشعب العراقي واستقراره وأمنه الغذائي الدوائي والصحي ومجمل فضاء السلم والأمن في الوطن المستباح…

إننا إذ ندين ما كان سببا في مآسي المنظومة (الصحية) ومن يتحمل المسؤولية، نؤكد على أن تغيير النظام كليا وجوهريا بمأسسة القوانين ولوائح عمل ضابطة ليس بحدود المؤسسة الصحية وجدران منظومتها حسب بل وفي كل الشؤون التي لا تشتغل من دونها كما بتوفير الكهرباء والماء ومنظومات الدفاع المدني وغيرها من الحاجات الضرورية للتأسيس والعمل المكتمل أمنا ورعاية وسلامة خدمة مما يجب أن يتوافر في نظام المؤسسات الصحية..

إننا نطالب بالاستجابة للإرادة الشعبية والتعامل معها لا على حصر مطالبها بهذي القضية أو تلك وحدود وقائعها بل بكون المطالب تلك هي نتاج ومخرجات الحرجة الاحتجاجية وثورتها الشعبية منذ أكتوبر 2019 حتى يومنا…

فإنْ لم يتم تبني مطلب التغيير الشامل فإن الثورة ستندلع ولن يحتويها موقف حزبي أو قوة فاسدة ولا كل أجنحتها المسلحة من الميليشيات ومرتزقة المرجعيات الخارجية لا شرقية كانت ولا شمالية أو غيرهما..

فلننتصر للتغيير وما حملته من شعار بناء عراق جديد يستجيب لإرادة شعبه وحياة حرة كريمة تعيد للإنسان كرامته وحقوقه وحرياته بلا أية منغصات أو تشوهات أو دخان لحرائق الفساد والجريمة الإرهابية…

أوقفوا وجود المافيات وفظاعات طبقة الكربتوقراط.. أوقفوا جرائم الميليشيات ومجمل نظامها الكليبتوفاشي..

ولن ينعقد نعيٌ أو تعزية قبل انقشاع السبب وزوال وجوده.. إنهم ضحايا وشهداء يرفضون البيع ببخس الثمن من منهوب ثرواتهم..

أما أحزان الناس فإنها الدافع الرئيس لإصرار على التغيير والانتهاء من تلك الأمراض البنيوية ونظامها…

المرصد السومري لحقوق الإنسان

26.04.2021

ضع تعليقك وتداخلك تعبيراً عن موقفك الإنساني والحقوقي الأنجع وتضامناً مع شعب العراق من نساء ورجال ومن شيب وشبيبة وأطفال ولتكن بذياك الموقف المرتجى بضمير حيٍّ صاحٍ مع الضحايا فنحن معاً وسوياً لإنهاء كل جرائم المافيات والميليشيات ولانعتاق الشعب وكل أبنائه الأبرياء من فظاعات المجرمين وجرائم نظامٍ كليبتوفاشي افتضحت جرائم استمراره و\أو الصمت على فظاعاته كما حريق مستشفى ابن الخطيب وما قبلها وما بعدها من جرائم

نذكر هنا بالموقف الشعبي من السيدة عديلة وما اندرج من نهجها في وزارة الصحة كما نذكر أن لجان التحقيق التي إن توصلت لنتيجة ووقفت عند ((منفّذ)) لواقعة أو مقصر فيها بما أودى إليها فإنما تبرّئ علنا وبصورة فجة النظام الكليبتوفاشي ومنظومته القيمية ومن هنا ينبغي التفكر والتدبر والإصرار على الموقف الشعبي بالتغيير الشامل الضامن الوحيد والنهائي للحل ولإنقاذ الشعب من آثار منظومة الفساد المافيوية والعنف الميليشياوي

عضو المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان