يومياً هناك مفردة في لعبة نظام كليبتوفاشي يواصل إدامة وجوده ويحاول إعادة إنتاج وجوده وهو يصر على متابعة ذات النهج المافيوي القمعي وفاشية ميليشياته ويضع زعاماتها في سدة إدارة الحكم غير آبه بكل ما انتهت إليه ثورة أكتوبر العراقية العظمى.. إن الإبقاء على مجلس نواب السلطة الفاسدة التي جاءت عبر أشنع تزوير عرفته انتخابات في التاريخ وهو الموصوف دولياً بأنه أفسد برلمان في التاريخ البلماني الدولي كما استعراض عضلات القوى الميليشياوية الفاشية ومواصلة نهج النهب والسطو على مؤسسات الدولة مع مفاقمة أوضاع البطالة والفقر والنزوح والتغيير الديموغرافي وغيرها من جرائم ضد الإنسانية هي المؤشر على أن الأمور باتت تتطلب إعادة النزول لميادين التنوير والتغيير وإلا فإن من اعتذر مُقِرَّاً جريمته يؤكد اليوم أ،نه فعل ذلك بمناورة قذرة اقتضى اليوم إيجاد الحسم تجاهها
موقفنا مما تمت تسميته انتخابات عراقية مبكرة ووعود نزاهتها وسلامة مخرجاتها؟
في ضوء تماسك ثورة أكتوبر العراقية ونضج مسارها جرى إطلاق مطلبها الجوهري الرئيس في التغيير السلمي الكلي الشامل للأوضاع بإنهاء النظام الكليبتوفاشي بكل ما نجم عن سطوته على السلطة منذ 2003 حتى يومنا. وكانت ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تلبي المطالب، قد فرضت إسقاط حكومة الجزَّار كما وصفته قوى الثورة بعد أنْ أدى نهجه القمعي الدموي إلى ما يقارب الألف شهيد والـثلاثين ألف جريح ومصاب!
وإذا كان السيد الكاظمي قد شكَّل حكومته في ضوء ذلك، فإنَّ قراءة مسارها يشي بحقيقة أنّه أطلق حتى الآن، وعوداً.. وجعجعة ولا طحن! إذ استمرت في ضوء فضاء كورونا حيث الحظر العام والحجر المنزلي، جرائم الاختطاف والاعتقالات التي طاولت الناشطات والناشطين؛ كما اغتيال أبرزهم مع تفاقم جرائم السلاح المنفلت والابتزاز والتهجير القسري أو إعادة إجبارية لنازحين إلى مناطق مهجورة خربة مدمرة! تمهيداً لصفحات استغلال مضافة!!
فأين الحكومة من كل ذلك وهو يجري تحت الأنظار وبتسجيلات بالصوت والصورة!؟ لا شيء ملموس، غير لجان تحقيق بلا فعل سوى تسويف ومماطلة بالوقت لتنتهي بتقييدها ضد مجهول!!!
بعامة، ما جرى ويجري ظلَّ يركز على مشاغلة المجوَّعين بـ وهم انتخابات فيما يُرسَل مزيد منهم إلى فضاء البطالة والفقر… ومن ثمَّ الابتزاز القائم على سطوة مطلقة لجولات السلاح المنفلت وحمَلَتِهِ؛ فآخر استعراضات العضلات الميليشياوية كان انتشار ميليشيا ربع الله وقبلها حزب الله ووعد الله في ميادين بغداد وشوارعها وكلها في المحصلة ليست أقل من بلاوي المسلحين وإرهابهم لعباد الله!!
أما الرد الرسمي الحكومي على تلك الاستعراضات بكل ما فيه من ترويع وترهيب، فليس أكثر من إرسال (بعض) عناصر من قوات (حكومية)، عند أسوار الخضراء لحمايتها!؟ فيما المواطن الفقير بلا حماية؛ كما يشهد الواقع على ذلك بآلاف مؤلَّفة من الجرائم الدموية الأبشع ومن الفظاعات المرتكبة…!
فإذا كان هذا المواطن العراقي يجابه مصيره بنفسه بلا وجود للحكومة، بوظيفتها المعروفة في حكومات الدول فعن أيّ انتخابات يمكن التحدث! وعن أي حوارات لا تعدو عن إجراءات تزكي الإرهابي وتقصّر عن عمد وسبق إصرار في عدم تلبيتها أي من مطالب الغذاء والدواء المضيَّعة بلا استجابة..
وإذا كان صحيحاً أنّ من يهدد بأسلحة صماء ورصاصة عمياء، فإن ذلك يعود إلى حقيقة أن الشعب أعلى صوتاً وأقوى شكيمة وعزيمة من أنفار الترهيب المستهترة بالقيم والقوانين وليس لأن عتاد الجريمة لا يجرح ولا يقتل، ففي حقيقته يبقى عتاداً فتاكاً قاتلا يوقع بين الناس مزيد ضحايا من الأبرياء! لكن هذا التوصيف لا يختزل الأمور وليس مكتملا إلا بالتأكيد على مسؤولية الحكومة في الرد الفاعل بحسم الموقف من عنتريات السلاح المنفلت وعناصره التخريبية المجرمة.. أي بمحاسبة واستقدام أمام قضاء يمكنه فرض سلطة القانون وإرادة الشعب…
إن إرداف تصريحات بـ (جمل حق) يُلزم أن توجَّه (الإجراءات التالية لها) نحو تبني حماية الاستقرار والسلم الأهلي كي لا تقع بخانة (يُراد بها باطل)، كما يجري فعلياً تمريره وبصورة يومية على حساب حيوات البسطاء الفقراء العُزَّل…
فمشكلات الشعب ليست في شخص باسمه الخاص، فرداً أو جماعةً حزباً أو حركةً، إنما هي في منهج نهب الأمان من بين أجفان الحالمين بالتغيير والشروع بحركة البناء.. ولتغيير المنهج لن تكون الأمور بين يدي أكثر من 400 حزب ينوي خوض الانتخاب (المزيف المضلل مقدما ومسبقا) إنما نؤكد مرة أخرى: لتغيير المنهج فالأمور ليست حتى في بضع إجراءات شكلية لفرض تلك اللعبة الانتخابية من جديد وإنما الانعتاق من شروطها وتعديل منظومة إجرائها بأكملها..
فلقد تم إجراء هزلية الانتخاب مرات ومرات ولكنها دائما كانت بشروط تحكَّمت بها ثلاثية الغدر بالإرادة الشعبية؛ حيث ما يُنسب للقدسية الدينية وهو ليس أكثر من مرجعيات مزيفة تتحدث باسم المقدس الديني زورا وبهتانا وثانيها المال السياسي الأكثر فساداً وتضليلا فيما ثالثة الأثافي تجسَّدت في السلاح المنفلت والميليشيات التي روَّعت الناس وانتزعت كرهاً بعض أصواتهم بأباطيل ما أنزل مقدس بها من سلطان!!!
مشكلات الشعب وحاجاته تكمن في عدالة اجتماعية تمَّ تغييبها عقدين من الزمن إذ ما يجري ن حديث عن إحصاءات ونسب في البطالة والفقر ليس فيه من معالجة بقدر ما فيه من توريات وتلاعبات وأشكال استغلال بل استعباد!!
مشكلات الشعب في تشويه خطاب لتوصيف السلاح ومن يحمله فهو بأيدي سلوكها الزعرنة والانفلات من القوانين ومن القيم التي تحترم الإنسان ووجوده وسط الشعب متطلعا للحرية والانعتاق! مشكلات الشعب أن الدولة التي يجب بإلزام مطلق أن تكون من يحتكر السلاح لا تستطيع حتى قول كلمتها تلك لأن مجموعات مارقة منفلتة تدعي تمثيل السماء والإرادة الإلهية في سطوتها ومصادرتها الإرادة الشعبية وقرارها في بناء دولتها العلمانية التي تقوم على الوحدة في التنوع…
فالوحدة هنا تتمزق بأشلاء المستضعفين والاستبدال بفرض مركزية مالك العنف وأسلحته الفاشية، تلك التي تستبد في حكم الإقطاعات الناجمة عن تقسيم البلاد والعباد حصصاً للقوى التي توزع الوجود الوطني غنيمة لمنتصرين عسكريا حيث صوت البنادق والمدافع هو الأعلى حتى يومنا بغياب أو تغييب الصوت الشعبي الذي كان للتو هادرا في الميادين….!
طيب، هل لعبة انتخاباتٍ، لا ينطبق عليها وصف المبكرة بعد أن تركوها سبهللة لأشهر ويبدو أنها تمتد لأكثر منذ آخر فعاليات ثورة أكتوبر العراقية، هي ما سيستجيب لمطلب تغيير تم المماطلة بشأنه وأخذ أنفاس زعامات قوى العنف الدموي مذ ذاك الوقت!؟
وهل لعبة انتخابات مازالت كما يدرك القاصي والداني تخضع لتلاعبات قوى الفساد والعنف نفسها يمكن أن تأتي بالتغيير!؟
وهل يمكن أن يتوهم الشعب أن مجرد إجراء انتخابات بأية تسمية وبكل تلك الحالات التي تجتر الماضي وشروطه سيحدث التغيير المنشود!؟
لنترك تصريحات اللعبة العابثة وما توحي بأنها ستفرضه أي ما تسميه انتخابات ونعود إلى الواقع المعاش ولنؤكد أن الشعب سائر بطريقه ونضالاته من أجل الانعتاق والتحرر ومن أجل استعادة فرصته في بناء وجوده ودولته بالانتصار على قوى الفساد والعنف والتضليل القائم على ادعاء تمثيل المقدس …
إن الميدان وحده هو الكفيل بتلبية هذا.. فلقد برهنت ثورة أكتوبر العراقية أنها يوم استعادت الشارع بهدير أبنائها وبناتها جعلت زعماء الزعرنة والمراهقة السياسية يقدمون اعترافاتهم بارتكاب جريمة نهب السلطة وتشويهها واستغلالها للتخريب والتقتيل وكذلك تقديم اعتذاراتهم إلا أنهم سرعان ما ابتلعوا ذلك بمجرد ركون الثوار إلى منح فرصة التغيير السلمي بظل ظروف كورونا المستجدة!!!
إنّ اكتفاء الحكومة بجعجعة ولا طحن! والتصريح بأقوال بلا أفعال فيما الميليشيات وقطعانها وقوى مافياتها الفاسدة تسرح وتمرح لا يمكن أن يثمر إيجاباً…
من هنا بات واضحا للشعب أنه مطالب باستعادة الميادين بقيادة وطنية تنويرية، علمانية الفلسفة ديموقراطية المنهج بوحدة كل قوى التقدم صاحبة المصلحة في التغيير وبنقاء بيتها الداخلي حتى من بعض عناصرها تلك التي سبق أن أكدت التجربة أنها مستعدة لوضع أيديها بأيدي قوى السلطة الفاسدة التي لفظتها قوى الشعب بثورتها وطردتها شرّ طردة على الرغم من عنفها وما تمل من أدوات تصفوية دموية بشعة…
إن القضية اليوم، لم تعد إصدار بيانات بشأن هذه المشاغلة أو تلك مما تطلقه قوى السلطة من قبيل حرمان المهجريين العراقيين في الخارج من المشاركة ولهذا بات لزاماً لأي موقف صادق تتخذه الحركة الوطنية بعامة أم الحركة الحقوقية أن تنطلق من ربط أي موقف مباشر في قضية بعينها بالموقف العام لمهمة التغيير الأشمل أي تغيير النظام ونهجه ومنع التوقف عند أعتابه متسولين صدقاته التي اعتاد فقراء الوطن العيش بظلالها لعقدين من القسوة والذل…
إن وقوفنا عند موضوع الانتخابات برمتها وليس أي جزئية منفردة فيها إنما ينطلق من حقيقة تمييع السلطة الحكومية الفرص متوالية وتسويف الوقت بلا أي منجز يُذكر..
فلا قانون انتخابات ولا قانون أحزاب بكاملٍ أو بمنفَّذٍ، إذ جرى تسجيل، لا أحزاب بأجنحة مسلحة حسب بل الميليشيات وزعاماتها نفسها ودفعها لتكون المنافس أو المتنافس الوحيد في الميدان فعليا لأن وجود قوى الشعب انتخابيا مازال خارج اللعبة نفسها وهو وجود رمزي لتزكية اللعبة وعبثها لا لتحقيق التغيير… إننا ندري معاً ما خصَّ القانونين.. لذا أترك ذلك لصياغة القارئ موقفه بشأنهما فهو يتابع الحقيقة بل يعيشها كما حدثت…
إن قبول أية انتخابات والتعامل معها يُلزِم بتلبية نزاهة غير متاحة اليوم وشفافية لن تنفع ما لم تتوافر الأسس الجوهرية للعملية بأكملها…
من هنا فإنّ الأمم المتحدة وأية ممثلية دبلوماسية ينبغي أن توصل صوت الشعب العراقي وقواه الحية في انضمام السلطة للمجموعات القمعية المسلحة عبر امتناعها عن استقدام قتلة المتظاهرين ومن أصاب عشرات آلاف العراقيين بل مازال يحتجز ويعتقل ويغيب عشرات آلاف أخرى في سجون سرية وفي أقبية التعذيب ويرتكب جرائم ضد الإنسانية بحق أبناء الشعب المسالمين…
فلنبدأ حملة وطنية أممية لكشف ما جرى من تسويف ومماطلة وإعادة اجترار الوضع العام لذات اللعبة التي اُرتُكِبت قبل سنوات قليلة وعلى مدى العقدين بخلاف وعود إجراء انتخابات ديموقراطية حرة تزيح كلكل العنف ومافيات وميليشيات تُدار وتُقاد من خلف الحدود…
وتلك هي القضية وليس للشعب ثأر أو انتقام فيها، فهو ليس من نهجه.. وإنما الشعب وثورته تريد تلبية مشاركة جمعية شاملة لا تستثني أحداً لكن بمظلة قوانين تكتمل شروطها بالتزام السلمية وإرادة الشعب لا إرادة القتلة وسماسرة أسواق النخاسة التي اصطنعوها على امتداد ميادين الوطن!!!
إنّ كل عراقي واينما كان هو ابن هذي البلاد تنعتق وتتحرر بفضل امتلاكه صوته وإرادته مستقلة حرة لا تمييز في هذا بين عامل في إدارة الدولة وعاطل مُبعد عن العمل الرسمي الحكومي.. الكل يخضع لقوانين العدالة وسلامة الفعل، كيما يختار الشعبُ بديلَه الذي يُنهي نهج الفساد وأجنحة التغطية عليه من ميليشيات مسلحة وكي نفتح مسيرة السلام والتقدم معاً وسوياً من دون وجود لحصان طروادة أو خنوع لابتزازه… وبلا وجود لمن يخدم أية أجندة حتى لو أسقطت على نفسها تلك القدسية المزيفة بحقيقتها وجوهرها والتي لا تعني العراقي بفلسفتها قدر ما يعنيه أن ينقذ ما يمكن إنقاذه وما تبقى له بعد كل ما تم نهبه وسرقته وتصفيته وتخريبه….
فإلى حراك وطني للتنوير والتغيير قولا وفعلا لا دجلا وضلالا
*****************************************************************************
كي لا ننزلق لتخوين الآخر، كي نمضي معاً وسوياً وكلٌّ بما يراه بقناعته في إطار لقاء في الاستراتيجي المشترك
إنَّ الشعب ليس ضد فحوى ما يُطلقه مسؤولون من وعود ولكنّه ضد إبقاء الوعد مجرد ألفاظ و\أو أقوال جوفاءفتغطي على الفعل الجاري من تخريب شامل ومن نهب وتصفية دموية هي الأبشع.. كما أن الشعب ليس ضد من يطلق تلك الوعود ولكنه ضد حال ضعفها وانهزاميتها أو قصورها عن الفعل.. إن هدف الشعب تلبية ما تتضمنه الوعود من تجسيد التطلعات والمطالب بفرض نهج موضوعي للتغيير عبر منطق تنويري للعلمنة وللعقل العلمي لا عبر سكونية منطق الخرافة ودجل الأباطيل وأضاليلها.. فلنمضِ معا لا في استهداف امرئ في شخصه وتورط بنهج الثأر والانتقام بل في الانعتاق من ذلك ووضع البديل موضع الأداء ولتلبية حركة البناء وإعادة الإعمار والتنمية وإطلاق مسيرة التقدم وفي هذا فإننا لن نقف عند محطات مجتزأة من دون ربطها باستراتيجية التغيير الكلي الأشمل والأعمق بما لا يورط حراك الشعب باستدارات ونكوص عن الهدف الأسمى هيا نكافح معا وكل بما يشارك بمساهمته التي يراها بقناعته وقيادة علمانية ديموقراطية وطنية هي من تمضي بالمهمة إلى غايتها فهل أدركنا كم نحن أبعد الوقوع باصطراعات وكم نحن نعبر عن المنطقة الأكثر تعبيرا عن الاستراتيجي؟ معا نلتقي ونمضي سويا
*****************************************************************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/