رسالة في زيارة البابا وكيف تكون للشعب بصحيح نهجها— ألواح سومرية معاصرة

قرأتُ للناشط الحقوقي التنويري الأستاذ نهاد القاضي معالجة بمناسبة زيارة البابا للعراق وقد سعدتُ بما بين السطر من كشف للآلام والمعاناة التي وقع بها المسيحي العراقي وشعب ما بين النهرين من جرائم وضعت الأصفاد والأغلال فوق ما يسستحقه من حريات وحقوق! وكيف أن الزيارة تُعلي اسم ((السلام)) ولكن السلام لا يأتي بها  إلا إذا مارست كشف الحقائق ووضعت المسار بالاتجاه الأنجع والأصدق صوابا .. ومن جهتي أؤكد ببكلماتي أن السلام بدأت طريقه ثورة أكتوبر العراقية وأنه من دون الشعب وجهوده لن يتحقق ما دامت قوى الشر المسلحة بأسوأ أسلحة الجريمة وأكثر فتكاً فلنتوجه بالنداء إلى شعبنا وإلى مسيحييه بأن يتمسك بالفعل والحركة ومسار التنوير من أجل تلبية شروط التغيير والانعتاق والتحرر وبناء السلام الحقيقي 

رسالة في زيارة البابا وكيف تكون للشعب بصحيح نهجها

            بضع كلمات تنوير، في ضوء مقال الأستاذ نهاد القاضي وما بين أسطره من معان مهمة      

تحياتي لك أيها الرائع استاذ نهاد القاضي وأنت تستبشر خيراً في بحثك عن السلام.. ولقد أدرك أبناء ثورة أكتوبر العراقية أن السلام لن يأتي به من حكم منذ 2003 بإثارة الفتن ومشاغلة الناس بألاعيب تشظيات قواته الميليشياوية المسلحة بإرهابها، ومازالت تتحكم بالوطن والناس..

ولقد أدرك الشعب أن السلام لا يأتي بوجود حاكم ظلامي يفرض قوانين ما قبل الدولة الحديثة ويعيد دويلات الحروب الطائفية تلك التي غادرتها الكنيسة منذ انتهت إلى إقرار الدولة العلمانية في أوروبا النهضة والحداثة..

وأدرك الشعب أن بعض فتات يصنعه الحكام من قبيل تبليط شارع أو إكسائه مؤقتاً و\أو فتح باب كنيسة مغلقة لن يفتح للمواطنين سجنهم الكبير [الوطن] الذي أُسِروا فيه عبيدا يعملون بالسخرة ويضعون البيض بسلة الميليشياوي المافيوي كرها وقسرا..

وأدرك الشعب أن زيارة البابا إذا لم يتم استثمارها بسلامة وصواب وبإرادته المستقلة (الحرة) فستكون تكريسا للقاء مراجع دين كانوا ومازالوا يتخبطون فصاروا سترا وغطاء للمجرمين ولحكام ظلاميات زمن الطائفية ومحاصصات مافيات الفساد الأسوأ عالميا ..

إن المؤمل ليس البكاء في محاريب باتت أطلالا لا يصلها مريدوها فمئات بل آلاف الكنائس ودور العبادة تم تسويتها بالأرض دمارا وتخريبا وهدما، دع عنك قبلها وبعدها المدارس والجامعات سواء بهدم مادي أم بتخريب مناهج وخطابات خرافة يفرضونها عليها…

إن الصحيح أن يعلن البابا أن السلام الذي يريده لشعبه هو ما يستجيب للشعب ويعيده إلى بيوته العامرة بأهلها لا الخاوية من أهلها… ونحن معا ندرك جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية المستمرة بحق أتباع الديانات ومنهم المسيحيون دع عنك اختلال أوضاع الشعب العراقي برمته وانهيارها..

إن السلام سيأتي بالمكاشفة والمصارحة التي تتبنى رؤية شهداء ثورة أكتوبر وميادينها التي لم يجف الدم فيها ويستجيب للجرحى الذين لم يُعالجوا بعد حتى يومنا ويستجيب لإعادة المدن والأحياء التي استبيحت تغييرا ديموغرافيا كما نموذج برطلة التي احتلتها عناصر استباحت بيوت المسيحيين بحقائب أموال نهبتها إيران من المواطنين الأبرياء البسطاء لتعود وتشتري بأبخس الأثمان ما شادوه بجهودهم وشادته الأجيال التي انتموا إليها، من مدن؛ باتت اليوم مستباحة !!!

أحييك وأنت ترسل النداء بين أسطرك لتؤكد مع أنصار السلام جميعاً، أنّ السلام لا يأتي بجلباب أحد؛ بخاصة وأن سبب الشؤم بعراق الحضارات والتنوع الإنساني، مازال يتخفى بجلابيب ذاك (الأحد) من أصحاب الأعمّة ممن رفضتهم ثورة أكتوبر وستلفظهم نهائيا وكليا قريبا وليس بعيدا..

مسيحيو العراق بل كل شعبه بوحدة تنوعاته ينادون بكشف محاولات تجيير الزيارة لمآرب الكربتوفاشية الحاكمة منذ 2003 وحتى ينتهي الشعب منها ومن جرائمها بأن يعيد البناء وإعمار الذات ويعود كل عراقي بلا تمييز ديني أو مذهبي أو أي شكل للتمييز من أجل مسيرة العيش الحر الكريم..

دمت بهياً مشرقا ولنكن معا في وضع الحق في نصابه.. وفي مهمة منع تجيير الأمور، كل الأمور، لمآرب لا تخدم الشعب بل أن تتابع السفينة مسارها إلى موانئ الأمن والأمان والسلم الأهلي حيث استقرار الشعب وسيره بطريق صائب صحيح…

 

رابط مقال الأستاذ نهاد القاضي          يرجى الضغط هنا للاطلاع