الكارثة في لبنان هي بحجم مصاب للإنسانية جمعاء وانفجار بيروت المأساوي ليس مجرد خلل أدى بصورة جانبية إليه بل واقعة بمخرجات إرهاب للمجتمع الإنساني ومحاولة لجرّ لبنان إلى أجواء العنف ومعطياتها أو وضعه على مسارها فما الموقف الآن وعلى المدى الأبعد؟
فوريا وعاجلا أن نكون مع الشعب بالفعل نداوي الجراحات معاً بكل تنوعاتها وبجميع امتداداتها
وسيأتي بعد ذلك كل ما يحفظ السلام ويحقق الحرية والحقوق كاملة لشعب لبنان والمنطقة والعالم
لا يكفي اللبناني ما يُوقَعون به من جرائم ومقاتل وأشكال ابتزاز حتى يأتي انفجار بيروت الذي يعادل بحجمه التدميري ما يوازي قنبلة نووية من حجم بعينه! ومع انجلاء حقيقة أكثر من مائة قتيل وأربعة آلاف جريح وعشرات آلاف الإصابات غير المحصية بين البشري والمادي الجسيم فإنّ عمق 20 كيلومتراً من الدمار والآثار الخطيرة على جدران بيروت وحتى المدن اللبنانية البعيدة، فإنَّ الوضع الإنساني لم تنكشف حتى اللحظة أبعاد ما أصابه بخاصة في ظروف أزمة الخبز وتخريب مخازن الحنطة الواقعة في المرفأ المدمر…!
إنَّ اللحظة أبعد من إعلان الحداد والطوارئ تكمن في بحث فوري عاجل عن الضحايا والمفقودين بين الأنقاض وإمكان ما ربما يقع في فرص إنقاذ ما يمكن إنقاذه إنسانيا وسط الجرحى وليس تبجحات بعضهم ضد إعداد المستشفيات الميدانية وإدخالها اليوم قبل الغد في العمل..
بلى إنّ أحبة في الإنسانية يئنون اليوم تحت وقع الكارثة بلبنان.. لهذا نجدد النداء بضرورة مواصلة الصليب الأحمر والهلال الأحمر وكل الجهات الدولية الحضور الفعلي الميداني للمساعدة ومد يد العون للشعب للإنسان وعدم الانجرار لوهلة لأية خلفية في العلاقات والأوضاع..
تالياً، سيكون الوقت وإن كان ينبغي اشتغال المتخصصين عليه بوجود محققين دوليين في الكشف عن الحقيقة، وكيف تم وضع تلك المتفجرات للمدى الزمني المشار إليه في المرفأ \ عنبر 12 وغيره!؟ ومعنى وصول (شرارة) التفجير؟ ونوعها؟ ومن أوصلها وكيف؟ وأيا كان المستهدف والغاية فإن الفعلة تقع في تعريض شعب لما نجم عن تلك الواقعة المأساوية الكارثية…
إنَّ أنصار لبنان وحقه في اختيار طريقه نحو السلام والحرية ليجدون الحدث الجلل طعنة غادرة في ظرف عصيب بتاريخ لبنان والمنطقة. وهي طعنة (قد) تكون سبباً خطيرا في إشعال فتنة أكثر بشاعة وشناعة يُراد جر لبنان والمنطقة إليها..
وربما كانت التداعيات بمنطقة ضرب الاستقرار وإرباك الجيش الوطني اللبناني ووضعه بخانق مؤداه مزيد شوشرة على وجود الدولة وإمكان تقدمها نحو تغيير يعود بها إلى شعب لبنان لا إبقاء تمترسها بقبضة وحشية الإسلام السياسي وولاية (الفقيه) ولقد أكد شعب لبنان وحدته ووطنية الإرادة بثورته التي مازالت تواصل مسارها من أجل إشراقة تُنهي ألاعيب كثيرة..
وفي الظرف الذي ينشغل أحبتنا اللبنانيون بجراحاتهم اللحظة نحن معهم بالفعل والإعانة البنيوية مجتمعا دوليا وعمقا إقليميا بإرادة الأمن الإقليمي العربي الشرقأوسطي التي باتت وجودا ملحا وليس مجرد مطلب في فراغ.. وعلى الجامعة العربية إيجاد وسائل التفعيل المباشرة للاستجابة بقوة الفعل المؤثر ما يسمح بإخراج المنطقة برمتها من دوامات العبث وتجيير الأحداث لمآرب خارج مصلحة الشعوب..
إننا نريد للبنان حرية الاختيار وتحديدا من دون إعادة إنتاج العنف الحزبي الذي بات يرقى لاحتلال ذراع غير وطني بل ذراع ولاية السفيه التي تعبث بالمصائر وترتكب ما عرفه اللبنانيون بذرائع قد يشارك بعضها في اصطناع مماحكات نجد تفجير بيروت بجميع أسبابه المتوقعة بكل معطيات كارثته واقعة صغيرة في الآتي..
فلنتنبه ونتفكر ونتدبر لنحيل أداء الجميع إلى قوة لصنع السلام والحرية مرة وإلى الأبد
الحياة الحرة الكريمة لكم أهلنا بلبنان وكامل الحق معكم في استعادة وجودكم وخطابكم الحر في فضاء السلام لا العنف والحرب وأشكال الموت المجاني..
إلى جميع أنصار الحياة والأنسنة كونوا بميادين بيروت لبنان من أجل وقف آثار الانفجار وتداعياته وستأتي لحظة الحقيقة وكشفها وإبعاد الاتجار حتى بجراحات الناس في قراءة الأمور
معكم اليوم وغدا وحتى نحقق السلام والحرية ونبعد شرور العابثين
***************************************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/