مقتبس من المقال: “يرفض العقل العلمي نهج التلقين، لأنه يقيد بذهنية الخرافة، ومن هنا نشهد التضاد بين منظومة التعليم التي تُفعل العقل التحليلي والكتاتيبية الملائية التي تمارس غسيل الدماغ لتحشوه بأضاليل الدجل”.
العقل العلمي بين منظومتي (التعليم تنويراً) و (التلقين إظلاماً وتخلفاً)؟
|
قبل أن يحذفونا ثانيةً: هذه المادة هي حلقة من سلسلة النشر كل (أحد) في موقع الصدى نت، زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية، للكاتب تيسير عبدالجبار الآلوسي. وقد تعرض للحذف خارج إرادة الصدى نت نفسه. الأمر الذي اعتمد تأويلا غير موضوعي ولا يتلاءم مع حرية التعبير ما يتطلب رداً هادئاً مناسباً لاستعادة النشر، شكراً جزيلا لتفاعلاتكنّ وتفاعلاتكم |
يمتلك كل من الأفراد والجماعات عقلا موصوفاً في ضوء هويته، وهوية اشتغاله. فهناك العقل العلمي مثلما هناك ذهنية الخرافة ومن يتحنط بها، ليشتغل بها نهجا وممارسة حياتية يومية. أما العقل العلمي فلا نجده إلا بتمكين قدراته من التحليل والتركيب بصورة خلاقة وهو ما يقتضي دربة وخبرة علمية ملموسة التجربة. وأما العقل المتخلف فهو ما يقيّد وجوده واشتغاله بالخرافة ودجل أضاليلها لينشغل ويُشاغل بذاك المنطق التلقيني القائم على لغو ما يُحشى به من مفاهيم جامدة متكلسة أو متحنطة بقيود العبودية…
إنّ من أبرز فرص عشعشة منطق الخرافة هو إشاعة الأميتين الأبجدية والثقافية الحضارية ففي الأولى تصير اللغة وعاء فارغاً ومجرد رموز يمكن أن تقرأ بها نصوصا بعينها ولا يمكن التحول عن تلك النصوص القوالب من دون عثرات جمة.. وأيضا هناك حال من أمية أبجدية تعود لتخلف استخدام الحرف للإغناء وإثراء القدرة العقلية دع عنك أمية أبعد تخص القطيعة مع التكنولوجيا وأبجديات برامجياتها.. فإن انتقلنا إلى المنظومة الروحية الثقافية فإننا سنجابه تحنّطا مفهوميا منغلقا؛ إنّه يستغلق على أي شكل للحوار والمناقشة وتشغيل العقل في تحليل أمر أو تفكيكه بقصد الاختبار والتناول والمعالجة، إذ عادة ما يكون الجمود مستندا إلى المنع والحظر وما يسمونه التحريم والتكفير، ما لا يسمح بمتابعة حوار مهما كان أوليا مبدئيا…
إنّ تجميد العقل وتكبيله بالقيود والمفاهيم المسبقة الحاجبة لقدرة العلم على إدراك الحقائق وتحليلها في وجودها وشروط ذلك، إنّ كل ذلك هو تفعيل لغسيل الدماغ ومنعه من وعي وجوده من جهة وإدراك نهج اشتغاله ما يؤدي لفرصة وحيدة تكمن في حشوه بخلفية استسلامه لسلبية الاستقبال التلقيني…
والأنكى، أن ذاك التلقين لا يتم إلا بسطحيات ساذجة من حكايا الخرافة ودجل تلاعباتها وفرضٍ استباقي لتصديقها بلا مناقشة وتمكينها من العقل، على أساس إسقاط القدسية وهالة عدم مناقشتها… هنا تنمو الخرافة، أدغال أباطيل وأضاليل لتحتل حركة الإنسان بعد فرض استعباده من جهة وإصابته بالرعب والهلع حد الشلل…ومما يُخضِع هذا الإنسان لتلك السلطة المرضية بخاصة هنا (السلطة أو الدكتاتورية) مدعية التدين المزيف، حالُ الإفقار وإشاعة البطالة وعنف الحاجة والفاقة؛ ما يتطلب سدّ لقمة العيش ممن غرس فكرة امتلاكه كل شيء ومن ذلك الثروة الوطنية بعموم تفاصيلها!
ومضة في المعالجة وما تتناوله: التعليم تفاعل بنيوي بين المعلم والمتعلم ينهض كلاهما بمهمة تشريح المعلومة تحليلا وتركيبا بصورة فاعلة منتجة مثمرة التقدم والتنمية بينما التلقين هو تحنيط يجمد أو يشل حركة العقل واشتغاله ويجعله إناء للحشو بمعلومات عادة ما تكون زائفة مضللة وهذا التضاد يدفع لاتخاذ موقف في مكافحة وباء الكتاتيبية الملّائية ومنطق حشوها بالخرافة وإشاعتها التخلف وذلك بتفعيل التعليم وآلياته الأحدث.. فهلا تفكرنا فيما يدور حولنا ومعنى أن نمضي باتجاه عقلنة علمية تمنع الخرافة والتجهيل؟
هذه المعالجة، هي مجرد مؤشر للدفع نحو التنوير حركة تمضي بنا إلى أمام حيث أنوار العلوم الساطعة بحركة العقل ومنطقه… فشكرا لكل تفاعل
|
وحيثما ساد نظام المافيا وإفسادها الحياة، ساد معها التراجع والانكسار في منظومة قيمية كان ينبغي أن تنتمي للعصر وحداثته لكنها هنا تتحنط عند مستويات القبول أو الخنوع لمنطق الاستغلال وإفرازاته المرضية السلبية..
إن أخطر ما يتعرض للإهمال المتعمد بعد قضية البطالة والفقر المشاعة بقصد، هو التعليم، إذ يتعرض لأفدح الانتهاكات بمنظومة اشتغاله وقدرته على إنتاج مخرجات إيجابية! ونحن نجد تعاضد مجمل مخرجات النظام العام على الدفع باتجاه وقف بناء المدارس ومرفقاتها الضرورية وفرض مناهج ومقررات تستل مفاهيمها من غيبيات تعود للخرافة ودجلها قبل تفكرها بالدين وبالقيم الروحية السليمة تحديداً ..
والتعليم في ظل هذا النهج الماضوي ليس سوى ((تلقين معلومة)) لا حوار فيه ولا يتجاوز الفعلُ فيه منطقةَ التلقي والحفظ عن ظهر غيب لكل ما يأتيه، يسلّم به وبمصداقيته حتى لو كان مجرد خرافة مضللة! إنه لا يسمح بالفعل الذي يبني بالتجريب والاختبار والمناقشة…
وكثرما سمع التلامذة أنت لجوج، مهذار مكثار الأسئلة! ليُنهَر ويُكره على (القعود) ساكناً لا يناقش، عليه فقط التلقي ممن يُملي عليه ويحشوه بمعلومة أو أخرى…
إن تخريب التعليم الذي تقدم حتى غدا الطالب يمنطقة الفعل البنائي بقدرات التحليل والتفكيك والتجريب هو تراجع قسري بالإكراه نحو مناطق كانت قد اضمحلت طوال عقود من نشأة الدولة الوطنية في شرقنا الأوسط!
والسر في تلك التوجهات سطوة المحافظين المتزمتين وذوي المناهج الماضوية الكتاتيبية الملائية ووقوفهم بسلطتهم وتصدرهم للمشهد بالتصدي لكل ما ينتمي للعصر..
أذكر على سبيل المثال لا الحصر اعتراضهم على إدخال ((التعليم الألكتروني)) نظاما تعليميا لا يقف عند تعلّم التكنولوجيا بمعلومات إدارة أجهزتها بل يغور عميقا في كنه بناء العقل العلمي بمعنى استيلاده نهج تفعيل أدوار الطلبة في عملية التعليم والتعلم ودفع الأساتذة لتطوير إمكانات الحوار بالاستناد إلى خبرات علمية وتجاريب واسعة عميقة وليست مجرد معلومة مكرورة كما تكرار حفظ أبيات قصيدة..
إن استنطاقا منهجيا جديدا يقوم على منظومة تعليم جديدة الجوهر والنهج بمعنى منظومة تشغيل (التفكير) وطابع الوجود التنويري هو ما يتصدى (للظلامي القائم على القبول المسبق بدجل الخرافة).. وهنا نجد حركة تقدمية تتنامى وتعلو إلى حيث أحدث ما توصل إليه الحوار العلمي في بناء العقل وبناء الإنسان المعاصر ومنظوماته القيمية ومن ثم حاجته للتعليم ونظمه الجديدة الحديثة..
وبين منطقة الفعل والحركة ورفض القيود وبين المسبقات الحكمية المسبقة ومنطقة الجمود والتكلس والخضوع لنهج الملّائية واستقبال حشو الخرافة تناقضٌ وتضادٌ في الاتجاه والمنهج والمضمون…
إننا بحاجة لمزيد معالجات تؤكد الحرص على خلق جمهور يعي حق تقرير المصير وإعلاء شأن الشعب وقدرته الفكرية على تبني الأحدث والأنجع في السير به إلى أمام.. وعليه وبظرف سطوة لصوصية لقوى الظلام على بلدانٍ بمنطقتنا لابد من أن نثير التناول وبصورة معلنة لنخاطب شعوبنا كي نتمسك بصحيح الخطى وصائبها ونقف بوجه الريح الصفرا ..
فهلا تفكرنا وتدبرنا؟ هل اتخذنا القرار الأنجع؟ هلا اتفقنا على خيار التعليم ونظمه الأحدث طريقا لصنع وعينا وإدراكنا واقعنا ومشكلاته ومعضلاته بصورة صائبة كي نعالجه؟
أم أن بعضهم سيبقى متحنطا عند منطقة استسلام وخنوع وتبعية لماضويات ما أنزل بها دينٌ ولا منظومة قيم سليمة من سلطان!؟؟؟
“نأسف لحذف رابط النشر الأول في موقع الصدى نت ومعها عدد مهم من التعليقات التي قدمت إضافاتها البناءة الإيجابية.. ونحن نتطلع لتفاعلاتكم هنا، عسى نستعيد بما تدلون به من رؤى، جانبا من المواقف التنويرية الساطعة بأنوار ذهنية التنوير والتفتح التي تحملونها.. شكراً جزيلاً للجميع وسنتابع بكل الأحوال والظروف”
تعليقات
-
أعجبنيأبرز المعجبينالصدى نت تؤكد تمسكها بنهج ينتمي للناس حيث حق التعبير الحر وحق الحوار المستحق البهي بالعقل العلمي وتنويره.. لا حصانة إلا لوجود الإنسان حرا كريما يعمّر وجوده وينتج خيراته.. الصدى نت باتت بحق صوت الفكر التنويري الحر المستقل يضم أركان بحجم من وزن أبناء شعوبنا ومجتمعاتنا المتطلعة إلى بناء السلام والديموقراطية، ننشد معا للصواب ونتجه إليه لا بتمترسات بائسة متحجرة بل بتفتح اشتغالاتنا وإقرارها ما ينتجه الحوار المثمر الموضوعي.. وها هنّ وها هم كاتبات وكتّاب الصدى نت يحملون أدواة البناء والتقدم والتنمية وأنوار طريق الحرية والحقوق ليجذبوا من حمل معاول الهدم بعيدا عن أفعالهم ويضيفوا طاقاتهم إلى شعوبهم ومسيرتها الحرة البهية.. كل هذا بصحيفة بات يقرأها ملايين من شعوبنا الشغوفة بتلمّس طريقها الأوسع والأبهى.. وعبر الصدى نت ومع رابنة الإبداع ومثيرة العزائم القوية الساطعة دكتورة خيرية المنصور إلى كل تلك الملايين البهية أؤكد التحية والتقدير وأؤكد حرصي الثابت على التعبير عن صوت من وسطكم ليساهم بمعالجة الجراحات وزرع شتلات الورد بساتين محبة فشكرا جزيلا وتحياتي متجددة٢
-
أعجبني١
-
أحببته
-
-
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية \ الروابط في أدناه
للانتقال إلى ((زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية)) يرجى الضغط هنا على هذا الرابط \ د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
موقع الصدى.نت
توطئة: اخترتُ تسمية نوافذ، لأنّ كل معالجة تتجسد بموضوع بعينه يمثل (نافذة) من النوافذ ليمر إلى جمهوره عبر تلك النافذة؛ في حلقات.. وتمثل كل حلقة (إطلالة) من الإطلالات التنويرية. ومن هنا جاء اختيار اسم الزاوية كونها (نوافذ) تمر عبرها (إطلالات) تنويرية الدلالة والقصد. بمعنى أنّها تجسد محاولة لـ تلخيص التجاريب الإنسانية بجهد لمحرر الزاوية؛ متطلعاً لتفاعلات تجسد إطلالات المتلقين بتداخلات ورؤى ومعالجات مقابلة، يمكنها تنضيج المشترك بين مقترح النوافذ وإطلالاتها التنويرية وبين توصيات المتخصصين والجمهور وما يروه حاسماً في تقديم المعالجة الأنجع.
مرحبا بكنّ، مرحباً بكم في زاوية ((نوافذ وإطلالات تنويرية))، إنها محاولة لتفتيح النوافذ ومن ثمّ تفتيح البوابات وجعلها مشرعة للحوار الأنجع والأكثر تنضيجاً لمعطيات تجاريبنا الخاصة والعامة، تجاريبنا الجمعية التي نتبادل فيها الخبرات ونستقطب منها وبوساطتها المتاح من القيم السامية لمنجزنا المشترك
فضلا اضغط هنا للانتقال إلى كل روابط نوافذ وإطلالات تنويرية
وللانتقال إلى نافذة من نوافذ التنوير وإطلالاته ومعالجاتي بميادينه، يرجى الضغط هنا على العنوان في أدناه
1. نوافذ وإطلالات تنويرية \\ منطق العقل العلمي ومنهجه
2. نوافذ وإطلالات تنويرية \\ المسرح والحياة
3. نوافذ وإطلالات تنويرية \\ التعليم وآفاق متغيراته
4. نوافذ وإطلالات تنويرية \\ التنوير بين جماليات الأدب ومضامينه
5. نوافذ وإطلالات تنويرية \\ فضاءات التنوير يقارع الظلام
تفاصيل
نافذة(05): فضاءات التنوير يقارع الظلام
بالأساس أكتب إطلالات لكل نافذة من نوافذ التنوير بوصفها حلقات في إطار الخطاب الثقافي جوهرياً، ولكنني هنا بهذه النافذة أشير إلى وجه آخر بقع بإطار ضغوط الخطاب المجتمعي العام ومنه السياسي على حركة التنوير بما يجسد ما يرتكبه الظلاميون وخطابهم وأضاليله ضد التنوير محاولا الإجابة عن أسئلة تحدد مهام التنوير والتنويريين بروح سلمي مكين.. متطلعا لحوار القارئ وإضافاته مقترحاتٍ وتوصياتٍ فأهلا وسهلا
صفحة د. تيسير عبدالجبار الآلوسي: زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية بموقع الصدى نت
نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة (05): فضاءات التنوير يقارع الظلام \\ إطلالة(70): سيوضع هنا بوقت لاحق
***************************************
إطلالات جديدة في نافذة (4) بعنوان: التنوير بين جماليات الأدب ومضامينه
سلسلة إطلالات تنويرية للنافذة الرابعة؛ تقدم حركة التنوير عبر اشتغالات الأدب وجمالياته ومعالجاته موضوعاته واقتراحات مضامين المعالجة تلك.. إنَّ سلسلة الكتابات التنويرية تتطلع إلى تحولها لكتيبات تكون قناديل وسط ظلمة مفروضة قسرا على العقل الفردي والجمعي في العراق بقصد إدامة استعباد الناس وإخضاعهم لنير التخلف ومنطق الخرافة وإفرازات نفاياتها.. فهلا تفاعلنا لمزيد تنضيج وتفعيل لأدوار التنوير تلك !؟؟؟؟
*** ***** ***
إطلالات النافذة (3) وكانت بعنوان: التعليم وآفاق متغيراته
سلسلة إطلالات تنويرية للنافذة الثالثة؛ كل إطلالة هي حلقة من سلسلة حلقات المعالجة التي تصب بتناول العمق الفلسفي الفكري لخطاب التعليم وعلاقته بالواقع ومتغيراته في حركة التقدم اللولبية بإطار يتحدد بمنطق العقل العلمي ومنهجه:
يمكنكنّ ويمكنكم الاطلاع على حلقات النافذة الثالثة أسفل (تحت) مادة الحلقة الأخيرة الموجودة في الرابط أعلاه
*** ***** ***
إطلالات النافذة (2) وكانت بعنوان: المسرح والحياة
زاوية: نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 02: المسرح والحياة \\ إطلالة 20: المسرح المدرسي ونظام التعليم
يمكنكنّ ويمكنكم الاطلاع على حلقات النافذة الثانية أسفل (تحت) مادة الحلقة الأخيرة الموجودة في الرابط أعلاه
*** ***** ***
إطلالات النافذة (1) وكانت بعنوان: منطق العقل العلمي ومنهجه
نوافذ وإطلالات تنويرية منهج العقل العلمي \\ نافذة 1ج منهج العقل العلمي وقدرات الفعل \\ إطلالة 30: منهج العقل العلمي وجوهر التجربة التاريخية لحركة التنوير
يمكنكنّ ويمكنكم الاطلاع على حلقات النافذة الأولى أسفل (تحت) مادة الحلقة الأخيرة الموجودة في الرابط أعلاه
******************************************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/
...