تحية إلى ليبيا وأهلها يكافحون الإرهاب من أجل السلام والتنمية في بلادهم.. إن وجود سلطة الأخوان المسلمين وفسادها بأخطر مستوياته إنما ترافقه جرائم العنف ونهجه لأن تلك القوى لا تحيا إلا بالتضليل وخطابه ومراوغاته ومعه جريمتا الفساد المافيوية والعنف الإرهابي الميليشياوي ومهمة شعب ليبيا وقيادته إنهاء تلك الجريمة المركبة وإنهاء الفساد وإرهابه وهما قوتان ليستا مأمنتي العهد والاتفاق ما يلغي أي عهد معها لحسم المعركة ضدهم وضد من يقف وراءهم متدخلا بشكل سافر لقادة الأخوان الدوليين.. تحية لشعب ليبيا الذي فضح الجريمة ويواصل مهمة الحسم بحسم وقوة
تحية إلى ليبيا وأهلها يكافحون الإرهاب من أجل السلام والتنمية في بلادهم
يوماً بعد آخر، تمعنُ قوى الإرهاب من ميليشيات وعصابات مافيوية مفسدة بجرائمها ضد ليبيا وشعبها. وبعد طردهم من الربوع الشرقية والجنوبية ومحاصرتهم في بؤرة ضيقة؛ أسفرَ الداعم اللوجستي الرئيس عن وجهه بمحاولة لضخ الدم فيهم وباتت عصابات الأخوان ومعها عناصر الإرهاب الدولي المدربة تتدخل بشكل سافر ومباشر في المناطق التي مازالت خاضعة عنوة لسطوتهم ومحاولاتهم ابتزاز الناس في أمنهم وأمانهم!
إن الحل الحقيقي موجود بوحدة الليبيين ونضالهم الشاق المعقد من أجل الاستقرار، الأمر الذي يقوم على دحر محاولات شق الصفوف وتصوير ليبيا أطراف متناحرة بين شرقية وغربية وأخرى جنوبية، لكن ذلك كان قد خاب دائماً واندحر فعليا بتطلعات وطيدة لالتئام الصفوف وإطلاق مسيرة البناء والتقدم والتنمية في ظل السلام بتمسك أبناء ليبيا وبناتها بتلك الوحدة الرصينة ورفض وضع طرابلس ضد بنغازي أو العكس…
إنّ أية دولة في عالمنا المعاصر لا يمكنها أن تحيا باحترام لوجودها ولسلطة القانون فيها ما لم تكن لديها قوات (وطنية) المنهج والعقيدة ترفض التمترس خلف الميليشيات، بخاصة مع افتضاح من يقف وراء تلك العصابات من خلف الحدود وتدخلها الخطير الذي لا يرعوي عن توكيد غاياته ومآربه التي لمسها شعب ليبيا في معركته معها في المناطق الرسقية سواء في بنغازي أم درنة أو غيرهما من مدن ليبيا الآمنة اليوم بسلطة جيشها الوطني..
و إذ نتابع المجريات عن كثب، فإننا نذكّر بطابع القتال ومنطق نهجه الإرهابي من اعتداء على العوائل وأبناء المدن وارتكاب الفظاعات فيها وحرق مؤسسات المجتمع المدنية وتخريب سلطة القانون بإطلاق سراح الإرهابيين أمام أعين شعوب العالم ودوله دع عنك إدخال قوى أجنبية دخيلة بذريعة شرعية لم تعد تستند إلى أي قانون أو اتفاق مما بات من الماضي المنبوذ، بعد أن أصرت القوى الميليشياوية على تخريبه بمختلف الوسائل والمناهج العبثية المعادية للطرابلسيين مثلما لعموم الليبيين..
لا يمكن لليبي أن يقر لأولئك إهانة كرامته وجرح وجوده والاعتداء عليه، ولا يمكن أن يحيا الليبي في ذل الاستعمار الذي تمّ دحره بتضحيات جسام منذ ولجنا عالمنا الجديد وعصر الحريات.. لذا فإنّ طرابلس ومصراتة وكل مدينة وقرية حواليها إنما تتطلع إلى إنهاء أي وجود للميليشيات واستعادة بناء جيشها الوطني بوحدة كاملة تامة بين الليبيين وأطرافها البلاد المترامية لكنها المصرّة على الوحدة وعلى تبني مبادئ الاستقلال والحرية بعيداً عن وجود تلك العناصر الخبيثة التي تمثل السرطان حيثما تفشت مثلما يعني دحرها ولادة ليبيا الحريات والديموقراطية الحقيقية لا الزائفة التي تطبل لها بعض الأبواق بمحاولة تتسم بالخطل للتعمية على حقيقة من يقف وراء بقاء طرابلس بعيدة عن ليبيا الحرة…
إن وجود المجلس الرئاسي لم يعد إلا سبباً للانقسام وغطاء شفافاً لا يحجب ولا يمكنه أن يحجب تطلعات الطرابلسيين للعودة غلى الحضن الليبي ولأخذ دورهم في عاصمة ليبيا السلام والتنمية والديموقراطية.. كما أن جانبا مهما اليوم من الحل يعود إلى تمكين الجيش الوطني من السلطة حماية للإرادة الوطنية ولمرحلة انتقالية يقرر فيها شعب ليبيا مصيرَهُ ومسيره بعيداً عن اية تدخلات وحراً من سطوة الإرهاب وبلطجة ميليشياته وعصاباته..
إنَّ نموذج الدعم الشعبي الوطني والالتفاف حول الجيش الوطني ونداءات الطرابلسيين هو ذاته النداء البهي لليبيين منذ عمر المختار ومجمل القيادة الوطنية التي حرصت باستمرار على التمسك بالوحدة وفتح جسور التعاون والتمسك بالروح الوطني الرافض للمناطقية وللتقسيمات التناقضية التي طحنت البلاد وأهلها وأثارت أشكال الخلافات..
إنّ كل قوة تطرح نفسها ممثلة للوجود الوطني لا يمكن أن تمثل ذلك بمصداقية ما لم تؤكد هذا الذي ألفناه من أهل هذي البلاد وروحهم السلمي الوطني وتعاضد جهودهم ومنع أي شكل للإقصاء أو الإبعاد خلا استثناء منقطع ليس من الوطن والوطنية ولا من شعب ليبيا، شخصه الليبيون بجمعهم البهي إنه الميليشيات والعصابات الإرهابية التي لا مكان لها وسط ليبيا السلام والبناء والتقدم.. وليبيا بوعي شعبها لا تكرر تجاريب صوملتها أو عرقنتها أو تحويلها لسوريا أخرى حيث اختلاق ميادين حرب تدمي الوجود الوطني وتنتهك الكرامة الوطنية وتهينها إذا ما استمرت وهو ما لا نعتقده بإيماننا بروائع المنجز الشعبي لإنهاء الجريمة التي لم تستطع الاستمرار لولا التدخلات الأجنبية السافرة..
إنّ شعوب المنطقة والعالم مع شعب ليبيا ومع تطلعاته في التحرر والانعتاق عبر دحر التدخل الأردوغاني الأخواني الإجرامي ذي الطابع الاستعماري وعبر تعزيز تلاحم الليبيين ووحدتهم وتوكيد أن أي قسم منهم إنما ينتمي للآخر أخوة وطن وإنسانية، وأخوة لحراسة حريتهم وكرامتهم والدفاع عن مسيرة البناء والتنمية والاختيار الديموقراطي الحر حيث تتضافر اليادي وتتعاضد الجهود بحركة الحرية والسلام…
تحية لشعب ليبيا في بنغازي وطرابلس وجميع الأرجاء والربوع تحمل رايات السلام والبناء والتنمية والديموقراطية وترفض وضعها بمجابهة بعضها بعضاً وتؤكد أنها موحدة ضد التدخلات الأجنبية وضد بقايا الإرهاب وعصاباته وميليشياته المارقة من سفاحي العصر، وصوت الليبيين يؤكد أنكم إذا كنتم انتحاريين معشر الإرهاب الفاشي الجديد فإن شعب ليبيا قادر على قبر أفعالكم وإبعاد نتانة وجودكم عن أرضه وطنه بيته…
سلِمَ الليبيون جميعاً، أهل محبة وسلام وتآخٍ وحاملي مشاعل بناء وتنمية وخيار الديموقراطية في دولة تنتمي للعصر لا لماضويات المارقين من الأخوان والزمر الرديفة..
سلِم الليبيون من كل أذى في معركتهم القائمة على العقل ومنهجه العلمي التنويري قبل الرصاصة التي فرضتها قوى الإرهاب ومن ورائها من خارج الحدود وخلفها .. سلم الليبيون ينتصر بعضُهم لبعض مؤكدين وحدة البيت الليبي عائلة محبة وسلام، بطرد أولئك المتخرصين الأدعياء ممن يتحدث عن تمثيل حصري للدين والحق نقوله معاً وسوياً: إنّ أعداء السلام، أعداء البشرية من زاعمي التمثيل الحصري للمقدس ليسوا أكثر من مشوِّهين مارقين منحرفين يضعون العنف منهجاً لوجود لا بقاء له إلا بدوامة الرصاص ولعلعته وقريبا جداً سيحسم أهل هذا البيت راسخ الوحدة بين عاصمتيه طرابلس وبنغازي معركة السلام ضد العنف وتعاود أرجاء البيت عامرة بإبداع ثقافة التنوير والعقل الوطني الليبي البهي بعلمائه ومفكريه وبخطاب ثقافة وطنية إنسانية وسيولي الظلام والظلاميين الأدبار..
تحية لشعب ليبيا تحية لليبيات والليبيين بأرجاء بيتهم عامراً بالإنسانية والوطنية والسلام
******************************************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/