تصريح باسم التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية بشان مواقف تتعارض وأهداف ثورة أكتوبر العراقية وتتسبب في شرخ خطير في العلاقات الوطنية بين العرب والكورد جناحا الدولة العراقية التي يسعى الشعب لبنائها بأسس العلمانية والديموقراطية وتلبية التطلعات في الحقوق والحريات.. ويؤكد من بوابة التضامن والتحالف الاستراتيجي بضرورة أعلى صوت وضوحا في الوقوف مع ثورة الشعب ومكافحة جرائم الفساد والتخندقات الطائفية ومنظومتها القيمية البائسة التي خربت البلاد.. ويحيي التصريح كل القوى الفاعلة بهذا الاتجاه حيث الوقوف بثبات وبلا تردد مع أفق التغيير كليا في البلاد

المواقف الشعبية والرسمية الكوردستانية والثورة العراقية

يعرب التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية عن ثقته الوطيدة بأن نضالات الشعوب تظل بمسيرة موحدة مشتركة ويمثل كل انتصار لشعب انتصارا للشعوب الأخرى.. ومن هنا جاءت ولادة التجمع منظمة (أممية) الطابع والاشتغال، فهي جسر التضامن العربي الكوردي في إطار أشكال التضامن الأممي بين شعوب المنطقة وتفاعلاتها من أجل حاضرها ومستقبلها..

وبهذه المنطلقات يؤكد أن تجربة العلاقات العربية الكوردستانية في العراق الفديرالي منذ 2003، صارت مدرسة مهمة لتمكين الشعبين في تكامل جهود البناء والتنمية والسير بها إلى آفاق أكثر متانة، تجسد وعيهما بما يحيط بهما وما يفرض عليهما من واجبات التكاتف ورسم الخطى بصورة تكاملية مشتركة بنيوياً…

لقد عبر الكورد دائما وباستمرار عن عميق مبادرات التضامن مع الحركة الوطنية في القسم العربي من العراق سواء بمطلع تشكيل الدولة أم بمختلف مراحل التصدي لما جابهه الوطن والشعب. ولطالما شهدت حركة التحرر الوطني العراقية تنوعا في تركيبتها جسَّد ذياك الوجود الفعلي الحقيقي للتنوع القومي الإثني وكان التحالف العربي الكوردي صخرة قوية لمقاومة أشكال الهجمات..

وساهم ذلك في الوصول إلى منجز أقرب للبناء والإعمار وخطى التنمية والتقدم. وحيثما كانت الفرقة المتأتية عن ظروف قاسية والتباس، كانت التراجعات وآلامها وقسوة إفرازاتها.. ومن هنا فإن التحالف الاستراتيجي رسم أفضل نتائج الحركة النضالية وكان علامة للإنجاز والدفع نحو الانتصار ومنطق التقدم..

اليوم، تلقت شبيبة الثورة بارتياح كبير كل أشكال التضامن من وقفات جماهيرية شعبية وبيانات تضامنية لقوى المجتمع المدني والأحزاب الكوردستانية فضلا عن التعبير الشعبي الكوردستاني الأكيد والوطيد الذي مازال يواصل الاحتفاء بالنازحين العرب من أخوة الوطن الواحد والعناية بكثير من جسور العلاقات الراسخة.. كل ذباك التفاعل الإيجابي يتم استقباله بكونه مفردة وطيدة للتعايش السلمي والتآخي واحترام الآخر بروح المساواة والإنصاف والعدل حيث الدولة الفديرالية المنشودة.

وفي ذات الإطار، تتفهم قوى الثورة الشعبية الساعية للتغيير الكلي النوعي الأشمل والأعمق؛ باتجاه بناء عراق ديموقراطي حر مستقل بدولة علمانية ديموقر اطية فديرالية، تتفهم مجمل المواقف وتعمل على استيعاب منطلقاتها وهي تستقبل تلك المؤيدة المؤكّدة على تلبية مطلب الثورة بالارتياح وتدفع لتعزيزه وتوسيع تبنيه؛ مطالبة أيضاً بالالتفات إلى معالجة تلك التصريحات والمواقف السلبية وإعادتها إلى ما ينسجم وتاريخ العلاقات العربية الكوردية وسليم مستقبلها..

إنّ بعض تلك المواقف يتعارض مع القاعدة القانونية التي تقول: إن السمو الدستوري يكمن حصرا في (صوت الشعب) وعليه فإن أية تصريحات و\أو قرارات ومواقف قد تصب في مفهوم الإبقاء على حكومة بغداد التي ظلت طوال وجودها منذ 2003 حتى يومنا، يُعد عامل تخريب في البنية المجتمعية وفي عرقلة التقدم باتجاه المأسسة القانونية الحقيقية السليمة وهو ما يمنح التهجمات الطائفية العنصرية فرص الإخلال بقضايا عديدة في العلاقات البينية في العراق الفديرالي.. وعليه فمن غير الصائب الاستمرار في التعاطي مع حكومة طائفية مارست جرائم (فاشية) الطابع من جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة سبق لشعب كوردستان أن اكتوى بها..

إننا في التجمع ومن باب مؤازرة أممية صريحة لنضالات شعوب المنطقة ومن بوابة التحالف الاستراتيجي بين الأمتين وشعوبهما نؤكد أن تلك المصلحة تقتضي وضوحا ودقة مؤملة في خطابات جميع االأطراف ومستوياتها ومنها المستوى الحكومي الرسمي بإدانة للجريمة ووقوف بثبات مع الشعب..

وإذا كان التحالف (الديموقراطي) الجوهر بين الحركة الديموقراطية في العراق وحركة التحرر القومي الكوردية مازال قويا حيويا بمبادئه فإن من المهم أيضا أن تكون حكومة كوردستان العلمانية التوجه منصة دعم وتضامن ووقوف ثابت مع رؤية الثورة ببغداد التي تريد وقف التوجه نحو ثيوقراطية النظام بكل ما جرَّته من آليات فساد مافيوية ومن عسكرة فرضت استخدام العنف الفاشي بمخرجاته..

نحيي جميع الأطراف الكوردستانية ونثق بأنها ستبقى باتجاه المساهمة الأعلى قوة في بناء البديل الممثل لعراق علماني ديموقراطي فديرالي يُنهي ما أوغلت به السلطة الطائفية الكليبتوقراطية ويعيد بصورة أعمق وأجدى التحالف المكين بين العرب والكورد الذي مازال يتسامى ويتعمد باتفاق واتحاد.

الأمانة العامة للتجميع العربي لنصرة القضية الكوردية

أوائل ديسمبر كانون أول 2019