السياسة العدوانية التوسعية وانتهاك السيادة يجرّ لمنزلقات كارثية على شعوب المنطقة

يتابع الحريصون على السلم والأمن في المنطقة والعالم جهود التصدي للتهديدات العدوانية التي تنطلق من أنقرة ومن ذلك جهود دولية أمريكية وأوروبية فضلا عن تجمعات إقليمية كما الجامعة العربية دع عنك المواقف الصلبة لقوى التحرر والتضامن الأممي مع شعوب المنطقة وتطلعاتها وبجميع الأحوال فإن الأمور مازالت بتداعيات سلبية في ضوء غصرار على التمادي بتلك التصريحات ما يُنذر بغشعال المنطقة والعالم بحرب ضروس لا تبقي ولا تذر! التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية يجدد ببيانه الجديد موقفه الثابت في التضامن مع الشعب الكوردي وقواه الحية دفاعا عن أمنهم ومصيرهم وتفاعلا وتشاركا في مهمة الدفاع عن أمن المنطقة وشعوبها والحل السلمي المنشود.. إليكم بيان التجمع

السياسة العدوانية التوسعية وانتهاك السيادة يجرّ لمنزلقات كارثية على شعوب المنطقة

إدانة سياسة أردوغان التي تقامر بأوضاع المنطقة وترتكب الفظاعات بحق شعوبها

منذ انطلاق ثورة الشعب السوري كان النداء ينصب على رفض عسكرة الثورة والتمسك بسلميتها. أما المجريات التالية لقوى إقليمية ودولية فكان بدفع المجموعات الإرهابية المسلحة لتخترق مسيرة الثورة وتضع الشعب وقواه الحية بين كماشتي العنف ممثلة بإرهاب الدولة وإرهاب الميليشيات الإسلاموية التي وجدت في الدعم اللوجستي المباشر من أردوغان وقواته ممراً لوجودها على الأرض السورية وغيرها.

اليوم، وفي ظل محاولات إيجاد الحل السلمي الدبلوماسي يستغل أردوغان كل فرصة لإدامة إشعال المعارك الطاحنة على حساب الاستقرار وفرص إشادة السلم الأهلي.. ومثلما تذرع بشعبوية خطابه يوم دفع بالإرهابيين لعسكرة الثورة يحاول مجدداً إحياء نفس الذريعة بادعاء إقامة منطقة آمنة مشروطة بخضوعها لسلطته حصراً..!

وفي هذا الإطار فإنَّه إذ يحاول التذاكي والتحدث المزعوم عن الجولان يواصل مطالبته بالموصل العراقية وأنكى من ذلك يواصل تمسكه بالاسكندرونة وينتهك سيادة دول المنطقة سواء بأعمال التنقيب والحفر في الأرض القبرصية أم بالهجمات المتكررة على الدولة العراقية مستهدفاً منطقة كوردستان وشعبها فضلا عن توغلاته المفضوحة باتجاه الموصل وكركوك سواء بقواته مباشرة أم بعناصره التابعة هناك وأشكال ما ترتكبه من تخريب!

أما سوريا المبتلاة بالتدخلات الدولية والإقليمية، فإنّ ميليشيات إيران وأتباعها تشكل حجة وذريعة أخرى لمحاولات تمدد قوات أردوغان بكل وحشيتها وهمجية ما ارتكبته في غزوها السابق لأراض سورية ولمناطق كوردستانية فيها..

واليوم تنطلق التصريحات والضغوطات السافرة في عملية معلنة لانتهاك آخر تتابع فيه قوات أردوغان توغلها باتجاه مناطق شرق الفرات ليس بحدود كوردستان حسب بل أبعد وأعمق لما يشمل العرب والكورد ومجموع سكان المنطقة، والذريعة التمويهية المزعومة هي إيجاد منطقة ((آمنة)) ليس لأهلنا السوريين من كل انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية ولا للاجئين ولكن لتوفير منطلقات عدوانية لأتباعه من الأخوان وكل المجموعات الإرهابية المسلحة بما يستعبد الشعب ويتوهم بكسر إرادة الكورد ومجموع أطياف السوريين كافة بتلك المنطقة التي يريدها منصة لإرهاب المنطقة وتوفير فضاء لإحياء إمبراطورية وسلطنة ماتت منذ قرن!

إنّ تطلعات تلك السياسة العدوانية لا تستهدف قوات سوريا الديموقراطية ولا قوات حماية الشعب الكوردية حصراً ولكنها تستهدف الكورد أمةً ومجموع شعوبها بأقسام كوردستان الأربعة فيما لا توفر أحداً وهي تستهدف أطياف المنطقة من عرب مسلمين ومن سريان مسيحيين وغيرهم… إن كم الحقد والغلّ الطوراني ونهج العداء مازال مخزوناً منذ عشرات السنين بقصد استرجاع خلافة السلطنة الانكشارية الإسلاموية على حساب مصالح شعوب المنطقة وتطلعاتها لبناء علاقات حسن الجوار والتعايش السلمي…

إنّ تهديدات أردوغان وجيشه والمجموعات المسلحة من أتباعه المجتمعين تحت راية أخوان الشر يحلمون وهماً بإمكان استعادة سلطان الخرافة والدجل واستغلال المنطقة واستعباد شعوبها..

لكنهم ينسون ويتغافلون عن ملاحم كوباني وبطولات تحرير المنطقة من دنس الدواعش الذين ناصر وجودهم وانتشارهم ومازال مصراً على اللعبة…

إننا في التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية، إذ نجدد أعمق التضامن مع كل شعوب كوردستان بأقسامها الأربعة، نؤكد على دعم مسيرة وحدة حركة التحرر القومي الكوردية وتنقية مسارها وصب كل ذلك بمهمة التصدي لتعقيدات المرحلة وتداخلاتها وما يتهدد كوردستان وشعوبها وشعوب المنطقة بأسرها… كما إنّ الاستناد إلى أعمق حركة تضامنية بين شعوب المنطقة وحركاتها التنويرية الديموقراطية المؤمنة بالآخر والمدافعة عن حقه في تقرير مصيره ورسم خياراته بحرية تامة هو أمر جد حيوي في التقدم بنا جميعا باتجاه تحقيق تطلعاتنا في أنسنة وجودنا وتلبية شروط حياة حرة كريمة…

لقد كان وما زال تنادي قوى التنوير العربية ومنظماتها الديموقراطية التقدمية والتفافها حول مهام التضامن الأممي فضلا عن مواقف إيجابية صدرت وتصدر من مؤسسات رسمية عربية نقول كان له أعمق الأثر في التصدي لنوازع العدوانية الأردوغانية ولطالما سجلنا لمؤسسة الجامعة العربية وعدد من دولها مواقفها المبدئية التضامنية المناسبة ونحن ندعو هنا إلى تفعيل ذلك وتعزيزه باستقباله وتأشير وجوده بنيويا في حركة التصدي للتدخلات التركية وغيرها، تلك التي انتهكت وتنتهك مبدأ التعايش السلمي بين الشعوب وبين دول المنطقة وتعتدي على الأمن القومي العربي كما في دعمها المباشر وغير المباشر لأعداء مصر وليبيا والعراق وسوريا مثلما هو ايضا موقفها العدائي تجاه الكورد بكل أقسام كوردستان ومتابعتها بعنجهية سافرة تهديداتها بغزو المنطقة واستغلال الظرف القلق لتنفيذ تلك التهديدات…

إننا أيضا نطالب مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي للتعامل مع تلك التهديدات بما يرتقي للتصدي لها ولجمها في مهدها قبل تحولها غلى آفة عدوانية تطيح باي أمل لاستقرار المنطقة وتبني السلام فيها…

وندعو قوى التقدم والديموقراطية واللسلام لمناصرة شعوب كوردستان بخاصة هنا قوات حماية الشعب وقوات سوريا الديموقراطية وهي تتخندق بظروف معقدة للتصدي الفعلي الجدي لاجتياح تُنذر به تهديدات أنقرة بما يمثل عدوانا سافراً على عضو في الجامعة العربية بل اكثر من عضو فيها وهو تهديد بل عدوان سافر يتطلب تفعيل مبادئ مجلس الدفاع وعقد مجلس مخصوص قبل أن يفرضوا وقائع عدوانية إرهابية مثيرة لفظاعات أخرى في المنطقة..

كل التضامن مع أهلنا شرق الفرات وشمال سوريا وفي كوردستان بكل أطيافها.. كل التضامن مع قوات حماية الشعب الكوردي وقوات سوريا الديموقراطية .. كل التضامن مع شعب سوريا ضد العتجهية التركية واحابيل تضليلية تستغل اللاجئين لتحيلهم إلى وقود لنيران حربها على وطنهم وأهلهم..

لتنتهِ التدخلات الإقليمية كافة ولتُلجَم أصوات العدوانية الهمجية ومشعلي الحروب ولتعلو أصوات السلام وحل القضية السورية والكوردستانية حلا سلميا عادلا يوفر فرص انطلاق بناء الدولة الديموقراطية استجابة لمطالب السوريين وأطيافهم كافة… إن ذلك يتطلب أوسع حركة تضامنية تكفل السلم والأمن الإقليمي والدولي وتنهي تهديدات أردوغان له…

الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية

السابع من آب أغسطس 2019

********************************************************************

صفحة (arab assembly for supporting kurdish issue) التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية

************************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته