رسالة تعريف وتحية بمؤتمر مهم كبير عن الحوار العربي

مادة تغطي نشاطا سابقا وأعيد النشر تثبيتا للمحتوى وأهميته وكان قد تم نشره في موقع صوت كوردستان

رسالة تعريف وتحية بمؤتمر مهم كبير عن الحوار العربي الكوردي \ حلقة 1‎ – تيسيرعبد الجبار الآلوسي

إلى جميع الزميلات والزملاء، الصديقات الفاضلات والأصدقاء الأفاضل
تحايا عطرة لجهودكن وجهودكم  ولرائع المنجز في حلقة أخرى لتمكين الحوار بين الأمتين وشعوبهما من إنجاز عقد التحالف الاستراتيجي ممتد الجذور بأمسه المتطلع لغد أفضل بفضل رجاحة العقل العلمي وتنويرية المسار
نحن نمضي معا وسويا بروح المساواة والعدالة والتطلع للسلم الأهلي ولبناء وجودنا الإنساني معا وسويا حيث إشراقات الأنسنة وقيمها السامية
شرفت بجميع أحبتي وبرائع لقاءاتنا  وهذه حلقة أولى أخصها بالتحية وبتعريف بعجالة بالمؤتمر على أمل حلقة\حلقات تالية من القراءة في اشتغالات المؤتمر ورائع منجزه
احترامي آملا وصول هذه الكلمة الأولى إليكن وغليكم جميعا وإلى جمهورنا الواسع عبر نوافذ بهية بجسور الربط
احترامي
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
************************************************************
تداعيات وتحية تقدير لكوكبة المساهمين بمؤتمر جامعة كويا بشأن فتح آفاق الحوار العربي الكوردي ومأسسته— تيسيرعبد الجبار الآلوسي

هذه كلمات تجسد تداعيات أولى عجلى تثور عادة بعد لقاءات مؤثرة.. وهي كلمات تعبر عن تحية تقدير لكوكبة من أعدَّ وحضَّر ومن ساهم بالمؤتمر الذي عقدته جامعة كويا بشأن فتح آفاق الحوار العربي الكوردي ومأسسته. إنها تحايا واجبة للقامات التي أكدت أنّ الأمل لا يموت وأنه سر الحياة وجوهرة إعادة أريج أزاهيرها.. حتما سيكون للحلقة التالية من قراءتي ما يكون بعمق موضوع المؤتمر وما ينبغي من توصيات فذلكم من واجب المتابعة والاستمرار بإدامة المنجز وأثره وهو أمر مستحق بالتأكيد والحتم

أعرف كم تعيش مجمل دول منطقة الشرق الأوسط من خوانق توصف بالمستعصية؛ وأعرف يقيناً شغف شعوب المنطقة وتطلعها وجهودها بل تضحياتها من أجل كسر دائرة التخندق في القمقم وفتح سدادته المنغلقة بقصد إعادة فتح الجسور والطرقات واسعة بين تلك الشعوب والأمم..

وندرك معاً كم هي أحابيل جهات وأطراف ذات مصلحة في منع أيّ شكل للتفاعل و\أو الحوار بين تلك الشعوب والمجموعات القومية والدينية من فسيفساء الإنسانية التي طالما تعايشت بسلام في تاريخٍ، شادَتْهُ معاً وسوياً لتولد حضارات شامخة وليتأسس يومها تراث الإنسانية العقلاني المعرفي…

وفي عراق اليوم، تكررت مؤتمرات الحوار البينية لتجسّد إرادة التنوع والتعددية وتدافع عن (أنسنة) الشعب وخيارات وجوده، في إطار من احترام (حقوق الإنسان) وضمناً بالأساس (حق تقرير المصير) بلا تحفظات أو قيود تختزل ذاك الحق بطريقة لا تخدم سوى مزيد من تكريس انتهاك القيم السامية للعلاقات الإنسانية وتكريس مفاهيم ارتدادية بعضها يعود بالمجتمع إلى مرحلة غابرة، ربما فيها من عفن العبودية ومجتمعات الرق..!

إنّ ظاهرة الركوس والتراجع بالمنظومة التي تدير المسيرة وتوجه سفينة الحياة، تأتت مراتٍ من بؤر استغلالية عدائية الطابع والنهج ولكنها في أخرى، تأتت بسبب محاولات، أخطأت الطريق بخلفية التراجع في فهم وسائل العصر وحلوله، وربما بما تركته رحلة الجهل والتخلف من ذهنية لم تنفتح على متغيرات وجودنا..

وحتما لن يكون (التغيير) منطلِقاً إلى آفاقه إلا من أرضية توفّر السلم الأهلي من جهة وتزيل مفاهيم الشك و\أو انعدام الثقة بين أطراف العيش؛ مما انغرس بأجواءٍ أضارتها سياسات ضلت الطريق…

بهذا الفضاء وظروفٍ تحكَّمت به، جاءت مبادرة جديدة للحوار العربي الكوردي التي انعقد لها مؤتمرٌ مهم ومميز في رحاب جامعة كويا بكوردستان. وتوكيداً للنيات الصادقة من المبادرين، تمَّ إهداء تحية المؤتمر إلى ذكرى شخصيتين ثقافتين تنويريتين هما الراحلان هادي العلوي وفالح عبد الجبار، اللذان قدما مساهمات طيبة في سياقات احترام الآخر وأنسنة العلاقات وتنقية فضاءاتها..

وللمدة (28-30 نيسان أبريل 2019) انعقد المؤتمر  بعنوانٍ رئيس هو: “المثقف ومسألة التعايش: الحوار العربي الكوردي عراقياً” بمشاركة نخبة العقل العلمي العربية والكوردية وهي النخبة التي اتسعت لتنفتح وتشمل تجاريب أخرى من خارج الدولة العراقية، مثل تونس وموريتانيا على سبيل المثال..

 

أجدني هنا وأنا أعود إلى مهجري القصي جغرافياً، تختلط عندي مشاعر الانتعاش بوجود حركة تنوير ومنابع أضواء مهمة لها في جغرافيا سليلة مهد التراث الإنساني وبأدوار جدية للثقافة تقارع قيود العبودية ونيرها لتهزم متاريس وتخندقات لا تأتي إلا بالعداء..

هذه كلمات وتداعيات أولى أضعها هنا، لأتوجه بالتحية إلى جامعة كويا بأساتذتها وطلبتها وإدارتها ورئاستها أخص هنا الزميل االأستاذ الدكتور ولي محمود حمد وإلى ذياك المثقف التنويري المهووس بالأنسنة وعشق الحياة  المستنيرة الحرة، إلى الدكتور سربست نبي على رائع حيويته وإشراقات جهوده تنظيماً للعمل ومعالجةً لما قد يكون ظهر هنا أو هناك من ثغرات أو هفوات هي من تأثيرات و\أو ضغوط الخطوات الفعلية، أحيي هنا من شارك من الضفة الأخرى للحوار بخاصة وجود أساتذة كسروا تابواتٍ واجتازوا مصاعب طريق ليساهموا في تحقيق منتدى لحوارٍ، تتساوى فيه الأطراف وترتقي لتسمو إلى حيث الهدف النبيل…

أحيي الزميل رئيس جامعة واسط الدكتور هادي دويش زرزار، أحيي الزميل الدكتور حسن ناظم الذي شارك باسم كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة وهو المساهم أيضا في التحضير والأبحاث وإذ أحيي موئل دراستي جامعة بغداد فإنّ عتباً شفيفاً سيبقى حتى نرى الأمل مشرقاً فيها يوم تعيد بهاء دار الحكمة والجامعة المستنصرية وتتعمق إرادة تستند لآمال بحجم وجودنا العلمي والتنويري بعصر لا مجال فيه لمنطق الخرافة ولا فرصة لمحاولات علمنة تلك الخرافة، أحيي من حضر والمساهمة المتواضعة، مدركاً الظرف وأحاول مشاركة طريق التقدم واستعادة الألق والمكان والمكانة وتلكم مهمة قائمة.

أما كويا وفريقها فلعل من فطنة الأداء فيها، أنْ تمَّ دعوة بعض الشخصيات السياسية ربما بالاستناد إلى خلفيتها الأكاديمية؛ بقصد إيصال رسالة المؤتمر بصورة مباشرة إلى السياسي وكيما تتضح الصورة بهية دقيقة في مسارها المؤمل في ضوء الحوار.. ومن الطبيعي أن نرى كلَّ طرف قد عبر عن فلسفته وأسلوبه أو نهجه المتفِق حيث كان بنائياً كما هو هدف الحوار العلمي التنويري؛ والمختلف الذي حتماً سمع ولو جانباً من الرسالة ومن المؤكد أنه أدرك معنى سطوع الدور الأكاديمي في تعديل المسار وفيما يمنحه علاجاً يعيد الصحة فيه..

ما أنعش الأمل عندي وجود العربي والكوردي في جامعة كوردستانية.. وما أنعش الأمل أكثر تلك الفتيات الطالبات اللواتي حضرْنَ لمحفل علمي فمنحنَه الحيوية وأمل التحقق وتلبية المستهدفات السامية لجيل آتٍ. ما أنعش الأمل وجود المرأة الكوردستانية الفاعل المساهم بجلسات الحوار بقيم العقل العلمي ومنطقه وما يحمل من علاج.. ما أنعش الأمل الإصرار من طرفي الحضور العلمي الأكاديمي تحديدا [وربما حصراً] على فتح الحوار بفضاء بلا حدود إلا شروط البحث الأكاديمي.. ما أنعش الحوار تقدم خطاب الثقافة بأسس إبستمولوجية لم تتقيد بأصفاد (سياسةٍ) وعراقيل مصالح حكمتها وتحكمها.. ما أنعش الأمل حضور فاعل للرمز التونسي للتغيير وإشارتي تتضمن اهتماما بدور المرأة العقل ومساهمتها المميزة للتقدم نحو إشادة الحريات وتعزيز قيم الديموقراطية بمعاني الأنسنة حيث مساواة وعدالة ومحاولة عميقة الغور لدحر مخلفات الأمس الراكسة في بركتها.. ما أنعش الأمل كسر ذات الحاجز موريتانياً..

 

أما وقد حضرت، فإنّ ساقيتي المتواضعة تواصل عطاءها؛ لا غَيرياً من خارج هذا البحر بما فيه من أنواء بل من انتماءٍ لم ولن تنفصم مشيمته وحبله السري عن قناعة راسخة بأنّ وجودنا يتأنسن من اعترافنا للآخر بأواليات وجودٍ، نتبادلها بالتساوي وبتمام الحرية في الخيارات التي لا تقف عند كونها لا تأتي على حساب طرف بل التي كلما دعمت جوهريا وجود الآخر حراً كريماً بكامل حقوقه، كانت أعلى قامة وأكثر شموخاً في تلبية ما للأنا من وجود وبهذا التبادل والتفاعل نكون فردياً جمعياً، لا نكتفي بإنهاء سلوك الإلغاء والإقصاء والتخندقات المتعارضة بل نعمل على بناء الذات بتعددية وجودها وبتنوع حضورها وهو ما لا تتفتح جسوره وما لا يتم ويكتمل من دون شرط الحرية في قرار المصير…

حضوري جاء ليحكي ليس بخطاب السياسة هذه المرة وإن ظهر ناتجاً على ضفاف خطاب علمي، ثقافي فكان التنوير وكانت إبستمولوجيا العلمنة التي اطمأنت لفضاء مختبرات جامعة كويا وميادين العقول التي حاورت الواقع ووقائعه بتجليات عشق وجودي للأنسنة بمناهج العقلنة والعلمنة وبأنوار انعكاساتهما على صفحة أمواه الأنفس الحية بفضل انعتاقها وتحررها من قيود يتوهم ظلامي أنه فارضها على الإنسان وما هي إلا أضغاث أحلام عنده…

تشرفتُ بذياك اللقاء مع قامات أذكر منها لا حصراً بل مثالا فقط، لرائع مشاطرة حواراتٍ، بصميم المؤتمر ولقاءات غنية ثرة علميا معرفيا وثقافيا على هامشه حيث تحدثنا بقضايا إبستمولوجية وقيمية مجتمعية وربما بشيء من السوسيوسياسي ما أغنى وأعطى وما أكد ويؤكد دور الشخصية الإنسانية سواء الأستاذ الجامعي أم الباحث العلمي الذي لا يقبل لنفسه أن يكرر دور الملائي التلقيني في قاعة الدرس رافضا الاجترار والتكرار ليكون ابن عصر الحريات وأولها حرية العقل واشتغاله..

وهنا عدد من تلك القامات البهية أتوجه إليها بالتحية والتقدير والعرفان بجميل ما كان منهم ومنجزهم:

أ.د. ولي محمود حمد، د. سربست نبي،  الدكتور هابيل بروفيسور كاظم حبيب،  أ.د.آمال قرامي، أ.د. شيرزاد النجار، د. حسن ناظم، أ.م. د. ماهر عبدالواحد عزيز، أ.د. محمد إحسان، د.علي رسول الربيعي، أ. د. عزالدين عناية،  أ. رائد فهمي،  أ. عدنان المفتي، أ.عبدالرحمن الراشد،  أ. نرمين عثمان،  أ.م.د. أيوب أبو دية،  أ.د. بسام عويل، د. ثائر ذيب، أ. عمر شيخموس، أ.د. غازي فيصل، د. كاوة محمود، أ.د. عبدالفتاح علي البوتاني، أ. مكفولة موريتاني، أ. خالد شوكات، د. عبدالحسين شعبان،  أ. سامي الخيمي، د. آزاد أحمد علي، أ.م.د. عبدالرزاق أيوب، أ.م.د. هوشيار زكي

أجدد انحناءة لكل جهد ولكل حوار ولكل توصية ومبادرة ولكل جلسة ودية تابعت مناقشات سامية بروح إنساني متفتح وتنوير فكري آملا للجميع مزيد عطاء وسط تيار يستعيد مكانة العقل العلمي وأدواره في التغيير الآتي بمنطقتنا..

ألتقيكنّ وألتقيكم جميعا وكافة بميادين المنجز العلمي تتقدم إلى أمام مُزيلة بعض هفوات هنا أو هناك لكنها جزء من هوية مسارٍ ربما لن يكون معصوما يوما إنما يتمسك بثبات بالمراجعة وإدامة فعل التنمية والتقدم وتعزيز سطوع شموس العقل العلمي وأنتنّ وأنتم الأجدر بتحقيق المهمة مع جموع ممثلي العلم وشعوب تتعلم لتفتح الطريق واسعا لمستقبل أفضل..

 

ملف يتضمن برنامج عمل المؤتمر وندواته بصورته الأولى، يرجى التفضل بالضغط هنا

http://www.somerian-slates.com/KOYACONPROGRAM001.pdf

One Comment on “رسالة تعريف وتحية بمؤتمر مهم كبير عن الحوار العربي الكوردي \ حلقة 1‎ – تيسيرعبد الجبار الآلوسي”

  1. القضية الكوردية لا تحل بمؤتمرات شعبية، فالشعوب تتعايش بسلام مع بعضها وتتمازج من خلال ارتباط الاسر بزواج ابنائها دون اعتبار للقومية، ولكن طلاب الحكم من الاحزاب القومية يستغلون الفروق القومية و الدينية والمذهبية للإستيلاء على كرسي الحكم، فالاخوان النجيفي فرقوا بين الشعبين الكوردي والعربي في محافظة نينوي مما ادى الى احتلال داعش لمحافظة نينوى، وقبلهم تبنى الحزب البعث العربي الفكر القومي الشوفوني حرق وتدمير 4000 قرية كوردية في كوردستان وقتل مئات الآلاف من الشعب الكوردي واستخدام السلاح الكيمياوي لقتل 5000 كوردي في حلبجة ولم يقضي على الكورد، بل ادخلنا صدام حسين في حرب ثماني سنوات مع الدولة العنصرية المذهبية الإيرانية واحتلال الامريكي للعراق وسيطرة المليشيات الإيرانية على العراق، ان قضية الشعب الكوردي قضية سياسية تتعلق بتحرير ارض كوردستان من الاستعمار العربي والتركي والإيراني او بتغيير دساتير الدول المستعمرة لكوردستان بإزالة الاسم القومي للدول المحتلة لأرض كوردستان وحصول الكورد على الاعتراف بقوميتهم كمواطني ارض كوردستان التاريخية في اناضول وولاية الموصل وشمال شرق سوريا واعتبارهم مواطنين من الدرجة الأولى، فما زال الدستور العراقي يسمى الاراضي التي استقطت من كوردستان في عهد صدام حسين (الحزب البعث) بالأراضي المتنازع عليها وعطل العنصري محمود المشهداني الذي كان يمثل الاسلام السياسي تنفيد المادة 140 لحل قضية الاراضي المستقطعة من كوردستان وكان يتفاخر بتعطيل تنفيذ المادة 140.
    فلا يمكن التعايش بسلام والعنصرية القومية والمذهبية تحكم العراق وتركيا وإيران وسوريا.

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *