لست بهذا المستوى المتدني لأحاور زعران آخر زمان أو للندية في التحدث عنهم.. فكل مواطن عراقي هو من العراقة والعمق والغنى والثراء المعنوي القيمي الفكري ما يفي ليتجاوز السفاسف.. ولكن هذا لا يعني الصمت وتمرير ما يقال من تصريحات استعراضية تنال من أبناء الشعب العراقي الأبي. وهنا شيء من بعض رد ليس فيه قطعا ما يتجاوز على أحد على الرغم من الاختلاف ولكن فيه ما يشي بجوانب من الحقيقة عسى ينفع التذكير
لقد نشرت السومرية نيوز تصريحات لأحد زعماء فريق إدارة العملية السياسية في العراق، نصه: “إن الرشوة هي أسلوب بعثي قذر وآفة تهدم الدولة والقانون”. ويبدو أن ما نقلته السومرية نيوز هو عن تغريدة على تويتر جاء فيها على وفق السومرية: إن “الرشوة اعطاء وأخذاً في دوائر الدولة وغيرها مطلقا، فانها من الافات التي تهدم الدولة والقانون والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني”. وأضاف “هي أسلوب بعثي قذر تعوَّد عليه الكثير من الشعب العراقي”.
لكن السيد الزعيم لم يقل لنا إن كان الفساد يخص عادات الشعب لوحده أم أنه أكثر من عادة متأصل في فريق الزعيم ومافيا إدارة عملية الفساد! ولم يقل لنا: إن أحزاب الطائفية هي التي تحكم العملية السياسية بفسادها الكلي المهول! فهل رجالات تلك العملية الفاسدة، تعودوا الأسلوب البعثي القذر؟ هل هم بعثيون؟ وهل الفساد والرشى بدنانير معدودة يضطر إليها المبتلى المسكين الذي لم يحصل على رواتبه منذ أشهر ليُطعم أطفاله هو الذي خرّب الدولة؟ أم الأساس وجوهر التخريب متأتٍ من منظومة قيم النظام الذي يحكم به مع رفاقه زعماء العملية إياها؟
وهل الخراب بسرقة ما يسد به المنهوب رمق عائلته المبتلاة أم الخراب بالأساس بسبب نظام الطائفية الكليبتوقراطي وجماعات النهب المسلحة وبلطجية المافيات!؟ لم يقل لنا السيد لماذا ركز على رشوة موظف صغير لا يحظى بأجره لإطعام أبنائه فيما أغفل المرور على نهب الثروة الوطنية بمئات المليارات حتى بات مجموع النهب عدة تريليونات والأنكى أن العراقي اليوم بات يباع بعد بيع وطنه بيته!!!
لم يمر السيد على المافيات وزعمائها ممن يلتقيهم وينسق معهم لإدارة العملية الفاسدة حد النخاع ولكنه مر على الموظف المسكين الذي أجبروه على تلك الفرية القذرة..
لم يذكر أن الشعب العراقي لم يتعوّد يوماً سوءاً أو فساد طوية بل رفض دوماً اشكال إفساده وتخريبه.. فرفض المخدرات طوال عقود الدولة العراقية الحديثة حتى جاء هو ورفقائه ليتحكموا بالبلاد ويذلوا العباد! لتتفشى المخدرات وتصير بفعلة فاعل أمراً مقضيا!!
لم يذكر أن الشعب العراقي كان يعاقب من يخطئ ولو سهوا في الدرابين والمحلات الشعبية وكل المجتمع رقيب على نفسه في سلوكه ولربما شهد هو شخصيا ذلك… ولم يذكر أن سمعة الفاسد كانت عارا وشنارا وأن المرء كان يحني رأسه لو شابته تهمة فساد فيما اليوم يتفاخرون بفسادهم ولا أقول يعترفون به على الشاشات ولا مَن يحاكمهم أو يعيد ما نهبوه..
السيد كما كل فريقه المتحكم بوسائل نهب البلاد وإذلال العباد يوردون اسم البعث ليُشاغلوا الناس عن سبب كوارثهم وعما حلَّ بهم من واقعة!!!
كفوا عن تلك القشمريات؛ فلقد ولى النظام السابق وطاغيته وسياقات المنظومة البعثية ومن ينتمي لتلك القيم والسياقات ويرتكب الجرائم بوسائلها هو أنتم الذين تنتمون إلى ذاك، بصيغ تعرفونها.. أما الشعب الذي اختار التغيير فلقد أوقعتم به شر وقيعة ولكنه حتما سينتفض ضد الفساد الحقيقي وضد مجرمي الفساد..
ولنتذكر أن كل من ساهم ويساهم في جرائم النظام بركنيه (الطائفي والمفسد) سيقاضيه الشعب بلا انتقام ولا ثارات كما يفعل همج اليوم بل بالقانون وبحزمه وحسمه وسيأتي البديل الذي لا يسمح بإهانة للشعب من كائن من كان
ملاحظة: كتّابك وعرضحلجية السلاطين أخطأ أحدهم بكتابة ما نشرته أنتَ باسمك، فلا تنسى فركة أذن بحجب (رشوتك) عنه…
وكما تعرف ما ورد في النص الديني: فـ (الراشي مسؤول أكثر من المرتشي).
اتركوا الشعب وما فيه من خلال!!! وركز جيداً على صحيح الكلام صائبه.. يقول أبو المثل الساخر: إذا عندك إصرار وعزيمة ركّز على الغنيمة.. والباقي تعرف وين تشوفه