نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة(04): التنوير بين جماليات الأدب ومضامينه \\ إطلالة (04): المحظور في الأدب بين ممارسات التنويري والظلامي
مقتبس من المعالجة: “هناك أمور عديدة تتسم بها معالجاتُ الأدب موضوعاتِهِ والقضايا التي يتناولها، لعل من أبرزها تلك التي توصف بالمحظورة. هنا نجد التناقض في تناولها بين التنويري والظلامي بما يكشف سلامة الجماليات من عدمها. فكيف نقرأ الإشكالية؟”.
مهام الأدب ووظائفه تستند غلى بنيته ومعالجاته ونهجها ومن ثم فهو لا يأتي فارغا كاصوات بلا علاقة بمعطيات الحياة بل هو في صميمها يصنع جمالياتها بتعبيره.. لكنه بوقت يشتغل على أدواته يظل بحاجة للحرية المسؤولة حيث الالتزام بقيم الناس وما يعود عليهم بتنمية العقل الذي يؤنسن طبعا لا الذي يخرب ويدمر مسيرة الإنسانية.. لكننا بهذه المنطقة سنجد من يطعن الأدب بمقتل عندما يضع له المحظورات برؤوس أو عنوانات وجودها أم بتفاصيلها وهي في الحقيقة ليست سوى وصاية وقمع ومصادرة لأمور بنيوية لا غنى عن وجودها بموضع التعبير المخصوص.. المحاولة بهذي المعالجة هي تمهيد في إشكالية المحظورات \ التابوات أو التابوهات فلنقرأ بعيدا عن المواقف المسبقة ولنتفاعل بحرية تامة اختلافا واتفاقا |
محظورات التناول الأدبي للقضايا الإنساني ربما تقف عند أعتاب مثلث أركانه: الدين والجنس والسياسة، ولكنها في الحقيقة لا تقف عند هذا المثلث. إذ يمكننا أنْ نبدأ بمنطقة بغتنا نفسها، عندما يحظر بعض المتشددين استعمال مفردات لا تنتمي للعربية القديمة و\أو الوسيطة على أنها أعجمية أو حتى عجمة، بالفارق الدلالي بينهما، متهيباً من احتمالات انتهاك قدسية اللغة على أنها قدسية فكرية دينية يُحظر المساس بها…! وسنجد هنا من يرفض توظيف (تابو) تعبيراً عن المحظور ببعد اصطلاحي أشمل وأوسع، فيؤكد الاكتفاء بمفردة معجمية يرى ضرورة التمترس عندها لغة واصطلاحاً.. والحقيقة أن ذلك غير موضوعي بالمرة لا بقوانين اللغات نفسها وآليات اشتغالها ولا بشأن المرونة الفكرية في مفاعلة الرؤى الإنسانية وتبادلها التأثير والتأثر بسلامة العقل العلمي والمنطق الروحي الاعتقادي الذي لا ينبغي أن يكون إقصائياً إلغائياً يرى القدسية في قوم ولغتهم حصرياً!
أترك هذا التفرع غير الهامشي، لأعاود توكيد المحظور في الأدب الذي ظل موجوداً بكل خطابات البشرية ومنطق معارفها منذ صار للإنسان وجود جمعي مشترك وضوابط تطرف بعضهم في فرضها قسراً وكرهاً أحيانا وفي بعض مواضع.. ودائما كان هناك ظهور لما يُسمى المسكوت عنه، المحرّم، الموصوف بكونه المستكره الممنوع، مما يُنسب للخطايا وطبعاً مما بات واسع الانتشار في التعبير عنه بمصطلح معرّب هو التابو أو الطابو ويجمع بالتابوهات أو التابوات واستبدال التاء طاءً أحياناً… وهذا الظهور عادة ما يوصف بالتجاوز و\أو الانتهاك ومن ثم هناك منطقة خلف الخطوط الحمراء لا يُسمح قطعا ونهائيا تجاوزها..!
ولطالما تمّ إخفاء أعمال أدبية كبرى مثل ألف ليلة وليلة والعقد الفريد والأغاني والأمر ذاته مارسته نظم ومجتمعات أخرى بلا استثناء.. فالجنس حال من المسكوت عنه حتى عند بعض قوى نضالية خاضت المعارك البطولية في إطار التحرر الوطني وتراها تعاملت معه على أنه منطقة محرمة التناول و\أو الحديث فيها، بسياقات تعكس طابع المجتمعات وتفكيرها والمنطق الذي يحكمها..
لكن أين بدأت مشكلة المجتمعات مع الجنس مع أن تلك المجتمعات تمتلك طقوساً مختلفة متباينة بشان ترتيبات الزواج وتسمياته بمشتملات النكاح أو غيرها من ألفاظ وما يُراد بها.. لقد خلط التحريم والحظر الأمور وحولها إلى منطقة ضبابية مصطبغة باللون الأحمر وأسوار خطوطه التي لا يثسمح بعبورها غلا باشتراطات بعضها سليم وأغلبها ليس كذلك وهذو الأمر الذي جعل الممنوع مرغوب أكثر ولكن بطريقة ولوج التيه بما يفضي لمزيد أخطاء في التعامل مع تلك القضية وشبيهاتها من المحظورات..
يهمني أن اؤكد أن عددا كبيرا من المبدعات والمبدعين كسروا تلك (التابوات) ووظفوا الجنس في الحديث عن الضلع الآخر من المحظورات أقصد السلطة السياسية وكانت منجزاتهم مأثورة باقية بحجم القدرة على تبني الرموز وآليات الحركة الرمزية لأحداث السرد أو التعبير الأدبي؛ وأبعد من ذلك يوم تجد المركب الكيميائي (الثلاثي) للتابوات يتبدى في عمل أدبي أو آخر وهو ليس أمراً غريبا مستكرها غلا في ذهن متشدد.. إذ أن الواقع يؤكد عبر تاريخ الوجود البشري أن الكهنة والحكّام مارسوا استعباد الإنسان واستغلاله ومنه الاستغلال الجنسي حتى يومنا هذا…
فلطالما شهدت معابد كهنة المجتمعات البشرية الموغلة في التاريخ القديم حالات مرروها بمسمى الجنس المقدس ولكن أيضا أخرى خرجت على هذا الطقس بما كان يقع بالإكراه والإجبار والاتجار، دع عنك حالات (السبايا والجواري والغلمان والعبيد…).. فهل يا ترى كان الحظر يجري تسترا على جرائم (السادة) وما يرتكبون؟ وهل هذا يشبه ذاك مما حدث في المعبد ولدى القبائل البدائية!؟
ثم كان المجتمع البشري الأول منسوباً للأم ليتحول مع الاستقرار وتقسيم العمل إلى مجتمع (ذكوري) وتتغلب سطوة العنف وقوة العضلات على قوة العقل الذي كان بمرحلة طفولته زمن ولادة قيم التمدن والتحضر.. فهل كان الحظر مما ساهم بتكريس مفاهيم الملكية والعبودية وسطوة الإرادة الذكورية!؟
لنمر إلى عصرنا الحديث ولنكن في عراق اليوم، وفي ضوء تشخيص الوضع العام سنجد أن العراق الذي خرج من زمن الدكتاتورية ومنع أي كلمة بشأن الحاكم، تحول إلى مراكز قوى تتقاسم كلَّ شيء غنيمة وملكية خاصة لهذا الطرف أو ذاك واليوم نجد إذكاء النزعات القبلية العشائرية بشكليات فارغة لا تستطيع استعادة الماذي ولكنها تتبدى بشكليات شبيهة تأتي حتما مشوهة والأنكى سلطة طائفية سياسية تتمترس خلف الميليشيات وتتحصن بخنادق معاركها..
فمن يكتب عن هذا الواقع وكيف يكتب بموضوعية إن لم يمر على ما خلَّفته معارك أجنحة الطائفية وهمجيتها؟ أليس منها موضوع السبايا؟ أليس ذلك اتجارا بالبشر واستعبادا جنسيا للمرأة!؟ ماذا يقول الكاتب فيه؟ وإن لم يتكتب الأدب ونصوصه موضوعات الساعة من صراع الميليشيات وسطوتها على الشارع وقضايا اقتحام البيوت والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي بل إفراغ البلاد من أهلها الأصليين الذين باتوا يتناقصون حد الاضمحلال، فعمَّاذا يكتبون؟؟؟
لقد دخل على المجتمع العراقي الذي تحرر من التقاليد البالية للعهود الظلامية التي مرت على العراق ولكن ها هو يعاود الدوران والانقلاب رأسا على عقب ليدخل في ظلمة جديدة بحجة التدين والدين ومن ثمّ تمرير التمذهب والتمترس بخنادق الطائفية باسم المذهب وقدسيته والاعتقاد به وكأن الحياة ليست سوى طقوس من تلك التي فرضوها على المجتمع فهذا يتجاوز الأدب الحظر على ذلك وحينها كيف للأديب أن يحيا إن انتهك ما يسمونه المقدس المحصن، والحصانة أسقطوها على كل من يرتدي جلباب وليس على ما يسمونه مرجعا أعلى وهكذا صار الأكليروس كل المنتفعين.. وعلى الرغم من انتشار فضائح الإباحية لوكلاء ولمراجع بالصوت والصورة إلا أن الأمر مازال وكأنه سر من الأسرار المقدسة التي لا يجوز انتهاكها!
الصورة هنا أن الأدب حين يكسر التابو إنما يساهم في تنوير العقل وفي البحث عن قيم روحية جمالية بديلة للتشوهات الجارية ويصير الأدب وجودا تنويريا والسلطة المتعسفة وجوداً ظلاميا .. غير أن الأدب نفسه سينقسم بين تنويري وظلامي عندما يتعلق الأمر بكيفية التناول والمعالجة لمثل تلك القضايا وتحديدا منها المحظورات أو التابوات..
فعندما يكون للنص الأدبي (موقف) هو مقاربة للأنسنة تظهر التابوهات بوجهه بمنطلقات تستند إلى قيم محاكم التفتيش فالحاكم السياسي له اعتراض والوجيه القبلي العشائري له اعتراض آخر وكلاهما يستغلان التشوش والتشوّه المجتمعي ليحثوا حراكا مضادا لقمع التعبير الجمالي ومضامين طروحاته وطابعها القيمي وطابع معالجاتها التحررية التي تريد للإنسان ألا يكون خاضعا لقيم التشوه ومنصارة ما يخدم الاستغلال والاستعباد..
إن خطاب التخلف وسوداوية القيم وبكائيتها ونصرتها للانكسار والحزن والسلبية يبرر الخضوع لشهوات ومآرب غير مبررة في الوجود الإنساني السوي.. ومثل هذا الخطاب عندما يطلع على التعبير الجمالي الأدبي ومعالجته وصيغ تناوله للطابوهات سيرفضه من بوابة التحريم والاستنكار للمس بقيم المجتمع السائدة مع أنها قيم مشوهة لا تنتسب لا لدين ولا للعقل ومنطقه.. ويصير حكم أو فتوى أي رجل دين أو متشبه برداء رجل الدين قرارا يينفذه أي جاهل متخلف يصادر حق الحياة للكاتب المبدع..
مهام الأدب ووظائفه تستند غلى بنيته ومعالجاته ونهجها ومن ثم فهو لا يأتي فارغا كاصوات بلا علاقة بمعطيات الحياة بل هو في صميمها يصنع جمالياتها بتعبيره.. لكنه بوقت يشتغل على أدواته يظل بحاجة للحرية المسؤولة حيث الالتزام بقيم الناس وما يعود عليهم بتنمية العقل الذي يؤنسن طبعا لا الذي يخرب ويدمر مسيرة الإنسانية.. لكننا بهذه المنطقة سنجد من يطعن الأدب بمقتل عندما يضع له المحظورات برؤوس أو عنوانات وجودها أم بتفاصيلها وهي في الحقيقة ليست سوى وصاية وقمع ومصادرة لأمور بنيوية لا غنى عن وجودها بموضع التعبير المخصوص.. المحاولة بهذي المعالجة هي تمهيد في إشكالية المحظورات \ التابوات أو التابوهات فلنقرأ بعيدا عن المواقف المسبقة ولنتفاعل بحرية تامة اختلافا واتفاقا
حسناً مَن مِن البشر لا يخطئ؟ ولو افترضنا أنَّ النص السردي وكاتبه كانا على خطأ؛ فلماذا نصادر حياته؟ لماذا نغتاله ونقتله وأكثر من ذلك ننكل به ونمثّل بجثته حتى!!؟ إنَّ القضية أبعد من عقوبة لانتهاك خط أحمر لمحظور هي وحشية همجية تثأر كما قوانين الغاب بطريقة عدوانية انتقامية بشعة تبيح لنفسها الفظاعات وتصادر حق الآخر في كل شيء حتى في حيانه وأنفاسه التي لم يهبها له بشر…
إنّ البنى الجمالية التعبيرية تظل بحاجة لالتقاط الصورة فوتوغرافية جامدة ستيلايف أو حية متحركة للإنسان وهي لا تتكامل بجمالياتها ما لم تزظف كل ملامح وجوده وعلاقاته التي تعني قضايا الحياة بتفاصيلها ومحاورها الرئيسة ولعل الجنس هو أحد تلك المحاور وليس التفاصيل الهامشية ومثله الدين والسياسة او المشاركة في الشان العام وفي منح صوته لنظام أو آخر..
كيف يظهر الجنس يمثل منطقة اختلاف فمن يريد توصيفه بالشوقية والسطحية ومن يخالف ذلك أمر يعود للسياقات والبنى الإبداعية نفسها ومنطق صياغتها.. وأشير هنا إلى أن ألفاظ كثيرة وردت حتى في النصوص الدينية (المقدسة) ولا يمكن للمتدينين أن يقولوا: إنها فاحشة وانتهاك للمحظور! وطبعا من الصادق أن نؤكد أن السياق هو ما يمنحنا سلطة الحكم والقرار في سلامة أو عدم سلامة..
والأدق موضوعيا ليس السلامة والصواب من عدمه وإنما درجة اتفاق التعبير الأدبي مع القيم والأساليب بما يجذب و\أو يقنع جمهورا كافيا بطرحه. وبالمناسبة حتى في مرحلة تاريخية قد يُقنع الأدب وقد لا يُقنع جمهوره ويأتي جمهور آخر بمرحلة أخرى ويتفق مع ذائقة النص وجمالياته…
إن الأحكام (الأخلاقية) نسبية بينما يهمنا بالدرجة الأساس أن نوظف الأدب في تحسين معالم الحياة والسير بها بطريقة تضع جمالياتها موضعا حكيماً، يستجيب للحاجات الروحية بمرحلة من مراحل التطور البشري..
هنا يكون المحظور مجرد مصادرات من التاريخ وماضٍ لم يعد موجودا ولا يجب أن نسمح بعودة قيود تستعبد الإنسان وإبداعه.. من هنا كان علينا أن نقرأ ما سماه ذاك الماضي محظورا قراءة جديدة مختلفة نوعيا.. وربما وجدنا ببعضه أو جميعه قيما ظلت معتقلة خلف قضبان الحظر بطريقة هي من انتهك الوجود الإنساني وصحيح قيمه، القيم التي تعني ((كامل الحقوق وكامل الحرية)) مما يمثل احتراما للإنسان يفعّل عقله القيمة العليا لوجوده..
إذن، قراءة الجنس ومشاهده سيكون بنيويا تفرضه السياقات التي ترفض التحذيرات الواقعة بمنطقة التحريم والحظر والمنع والمصادرة. فقد يكون المشهد معبرا عن سوقية كما في تخيل الاستعباد الذي يمنح سلطة التلذذ السادي لشخصية سياسي أو رجل دين من المزيفين المفروضين على الحياة بسلطة العنف وفظاعات القمع والتعذيب والمصادرة حد مصادرة حياة الناس…
وهنا ليس القصد بالسوقية الابتذال والدونية في خطاب النص وإنما في تجسيد الحقيقة بآلية أو سياق يمكنه فضحها ومديات الانحدار والتردي فيها… الشروط في التعامل مع الجنس والسلطة والتدين ليست أخلاقية تتزين بمنطق أو قيم السيد المالك لزمام ذاك وإنما هي شروط ومحددات جماليات التعبير الأدبي بنيوياً سياقيا وظائفيا..
والتناقض بين التقويمين هو تناقض بين التنويري والظلامي في المعالجة الأدبية من جهة وقبلها كما أشرنا قبل قليل في التعارض بين دور الأدب وجمالياته وبين الواقع المشوه ومنظومته القيمية المتهالكة.
إن إبداع نص ينتهك المحظور يجسد التحدي الإنساني لمقاصد تشويه وجودنا ومصادرة الحرية فينا.. ولا يملك فعليا أي كان أن يصادر حق إنسان في وجوده الحر الكريم ومن ثم أن يصادره في حقه بالتعبير عن وجوده الإنساني بسلامة يراها برؤيته هو..
إن مناقشة حرية ظهور الجنس والسلطة والتدين تبقى قضية إشكالية بحاجة لتوقفات قيمية بالمعنى الأخلاقي الأعم والأشمل وجمالية بالمعنى التعبيري حيث التجسيد الأدبي واساليب تناوله..
بالمناسبة أحاول أن أؤكد تركيزي على مصطلح التدين لا الدين والسلطة أو الحاكم لا السياسة ربما وجدتُ شخصيا أن ذلك أنفع وأجدى واكثر سلامة في تجسيد منطق معالجتي التي تعترض على (رؤى) اشخاص يمنحون أنفسهم القداسة الدينية أو السياسية لتقمصوا الحصانة ضد محاسبة الناس لهم فيما يرتكبون.. ومن هنا فإن النقد فعليا ينبغي أن يظل بمنطقة موجودة بواقعنا هي المعبد بكل صوره وتسمياته مثل الجامع أو التكية أو الزاوية أو المزار أو المقام والحضرة والكنيسة والكنيس أو المعبد أو أية تسمية أخرى مما يجري خلف بواباتها من ارتكابات استغلالية… كما أن تلك الأماكن هي مثلما القصور الملكية والجمهورية ومكاتب قلاع أجهزة الأمن والمخابرات والشركات ودور وكهوف بلا حصر…
إن معالجتي تحاول وتقترح ولا تدعي صوابا مطلقا ولا تتعرض لمثال عرفه البشر وآمن به من أي اعتقاد وفيه وإنما تتعرض لحق التعبير الأدبي في تجسيد جمالياته على وفق ما تفرضه البنى الأدبية بسياقاتها ووظائفها المتفق عليها والمختلف..
ومن هنا كانت قصدية التنوير في التعبير الأدبي بحدود (التزامه) وليس (تقييده) بقيم أو تابوات مثلما يرفض بعضهم تعريب تابو لمجرد أنه يذكره بالقبائل البدائية وعلاقاتها الاجتماعية التي تتعارض وما يراه مقدسا على وفق اشتراطات التدين والاعتقاد عنده حصرا..
إنني أبرزت مثلث جنس سلطة تدين ولكنني أدرك وإياكم أنه بعامة وأيضا لاوكذلك بالخصوص في العراق اليوم نموذجا حيث أعلى نسبة فساد لا ماليا ولا إداريا فقط بل كل أشكال الفساد التي تنتهك الإنسان وجودا وحقوقا وحريات متفشية في هذا البلد المنكوب حتى بأقسام من شعبه تلهث وراء القسيات بما اجترحوه في أنفس بعضهم وتخيلوا إنه دين وما هو حتى بتدين، غذ كيف لنا أن نؤمن أو نقبل بالاتجار الجنسي بالنساء وغير النساء وكأنه دين لأن هناك شكل من مسميات (النكاح) جهاداً أو ما ملكت أيمانكم أو متعة أو مسيارا أو مطيارا أو أي تسمية يجري استغلالها لإيقاع ضيم مضاعف على الإنسان المرأة هنا بالخصوص…!!؟
لماذا يحظرون مرور الأدب على مثل هكذا قضية ألأنها تفضح المتدين الفاسد المجلبب بجلباب التيدن أو عباءة رجل الدين !! ألأن الأدب يعريه من تلك العباءة ويفضح حقيقة فساده!!!؟ ألا يفضح ساسة العهر من صناع دور العفاف لتلهية جندهم الذكور وسطوتهم وليمرروا ألاعيبهم هم في إدارة نظام الفساد الطائفي؟؟؟؟؟
لم أستطع هنا وأنا أتحدث ليس عن الأدب بل عن وظيفته وعن دوره التنويري وعن تعامل الإنسان التنويري صاحب العقل العلمي مقابل الظلامي ، لم أستطع إلا أن أعبر عن السبب العقلي الموضوعي لرفض الأدب الإنصياع للحظر على إطلاقه..
يبقى أن روائع الأدب تتميز وتبقى وهو حكم الإنسان فرديا جمعيا عبر عصور وجودهما المجتمعي بخلاف ما ينحدر بتعبيراته ويكون من الركاكة ما لا ينظر إليه الناس إلا على أنه من سقط متاع وسوقية النظم الاستغلالية يعبر عنها فيزول بتقادم الزمن عليها وبزوالها.. وعليه ليس بالحظر ينتهي الفاسد من الشياء وليس بالركاكة يعلو ويبقى الأدب ولكنه بجماليات تحترمها البشرية كما في تلك الأمثلة الخالدة على الرغم من محتوياتها بضمنها الصراحة الجنسية، الدينية، السياسية وكذلك اليوم.
نعم، اليوم حيث التعبير عن سخف ادعاءات الطائفيين بتدينهم المزيف وما يجترونه من ظلام ملالي هذا البلد وصبيان ذاك وغلمانه.. هكذا العراق اليوم يئن من نفايات تشوه وجوده وتتعارض مع قديمه المشرق منذ سومر وبابل وأكد وبغداد الحكمة والمستنصرية وحتى الدولة العراقية الحديثة بينما غزا جراد الفساد منذ 2003 وجودنا فلا أدب ولا فن سوى تلك الترهات؛ أما روائع الأدب المؤمل فهي محاصرة أو منفية ولكنها إن التقت بمؤتمراتها وبمنجزاتها بوعي وتعريف للأدب كما تحمله من رسالة فستمنح البلاد قوى والعباد حرية وسيعاود العراق واهله المسيرة في سياق المجتمع الإقليمي والأممي الدولي..
ولتلكم خلاصة رؤية متواضعة في الأدب والمحظور بين رؤيتين متناقضتين… أتطلع إلى تداخلات موضوعية مثلما أعد بالعودة للموضوع بأمثلة ونماذج عينية ملموسة.
ضد الطائفية
Khairia Al-Mansour الكاتب أ.د. تيسير الآلوسي من زاويته نوافذ واطلالات تنويرية يكتب .. المحظور في الأدب بين ممارسات التنويري والظلامي ..
Tayseer A. Al-Alousi Aziz Alqenaei حسن متعب Husham KamilAdham Ibraheem رائد الهاشمي محمد الساعدي Muna Shabo AtHir HaDdad عامر عبود حيدر صبي حيدر عادل الجابري علي علي العيبي Faisal Jassim Tameem Amjad Tawfiq Lamis Kadhum DrAmer Salih
وإنما بأمس الحاجة لصانعي السلام…
للمصلحين ….لرواة القصص …للمحبين….
لكن الايديولوجية التي وضعنا بها الحاكم وولي الأمر والسيد جعلنا نتقوقع باغلبية بذاك المثلث لغايات شخصية وارضاء السيد والفكر المحدود الضيق.. تحياتي واعتزاز ي دكتور
للاسف في العراق وفي اغلب البلدان التي تحكمها نظم خائفة مرتعشة من الراي الاخر،او تقاليد اجتماعية قبلية منغلقة جامدة، خضع الادب لقوة السلطة من جهة ولسلطة التقاليد الاجتماعية العشائرية او الدينية من جهة اخرى، بل وصل الامر حد نوع القراءات، احد الاصدقاء تحدث عن صباه ونشاته وذكر كيف ان والده احرق كل الروايات الروسية باعتبار ان كتابها شيوعيين ملحدين مدعيا ان اقرباءه اذا رأوا تلك الكتب فسيعتبون عليه، فتخيل اذن موقف السلطة حين يتبنى الاديب رايا مغايرا في الشان السياسي، وتخيل موقف السلطة الدينية اذا ما تطرق الاديب لموقف جنسي حتى وان كان يقدم فيه فكرة انسانية خارج منظور الجنس كفعل، حين قدمت روايتي للنشر طلب مني الاجابة بشكل مباشر هل هناك شيء جنسي في الرواية؟.. مشكلة الادب والابداع انه لن ينمو ولن يقدم كل طاقاته بدون الحرية الكاملة ولهذا السبب لم يتمكن ادباؤنا رغم امكانية البعض منهم من تقديم نماذج تنويرية الا من خلال الترميز وهي مدرسة عاشت وتعيش في الظلام، واغلب ما يكتب هو ملامسة السطح والظواهر دون الغوص في عمق العلاقات وتشابكاتها وجذورها فجاءت النتائج اما سردا يشبه اللغو واما سردا يتجمل بالشكل فقط..ومع ذلك علينا ان لاننكر بعض الكتابات المهمة التي حوربت لجديتها ولامكانية تاثيرها على الراي العام وعلى المثقفين بشكل خاص.. القضية باختصار لاابداع دون حرية ولاتنوير دون تعلق بالحرية وبادوات الفعل والتاثير والمكاشفة.. تحياتي
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية 4 – 04 الروابط في أدناه
للانتقال إلى ((زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية)) يرجى الضغط هنا على هذا الرابط \ د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
موقع الصدى.نت
توطئة: اخترتُ تسمية نوافذ، لأنّ كل معالجة تتجسد بموضوع بعينه يمثل (نافذة) من النوافذ ليمر إلى جمهوره عبر تلك النافذة؛ في حلقات.. وتمثل كل حلقة (إطلالة) من الإطلالات التنويرية. ومن هنا جاء اختيار اسم الزاوية كونها (نوافذ) تمر عبرها (إطلالات) تنويرية الدلالة والقصد. بمعنى أنّها تجسد محاولة لـ تلخيص التجاريب الإنسانية بجهد لمحرر الزاوية؛ متطلعاً لتفاعلات تجسد إطلالات المتلقين بتداخلات ورؤى ومعالجات مقابلة، يمكنها تنضيج المشترك بين مقترح النوافذ وإطلالاتها التنويرية وبين توصيات المتخصصين والجمهور وما يروه حاسماً في تقديم المعالجة الأنجع.
مرحبا بكنّ، مرحباً بكم في زاوية ((نوافذ وإطلالات تنويرية))، إنها محاولة لتفتيح النوافذ ومن ثمّ تفتيح البوابات وجعلها مشرعة للحوار الأنجع والأكثر تنضيجاً لمعطيات تجاريبنا الخاصة والعامة، تجاريبنا الجمعية التي نتبادل فيها الخبرات ونستقطب منها وبوساطتها المتاح من القيم السامية لمنجزنا المشترك
نافذة (1) بعنوان: منطق العقل العلمي ومنهجه
نافذة (2) بعنوان: المسرح والحياة
نافذة (3) بعنوان: التعليم وآفاق متغيراته
إطلالات جديدة في نافذة (4) بعنوان: التنوير بين جماليات الأدب ومضامينه
سلسلة إطلالات تنويرية للنافذة الرابعة؛ تقدم حركة التنوير عبر اشتغالات الأدب وجمالياته ومعالجاته موضوعاته واقتراحات مضامين المعالجة تلك.. إنَّ سلسلة الكتابات التنويرية تتطلع إلى تحولها لكتيبات تكون قناديل وسط ظلمة مفروضة قسرا على العقل الفردي والجمعي في العراق بقصد إدامة استعباد الناس وإخضاعهم لنير التخلف ومنطق الخرافة وإفرازات نفاياتها.. فهلا تفاعلنا لمزيد تنضيج وتفعيل لأدوار التنوير تلك !؟؟؟؟
نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة(04): التنوير بين جماليات الأدب ومضامينه \\ إطلالة (05): اتحاد الأدباء.. ستظهر قريباً
*** ***** ***
إلى إطلالات النوافذ التنويرية السابقة
*** ***** ***
إطلالات النافذة (3) وكانت بعنوان: التعليم وآفاق متغيراته
سلسلة إطلالات تنويرية للنافذة الثالثة؛ كل إطلالة هي حلقة من سلسلة حلقات المعالجة التي تصب بتناول العمق الفلسفي الفكري لخطاب التعليم وعلاقته بالواقع ومتغيراته في حركة التقدم اللولبية بإطار يتحدد بمنطق العقل العلمي ومنهجه:
يمكنكنّ ويمكنكم الاطلاع على حلقات النافذة الثالثة أسفل (تحت) مادة الحلقة الأخيرة الموجودة في الرابط أعلاه
*** ***** ***
إطلالات النافذة (2) وكانت بعنوان: المسرح والحياة
زاوية: نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 02: المسرح والحياة \\ إطلالة 20: المسرح المدرسي ونظام التعليم
يمكنكنّ ويمكنكم الاطلاع على حلقات النافذة الثانية أسفل (تحت) مادة الحلقة الأخيرة الموجودة في الرابط أعلاه
*** ***** ***
إطلالات النافذة (1) وكانت بعنوان: منطق العقل العلمي ومنهجه
نوافذ وإطلالات تنويرية منهج العقل العلمي \\ نافذة 1ج منهج العقل العلمي وقدرات الفعل \\ إطلالة 30: منهج العقل العلمي وجوهر التجربة التاريخية لحركة التنوير
يمكنكنّ ويمكنكم الاطلاع على حلقات النافذة الأولى أسفل (تحت) مادة الحلقة الأخيرة الموجودة في الرابط أعلاه
****************************************************************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/
المحظور في الأدب بين ممارسات التنويري والظلامي
مهام الأدب ووظائفه تستند غلى بنيته ومعالجاته ونهجها ومن ثم فهو لا يأتي فارغا كاصوات بلا علاقة بمعطيات الحياة بل هو في صميمها يصنع جمالياتها بتعبيره.. لكنه بوقت يشتغل على أدواته يظل بحاجة للحرية المسؤولة حيث الالتزام بقيم الناس وما يعود عليهم بتنمية العقل الذي يؤنسن طبعا لا الذي يخرب ويدمر مسيرة الإنسانية.. لكننا بهذه المنطقة سنجد من يطعن الأدب بمقتل عندما يضع له المحظورات برؤوس أو عنوانات وجودها أم بتفاصيلها وهي في الحقيقة ليست سوى وصاية وقمع ومصادرة لأمور بنيوية لا غنى عن وجودها بموضع التعبير المخصوص.. المحاولة بهذي المعالجة هي تمهيد في إشكالية المحظورات \ التابوات أو التابوهات فلنقرأ بعيدا عن المواقف المسبقة ولنتفاعل بحرية تامة اختلافا واتفاقا