عراق الخير: إرادة التغيير وممرات التنوير
مقتبس من المعالجة: “أن يكون العراق للعراقيات والعراقيين، معناه أن يمتلك عراق الخير إرادة التغيير الذي لن يتحقق إلا بمررات التنوير بهية ساطعة مؤثرة.. فهل تمتلك الإرادة ممراتها للفعل؟ ولماذا تأخرت؟ وكيف الحسم؟”.
كل من في عراق اليوم، أفي السلطة أم خارجها، يؤكد أنه صاحب مشروع لإنقاذ العراق وأنه يحاول إلا أن الآخرين يقفون بوجهه. وينقسم أهل العراق بين المصطرعين للسطو على موانئ البلاد ورقاب العباد وينسى المضللون موانئ الإنقاذ ودروبهم إليها.. ليس بين المصطرعين من يقول إنني أخطأت وحتى عندما يقر ويعترف فإنه يطلق ذلك بلحظة تلاعب وتستر خلف لعبة بوقت لم تبق لعبة لا يلعبها الحاكمون بلا حياء من مغازيها…
العراق، عراق الخير، بما فيه من ثروات إلا أن تلك الثروات ستكون عدما ولا شيء بعد أن استطاع الإنسان أن يحول المعدن الرخيص ذهباً. وبعد أن باتت البشرية تتجه للطاقة النظيفة بدل دفع الدم ثمنا للطاقة التقليدية يتناهبها شعيط ومعيط بلا مردود استثماري بنيوي من وراء تلك الثروات… بمعنى أن ترليونات الدولارات المضاعة لن يأتي بديلها ولا مصدر بديل إلا بقدرات إنتاج واستثمار طاقة الإنسان بخطط موضوعية..
ماذا ينتظر العراقي، بعد أن استنزفوا كل موارده وبعد أن بات على مفترق طرق العائدات المالية لثرواته الطبيعية أقصد النفط تحديداً؟ ماذا ينتظر من عبثية حرق الغاز منذ اكتشف النفط وحفر أول آباره؟ ماذا ينتظر وهو يحري وارداته أو يرميها لقمة سائغة بين فكي وحش السلطة المفسدة وطبقة الكربتوقراط التي سطت على كل شيء باسم الدين والمذهب والطائفة وألاعيب حماية هذا الفريق من ذاك والفريقان مصادران منهوبان ابتليا بكل جرائم الطائفيين المفسدين؟؟؟
إن ظاهرة الفقر المدقع والفقر وخطوطه ومستوياته والبطالة وتأخر الرواتب بل سرقتها ستدخل مرحلة تقليم الأظافر فنسبة ربع الراتب المتهالك ستؤخذ بين ضرائب على مستويات الدخل المنخفض وبين ارتفاع أسعار واستهلاك طاقة غير متوافرة فضلا عن انهيار بقايا المؤسسة الصحية ما يفرض اللجوء لبدائل منهكة ماليا دع عنك تعليم الأبناء بمنظومة تعليم من القرون المنصرمة ما يعني البحث للأبناء عن حل مكلف ومع ذلك بلا مردود!!!
أيها الأحبة عراقيات وعراقيين،
بيتكم العراق فقريبا حتى من لجأ وتجنس في بلدان العالم سيُعاد قسراً وكرهاً وما لم تنتبهوا لبيتكم الوطن ستكون الأمور بمجابهة العض على الأصابع ولات ساعة مندم…
تظاهرات لمطالب جزئية تبحث عن لقمة خبز هي تدني وعي وانهزام فكر ومطالبه أمام غول الواقع المنهوب المبتلى
تظاهرات ضد شخص أو آخر تدنٍ آخر لوعي الجوهر الحقيقي لمشكلات البلاد وتحرر العباد..
حركة احتجاجية تنتمي كل تنسيقية لبطل ميداني يحصرها بحي أو ضاحية او مدينة أو محافظة هي استرخاص الأرواح لطرف جديد بمعادلة الصراع مع الظلام ةظلمه…
صحيح أن الحرامي شخص هو راس من رؤوس الفساد وجوقته التي تتقاسم معه نفايات ماعونه الذي ابتلعه فتعتاش على الفتات
صحيح أن طبقة الكربتوقراط هي بطلة المشهد التي تسطو بمافياتها وميليشياتها على الوضع برمته
إلا أن الشعب ومقدراته ليس مأخوذا بسطوة بلطجي أو شلة بلطجية وانتهى فالنظام الحاكم اليوم قادر على الإتيان بوجوه بالمئات لكي يداري على لعبته الإجرامية ويديم إنتاج آلياته ومنظومة قيمه…
إن عدوكم هو ((نظام طائفي كليبتوقراطي)) وليس ((شخصا ملبوسا بالطائفية والفساد)) فهذا النظام الحاكم المتناسل بقوى الجريمة وأدواتها تحميه منظومة قيم وآليات اشتغال يجب العمل لتغييرها وإلا فإن البلاد والعباد سيبقون محكومين به وقوانينه وكل يبكي مصائبه يستحي من الإقرار علنا بابتلاءاته فيما لا يستحي من تسليم إرادته ورهنها لصالح سوقة القوم ونظامهم…
كل عراقية اليوم وكل عراقي مشارك في مسؤولية إدامة النظام الإجرامي… كل من تنتمي أو ينتمي لحزب أو جمعية أو منظمة طائفية النهج هو داعم لاستغلاله وهو يرهن وجوده قربانا للمجرم بذريعة أنه يؤمن بصواب ما يطرحه التنظيم من شعارات براقة! ولكن ألا يسأل المرء نفسه إذا كان حزبه صادقا كيف ينخرط في نظام الاستغلال والاستعباد؟
كل من تنتمي أو ينتمي لميليشيا مسلحة هو ضد دولة آمنة مستقرة وضد سلامة الآخر بل ضد سلامته هو لأنه لا وجود لميليشيا نزيهة عادلة فكلها تنخرط بالجريمة جريمة التخريب الشامل والتدمير الشامل…
الصحيح الصائب أن يركن صاحب العقل ببيته بدل الانخراط في الميليشيات وان يرفض أن يكون إمعة وقربان فداء لزعامات نظام الجريمة…
حتى عندما تحترم امرئا وتقدسه فعليك أن تكون واعيا أن وجوده في نظام تسبب بانهيار العراق وتفكيك شعبه واستعباده ما يعني أن تبتعد عنه فهو ليس زعيما وليس له من أداء يخدم الوطن
كلُّهم، بلا استثناء نفاياتُ نظامِ الاستغلال
هذا بديلهم حشود حرة ترفض الظلم وتختار نظاما بديلا عادلا منصفا يعيد إطلاق سراح حراك التنمية والبناء
الصحيح أن ننسحب من مؤسسات مافيوية ومن ميليشيات إجرامية جميعها بلا استثناء.. والشيء الوحيد الذي ننتسب له هو أنفسنا ومؤسسات الدولة ننتمي إليها لا عبر زعامات الخراب ولا عبر ممرات ميليشياوية بطريقة (الدمج) وإنما مباشرة حيث نعزز المؤسسة ووجودها ومن ثم نعزز وجود الدولة….
الصحيح أن ننتفض لأنفسنا كرامة وحقوقا وحريات وأن ندرك أن استمرارنا في نهج الخنوع الذي عاشه كثير منذ 2003 هو توديع الحياة واستسلام لزعامات ومجرعيات أسقطت القدسية على وجودها وصفقنا للعبتها القذرة..
الصحيح أن تتحول الحركة الاحتجاجية إلى تنسيقية وطنية موحدة يجتمع فيها العراقية والعراقي ويمتلك كل منهما الشجاعة لقول كلا واحدة
كلا للمرجعيات الدينية تعبث بنا
كلا للمرجعيات الحزبية السياسية
كلا للموسرين القطط التي سمنت وتضخمت من نهب ثرواتنا
كلا للكربتوقراط المفسدين من مستغلينا قرابين لنهم وحشيتهم
كلا لكل زعامة ادعت عصمة وجودها وزعمت حصانتها تجاه المساءلة
كلا لمنظومة القيم التي تفرض قدسية تمثيلها الحصري للإله
البديل
أن تمتلك العراقية ويمتلك العراقي ((إرادة التغيير))
و
أن يرفض كل من العراقية والعراقي دروب التضليل والمخادعة والدجل
أن تتخذ العراقية ويتخذ العراقي ((ممرات التنوير)) بديلا ((لأجل التغيير)).
أترك موضوع خطى الوصول إلى التنوير بقصد التغيير واقول باختصار كلما تمسكت العناصر الواعية بـ(وحدة) قواها للتنوير وأكدت على (استقلالية) نهجها للتغيير كانت أقرب للانتصار وكلما انجرفت وانجرت للعبة المداهنة ابتعدت وأبعدت العراق وأهله عن الوصول لحل..
وكلما اقتربت من الحل خففت من الثمن الباهض وكلما تلكات وتأخرت تضاعف الثمن على كواهل العراقيات والعراقيين..
زراعة الأرض واستعادة حقوقكم في مياه النهرين قضية وجودية .. لا تترددوا؛ فـ أداة الانتفاضة الجديدة ميلاد تنسيقيات وطنية موحدة مستقلة أداةً تنويريةً يمكنها وحدها تحقيق التغيير حيث الهدف هو التغيير لا الترقيع وألاعيب ما يختفي وراءه من إعادة إنتاج نظام الضحك على الذقون..
لا تخشوا ولا تتحرجوا أن زيدا من الطبقة الحاكمة ستقفون بوجهه وهو صديق أو معرفة ويمتلك بعض سمات للتعامل وإقامة علاقات إنسانية مباشرة خاصة بل انتفضوا مرة واحدة لتغيير النظام وسيلحق بكم، إن كان فعلا وحقا نزيها كريما لأن التغيير لا يعني الانتقام ولا الثأر لكنه يعني الإتيان ببديل لنحيا جميعا بكرامة وحرية ونبني وجودنا
انضموا إلى حركة احتجاجية (موحدة) (مستقلة) منهجها (تنوير للتغيير) أما رمزها المشترك شكلا فهي السترات الحمراء سيأتي وقت تحولها إلى رمز لثورة الشعب.. سترات حمراء بخطين يعبّران بزرقتهما عن الرافدين وبالقلب الأخضر عن هدفنا في خضرة وجودنا منقذا وميناء سلام.
حركة الاحتجاج هي حركة سلمية كي يكون العراق واحة استثمار وزراعة تتبعها صناعة مناسبة ومعركتنا ليست فتوات وعصي وبلطجة ميليشياوية بل وقفة شجعان، نساءً ورجالا؛ بثقافة تجمعنا بوطننا بيتنا، نحن أهل بيت واحد لا نتحدث لغات انتماء لطائفة أو فرقة تحترب مع أخرى بل نستعيد معا ما غزته قوى خارجية وادوات محلية
تحرروا ولتخرج النسوة العراقيات رفيقة درب ونضال لا تخجل من وجودها حيث مكانها ومكانتها وحيث رفضها عالية الصوت لكل أشكال استغلالها وحيث كرامتها في عقلها ووعيها وحيث وجودها في حركة الاحتجاج هو انتصار لوعي الرجل الذي يفخر بها.. ومن يبدأ الريادة هو البطل وهو مشروع الحياة الحرة الكريمة وهو الذي يمنحه الشعب الحصانة
وعامكم عام عراق الخير يمتلك إرادة التغيير وممرات التنوير الأكفأ والأنجع
Tayseer A. Al-Alousi حسن متعب Adham Ibraheem Husham KamilTameem Amjad Tawfiq رائد الهاشمي DrAmer Salih عبد الحفيظ محبوب AtHir HaDdad
تيسير الالوسي على قلمه النابغ في الحث على مستقبل ناهض يليق بالعراق وشعبه .
موضوعات ذات صلة
هل نضجت الحركة الاحتجاجية العراقية لتتحول إلى حركة تنوير قادرة على التغيير؟
تحالف تنويري يدرك التجاريب يمكنه الانتصار للشعب وتطلعاته بخلاف استيلاد تحالفات إيهامية صورية
كفتا توازن استراتيج قوى الظلام وتكتيكات قوى التنوير؟
المناورة باختلاق الأزمات وأثرها في تمرير جرائم النظام
دروس البصرة بين ما كان وما ينبغي..!؟
شعوبنا الحرة تنتفض على ميليشيات قوى الظلام ومن وراءها؟
العملية السياسية في ضوء الأزمة الحكومية
عراقيون وسط عبث عملية 2003 السياسية؟
*****************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/