لم تجر انتخابات في العراق بل خيارات حزبية بين ألوان طيف واحد مستبد لن يسمح يوماً بمبدأ التداول والتغيير وتسليم السلطة للشعب على وفق إرادته.. إنه نظام (أخذناها وبعد ما ننطيها!) كما صرح عرّاب النظام الطائفي .. وكل اللعبة التي تتحدث عن مخرجات الانتخابات إنما توهم العالم بوجود حكومة شرعية في العراق بخلاف حقيقة سقوط الشرعية عنها منذ قمعت أول انتفاضة شعبية بالرصاص الحي ومنذ أن أعلن الشعب مقاطعة ما أخرجوه من سيناريو (انتخابات) قبل شهور..
ولمن يريد الحقيقة لينظر إلى تجدد الانتفاضة كل بضعة اشهر وما جوهرها ومطالبها المتمثلة في ((التغيير)) ورفض سلطة الطائفية والفساد الظلامية .. فهل بقي من دليل آخر لمزيد تمادٍ من قوى دولية وإقليمية في تعاملها مع حكومة فاقدة الشرعية!؟ أليست تلك (الحكومة) هي مجرد مؤسسة مشوهة لا علاقة لها بالدولة الحديثة وما تقدره الدساتير والقوانين ومؤسسات حمايتهما كما دول العالم المتحضر!؟
يا سادة نحن وجموع الجماهير المنتفضة لا نلعب لعبة حصتي وحصتك ولا نسبة الصحيح ونسبة الخطأ .. لقد انكشف النظام الذي يحكم في العراق وما تمَّ تكريسه عن سابق إصرار وقرار.. إنه نظام ((طائفي كليبتوقراطي)) مافيوي مفسد بالمطلق، ولهذا تتجدد الانتفاضة بجولاتها المتعاقبة المتقاربة..
أما لعبة البيعة الانتخابية؛ فبنسبة الـ80% من المقاطعة الشعبية تفقد شرعيتها بخاصة بدولة تبحث عن التأسيس والتشييد حديثاً، بنظام كان الشعب أعلن اختياره إياه ولم يتم اتباع خيار الشعب بل كل الذي جرى هو المراوغة والعبث واللعب ما أفضى لتكريس نظام مغاير هو الأفسد عالميا بشهادة دولية بامتياز طوال مدة الحكم منذ 2003 حتى يومنا…!
إن من شارك فيما سُمِّي انتخابات عامة هي نسبة لا ترقى لأكثر من مشاركة جمهور أحزاب الطائفية المافيوية الميليشياوية.. و(الانتخابات) التي جرت، كانت عملية تمَّ فيها استطلاع رأي المؤمنين بالنظام وفلسفته للاختيار بين أحزاب الطائفية المفسدة نفسها لا أكثر
إنها انتخابات ((حزبية)) طائفية حصراً، جرت بين قوى الإسلام السياسي الظلامية نؤكد هنا حصراً، ولا تداول فيها ولا تغيير ولا فرصة لصوت الشعب أما تفصيل قوانينها بمقاييس ومعايير لا قانونية وإدارتها بطرقة مكشوفة التزوير على آخر حدود التزوير فالمخرجات مقررة وهي وبادٍ والعملية الجارية بوادٍ آخر للتغطية والتعتيم دوليا فالشعب لا يستحون منه ولا يخشونه
وبجميع الأحوال القضية حصرية للتداول بين أطياف اللون الواحد، لون الاستغلال ومصادرة الحريات ونهب الحقوق وهو الأمر المفضوح ولا يخجل مرتكبو الجرائم من إعلان أنهم ارتكبوها ويعتذرون لفظيا فيما يكررون إنتاج نظامهم لمزيد ارتكاب جرائم وبلا من يختشي أو يخشى…!
هذه ليست انتخابات، إنها خيارات جمهور أحزاب ظلامية مترعة بالفساد والجريمة وعنفهما.. أما التصويت الذي يجب الالتفات إليه وإلى ما يريد، فهو موقف الشعب الذي قاطع اللعبة بوعي وإدراك وعليه فما يجب للشعوب والأمم ودول العالم هو النظر والتفاوض مع ممثلي الشعب ممثلي الانتفاضة ممثللي التغيير
وعليهم الاستجابة لمطلب الشعب بقطع العلاقة مع قيادة نظام الطائفية ورفض التفاوض معها إلا على تسليم السلطة للشعب لكي يعاود إجراء انتخابات حرة على وفق القوانين السليمة لا المفصلة على أهواء الطائفيين
والتي تجري بظلال الأمن والحماية للحريات لا بظلال أسياف الجلادين قاطعي الرؤوس مستلبي لا الثروات بل الحيوات أيضاً
تلكم هي القضية
سلم الشعب المنتفض والنصر لإرادته الحرة
ورسالتي وهي مستوحاة من رسالة الانتفاضة الشعبية إلى كل الظلمة المتجبرين وإلى حاشيتهم من الرعاع وطبقة الكربتوقراط المفسدة لن تدوم لكم والثورة آتية بقواها الشعبية لتكنسكم عاجلا ولن تكون آجلا فلقد بلغ السيل الزبى.. فتمعنوا وارعووا وسلِّموا الحق لأهله
إلى كل المتحذلقين المتحدثين عن النسب الانتخابية كفى فأنتم تضحكون على أنفسكم إذ كشف الشعب جوهر اللعبة البيعة أما الشعب الشعب فلم ولن يبايع السوقة المجرمين وقد اكتفى ضيماً وفاق وفاض وها هو يثور ليخرس لعبة الدجل المسماة انتخابات البيعة لنظام الأفسد عالميا الأكثر إجراما وفشلا
**********************************************************
ملحق ذي صلة
من أجل موقف يرتقي للواجب تجاه انتفاضة الشعب تنطلق شرارتها من البصرة
ومن أجل لقاء طارئ يقرر وحدة قوى التنوير واستقلاليتها
من أجل الانضمام لحركة الشعب بطريق التغيير
من أجل نشر ثورة الشعب وعدم حصرها بمطلبيات محلية
لابد من الانتفاض على تلكؤنا وإنهاء سلبيتنا
فإذا ما تلكأت قيادات التنوير كما يجري من بعضها اليوم فإن الغدر بحركة الشعب ستكون عاقبته تمديد فرص الاستعباد وأسر حركته تلك بين فكي الخدعة الدينية وأوهامها وعنف الميليشيات ودمويتها..
ألا يا أحبتي لنركز على ضفتنا وما فيها من ثغراتٍ يلزمُ أن نغيرها كي نستطيع أن نرد على ظلاميي الإسلام السياسي وجوهر ما يرتكبون من جرائم
ودمتم لحركة التنوير والتقدم والانتصار للشعب كرامةً وحريةً وحقوقاً بل مصيراً
ألا هل وصل صوتُ البصرة وتطلعاته في قيادة حركة التغيير