مقتبس من المعالجة: ”إنّ اللامعقول ليس خيالا ترفياً ظهر بين مذاهب المسرح وأساليب تعبيره، ولكنه انعكاس للحياة البشرية تتكسر فيها قوانينها وأعرافها حيث جنون الانفلات وثيماته وما تختزن من شفرات ومداليلها؛ فكيف نقرأ هذي الظاهرة مسرحياً فلسفياً…؟”.
عندما توّجت الحربان الكونيتان الأزمات العالمية العاصفة، لم تستطع البشرية هضم وحشية الآلة الجهنمية وما اختلقته من اختلالات كارثية. فكان من بين النتائج، ظهور حالات التمرد الاحتجاجي وكسر ما استقر من قوانين وأعراف لم تستطع صيانة الإنسان وقيمه.. وتجسد الحدث البركاني التراجيدي، بوقت لاحق من انتهاء الحرب الكونية الثانية، في أشكال التعبير الجمالي: الأدبي والفني، بمسمى (اللامعقولABSURD). ونجم عن حجم السحق الهائل سمة الكثافة التعبيرية التي تمّ استعارتها من اللغة الشعرية وكذلك في سمة الدرامية من جهة كثافة المحمولات الفلسفية. فصرنا بمجابهة اللامعقول ولغته ومعجمه الخاص حيث معطيات التعبير عن الواقع البشري بظلال كل تلكم الضغوط وأهوالها.
أما عراقياً، فلقد كانت الحروب العبثية المتعاقبة، وطابع النظام السياسي والتراجعات القيمية اجتماعيا، بخاصة عقب 2003 حيث ولادة نظام الطائفية الكليبتوقراطي، المافيوي الميليشياوي؛ كانت قد أوغلت بمعارك الحرب الطائفية والمنتفعين منها ودفعت إلى ارتكاب مختلف أشكال الجرائم التي جرى توصيفها في القوانين الدولية ولوائح حقوق الإنسان..
وهكذا جاء ردّ شبيبة الإبداع سواء في أربعينات القرن المنصرم أم مطلع الألفية الجديدة بوساطة معالجات تعكس مراياها أو تحاكي ذاك الواقع التراجيدي وما أنتجه من اختلالات قيمية لم يستطع العقل الجمعي في ظلالها ضبط مساره على وفق منطق التقاليد التي باتت هي الأخرى شكلا قهرياً لا يتلاءم ولامنطق المرحلة بكل تعاليمها الجديدة. بمعنى أنّ مسرح اللامعقول لم يأتِ رغبة طارئة عابرة تدور في ذهن منتجيها، مبدعيها.. وإنما محاكاة إبداعية حقة لذياك الواقع وما فيه من مطاحن وحشية..
إنّ القضية تعود إلى جملة ملامح للمنجز الجمالي الدرامي الجديد، سواء مسرحياً أم أدبياً حيث اللامعقول مذهب يتكرس على خلفية فلسفية فكرية تتسم بمضمون وأسلوب يمكن وصفه مبدئياً بـ(التمرد والاحتجاج) أو نهج الثورة باشتغالها المبني على سمات (الغضب والاحتجاج) وطابع القسوة ومنطق الاحتقان والتوتر وانفجار تلك الاحتقانات التي لم يعد ممكنا استيعابها داخلياً.
وهذا ما أسمته القراءة الجدلية النقدية بـ (اللامعقول أو العبث[ABSURD]) وأعلنه معجم الحياة المعاصرة مصطلحاً فكرياً أخلاقيا بالمعنى الفلسفي المعبر عما أشرنا إليه من تفاقم الصراعات بعالمنا إلى حد الحرب التي لم تكتفِ بالتهام الضحايا بل تركت ندوبها وواصلت السحق فيمن بقي يقارع المصير السوداوي ممن تم وضعه وممن مازال يوضع على قائمة الآلة الجهنمية.. وهي الآلة التي لم تعد محلية بل بظلال العولمة صارت شاملة بطريقة أودت إلى مشاعر الإحباط من إمكان الانعتاق والتحرر، وما بقي للضحايا سوى كسر القيود القيمية التقليدية لعيش اللحظة بمحايثة الفجيعة التي تحكَّمت بـ (المصير البشري) حيث الشعور بعبثية الفعل الإنساني أمام مصيره المحتوم في ظروف لا جدوى الفعل من زاوية نظر بعينها!
فمنذ معارك الثلاثينات وصراعاتها وأول جريمة إبادة جماعية في العراق، طعنت في التنوع المجتمعي العراقي ومروراً بثمانينات القرن وجريمة إبادة جماعية أخرى وأهوال ضحايا حرب الثماني سنوات المفروضة قسرياً على الشعب من مختلف أطرافها ثم حروب الطائفية التي يرمي كل جناح طائفي بأسبابها ومخرجاتها الفجائعية على كاهل الآخر ثم اختلاق جناح بمسمى الإرهاب لمزيد تعمية في حقيقة من يشغِّل تلك الآلة الجهنمية ومطاحنها، منذ تلك الحلقات وما تلاها بكل تلاوينها ومن يقف وراءها فإنّ الانقسامات الداخلية المصطنعة المفروضة قسراً؛ ظلت تفتك بالعراقيات والعراقيين وتطحن معهم قيمهم وقدرات إنتاج خطاباتهم المجتمعية بمحاورها كافة؛ فـهيمنت على الذاكرة الجمعية والفردية ضاغطةً عليها حدَّ السحق!
ولقد عبر العراقي بخطابه الثقافي الجمالي مثلما عالمنا المعاصر برمته، عن تلك الأوضاع بمتنوع التعبيرين الأدبي والفني ومدارسهما الجمالية المستندة إلى التيارات الفكرية الفلسفية التي قرأ بها أوضاعه تلك.. لعل أبرز أشكال التعبير ومذاهبها ومدارسها هي ما جسَّدت ما وراء الواقعية في تفاصيل اليوم العادي للفقراء البسطاء وعبثية ما يجابهونه أو لا معقول تلك المجابهة غير المتكافئة…
إنّ تفاصيل الصراع أودت بمجمل قيم الإنسان، فخلقت اللاانسجام واللاتناغم في إيقاع الحياة وأوقعتها أسيرة نهج الآلة الجهنمية ومطحنتها.. فماذا يتبقى للمرء غير الخضوع من جهة لمنطق رفض التناسق والاتزان والتناسب فتتحطم قوانين البنى الجمالية التقليدية لتولد قوانين بديلة هي منطق اللامعقول وقيمه..
إن البنية الجديدة تعبر عن التهشّم والتحطّم وعن التناقض بين منطق بنية الإنسان ووجوده ومنطق التهشيم السائد في محيط الإنسان وتلكم باختصار أبرز سمات بنية اللامعقول جماليا؛ أي السمة التي حاولت التجنب الجزئي لا الكلي والمؤقت الآني لا العميق الدائم بالانتهاء إلى العبث بدل القسوة مع تعبئة اللامعقول بمعجم قراءة الوضع بأطر وأدوات لا تلغي الإنسان مبدعا منتجا ثقافيا فلسفيا، لكنها تفرض عليه قوانين تعبيرية بديلة..
من هنا، اشتغل المسرحيون العراقيون بالقدر المتاح بين أيديهم على الامتياح من مسرح العبث مع عدم الاكتفاء بما وجدوه في المنجز العالمي حيث أضفوا محمولات قيمية ذات قراءات مخصوصة بالهوية العراقية من جهة وطنية وبالعمق الإنساني الأكثر اتساعاً من جهة أخرى. إننا نستطيع قراءة ذلك بعدد من المسرحيات منذ لامعقول يوسف العاني منتصف القرن الماضي وحتى لامعقول قاسم مطرود مطلع الألفية الجديدة..
المبدع العراقي والمسرحي منه تحديداً، جسَّد ذلك في أعماله وإن ظهر في تنوعات بوهيمية أحيانا كاستجابة للوضع كما هو عليه.. وهو ما أنتج فسحة متسعة لمفاجآت الشكل الدرامي ليس للجمهور المسرحي حسب بل للنقاد والمنظرين الدراميين أنفسهم.. فجاءت بيومنا هذا أعمالٌ درامية تتبنى بجمالياتها أداة لتحطيم الكهنوت (الديني) وصنميته وبعض قيم مصطنعة مما تراجع إليها الوضع العام، أذكّر بعدد من الأعمال سواء المصاغة عراقياً ام تلك التي تعمد المخرجون العراقيون التقاطها من المسرح العالمي مما يكسر التابوات التي تساهم بخدمة مطحنة الآلة الجهنمية، وبعض أدوات تلك الآلة وتابواتها هي الكهنوت وفتاواه التي ما أنزل الله بها من سلطان لكنها تظل ترنيمة الظلاميين الطائفيين من سماسرة النخاسة الجديدة ممن يتحكم بعراق ما بعد 2003 وما اختلقته جرائمها من كوارث ونكبات أودت إلى اللامعقول بكل معطيات دلالاته…
إنّ طابع التمرد المركب سواء ما يخص تكسير قوانين البنية الجمالية في المسرحية أم ما يخص تحطيم الأمور القيمية المضمونية فيها، يظل مقنَّناً بآليات مسرح العبث \ اللامعقول، على أنَّ البنية ليست اعتباطاُ بلا ضابط بل كينونة تنضبط بملامح؛ منها مثلا: أن تعدد الشخصيات في العمل الدرامي يظل موصوفا بكونه (أشبه) بحال من التشظي لشخصية واحدة تظهر بمنولوجها متنوع الأصوات، فالسحق يطال الشخصية الجمعية فيوحدها صاهراً إياها بتلك الشخصية، ليعيد تشظيتها وتوزيع همومها بإشارة مقصودة سلوكياً إجرائيا وفلسفيا فكريا لاشتغالات اللامعقول…
ومثل هذا يؤدَّى عبر استثمار لغة شعرية بما تمنحنا إياه كثافتها وطابع عبارتها.. وهذا ما يعطينا بالإيحاء والتشفير ومعانيه ودلالاته، التزاماً بإيفاء معالجة أي موضوع حقه؛ بما لا يقف عند إنتاج العمل استيلادا لتعبير كيفما اتفق وإنما يعني الالتزام الذي أشرنا إليه ضرورة التعمق باتجاه البحث عن أثر العمل وإكمال حلقات المسرحية بين المبدع والمتلقي.
وهذا ما يأخذ بعض مصادره من الصراعات والتغيرات المجتمعية المركبة ليعيد تداولها بصورة تتسم بالعبثABSURD ، لكن ذلك حتما ليس الاعتباط فالأول أي اللامعقول\ العبث يسمح بوجود الفائدة والتزام غاية بعينها والثاني أي الاعتباط لا يمتلكها قطعا…
وتشخيصنا لا يقبل بالموقف النقدي المستعجل، القائل: بأن تكسير قوانين المسرحية هو فساد لها بما يقابل فساد عالمنا أو بيئتنا محيطنا؛ لا يقبل به إلا من بوابة ما أشرنا إليه من قبل، حيث المحمولات الفكرية الفلسفية الموجودة في معجم مسرحية اللامعقول والأدوات الضابطة الموجودة فيه وإن تخفَّت وتسترت بتعبيراتٍ بعينها.
وشاهدنا على صواب ما نتبناه ونقترحه من قوانين ومن تشخيص يتأتى من الفرق بين العبثي والاعتباطي ورفض الأول محتوى الثاني وآلياته. ولأن اللغة ضابط أساس وربما وحيد ببعض الأحيان بمسرح اللامعقول فهي أي اللغة تمنحنا مفاتيح القراءة والتلقي ومن ثم التفاعل عبر معجمها الموزون وقوانين اشتغالها التي تضبط بالمحصلة ما قد يراه بعضهم فوضوية بلا ضابط..
إنّ ظواهر التهشيم المجتمعي تدفع المبدع إلى تقديم شخصيات ينتزعها بطريقة الفصم القسري، ينتزعها مثلما القول يمزقها ويفصلها عن كينونتها بسبب وجودها على أرضية الطحن والاستلاب… لكنه إذ ينتزع تلك الشخصيات من وجودها فإنه يريد التصريح بحقيقة مصادر التمزيق والاستغلال بفضح القوى الظلامية وجرائمها تلك التي ربما ظهر في بعض مسرحيات اللامعقول بصيغة رموز أو بمظهر مشوه وبجوهر يؤكد وحشية تلك القوى الظلامية وهمجيتها. إنها بنية هلامية مقصودة هنا إذ عرض الشخصية المتشظية يتم بصورة لا تتعرف فيها إلى ذاتها، وذلك بتعطيل منطقها العقلي المنسجم الملتزم بقيم وضوابط تقليدية جرى تحطيمها وحتى محوها بسبب هول ما يُرتكَب…
أما ما يوحد الحبكة فهو ذاك الجوهر وتعبيراته لا تمظهراته الكابوسية التي تنبع من صور العقل الباطن.. فعلى سبيل المثال، استثمار الوعي الباطن للعراقي اليوم، إنما يقوم على ما ينتجه حال إكراه السحق اليومي وانكساره الذي يدفعه (يدفع العراقي) للاحتماء خلف جدران منتهكة لكنها كومة متاريس يرى أنه قد يستطيع الاختباء خلفها في إرسال ثيماته الجنونية \ العبثية.
إنّ استعادة الوعي الجمعي وصوره في بصريات محددة حتما تستدعي بصيرة المتلقي كي يقرأها باستدعاءات تتناسب ومنطقة اللقاء بين المبدع والمتلقي التي لا تنخدع بالتأويلات بل التي تتعمد بها وإن كانت متنحبة الآلية قراءةً، لكنها الحاضرة المتقدة في تحريك الوعي الباطن بمفاتيح الوعي الجمعي ومشتركاته…
مع كل ما توصلنا إليه لا ننفي هنا حقيقة أن اللامعقول لا يتقصد بالحتم والضرورة أن يقدم حلا معياريا إجرائيا لمعضلة بعينها ولكنه لا يقف عند ما تخيله إبداعا لصورة بعينها؛ فيفيد هنا بديلا للحلول القياسية السمترية، بمهمة هزّ عنف الضغوط ومصادرها وما تثيره من قلق وحيرة، وهنا تكمن الثقة بأن الوضع العراقي باحتدامه لا يغلق آفاق البديل بطريق التغيير. ما يعني أن الأوضاع مرشحة لمنح العراقي فرصته في الوصول إلى الاستقرار بعد فوضى تخريبية مؤلمة موجِعة، وبمعنى لا وجود للمستحيل عبر الدلالة التي يقدمها جنس المسرحية المحبوك بمنطق اللامعقول..
وأيا كان اختلاف المنجز العبثي في المسرحية العراقية في مستوياته وطروحاته ومعالجاته المضمونية والجمالية، فإنَّ خطابها وآلياته لا يمكن أن يقع أسير اليأس من تغيير المشهد و\أو الإحباط من إمكان الوصول إلى الأهداف المنشودة حيث الأنسنة، مثلما شعوب العالم التي تحيا في ظل منطق المعقول حيث السلام والبناء والسير بخطى التقدم…
على أن المسرحية العبثية لا تقدم جدلية تعالِج، لكنها تعرض نظير الواقع بكل إيحاءات لغته وسياق معجمه لاستنطاق ذهن التلقي بمنطقة محايثة من الجدل؛ تقع في ميدان التفاعل بين الجمالي ومنطقه وآلياته والمضموني ومنابع أدواته واشتغالاته.
وبمراجعة معمار المسرحية العبثية سنجده عراقيا قد اتخذ الأداء الرمزي وسيلة لعرض واقع ممزق مرتبك تتشظى شخصيته الوجودية ومحايثها المعنوي في تمزقات متناثرة لكنها في العمق تتحد لتنتهي إلى غايات مرسومة لا تظهر فيزيائيا وجوديا بل معنويا دلاليا بمنطقة اللقاء التي أشرنا إليها للتو.
والشخصية العراقية المقهورة المغلوبة على أمرها تعود لتراقب كينونتها وهويتها المطحونة علّها تعيد لملمة تشظياتها، وإن جاء ذلك في توالد تتسم به بنية مسرحية اللامعقول؛ بمعنى المسرحية التي تجسد الواقع بلامعقوليته وما وصل إليه من مستوى طحن واستغلال وازدراء للوجود الإنساني بإلغاء إنسانية الإنسان (العراقي) عبر محق حقوقه وحرياته وإلغائها في تفاصيل اليوم العادي!
إنها تراقب بنية المرايا المحطمة أو الزجاج المهشم، لكن هذي المراقبة أو هذا التلصص، المشاهدة يعيد قراءة الذات الفردي الخاص من خلال حطام الجمعي العام بإطار عتمة الكودات ورمزيتها المعقدة وهنا نؤكد أن ما نتوصل غليه بهذه المعطيات وما يحل تلك الشفرات ورموزها ليس غير الأرضية المشتركة بين العمل الإبداعي ومتلقيه…
إن قراءة التلقي مهما تنوعت وتعددت فسيوحدها مشترك مهم بينها؛ إنه عامل القهر والاستلاب والمصادرة بمنطقة فعل لا رد فعل.. ولحظتها يكون للصوت المجسَّد في مسرحية اللامعقول معنى عميقا مؤثرا قادرا على وضع محمول التغيير موضع الأداء والفعل بمرحلة تالية، وهذا هو أحد أبرز أسباب العداء بين الظلامي الطائفي الحاكم وبين الفنون بعامة والمسرح بخاصة حتى بتلك التشفيرات وعتمتها المختبئة خلف منطق اللامعقول…
فقراءة التلقي تفضح الظلامي ولا تكتفي بإدانته على المدى البعيد بل تحفر له قبراً يقع بمزبلة التاريخ وبهذا فإن تلك القراءة تكشف عن وجود قوانين لمسرح اللامعقول وتمنح مفاتيح تفك ألغاز الحوار كما إعادة تركيب جزئيات لوحةٍ، هي اللغز الذي نتوصل إليه بإكمال جمع التشظيات، الأمر الذي يساعدنا فيه تلك الشخصية التي تختبئ فينا فتوحي لنا بمعالم الطريق نحو حل اللغز وفك أسراره.
بمعنى أن مسرح اللامعقول إسقاط فلسفي فكري لتشظيات الشخصية العراقية على مرايا مهشمة معقدة الجمع لكنها ليست مستحيلة. فمهما تناسلت وتكاثرت الشظايا ومهما ارتدى كل جزء من تلك التشظيات من أقنعة ومهما تخفى وراء متاريس العتمة، فإن المحصلة ممكنة الحل مع شيء من الصبر وفطنة البصيرة ودقة توظيف القدرات الذاتية للتلقي الإيجابي..
إن الوضعية الأساس لمسرحية اللامعقول، مسرحية العراق اليوم واقعيا ميدانيا وكل التعبيرات الجمالية الإبداعية عنها، إنما هي تناظر زمكاني أحيائي يحمل في أحشائه وليداً جديدا مخصوص الهوية مستحق التجديد ببدائله القيمية وأسباب عيشه بعنوانات مختلفة، الجوهري فيها أنسنة وجود العراق والعراقي واستعادة الاستقرار والأمن والأمان والاشتغال لنفسه مستقلا حراً كريم العيش، بالاشتغال لوجوده الجمعي والفردي حصراً باستقلالية لا تقبل التلويث بأية تذرعات في الارتباطات مع الآخر الذي مدَّ اصابع التدخل فنشر أوبئة التخلف ومنطق الخرافة…
ولاستكمال المعالجة، أترك تساؤل العنوان في هذه المعالجة ليستقطب إجاباتكنّ وإجابتكم مما سيتناول تفاصيل في محاور أخرى في لامعقول المسرح والواقع اللذين يتناولانه مما لم تأتِ عليه هذه العجالة..
وشكرا لمزيد تساؤلات وتفاعلات مؤملة في اشتغالاتكنّ واشتغالاتكم
التعليقات
هذا نداء لنقرأ بخطاب الثقافة وعمقه الفكري ومنطق العقل العلمي وتنويره مجريات الأوضاع العراقية ونحلل ماوصلت إليه من عبث يمرغ كرامة الفقراء بما فرضته قوى الظلام من جرائم
محاولة بأدوات المسرح والعلاقة بالحياة في تشغيل بصيرة معالجة مركبة
شكرا الصدى نت ونشرها وشكرا القارئة والقارئ الكريمين وتفاعلات أتطلع إليها تنضيجا وتقدما بالمعالجة
عبد الحفيظ محبوب بالفعل اخي العزيز دكتور تيسير تحول العراق الى مسرح حقيقي وليس تمثيلي درامي ولو قارنا العراق بلبنان نجد ان العراق العريق تفوق مسرحيا على لبنان طائفيا وبدات الطائفية العراقية تنتج ابداعات عبثية لا مثيل لها الطائفية المقيتة في لبنان هناك ضبط لها بعد الحرب اللبنانية التي اكلت الأخضر واليابس حتى المظاهرات في البصرة يصورها البعض خدمة لإيران لوقف الصادرات النفطية العراقية انا لا انفي اثر المندسين لكن هناك نقمة شعبية على الطائفية والأحزاب صحيح اخي الدكتور قد لا توجد مسارح في العراق بسبب أزمة العراق وأنهياره لكن هناك أشخاص مبدعون استطاعوا بفرديتهم كسر حاجز الخوف وكشف الحقائق عبر اللامعقول في حلقات تبث عبر اليوتيوب ولا ادري هم يبثوا انتقاداتهم اللاذعة من خارج العراق ام من داخله اذا كان من داخله فهم ابطال لان هناك مصورون قتلوا لأنهم أرادوا توثيق الفساد والاجرام بحق الشعب العراقي لذلك تجد اغلب المثقفين خوفا على حياتهم هربوا من العراق وهنا يفسر ارتماء المليشيات في احضان ايران خوفا من الشعب العراقي فاعتقد ان الانتفاضة الحالية هي انتفاضة الجوع وليس فقط الفقر وهي انتفاضة كسرت حاجز الخوف انا اعتقد أكيد هناك تأثير أفراد وظفوا إبداعاتهم في نقل المسرح العراقي الحقيقي ووضعه ضمن سياق اللامعقول وكان لهم اثر لم يتنبه لهم اصحاب الأحزاب ولذلك يجب ان تنتشر ظاهرة اللامعقول بشكل أوسع والابداع يقتل في مكمن قد لا يستطيع السلاح فعل ما يفعله الإبداع ضمن استراتيجية مواجهة العنف بالإبداع سلم فكرك النير اخي الدكتور تيسير
* بعض عنوانات مواد لاحقة وملاحظات في الاشتغال
* دائما مطلوب الربط بالتنوير ومنطق العقل العلمي
* محاور سيعاد مراجعتها وتعديل صياغتها لاحقا..؟
نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 2: المسرح والحياة \\ إطلالة ؟؟: تعقيد الحديث وتركيبية الاشتغال البوئيم
نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 2: المسرح والحياة \\ إطلالة ؟؟: تكنولوجيا المسرح والإبهار
نوافذ وإطلالات تنويرية\\نافذة 2: المسرح والحياة \\ إطلالة ؟؟: المسرح والمعاصرة ومعاني الحداثة أسلوبا ومعالجات مضمونية
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية 1- 14 الروابط في أدناه
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية \ د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
موقع الصدى.نت
توطئة: اخترتُ تسمية نوافذ، لأنّ كل معالجة تتجسد بموضوع بعينه يمثل (نافذة) من النوافذ ليمر إلى جمهوره عبر تلك النافذة؛ في حلقات.. وتمثل كل حلقة (إطلالة) من الإطلالات التنويرية. ومن هنا جاء اختيار اسم الزاوية كونها (نوافذ) تمر عبرها (إطلالات) تنويرية الدلالة والقصد. بمعنى أنّها تجسد محاولة لـ تلخيص التجاريب الإنسانية بجهد لمحرر الزاوية؛ متطلعاً لتفاعلات تجسد إطلالات المتلقين بتداخلات ورؤى ومعالجات مقابلة، يمكنها تنضيج المشترك بين مقترح النوافذ وإطلالاتها التنويرية وبين توصيات المتخصصين والجمهور وما يروه حاسماً في تقديم المعالجة الأنجع.
مرحبا بكنّ، مرحباً بكم في زاوية ((نوافذ وإطلالات تنويرية))، إنها محاولة لتفتيح النوافذ ومن ثمّ تفتيح البوابات وجعلها مشرعة للحوار الأنجع والأكثر تنضيجاً لمعطيات تجاريبنا الخاصة والعامة، تجاريبنا الجمعية التي نتبادل فيها الخبرات ونستقطب منها وبوساطتها المتاح من القيم السامية لمنجزنا المشترك
نافذة (1) بعنوان: منطق العقل العلمي ومنهجه
نافذة (2) بعنوان: المسرح والحياة
سلسلة إطلالات تنويرية للنافذة الثانية كل إطلالة هي حلقة من سلسلة حلقات المعالجة التي تصب بتناول العمق الفلسفي الفكري لخطاب المسرح وعلاقته بالواقع ومنطق العقل العلمي ومنهجه:
نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 02: المسرح والحياة \\ إطلالة 10: ظهور المرأة شخصية وقضية في المسرح
*** ***** ***
إلى إطلالات النوافذ التنويرية السابقة
*** ***** ***
إطلالات النافذة (1) وكانت بعنوان: منطق العقل العلمي ومنهجه
نوافذ وإطلالات تنويرية منهج العقل العلمي \\ نافذة 1ج منهج العقل العلمي وقدرات الفعل \\ إطلالة 30: منهج العقل العلمي وجوهر التجربة التاريخية لحركة التنوير
نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 1: منهج العقل العلمي وقدرات الفعل \\ إطلالة 26: منهج العقل العلمي وثنائية الخطاب بين إنسانيته ونقيضها
نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1ج \ منهج العقل العلمي وقدرات الفعل \ إطلالة 23: انسجام العقل العلمي وتناقضه مع سمتي الإيجاب والسلب.
نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1ب \\ نافذة 1ج: منهج العقل العلمي وقدرات الفعل \\ إطلالة 22 منهج العقل العلمي بين آلية بنيوية سليمة وأخرى للتمظهر والإيهام
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة1ب: منهج العقل العلمي وفلسفة التسامح إطلالة 18: منهج العقل العلمي ومبدأ احترام التعددية والتنوع في الوجود الإنساني
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1ب منهج العقل العلمي وفلسفة التسامح \ إطلالة17 التسامح فلسفة تتضمن خطى عميقة تعبر عن قوة أصحابها
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1ب منهج العقل العلمي وفلسفة التسامح \ إطلالة16 مدخل في مفهوم التسامح وقيمه السامية
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 منهج العقل العلمي وفلسفة التسامح \ إطلالة15 مخاطر التعصب في تعطيل منطق العقل العلمي وتشويهه
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 منهج العقل العلمي وعقبات تجابهه \ إطلالة14 منطق العقل العلمي بمجابهة عقبة الخضوع لرغبات تتبدى سلبياً
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 منهج العقل العلمي وعقبات تجابهه \ إطلالة13 كيف تكونُ (الشهرة) بتعارض مع اشتغال العقل العلمي؟ ومتى؟
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 منهج العقل العلمي وعقبات تجابهه \ إطلالة12 كيف يكونُ انتشارُ رؤيةٍ عقبةً بوجهِ اشتغال العقل العلمي؟
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 منهج العقل العلمي وعقبات تجابهه \ إطلالة11 الخضوع لسلطة (القديم) تبريراً للعجز وارتكاب الأخطاء
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 منهج العقل العلمي وعقبات تجابهه \ إطلالة10 عقبات تجابه اشتغال العقل العلمي فتسطو على وجودنا ونظمنا الاجتماسياسية
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة منهج العقل العلمي وعقبات تجابهه 1 \ إطلالة9 عقبات تجابه اشتغال العقل العلمي بين جذورها وتمظهراتها اليوم
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 منهج العقل العلمي ومبادئ تكريسه \ إطلالة8 منطق اشتغال العقل العلمي ومبدأ التجريد في تفاصيل وجودنا الإنساني
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية تافذة 1 منهج العقل العلمي ومبادئ تكريسه \ إطلالة7 منطق العقل العلمي وإشكالية الدقة والغموض في قراءة الواقع
زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة منهج العقل العلمي ومبادئ تكريسه1\ إطلالة6 اليقين في منطق العقل العلمي يبقى بالأساس موضوعياً لا ذاتياً
نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة منهج العقل العلمي ومبادئ تكريسه1 \ إطلالة5 منطق العقل العلمي بين سمتي الخصوصية والشمولية
نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 مبدأ العقل العلمي ومبادئ تكريسه \ إطلالة4: إدراك أسباب الظواهر مقدِّمة لمعالجتها وتجنب سلبية الوصف
نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 مبدأ العقل العلمي ومبادئ تكريسه \ إطلالة3 طابع التنظيم في منطق العقل العلمي وتناقضه مع عشوائية الاشتغال
نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 متهج العقل العلمي ومبادئ تكريسه \ إطلالة2 تساؤلات بشأن محاولات قطع الصلة بمنجز الأمس التنويري وتشوبهه لمنع مراكمة الإيجابي
نوافذ وإطلالات تنويرية نافذة 1 مبدأ العقل العلمي ومبادئ تكريسه \ إطلالة1 تساؤلات بشأن اشتغال منطق العقل العلمي لوقف تداعيات خطاب الخرافة
*************************************************************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
*********************************************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/