في لقاء على الهواء مباشرة يتلجلج أحد التنويريين حين سأله محاوره أين كنتم من فتوى (المرجعية الدينية) بالإشارة إلى الحرب على الإرهاب.. وينسى حقيقة أن قوى التنوير تشتغل بإطارات علمنة الحياة وتقوية مؤسسات الدولة الطريق الوحيد للقضاء النهائي والحاسم على الإرهاب فيما تحويل تلك الفتاوى إلى تجارة تسوق للميليشيات يظل مرفوضا ومدانا ويمنح قوى الإرهاب فرص عيش أخرى.. إن حماية الشعب لا تأتي عبر الفتاوى وإن كان بعضها جزءا من مهام التعبئة في لحظة بعينها إلا أنها يجب أن تبقى بحدود لا تتعارض وتقوية الدولة وسلطة الشعب نفسه ممثلا بالقانون والدستور الذي استفتى عليه الشعب .. ذلك هو الإيغال في التبعية للأخر بدل جذب هذا الآخر نحو فلسفة إنقاذ الشعب بحلول جوهرية لا تضعه بتجاريب مأساوية مضافة
هذي كلمة عاجلة موجزة عسى تكون صوتا بين اصوات الناس المغلوبين على أمرهم في طريق الانعتاق الحقيقي
موضوع الحليف (الديني) لا يخضع لاحتمالية أن يصيب ويحقق التغيير الذي ينشده الشعب، فهو في النهاية يمثل الاتجاه الآخر الضد من حركة التقدم والتغيير. وكل قشمريات (الإصلاح) التي يرفعها؛ هي شعارات جوفاء للتعمية والتغطية والمخادعة إذ كل جناح طائفي يحمل مهمته المخصوصة المكلف بها، في مرحلة بعينها؛ بينما الصحيح أن أية قوة تريد التغيير حقا، عليها أن تندرج في المشروع البديل، المشروع العلماني وبرامجه وليس مشروعاتها التي لا تقبل بكل احتمالاتها إلا المناورة والعودة إلى مربع إنتاج الطائفية وظلامياتها..
من يؤمن بالزعيم عليه أن يسمع صرخات الجياع والضحايا التي تقول له: فلتذهب إلى خيار زعيمك، من دون توريط الشعب بمزيد مطبات وفخاخ. فلقد شبعنا تجاريب ومذابح.. نريد الحقوق والحريات بعيدا عن أبوية تستعبدنا وتذلنا وتمن علينا..
لقد بلغ الشعب سن الرشد فكفى إذلالا وتبعية ولهاثا خلف المخادعات وإن تلونت هذه المرة بكل ألوان الطيف الشمسي: الوطني \ المدني؛ فليس ذلك سوى أردية كما طاقية التخفي لتضليل جديد آخر.. أفلا يتعظ من خرق وحدة قوى التنوير وبات مجرد مشوِّق لمنطق الخرافة ودجل شعاراتها التضليلية؟؟