إعلان موقف حقوقي تجاه الانتهاكات الجارية بإطار الحملة الانتخابية ونداء إلى جميع الأطراف الحريصة على مصالح الشعب وتأمين حيوات أبنائه وأمنهم للضغط والاهتمام بأولوية بالقضية لما تعنيه بخاصة مع اقتراب الموعد المحدد للانتخابات التي يجرونها مفصلة على وفق ما يحقق مصالحهم.. ومطالبة مشددة للجهات المسؤولة كي تتخذ الإجراء الفعلي الحازم والحاسم ومنع الاكتفاء بالكلام الذي يمرر الانتهاكات التي وصلت حد ارتكاب الجرائم
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي \ المرصد السومري لحقوق الإنسان
بين يوم وآخر تورد الأنباء مزيد انتهاكات واعتداءات بخاصة حال تركيزها على جهات وأطراف مدنية إيجابية؛ أي قوى من خارج سرب من يدَّعي المدنية والديموقراطية زيفاً وتضليلاً. فبين أبسطها شكلاً ممثلا في تمزيق صور الإعلانات ولافتاتها واتلافها، بوصفها إطلالة وحيدة لمرشحي النزاهة الذين لا يملكون فضائيات ممولة من واردات الفساد وبين ما ربما كان أشدها وطأة بالتهديد والابتزاز وما وصل إلى درجة محاولة الاغتيال، بينهما توجد، كما تورد الأنباء، كثافة غير طبيعية لفوضى الاعتداءات والتجاوزات ومخاطر الانتهاك الذي يمارس البلطجة بمرحلة الحملة الانتخابية، ابتزازاً للمرشحات والمرشحين والناخبين أيضاً قبيل يوم الانتخاب…
وإذا كان العراقيون يدركون حال السوء وكوارث تفصيل قوانين الانتخاب حتى تحولت لهزلية مفصلة نتائجها على مقاس أطراف الطائفية والفساد من أحزاب أودت بالوضع العراقي إلى ما هو عليه من نكبات، ويعرفون يقيناً كيف جرى تشكيل المفوضية بمنطق المحاصصة وطابع الأداءات التي تتحدث عن الآلية الألكترونية في إنجاز جانب من العملية الانتخابية، من دون أن يحظى الجمهور بما يطمئنه بشأن سلامة الفرز ونقل النتائج عبر ذاك النظام.. إذا كان يعلم بكل تلك الأمور فإنه يبقى صاحب حق في تأمين سلامة مَن سيشارك بالانتخاب ترشيحا وانتخابا وضبط الأمور بعيداً عن تلك المشاهد العنيفة الخطيرة التي باتت تنتهك كل القيم والأعراف الانتخابية الديموقراطية وتمعن في الاستخفاف بالحقوق والحريات…
إن مجرد التنبيه ولفت النظر وإطلاق التحذيرات من المعنيين بلا فعل قانوني ملائم، يلجم من يقف وراء تلك الأفاعيل، سيزيد منها ويفاقِم الأوضاع أكثر.. ونحن إذ نراقب عن كثب تلك المجريات، نشجب التراخي عن اتخاذ الإجراء الصارم بحق من ينتهك سلامة المواطنين بعامة ومنهم تحديداً اليوم المرشحات والمرشحين اللواتي والذين يتعرضون لظاهرة التشهير والتسقيط اللاأخلاقية ولجنح وجرائم الابتزاز والبلطجة مما تنشره أخبار تتابع المشهد..
وندين ما جرى حتى الآن بالفعل، من انتهاكات؛ مطالبين بإجراءات فورية تحمي الجميع والكشف عمن يقف وراء الاعتداءات التي تُرتكب في جنح ظلام وتخفٍ. وبالمجمل فإننا ندرك أن ما يجري ببعبع الصراعات وبعناصر متخفية وراء الأستار هو جزء من الوضع العام الذي أنتجه نظام الطائفية السياسية والفساد وهو ضمناً ايضا يستكمل تفصيل الأمور مسبقاً لإخراج ما يراه كثير من أبناء الشعب مسرحية (انتخابات) يسعون بها إلى تزييف إرادة الشعب أو سرقة صوته وتجييره بالمخالفة مع تطلعاته…
في ظل كل تلك الانتهاكات والمثالب التي تخضع لجدل السعي نحو تغيير الوضع والشروع بنظام مختلف نوعياً، لا يمكن لأية جهة حقوقية أن تسكت وتمرر بصمت ما اُرتُكِب وما يُرتكَب من انتهاكات فجة صارخة، مطالبين جميع القوى بالكشف بدقة وشفافية عن الجريمة وقيام السلطات المسؤولة بمهامها في حفظ سلامة أبناء الوطن ومنع أي اعتداء أو تجاوز يقع بحقهم وليس الاكتفاء بالتصريحات وإطلاق الشعارات..
نجدد إدانة تلك الوقائع المخالفة للقوانين ولتطلعات أبناء الشعب في حماية أمنهم واستقرارهم ونشدد على الانتهاء عاجلا وبما لا يقبل التأخير في ضبط الأوضاع وسلامتها (على أقل تقدير) في (الفضاء أو الحيز الضيق) الذي أخذتنا إليه قرارات إجراء الانتخابات؛ من دون أن تأخذ بالحسبان ظروف ملايين النازحين والمهجرين والمناطق المتفشية بها حال سطوة ميليشياوية وعناصر بلطجة وغيرها من أسباب الخلل الفادح بتفاصيل العملية الانتخابية..
وتبقى الكلمة الفصل المؤملة في ضبط الأوضاع وتطمين سلطة القانون والاستقرار وسلامة الجموع فعلياً بعد أن استبيحت المشاهد الواقعية بعنف وقسوة..
ليعلو صوت الحق والدفاع عن حرية التعبير وسلامة الأداء بعيدا عن مشاهد الخروقات والانتهاكات.
* شكراً لتضامنكم مع الضحايا التي تتركز وتتكف وسط المخلصين الأنقياء من حركة مدنية ديموقراطية تسعى لتوظيف المناسبة خطوة في طريق التصدي لمسؤولياتها من أجل التغيير وتلبية تطلعات الشعب بالضد من كل الانتهاكات بدءا بوضع الانتخابات وجوهرها وليس انتهاء بما يجري من تهديد وابتزاز وبلطجة