نعي وعزاء في قنديل من قناديل الجبال الكوردستانية الشامخة
رحيل (دانا جلال) صوفي النضال والثورة
إليكم أصدقائي من أبناء شعب كوردستان، إليكم أصدقائي من أبناء الشعب العراقي تحايا وداع برحيل مناضل من بين القلائل الذين تمسكوا بالنقاء وبصفاء الأفئدة وهي تشارك الرفيقات والرفاق مارش الكفاح دفاعا عن الفقراء والمحرومين وتمضي بهدير المسيرة النضالية دفاعاً عن حقوق أمة ما زالت تئن من التقسيم وأشكال الاضطهاد…
اليوم خبا صوت ظل يصدح بنشيد الأممية، نشيد الحرية والسلام.. اليوم انطفأ قنديل من قناديل المسيرة الوضاءة وأحد جنود فيالق الحب وأنسنة الحياة..
اليوم إذ يفقد الكورد راديكاليا في الحب، ثورياً في العشق الإنساني صوفياً هائما يتعبد بين جبال الشموخ ووديان تمتلئ بدفق أنهار الأمواه الحمراء الزكية؛ فإنّ أصدقاءكم العرب يشاطرونكم الفَقْد والخسارة الثقيلة فلقد كان رفيق نضال أممي وطني مثلما كان مخلصا وثابا في مهام الدفاع عن الهوية القومية ومعانيها الإنسانية السامية المتفتحة..
كل محبي القضية الإنسانية ومفرداتها القومية والوطنية ومناصريها يخسرون برحيل القنديل (دانا شقيق الجبل) خسارة ليست هيّنة، ها نحن نشم عبق القرنفل الحزين يعانق النرجس الكوردستاني ليواسي في فقيدنا جميعا..
كنتَ رفيق درب الفكر فلسفة احترمت الإنسان حد قدسيته وثقافة الحب والعشق حيث جسور علاقات مكينة متينة تساهم ببنائها بين شعوب بلادنا وقومياتها لمزيد وحدة جوهرها الأنسنة والروح الأممي.. لم تخذل المبدأ يوماً وكان صوتك عاليا يجلجل في ميادين الدفاع عن الحق والحقيقة، لم تخش فيهما لومة لائم..
وحتى رفاقك يوم تجد أن أمراً ليس في موضعه بالتمام كانوا يدركون أن صوتك الجارح بعلوِّه هو من نقائك الصوفي وحرصك وتمسكك بالمبدأ وبأفضل سبل الوصول إلى الحق…
ماذا أكتب فيك فأنت نِعم الصديق في تفاصيل يومياتك العادية ونِعم الرفيق في مسيرة النضال كوردستانيةً، عراقيةً، وأممية.. من المؤكد أن خصال المناضل الصوفي الراديكالي الثائر هي بعمق قنديل الشامخ حتى تنتصر القضية يوم تعلو أنوار الحرية من فوق قمم جبال كوردستان وتهدر الأنهار بهية بموسيقا العشق الإلهي ..
أفتقد صوتك الآن بحرارة تكوي الأضلع فمن ينادي رفيقه السومري كي يمحو الفوارق ويستعيد جسور الولادة الأولى؟ من الآتي بديلا لمناضل بهي في حركة التحرر وفي التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية يعدر بأناشيد التحالف الاستراتيجي الباقي أبداً؟ من يا صديقي ورفيقي؟
ولكن، نم يا صديقي ورفيقي، قرير عين فـ لك في رفاق الطريق من يحمل الراية ويتابع طريق الشعب نضالا يتمسك بقيم الكفاح والدفاع عن القضية وعن الفقراء.. نم يا شعلة حق، فالشعوب ومسيرة انعتاقها وتحررها تمضي قوية بفضل ما يتركه خالداً جنود ثوراتها المجيدة؛ وأنت يا ابن كولان الثورة وعلاماتها الباقية أبداً تارك في أحبتك صوفية النضال تلك الخصال وذياك الروح الوثاب..
وقريباً ستقرأ آيات الحرية والسلام ترفرف في ربوع روجافا وكل بقاع أرضك مشرقة عليها شمس العلم الكوردستاني وأنجمه وقد زال ما تلبد ثقيلا… سيكون اسم ترنيمة من ترانيم الناس الطيبة في خالديها. ستكون تريمة عراقية باقية كوردية عربية بصداقة الأمتين والشعبين وتحالفهما الباقي أبداً وسط تحالف الشعوب والأمم يشمخ ساطعاً نجمه.
وداعاً دانا جلال
تيسير الآلوسي
السومري وصديق الشعب الكوردي كما كنت ومعك أحبتي الكوردستانيين يطيب لكم أن تنادوني
*************************************
كلمة في الجلسة التأبينية لأربعينية الراحل دانا جلال26.06.2018
**********************************