في ضوء حال تحسس طرف أو آخر من طابع الحوار وعمق الطروحات، وفي ضوء طلب يريد مني الصمت وثانٍ يريدني أن أتجنب فتح حوار بموضوع أو قرار أو غيره، مما تفاقم مؤخراً والتهب بشأنه السجال بإشكالاته وتفاصيله وفي ضوء ترك شخصية أو أخرى صفحة لي هنا أو أخرى هناك بمواقع التواصل الاجتماعي وربما وجود متحفظ أو متحسس أو من تلتبس عنده الأمور فيما اقترح من معالجة.. ولأنني أهتم بكل من تنفتح معه جسور العلاقات الإنسانية بوجوده في صفحاتي، وددتُ توكيد سمة واحدة، تتجسد في كون تفاعلاتنا الحرة المفتوحة تتمسك بمنطق العقل العلمي وبقيم التنوير والتقدم وبأنّ ذلك هو ما ينقذنا من الوقوع بمطب أو آخر، حيث لا عصمة مطلقة لرأي ولكن سلامته تأتي من منجز التفاعلات البينية والاحتكام للتجاريب.. وثقتي أن تشغيل العقل وتوظيفه بهذا الاتجاه، هو الخيار الأسمى وليس الصمت ولا مصادرة حق الرد، فـلنفتح آفاق حوارات بلا منتهى سوى المنتهى الذي يؤشر التوصل لنتائج ملموسة مفيدة لتنوير عالمنا وسطوع شموس الخير والعمار فيه
مرحبا بمتنوع الرؤى والتفاعلات بتعدد توجهاتها الإنسانية
أيتها الصديقات الفاضلات، أيها الأصدقاء الأفاضل
صفحتي هذه تجدد وتؤكد ترحيبها بوجودكم فيها؛ وترى فيكنّ وفيكم جميعاً وكافة، بلا استثناء ولا تمييز، سببَ اشتغالها ومتابعتها فتح جسور العلاقات الإنسانية، بتعدد الانتماءات وباختلاف التوجهات والتفاعلات وبتنوع الرؤى والمعالجات والاهتمامات…
إنّ ما يجمعنا هنا هو بحثنا عن عمقنا الإنساني وعن وضع علاماتٍ أكثر نضجاً وسلامةً لخطى نسيرها معاً وسوياً… إنّ الاختلاف في رأي لا يُفسد للود قضية. ولعل من أبرز علاماتنا وأسماها هو تحملنا سمات الاختلاف وإقبالنا على قيم تنوعنا واحترامنا أسباب تعدديتنا في إطار وحدتنا الإنسانية…
إن احترام الآخر وطروحاته ومقترحاته، هي أول أسباب احترام الذات والسمو بها والتقدم خطوات في طريق أنسنة كل معاني حيواتنا… وعليه أجدد دعوتي إياكنّ وإياكم إلى موائد حوار مفتوحة باتساع الأفق.. أما محددات تفاعلاتنا وحواراتنا فتكمن في سياق قدسية وحيدة تكمن في احترام إنسانية وجود كل منا وحقوقه وحرياته التي تبقى مفتوحة حتى تصل أعتاب حقوق الآخر وحرياته لتقف عندها بكل الإجلال؛ حيث لا تجاوز ولا اعتداء ولا أيّ شكل لامتهان أو هوان…
إننا أيها الجمع الكريم بكل ألوف قلوبكم نقيم في ميدان الضمير الإنساني الحي، ونلتف حول موائد المحبة والصداقة والإخاء وتبادل احترام بلا منتهى؛ لا تقطع له طريقاً او درباً أية ضغائن أو مواقف مسبقة أو أي احتمال لإساءة إذ الإساءة مرفوضة قطعاً ونهائياً تجاه أية فكرة أو شخصية أو طرف..
إننا في صفحة تحفل بمنطق العقل العلمي ومنهجه، صفحة التنوير وتبنّي خطى التقدم من دون انحيازات ضيقة أو محدودة أو مخصوصة تفضي لتمييز مرفوض.. نحترم جميعاً حق الاختيار بكل اتجاهاته، ولكننا نأمل ألا يأتي حراك وقرار على أساس ردّ الفعل السلبي، القائم على وهم أو اتهام متأسس على سوء فهم الآخر، أو مغادرة التجاريب الإنسانية بتنوعاتها وولوج تجريب يُنذر بمخاطر غير محسوبة…
فلنحافظ على علاقات وطيدة بخاصة نحن قوى التنوير والتقدم والديموقراطية
لنكن على مستوى المسؤولية في حمل رسالة المحبة والدفاع عن الناس وأنسنة وجودهم
ولنتبنى استقلالية لا تقطع الصلات ولا تحجب مساراتها وولا تغلق نوافذها
ولنبتعد قدر إمكان كل منا عن قرارات ومواقف لا تقع في مسيرة خدمة الإنسان والارتقاء به وتحريره من مظالم زمن معقد بتفاصيل صراعاته، وقراءة سبل الحلول والبدائل.
لنكن على حذر من أن نوقع الإنسانية بمطبات وأحابيل قوى الشر والظلام وما تخفيه وراء نشر منطق الخرافة وما يتستر به من ادعاءات.. إن وجودنا معاً يفتح فرص قوتنا ويعضدها ويعمدها…
فمعاً وسوياً وأهلا وسهلا بكنّ وبكم جميعاً وكافة وبكل ما تتفضلون من طروحات وخيارات لأنسنة مسارنا وتفاصيله وها أنا ذا أتمسك بالجميع بلا تمييز ويسعدني وجود كل هذا التعدد والتنوع في انحداراتنا العرقية الأثنية القومية والدينية المذهبية والفلسفية القيمية والفكرية الاجتماعية السياسية بكل مصادر ثقافاتنا التي تلتقي بميدان إنسانيتنا الرحب المتسع لنا كافة.
سلمتم وإصباحاتكم شموس محبة وصداقة وإلى لقاء بعطاءات توحدنا وتجمعنا ولا تسمح بتفرقتنا.