نداء السلام من أجل إطلاق حوار فوري عاجل بين بغداد وأربيل
أوقفوا العبث السياسي وتحكمه بلقمة الأبرياء.. أوقفوا أشكال الحصار على كوردستان
لا تجعلوا من الاستفتاء عقبة بل لنتقدم معا وسويا بالحوار نحو البدائل التي يتم الاتفاق عليها
ليكن الحوار غير المشروط هو الطريق الوحيد لتجاوز ما ظهر من عقبات وما تكرّس من مشكلات معقدة
لا وقت للسجالات البيزنطية في ظرف يهدد بعض الشوفينيين بإشعال فتيل احترابات لا تبقي ولا تذر.. لنركز معا على كل ما يقود إلى الحل وإلى التطبيع بعيدا عن أولوية تسجيل الأخطاء وتبادل الاتهامات فالأولوية لحيوات الناس ولقمة الأبرياء. الأولوية لأسمى علاقات الإخاء على وفق ما تتوصل إليه الحوارات لا التضاغطات ومن يقف بمآربه وراءها..
عانت كوردستان منذ نشوء دولٍ، رسمت حدودها سايكس بيكو فقسمت الشعب والوطن على أربعة أقسام.. وتعرضت عبر عقود لجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ولكنها كانت دوماً تنتصر بفضل كفاح الشعب وإصراره على تحقيق أماله وتطلعاته، وجاء التضامن الأممي ووحدة حركة الأنصار والبيشمركة ليكون في سجل المسيرة المشرقة للنضال العربي الكوردي المشترك في إطار تحالفهما الاستراتيجي.
اليوم وفي ضوء سنوات عجاف لما بعد 2003 في العراق الجديد، وما جرى من طرف الحكم الطائفي في بغداد، ذلك الذي سعى باستمرار لتكريس ظلاميات فكره ونظام متخلف عاد ويعود بالعراق القهقرى؛ رفض شعب كوردستان مرارة الاستغلال والحصارات وصوّت لتقرير مصيره..
إنّ حصر القراءات القانونية بحدود زوايا نظر أو تقييدها بالخلفية السياسية في تحليلها وتحديدها حصرا بالمحددات العراقية، بعيدا عن عمق القضية الكوردية وأبعادها القومية والمعروفة أمميا باتفاقات سابقة، فإن المجريات باتت تستغل قضية الاستفتاء لتخضع لمزيد من تعسف نظام الطائفية الكليبتوقراطي، الأمر الذي نجم عنه إطلاق سافر لخطاب الكراهية والعنصرية والرؤى الشوفينية الاستعلائية، فضلا عن تجسيد ذلك بمزيد من تشديد الحصار سواء بإغلاق المنافذ الجوية والطلب من دول الجوار ونظمها التعسفية إغلاق المنافذ البرية وقطع التبادل التجاري فضلا عن قرارات أخرى لا تصب إلا في إيذاء شعب كوردستان وإيقاع العقوبات الجماعية المحرمة دولياً..
إنّنا إذ ندين أشكال الحصار الذي طاول ويطاول أشقائنا في العراق الاتحادي وفي مسيرة النضال التحرري وفي التقدم نحو بناء دولة علمانية ديموقراطية إنما نطالب بوقف تلك القرارات التعسفية المتخبطة والمتهورة وندين استنادها إلى نظم قمعية معادية لشعوبها ولاستقرار المنطقة كما نظام تركيا الأخواني ونظام الولي الفقيه الإيراني وهما النظامان اللذان قمعا التعددية والحريات والحقوق…
إننا نرفض الاستقواء بتلك النظم على حساب أبناء الشعب وندين جريمة الحصار ومحاولات تجويع الشعب وتركيعه؛ مطالبين المجتمع الدولي ممارسة دوره في إطار ما يكفله القانون الدولي حصرا، لمنع ما قد ينجم من كوارث نتيجة القرارات الخطيرة الأخيرة وهي التي لا يمكن أن يكون مؤداها إلا في طريق ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ثم وضع الشعب على شفا كارثة إنسانية مريعة…
وعراقياً، نؤكد اليوم واجب التوجه الفوري العاجل باتجاه:
- الشروع بالمفاوضات والحوار لتكريس حال البنية التي تضمن الوحدة في إطار شكل اتحادي يمكن التوصل إليه بذياك الحوار الجدي المسؤول بما يضمن الحقوق ويجنب الهزات الراديكالية.
- منع تأخير تلك الحوارات بين جميع الأطراف بخاصة مع مبادرات سواء من الجانب الكوردستاني أم من أطراف وطنية ديموقراطية عراقية عديدة.
- ولابد حتما وبشكل قطعي من منع تكبيد الشعب خسائر بشرية ومادية غير ، وذلك بالتراجع عن القرارات الهوجاء المتخذة..
4.نحن ندعو الجامعة العربية والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى ومحثهم لتحمل المسؤولية والاستجابة لنداءات شعوب المنطقة ومنظماتها في إعادة الأمور إلى نصاب يجلس حول طاولة حوار ويقطع السبيل على مشعلي الحروب وتصريحاتهم النارية المستفزة.
- إجرائيا، يلزم إطلاق حوار أولي مبدئي لجدولة الموضوعات ووضع الأسقف الزمنية في إطار المشروعات التي تم عرضها من جميع الأطراف الوطنية والدولية.
ونحن في التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية ومعنا عدد من منظمات المجتمع المدني الحقوقية المعنية بقضايا الشعوب وحقوقها بحجم انتشارها وسط شعوبنا العربية والأخرى المتآخية معها بمنطقة الشرق الأوسط، نعلن تضامننا الوطيد مع شعب كوردستان وهو تضامن مع شعبنا العراقي بكل مكوناته في فضاء لا يسمح بتكريس آليات الدولة الدينية الطائفية بل يعيد الأمور إلى حيث دولة ديموقراطية اتحادية تحترم الشراكة والمساواة بين أطرافها بدولة المواطمة الحقة..
ونؤكد توجهنا نحو حلول سلمية تعتمد الحوار غير المشروط بأية إكراهات سياسية، بخاصة تلك التي توقع عقوبات جماعية محرمة بحق الشعب بكل مكوناته فهي لن تكون عقوبات حصرية بكوردستان وشعبها بل ستمضي امتداداتها وذيولها للعراقيين جميعا..
نجدد نداء السلام الذي أطلقناه منذ مدة ونرى أنه الخيار الوحيد الذي يلبي حقوق الشعب بكل مكوناته.. حيث طريق الحوار طريقا لتلبية التطلعات والاتفاق على الخيار الأنسب والأنجع بوجود الضمانات لأي اتفاق جديد. وبالاستناد إلى قوى الحكمة والرشاد ومنطق العقل في تناول المجريات لا منطق التهديد والوعيد وما ينحدر به وإليه من مآل..
وتحايا إلى كل دعاة الحوار والتطبيع والعودة إلى طاولة المفاوضات وآليات السلام
أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
أمين العام
التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية